1 – تهنئة ! نهنئ الشعب السوداني الكريم بالعيد ال 56 للإستقلال المجيد ، أعاده الله على بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان بالمصالحات الوطنية والسلام ! كما نهنئ الشعب السوداني الكريم بحلول عام 2012 ، اعاده الله على الجميع بالخير والبركات ! ولا يحتاج المرء لكرة بلورية ، أو لضرب الرمل ، أو رمي الودع ، أو حتى لكجور طمبرة ، ليتيقن بأن عام 2012 سوف يكون سنة كبيسة وتكبيسة ومكبسة ، ( بالمعني الحرفي والرمزي والحقيقي ) ، لبلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ! ولكن رب ضارة نافعة ! وعسى أن تكرهوا شيئأ ، وهو خير لكم ! ولا ينبلج الفجر ، إلا بعد أن يصل الظلام إلى أوجه ! دعنا نتحاسب ، فالحساب بت نجيضة ، كما تقول المبدعة ! 2 - عام 2012 - عام الرمادة أم عام الإنتفاضة الشعبية ! يواجه نظام البشير ، ومعه بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ، ثلاثة تحديات عظام خلال عام 2012 ! أولا : التحدي الإقتصادي ! ثانيأ : تحدي المقاومة المسلحة ! ثالثأ : تحدي الإنتفاضة الشعبية ! 3 - دعنا نبدأ باستعراض التحدي الإقتصادي ! دعنا نأخذ بعض الأمثلة الحية ، لتوضيح كارثية المشهد الإقتصادي خلال عام 2012 ! + سوف تشكل ، خلال عام 2012 ، الجمارك والضرائب المباشرة وغير المباشرة حوالي 90% من دخل الدولة ، بعد زوال بترول الجنوب ، وزوال معظم الصادر الزراعي والحيواني ! بكلمات أخرى ، الفاتورة سوف يدفعها المواطن السوداني ، بدفعه للجمارك والضرائب ، لتمويل مداخيل الدولة والميزانية العامة ! النتيجة : سوف يزداد الحمل على جمل الشيل ( المواطن السوداني ) ، خلال عام 2012 ، أضعافأ مضاعفة ! هل يقوي جمل الشيل علي حمل الشيل خلال عام 2012 ؟ سوف نرى ! + مرتبات العاملين في الدولة تبلغ خلال عام 2012 حوالي 11 مليار جنيه ! الضرائب المباشرة وغير المباشرة ( المصدر الأساسي لدخل الدولة ) خلال عام 2012 ، تبلغ حوالي 9 مليار جنيه ! بفجوة حوالي 2 مليار جنيه ! النتيجة : هذه الفجوة هي كلمة الدلع لإفلاس بلاد السودان ! + تكلفة الإستيراد المتوقعة خلال عام 2012 تساوي حوالي 10 مليار دولار ! في حين كل حصيلة بنك السودان من العملة الصعبة تبلغ حوالي 5 مليار دولار ! بفجوة مقدارها 5 مليار دولار ! النتيجة : هذه الفجوة سوف تضطر بنك السودان لطبع أوراق مالية بدون غطاء ، مما سوف يضاعف التضخم ، ويجعل الدولار يتجاوز حاجز العشرة جنيهات ! ويستمر في القفز ، بالزانة ، دون كابح ، حتى ترجع الثلاثة أصفار إلى قديمها ! ( لمزيد من التفاصيل ، راجع حوار صحيفة رأي الشعب ( عدد الجمعة 30 ديسمبر 2011 ) ، مع الخبير الإقتصادي محمد ابراهيم كبج ! ) ! + الموسم الزراعي محكوم عليه بالفشل خلال عام 2012 لسببين : السبب الأول الحروب الأهلية في ولايتي جنوب كرفان والنيل الأزرق ودارفور ، والتوترات في ولاية النيل الأبيض ؛ السبب الثاني تحويل مياه النيل لملء بحيرة خزان مروي لصالح التوليد الكهربائي ، خصمأ على التخزين في خزاني سنار والروصيرص ، لصالح الري والزراعة ! وقلة وشح الامطار في معظم مناطق السودان ، في فصل الخريف السابق ! النتيجة : بلاد السودان مقبلة على مجاعة مؤكدة خلال عام 2012 ! النتيجة النهائية : + الوضع المختل المذكور أعلاه ، سوف يستفز اسعار المواد الغذائية الضرورية ، وتتفاقم الضائقة المعيشية ، و تزيد البطالة ، بمعدلات فلكية ، خصوصأ بين الشباب ! + هذه الفجوات لن تمكن نظام البشير من الصرف على الخدمات من تعليم وصحة ورعاية إجتماعية ، ولا على تأهيل وصيانة ، دعك من إقامة ، البني التحتية ! الصرف علي هذه الخدمات ، وغيرها ، سوف يكون صفرأ كبيرأ ، خلال عام 2012 ! ولن يستطيع الأبالسة الصرف على المنظومة الأمنية ( 60% من مجموع مرتبات العاملين في الدولة ) ، التي تضمن بقائهم في السلطة ! + كجور طمبرة يؤكد لك أن بلاد السودان مقبلة على حالة مجاعة ، وإفلاس مالي خلال عام 2012 ! بعد أول أبريل 2012 ، لن يجد نظام البشير المال اللازم ، لدفع مرتبات العاملين في الدولة ، بما في ذلك عناصر المنظومة الأمنية ! سوف تصير دولة الأبالسة إلى دولة فاشلة … لن تجد من يزاود عليها في المزاد العلني ! 4 - رد الأبالسة ! الأبالسة يعرفون هذا التحدي الاقتصادي الكارثي ، حق المعرفة ، كما اعترف أحد قادتهم ، ( الأستاذ مهدي ابراهيم ) ، يوم الجمعة 30 ديسمبر 2011 ، عند مخاطبته الندوة السياسية ، التي أقامها إتحاد شباب ولاية الخرطوم ، بمناسبة عيد الإستقلال! يذكرك الأبالسة ، بأنه مباشرة بعد انفصال الجنوب في 9 يوليو 2011 ، بلغ سعر كيلو الطماطم حوالي 20 جنيه ، وتفاقمت الضائقة المعيشية ، وقامت المظاهرات الليلية الإحتجاجية في أحياء العاصمة المثلثة ، وكثير من مدن السودان ! يدعي الأبالسة أنهم قادرون ومستعدون لمواجهة التحدي الإقتصادي ، خلال عام 2012 ، بالقمع ، والمسكنات والجزرات الأخرى ، في محاولة لكسب الوقت ! 5 – تحدي المقاومة المسلحة ! أضف إلى الكوكتيل الإقتصادي المتفجر ، المذكور أعلاه ، الحروب الأهلية المستمرة في دارفور ، وولايتي جنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، والحرب الباردة – الساخنة بين دولتي السودان ، والتوترات في ولاية النيل الأبيض ومنطقة المناصير ! لتعرف أن بلاد السودان سوف تكون معلقة على قرني تور جامح ، خلال عام 2012 ! في يوم الأحد أول يناير 2012 ، أرسلت اللجنة السياسية العليا لتحالف كاودا الثوري رسالة لقوي الإجماع الوطني ، تدعوهم فيها لحوار رسمى بينهما ( كقوتيين من قوى التغيير الديمقراطى ) ، للإتفاق على كيفية حكم السودان ، وفق برنامج وطنى جديد ، لبناء الدولة السودانية ، وإعادة هيكلتها ، لمصلحة جميع المهمشين من كافة القوميات ، وفى مقدمتهم النساء ! نتمي أن تستجيب قوى الإجماع الوطني لنداء تحالف كاودا الثوري ، حتى يتوصل الجانبان إلى صيغة تزاوج بين المقاومة المسلحة ( الزراعة ) ، والمفاوضات السياسية ( الحصاد ) ! الحوار الهادىء والموضوعي بين هاتين القوتين ، سوف يبني الثقة بينهما ! ويبني الثقة بينهما من جانب ، والأبالسة من الجانب المقابل ! والثقة هي العمود الفقري والأوكسجين ، الذي يسهل الوصول إلى إتفاق فاعل ، وقاصد ، وليس إتفاق زخرفي ، يكون نسخة مكررة من الإتفاقيات الديكورية السابقة ، التي تفنن الأبالسة في نقضها ، وتفريغها من مضمونها ! نتمني أن يصل حزب الأمة , وقوى الإجماع الوطني إلى قناعة أن المقاومة المسلحة تزرع ؛ والمفاوضات السياسية تحصد! ومن لا يزرع لا يحصد ؟ 6 – رد الأبالسة ! يتبج الأبالسة بأنهم استردوا الكرمك ، وفي طريقهم لإسترداد كاودا ، وتنضيف إقليم دارفور من الحركات الحاملة للسلاح ، كما برهن هروب قوات حركة العدل والمساواة إلى دولة جنوب السودان ، في الأسبوع الأخير من عام 2011 ! يقول الأبالسة بأن الأممالمتحدة ، وإدارة اوباما ( المجتمع الدولي ) ، قد أدانوا تحالف كاودا لحمله السلاح ضد نظام البشير ! تردد إدارة اوباما أنه لا يوجد حل عسكري لمشكلة سياسية ! بل على العكس ، تنتهي الحروب العسكرية بتسويات سياسية ! يتشدق الأبالسة بأن حزب الأمة ، الجناح الأقوى في قوى الإجماع الوطني المعارضة ، لا يوافق على سياسة تحالف كاودا في المقاومة المسلحة ، ويدين حمل السلاح ضد نظام البشير ! ويشير الأبالسة إلى أن الشارع السوداني لم يتفاعل مع إغتيال الدكتور خليل ابراهيم ، ولم تخرج أي مظاهرة ، حتى في إقليم دارفور ، تشجب اغتياله ! وإذا كان الأمر هكذا من عدم المبالاة والقبول السكوتي ، بإغتيال الدكتور خليل ابراهيم المسلم الملتزم ، فإن المواطن السوداني سوف يفرح ، ويخرج في مظاهرات تأييد ، لأغتيال العلمانيين المتمردين من أمثال مالك عقار ، و عبدالعزيز الحلو ، وياسر عرمان ! يدعي الأبالسة أنهم قادرون ومستعدون لمواجهة تحدي المقاومة المسلحة ، خلال عام 2012 ، بالقمع ، وتسخين الحرب على كل الجبهات ، في محاولة لكسب الوقت ! 7 – تحدي الإنتفاضة الشعبية ! إذا قرر الأبالسة الوقوف في محطة سوريا ، خلال عام 2012 ، واستمروا في استخدام الآلة الأمنية والعسكرية الشرسة ، لقمع أي مظاهرة سلمية ، او إعتصام ، أو عصيان مدني ، أو إنتفاضة شعبية سلمية ! واستمروا في منع الندوات ، ونشاط الأحزاب السياسية ، داخل وخارج مقارها ! إذا استمر الأبالسة في هذه الأعمال الذئبية ، فأنهم سوف يلقون ، في هذه الحالة ، نفس مصير سوريا ! وسوف يطبق عليهم المجتمع الدولي ، نفس الإجراءات التي تم تطبيقها على النظام السوري ! ببساطة ، لأن أي نظام للقمع والإستبداد لن يستمر في عام 2012 ، بعد عجاجات عام 2011 ! عناصر الأمن السودانية كلها مؤدلجة ، وإنقاذية 100 % ! في المقابل نجد عناصر وطنية وقومية وسط الجيش السوداني ، خصوصأ وسط الجنود والضباط غير العظام ! وقد رشحت شمارات عن توترات بين عناصر الجيش ، وعناصر الأمن ، خصوصأ في مواقع الحروب الأهلية ! النتيجة : في حالة إنفجار الإنتفاضة الشعبية ، لا يمكن الجزم بوقوف كل فصائل الجيش ، وقفة رجل واحد ، خلف نظام الإنقاذ ! وربما انحازت بعض العناصر القومية في الجيش إلى جانب الإنتفاضة الشعبية ! + رصد المراقبون تذمر وسط القواعد الإسلامية ، داخل المؤتمر الوطني ، وخارجه ! ووصل التذمر حتي لأوساط الدبابين والدفاع الشعبي ، كما ظهر في الملاسنة بين حاج ماجد سوار ، وبعض كبار قادة نظام البشير ، مما أطاح بالدباب حاج ماجد من تشكيلة الحكومة العريضة ! النتيجة : في حال اندلاع الإنتفاضة الشعبية ، فسوف ينضم بعض المتذمرين من الإسلاميين إلى الشعب المنتفض ، ضد نظام البشير ! + أكدت إدارة اوباما ( المجتمع الدولي ) ، دعمها لنظام البشير ، والعمل على استقراره ، لضمان استقرار دولة جنوب السودان ! استبعدت إدارة اوباما خيار إسقاط نظام البشير ، وعارضت خيار تغييره ، حتي بالوسائل السلمية ! دعت إدارة اوباما إلى إصلاح نظام البشير ، من الداخل ، وبالوسائل الدستورية والقانونية الناعمة ، كإجراء انتخابات مخجوجة ثانية لذر الرماد في العيون ! ولكن إذا هبت رياح الإنتفاضة الشعبية ، فسوف تغير إدارة اوباما ( المجتمع الدولي ) موقفها 180 درجة ! كما حدث في تونس ، ومصر ، وليبيا ، وسوريا ! 8 – رد الأبالسة ! يقف حمار الأبالسة عند عقبة تحدي الإنتفاضة الشعبية ! ولا يفقهون حديثأ ، غير ترداد أن الربيع السوداني قد بدأ يوم الجمعة 30 يونيو 1989 ! ويقول والي الخرطوم باستفزاز : ( لو المعارضة اخرجت 656 الف متظاهر ، سوف أستقيل ! الشعب كله معانا ! المعارضة سجمانة ! ) ! ويتسال الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل : ( كيف يمكن لشعب من الشحاتين أن ينتفض ؟ ) ؟ خلال عام 2012 ، سوف يزداد الوضع المحتقن في بلاد السودان ، تأزمأ ! الخلطة الجهنمية تحتوي على مواد عالية التفجير ، نذكر منها : + إفلاس نظام البشير المالي ، + المجاعة المتوقعة في عدة مناطق في السودان ، + الضائقة المعيشية المتأزمة ، + معدلات البطالة المتزايدة ، خصوصأ بين الشباب ، + رائحة الفساد التي تزكم الأنوف ، + مظاهرات وإعتصامات طلبة الجامعات في عدة جامعات ، + الحرب الأهلية المستمرة في إقليم دارفور ، وولايتي جنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، + الحرب الباردة بين دولتي السودان ! هذه الخلطة تحتاج لعود ثقاب لكي تنفجر ! خصوصأ وقادة نظام الأنقاذ أيدي سبأ في التفرق ، والتخبط والخرمجة والدغمسة ! مما ينبئ بوجود ثغرات كبيرة في نظام البشير ، يمكن الدخول منها ، وانجاح الانتفاضة ، لو صدق العزم ؟ من يشخط عود الثقاب ، ويفجر الإنتفاضة الشعبية ! الخطوة الاولي في هذا المسار هي أن تجلس القوى السياسية المدنية مع ثوار تحالف كاودا ، وتكتب معهم ميثاق الخلاص الوطني ، للخلاص الوطني ! والأهم أن يكونوا قوى الخلاص الوطني ! قوى الخلاص الوطني سوف تجمع قوي الإجماع الوطني ، وتحالف كاودا الثوري ، والجبهة الوطنية العريضة ، ومنظمات الشباب ، ومنظمات المجتمع المدني ، والحزب الإتحادي الديمقراطي ( غير المنبطح ) ! وقتها سوف يحدث الذوبان ! ويفور التنور ! ويصبح عاليها سافلها ! وتهب العجاجة ! وتتفجر أزاهير الإنتفاضة الشعبية ! ويتم كنس الأبالسة إلى مزبلة التاريخ ! ربما قال الرئيس البشير : ( لقد فهمتكم ! ) ! وطار إلى جدة ! وبعد … هل هذه أضغاث أحلام ؟ أم كتابة بالحبر الشيني ، علي حائط عام 2012 ؟ صبرأ يبل الأبري ، يا هذا ! أقول قولي هذا ، وأستغفره سبحانه وتعالى لنا ولكم ! قوموا إلى صلاتكم ، يرحمكم الله !