شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شاهد بالصورة والفيديو.. (تعال شيل عدسك كان تقدر).. جنود بالجيش يقتحمون موقعاً كان يتواجد فيه نقيب الدعم السريع المتمرد "سفيان" ويعثرون بداخله على "زيت" و "عدس" قام بتجهيزه لطبخه قبل أن يهرب ويتركه    بعد اجتماعه مع أسامة عطا المنان…برهان تيه يعود من جدة ويشيد بتجاوب رئيس لجنة المنتخبات الوطنية    شاهد بالفيديو.. أحد أصدقاء نجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب يظهر حزيناً على فراقه ويكشف أسباب وفاته ويطالب الجميع بمسامحته والدعاء له    معظمهم نساء وأطفال 35 ألف قتيل : منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة    عقار يؤكد سعي الحكومة وحرصها على إيصال المساعدات الإنسانية    قرار بانهاء تكليف مفوض العون الانساني    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    دبابيس ودالشريف    راشد عبد الرحيم: امريكا والحرب    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    ((نعم للدوري الممتاز)    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرة الألف…وغيبوبة مكي المغربي؟!
نشر في حريات يوم 16 - 01 - 2012

كتب الكاتب الصحفي الإسلامي بصحيفة السوداني وعضو المؤتمر الوطني البارز مكي المغربي مقالة بعنوان “لا إصلاح مع الأشباح.." بشكل خاص لسودانيزاونلاين، بيما في صحيفته كتب مقالة أخرى “المذكرة الغامضة..والمفوضية بطيخة مقفولة … وأشياء أخرى.!" وأجزم في الأحوال استنكاره لهذه المذكرة الغامضة، وإنه سأل بعض من وقع على مذكرة الألف إنهم لا يدرون عنها شيئا. سبحان الله!!
إذا لم يعرف هو القريب من السلطة وفي حزبها طبيعة هذه المذكرة داخل تيارها الإسلامي…أضف إلى ذلك إنه صحفي، فمن يعرف إذن؟ ولكننا تواسيه وهو خير العارفين، لا شيء في المؤتمر الوطني أو دولة المؤتمر الوطني يتم بأسلوب مؤسسي…كله بالموبايل، وحتى وزارة الخارجية تعمل بالموبايل!! ولعبة الموبايل تفيد في لعبة الاستغماء والتخفي والتكتل من الخلف والضرب تحت الحزام، أضف إلى ذلك لعبة الموبايل لا تترك أي أثر لأي جريمة مالية مثلا إذا حدثت..لا أحد يمسك على أحد شيء!! ولكن بالرغم من ذلك سنحاول أن نجتهد في تفسير لغز مذكرة الألف، المؤتمر الوطني الذي بدأ انقلابه الأبيض “بمذكرة العشرة” ربما ينتهي بانقلاب آخر بمضروب عشرة!!
قبل أيام قليلة ذهب مائة شخص من السلفيين السروريين وأنصار السنة واقتحموا القصر الجمهوري واستقبلهم رئيس الجمهورية في جلسة خاصة – سموها “مناصحة للرئيس أو الحاكم"..وكانت مغلقة!! فهل هؤلاء المائة لهم علاقة بالألف أصحب المذكرة الغامضة؟ أنا شخصيا لا أدري ولكن أرجح أن الألف أصحاب المذكرة، وكما جاء في مقالة المغربي التي تحكي عن البطيخ المقفول، هددوا بتقديمهم استقالتهم من المؤتمر الوطني في حالة عدم الاستجابة لإصلاحاتهم – وهذا التعجيز بعينه- فمن يستطيع إصلاح هذا المؤتمر الوطني؟ معلومة الاستقالة قالها المغربي!! فإذا استقالوا اين سيذهبون؟
المرجح سينتقلون للتيار السروري..!! لذا رؤوس المائة ذهبت للقصر بعين قوية وبألف كرت أحمر في يدها ضد القصر، هذه المائة بلا شك هي وثيقة الصلة بالطيب مصطفى وسعد أحمد أحمد كومباني، اضف إلى ذلك التحليل الخبري للكاتب كمال سيف السويسري لا تدعه يفوتك، بعنوان: “حاج ماجد سوار من مقر جريدة ألوان يقود الحركة التصحيحية”.
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-40848.htm
فهذا التحليل الخبري للكاتب كمال سيف جيد وواقعي ومنطقي، ويكمل البناء الذي بنيته كأسس للفرضية في مقالة باسم “سقوط الأقنعة في دار حزب الأمة القومي”!! وكما قلت في مقالتي، هنالك “طبخة” تدور خلف الكواليس ما بين كل الأطراف السياسية.. حكومة ومعارضة تقليدية وإسلامية، مع استثناء الشيوعيين والبعثيين وهم آخر من يعلم!! بل ذهبت أبعد من ذلك حين قلت أن الترابي هو من في يده “كمشة” الحلة. ومما قلته أيضا لن يسمح الشيخ الترابي أن يسقط النظام القائم بثورة شعبية..لأنه من جانب مغرم بتجميع النقاط الإسلامية لصالحه – حتى ولو هلك ثلثا الشعب السوداني، ومن الجانب الآخر تصبح فضيحة إقليمية له إن سقط نظامه الذي بناه بنفسه في نظر الإسلاميين في مصر وتونس الخ حين يشار إلى السودانيين بالفاشلين – ويكفي نقد الغنوشي لتجربة الإنقاذ فيها عبر ومواجع لهم مثل الدبابيس!!
طبيعة الطبخة السودانية، ومذاقها، وتوابلها شرحتها مقالة كمال سيف!! ومن هذه المقالة الهامة، نستنتج أن مفاتيح اللعبة السودانية هي في يد “البغل القطري”..وهذه ليست مبالغة مني!!
فالبغل القطري ذهب إلى موريتانيا وجلس مع الرئيس الموريتاني لكي يمارس هوايته بدبلوماسية دفتر الشيكات والعصا السلفية – وكما أتضح مؤخرا في “قصة سوريا”، وفي يده أيضا الهراولة الأمريكية والإسرائيلية!! ولكن الرئيس الموريتاني من طينة أخرى غير طينة السودانيين!! لقد فعلها الرئيس الموريتاني، فمتى يتعلم منه السودانيون!! فبعد مشادة كلامية غادرة الأمير حمد مطرودا طردا مباشرا برغم ظروف موريتانيا الاقتصادية الصعبة إلا أن هناك من أستطاع أن يقول لا لدراهم وريالات أمراء قطر وبشكل فيه كثير من الإهانة لهم!! نقلت جريدة الشروق الجزائرية اليومية واسعة الانتشار في عددها الصادر صباح اليوم السبت عن مصادر إعلامية موريتانية، أن زيارة الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لموريتانيا، لم تمر كما توقعتها قطر ولا الجمهورية الموريتانية، حيث أكدت بعض المصادر أن اللقاء الثنائي شهد مشادات كلامية في ختام الزيارة، ووصفها البعض بالطرد المباشر للأمير حمد!!
وأكدت المصادر ذاته، أن المشادات حدثت في نهاية اللقاء بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وأمير قطر، حيث أفاد مصدر مقرب من القصر الرئاسي في موريتانيا لعدد من الصحف الموريتانية، أن أمير دولة قطر نصح ولد عبد العزيز خلال حديث دار بينهما بضرورة إحداث إصلاحات ديمقراطية في البلاد، من خلال بسط الحريات وانتهاج سياسية اقتصادية ناجعة، وتقريب التيار الإصلاحي الإسلامي، والتشاور معه، والاسترشاد بالشيخ محمد الحسن ولد الددو، الذي أثنى عليه الأمير. غير أن هذه النصيحة -حسبه- أثارت حفيظة ولد عبد العزيز، الذي انتقد السياسة ‬القطرية ‬فيما ‬اسماه تصدير الثورة وتوجيه قناة الجزيرة بالتأليب والتحريض، ضد ‬الأنظمة ‬العربية، ‬معتبرا ‬أن ‬نصيحة ‬الأمير ‬القطري ‬له ‬تدخل ‬في ‬الشؤون ‬الداخلية.
ومما أضفى على هذه التسريبات نوعا من المصداقية كانت هنالك حادثة فريدة من نوعها في مراسيم استقبال وتوديع الضيوف في موريتانيا، فالرئيس الموريتاني لم يودّع ضيفه القطري إلى المطار، كما لم يسمح للوزراء بتوديعه!!
واستدلّ الناقلون للخبر بكيفية تعاطي التلفزة الموريتانية مع حفل توديع الأمير القطري، حيث لم تبثه مثلما تعود الموريتانيون خلال زيارة أي مسؤول لبلاده وجاءت زيارة الأمير القطري لموريتانيا في وقت غير مناسب، مثلما وصفته المعارضة الموريتانية، وهي الزيارة التي تأجلت أكثر من مرة، واتفق أخيرا على موعدها وأهم محاورها، وكذا الترتيبات النهائية لها والتي لم يعلن عنها حتى عشية الزيارة، هذه الأخيرة تجاهلتها وسائل الإعلام الرسمية ولم تعطها الزخم المعتاد للزيارات المشابهة!!
الشيخ الددو!! كلو وإلا الشيخ الددو!! كما تقول نادية عثمان!! هذا الددو يعتبر من خط القرضاوي “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، وعضو في تنظيم الأخوان المسلمين الدولي!! ولم ينشيء السروريون “رابطة علماء المسلمين” بهذا المسمى الشمولي إلا لمنافسة وإقصاء منظمة القرضاوي التي هي عبارة عن صندوق بريد في أحسن الأحوال!! وقطعا لن تصمد أمام المنظمة السرورية الجديدة التي أسست واصبح الأمين حاج محمد أمينها، وهو في نفس الوقت عضو “الرابطة الشرعية لعلماء المسلمين” السرورية لعبد الحي ومحمد عبد الكريم كومباني!! “رابطة علماء المسلمين” رابطة جديدة سرورية، تم تأسيسها قبل ثلاثة أعوام في الكويت وليس السعودية فالسروريون مغضوب عليهم في المملكة السعودية، إذ حضر تأسيسها قطب الرحي السعودي عبد العزيز وهو شقيق أمين رابطة العالم الإسلامي السعودية عبد الله ابن عبد المحسن التركي – ومن الحضور محمد عبد الكريم وهو من أعضاء هيئة التأسيس وقد حضر تأسيس رابطة علماء المسلمين بجانب قائد السروريين السعودي ناصر سليمان العمر صاحب إسلام-ميمو islammemo!!
بهذه الخلفية نرى كيف أن الحركيين الإسلاميين السودانيين بجميعهم مرتبطين ومدمجين بالخليج وبأموال الخليج – بدون خجل!! وبالتحديد، حتى لو جوزنا الارتباط، إنه من المخجل على أية إسلامي أن يربط نفسه بحكام قطرائيل!! فأبن عم أمير قطرائيل هدد وزير الخارجية الجزائري في مرأى ومسمع من علي كرتي في الموضوع السوري قائلا: “ستحتاجونا..والدور جاي عليكم!!". أي البغل القطري سيطلق عليهم السلفيين السروريين في الجزائر..فركة كعب من ليبيا وتونس فالسلاح الليبي كله في يدهم..لأن الوزير الجزائري لم يوافق على تجميد عضوية سوريا بجامعة الدول الأمريكية الناطقة بالعربية!!
لكي تفهم حالة المؤتمر الوطني..عليك أن تفهم ماذا يدور في الخليج وفي بقية الدول العربية – ومثاله قصة الرئيس الموريتاني الرجولية وحرصه على عزة نفسه وبلاده واستقلالها في وجه الإملاءات القطرائيلية!! فخزانة دولة المؤتمر الوطني فارغة من الدولارات، وقيادته تسابق الريح لكي لا يتهاوى الاقتصاد السوداني وترتفع معدلات التضخم وإلا ثورة شعبية بالمرصاد، ولكن كيف..والبغل القطري يفرض شروطه كما رأينا في موريتانيا!! ويمكن الاستنتاج أن مذكرة الألف وعلى رأسهم زوار القصر المائة هو تحرك مربوط بخفية بدولة قطر لابتزاز المؤتمر الوطني – وأترك جانبا أن هؤلاء الألف بلا شك يتلهفون أيضا لإبلال أفواهم جيدا بالريال القطري أو السعودي – ومن السهل شرائهم لكي يستقيلوا من المؤتمر الوطني!! الموقف القطري تجاه دولة المشير عمر أحمد البشير هو برمته شرطي أي قروض دولارية مقابل المزيد من فتح أبواب السودان للسرورية والسلفية عموما!! وبالمقابل المؤتمر الوطني أيضا يزايد، فالدكتور محمد المصطفي الفكي الياقوتي، ابن الصوفية جاهز لكي يصبح وزيرا للدولة بوزارة الأوقاف – ولكن مع وقف التنفيذ، فهذا الوزير إلى اليوم لم يستدعوه للقسم، ولسان حال رجال البزنز في المؤتمر الوطني – “لو “دايرين المنصب خلو قطرائيل تدفع” أربعة مليارات دولار…!!
إذا صحت مقالة الكاتب كمال سيف بكاملها، وأن الشيخ الترابي أشترط ذهاب العسكر بكاملهم من مسرح الدولة إلى سكناتهم – كشرط لتوحيد الإسلاميين وفتح صفحة جديدة بعد تنظيف اللصوص منهم، وإذا رفض البشير وعساكره هذا الشرط كأن يتركوا السلطة، فالمسرح السياسي السوداني سيصبح أكثر تعقيدا وأكثر انفراطا – أي اتجاه تمزق السودان!! سيتشبثون بالسلطة، ومن يحاول مثلا إقناع علي عثمان محمد طه النزول للمعاش كمن يحرث في البحر!! في هذه الزنقة زنقة المالية التي سقط فيها المؤتمر الوطني وسقطت معها أسنانه واصبح عاريا وفي أضعف أحواله، نجد الصادق المهدي في أعلى درجات سروره الذي لا يخفى على العين وأخذ يشع من وجهه الحبور، لقد أعطوه جزءا من أوراق أو كروت اللعبة السياسية، فبشرنا أولا أن الدولة السودانية ستكون إسلامية خالصة، أي ليست دولة مدنية، ثم أخيرا بشرنا بفتوى وقوف النساء محاذيات للرجال في الصلاة..وإنها غير مطالبة «بما يسمى حجاب» والنقاب في المجتمعات الحضرية يوفر وسيلة لوجوه الإجرام في رأيه، ثم نادى بإقامة نظام جديد بدلا عن المطالبة بإسقاط النظام!! ومعى ذلك ينشغل الصادق المهدي بالفتاوى الثانوية، ولا يسأل ما هو عمق وطبيعة علاقة الحركة الإسلامية السودانية بدول الخليج – وطني وشعبي؟؟ وهل هذه العلاقة طبيعية إيجابية؟ هذا هو السؤال الحقيقي، وإذا صمت الصادق المهدي عن هذا السؤال أو الأسئلة فهو بايع للسودان مثله ومثل الآخرين..
بلا شك أن الصادق المهدي وغيره مثل الإسلاميين في السلطة أو خارجها قد أدركوا بحسهم السياسي أن هنالك “ربيعا أمريكيا” يزدهر ما بين الولايات المتحدة وبين الأخوان المسلمين والسلفيين بأضرابهم!! ولكن سياسيونا السودانيين لا يدركون كيف؟ يجهلون كيف حدث هذا التحول الأمريكي. الفضل يرجع إلى بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي. ففي الفترة التي انتقلت فيها السلطة من إدارة بوش إلى إدارة أوباما وجلوس الفريقين مع بعضهما البعض لتسليم السلطة، حشر بندر بن سلطان نفسه في وسطهما، وتناقش الخلف والسلف مقترحاته..وعليه تبناها أوباما وإدارته!!
لا يخفي على المراقبين المحترفين أن أسامة بن لادن توفى بسبب مرض الكلى في نوفمبر أو ديسمبر 2001م حين كان مطاردا من قبل القذف الأمريكي المكثف في جبال تورا بورا. هذه الوفاة صرحت بها المخابرات الباكستانية وقتها، ولكن واشنطون حاصرت الخبر، فإذا مات بن لادن..لن يبقى لواشنطون ذرائع لبسط أستراتيجيتها الكونية لإنقاذ عملة الدولار بعنوان محاربة الإرهاب!! وفي 2003م ألتقط بول برايمر مراسل الجزيرة لبغداد الشاب الصغير وضاح خضنفر ورشحه للبغل القطري لكي يكون مديرا قناة الجزيرة!! وعلى يد خضنفر تمت فبركة كل الشرائط التي تتعلق بالقاعدة وأسامة ابن لادن!!
إذ يبدو من مصلحة الطرفين ايمن الظواهري وواشنطون ألا يعلنا وفاة بن لادن في وقتها!! ولا يصعب ولا يستبعد أن أرضوا غرور أيمن الظواهري عبر عميل سعودي أن الأفضل لهم الصمت على وفاة بن لادن حتى لا ينتكس التنظيم، بينما سيحصلون على شهرة مجانية!! ولكن هنالك عشرة سنوات تامات ما بين 2001 م عام 2011م تغيرت فيها قضايا عديدة، منها سيطرة واشنطون بدعم قطري سعودي استخباراتيا لى تنظيم القاعدة تماما، عبر قنوات ثابتة ورصد وتحكم كامل!! بل أقامت واشنطون مراكز بحوث كاملة لمتابعة السلفيين حركيا وتنظيريا، وعرفت كل كبير وصغيرة عنهم عبر النيت وغيرها مثل متابعة المراكز الإسلامية في العواصم الغربية إضافة إلى عملاء اخترقوا التنظيم، ثم ما قد تجود به مخابرات العواصم العربية والإسلامية مثل السودان، وباكستان الخ! من معلومات! فعلى سبيل المثال لا الحصر صادرت أو أوقفت السعودية كل المنظمات الطوعية الأهلية في المملكة التي كانت تمول السلفين الإقليميين والدوليين بأسلوب متفلت وغامض، ومنعت البنوك السعودية من أية تحويلات ذات صفة وشبهة تنظيمية، وجميع المنظمات الخيرية أعيد تنظيمها في حدود 364 منظمة تشرف عليها المخابرات السعودية مباشرة أو بالوكالة!!
بعد انتهاء مرحلة فهم واستيعاب الظاهرة السلفية عبر مراكز البحوث المتخصصة في ظاهرة السلفية في العواصم الغربية وقد استخدمت كل وسائل التجسس الحديثة والاختراق، وبعد الانتهاء من دراسة كافة التقارير عبر “مراسلي” قناة الجزيرة والعربية والمخابرات العربية النشطة – حتى عبد الباري عطوان كان صديقا لتنظيم القاعدة الخ، تلت مرحلة الفهم والاستيعاب والمتابعة مرحلة التحكم في الظاهرة السلفية وتوجيهها لوجهة معينة عبر التحكم في إقامات السلفيين لدى الدول المختلفة، ورصد أموالهم وشبكاتهم النشطة الخ ثم الترويج والتحكم في عقلهم الجمعي نحو هدف معين. ويعتبر المال هو عصب هذه التنظيمات تموت بنقص الأموال وتنعش بكثرة الأموال بيدها!! توظيف السلفية لوجهة وأهداف معينة لم تأخذ به إدارة بوش الأمريكية من ضربة البداية، أستوعبتها على مراحل بفضل جهود بندر بن سلطان وجلساته الخاصة الطويلة مع بوش – ولكنه لم يطبقها، ثم شاركت إدارته المودعة في الرأي بجلسة بندر بن سلطان مع الإدارتين معا عام 2008م، ولكن نذكر القارئ الكريم، كانت الظاهرة السلفية (القاعدة) بشكل دائم وأبدا تتحكم فيها السعودية ومن بعدها دولة قطر – والشيشان مثال على ذلك!!
ويعود اصل فكرة توظيف القوة السلفية الجهادية توظيفا سياسيا إقليميا إلى أسامة بن لادن، وكانت تربطه علاقة وثيقة برئيس جهاز المخابرات وقتها الأمير تركي بن عبد العزيز. فحين رجع أسامة من أفغانستان بطلا إسلاميا عام 1989م بدحره للسوفييت مع الأفغان العرب، أكرمته المملكة السعودية رسميا وشعبيا!! أنشرحت شهية أسامة وقتها وأخذ كبطل إسلامي عام 1989م يلقي محاضرات بالرياض أنه يجب أن يستفاد من الأفغان العرب بعد انتهاء مهمتهم في أفغانستان بالزج بهم في “اليمن” وفي “العراق" في سياق الجهاد السلفي المحض، بهدف التوسع والهيمنة hegemony السياسية والمذهبية لا غير. هذه المحاضرات أحرجت الملك فهد صديق صدام حسين، وطلب منه صديقه الأمير تركي بن العزيز رئيس المخابرات السعودي ألا يحاضر هكذا حتى لا يحرج المملكة مع العراق، هذا المحاضرات كانت قبل أن تكون هنالك أزمة تسمى أزمة الكويت، وقبل أن تسوء علاقة صدام بفهد – أي في الوقت الذي زار فيه الفهد العراق وأهدى صدام كلاشنيكوف من الذهب الخالص!!
وبعد سنوات قليلة فعلا حاربت السعودية الحوثيين في اليمن والعراق، نفس فكرة أسامة ابن لادن!!
وفي سياق تبني أوباما إستراتيجية وتكتيك بندر بن سلطان أي دعم الإسلاميين، زار أوباما كلا من تركيا ومصر وتحدث كثيرا عن الإسلام بكل شيء طيب فيه في عقر داره، وغازل السلام العالمي وتمنى عالما نظيفا من القنابل الذرية فخطف عقول وقلوب العالم، ومن ضمنها عقول وقلوب الإسلاميين!! ولم يكن اختياره التكتيكي هذا الجديد سوى الانقلاب على تكتيك بوش الصغير، فبدلا من معاملة السلفيين كفيران مضرة عملت إدارة أوباما لكي تستخدمهم في تكتيكاتها واستراتيجيتها الكونية كفيران تجارب بدءًا من عام 2008م، ولكي يكسب أوباما ثقتهم أدان معتقل غوانتنامو وفك أسرهم الخ. عموما، كانت على عاتق أوباما مهمتان أساسيتان: كسب ود الإسلاميين وإنقاذ عملة الدولار – لقد أنهك بوش الميزانية الأمريكية!! ولكي ينقذ عملة الدولار كان على أوباما أن يغير من صورة واشنطون السالبة في العالم الحانق على بوش وأن يخفض من حدة لهجة بوش السابقة وأن يبحث عن ورقة غير مكلفة للحفاظ على الامبراطورية، بعد أن وضح الفشل الذريع في العراق وأفغانستان!! فكان ليس أفضل من أن تنأى واشنطون بنفسها من الدخول في تجارب خاسرة مثل العراق وأفغانستان الخ التحالف مع الإسلاميين بخفية، وإعطائهم الضوء الأخضر طبقا لخطة بندر بن سلطان لكي ينفذوا لها الإستراتيجيات المرغوبة بالوكالة by-proxy!! خاصة بعد أن أكد الإسلاميون لأوباما في مصر أنهم سيحترمون معاهدة السلام مع إسرائيل، وبعد أن قطعت قناة الجزيرة مرحلة عمرها عشرة سنوات في تطبيع وجوه الإسرائيليين لدى المشاهد العربي ومن ضمنهم طبعا الإسلاميين، ومع اكتمال السيطرة على الظاهرة السلفية واكتمال السيطرة على قنوات الصرف المالي ..لا يبقى سوى لعب الأدوار والتنفيذ!!
من ضمن الشروحات التي قدمها بندر بن سلطان أمين الأمن القومي السعودي للإدارتين مجددا وتبنتها إدارة أوباما، التحريض على سوريا والمقاومة وإيران. فهزيمة إسرائيل في يوليو/اغطس 2006م على يد حزب الله صنعت عقدة ضخمة لدى الإدارة الأمريكية والإسرائيلية معا. وعندما أتت نتائج البحوث الأمريكية إيجابية 2008-2011م إنه يمكن الاعتماد على السلفيين والإسلاميين عموما قتل باراك أوباما أسامة بن لادن في مسرحية واضحة الصنع إيذانا بإنهاء مطاردة واشنطون لأسامة بن لادن وسلفيي القاعدة وبانتهاء مطاردة السلفيين والإسلاميين عموما. وقتل أسامة بن لادن لا نعني به القتل الجسدي – فهو ميت منذ 2001م، بل نعني قتل الرمز المعنوي التلفزيوني الذي صنعه وضاح غضنفر – بقناة الجزيرة. يقولون قذفوا بجثته في البحر، ولا تكون مخطئا إذا تصورت تلك الجثة التي سحبتها طائرة الهيلكوبتر إلى عرض البحر أنها من المطاط المحشو بالرمل.
التحريض من قبل بندر بن سلطان للإدارة الأمريكية على سوريا والمقاومة وإيران ليس هو الأول في تاريخ أسرة آل سعود، فالملك فيصل كتب رسالة مؤرخة في 27 ديسمبر 1966م إلى ليندون جونسون يحرضه فيها مباشرة لضرب مصر عسكريا، وتأديب سوريا، وتقسيم العراق بإقامة دولة كردية، واحتلال الضفة الغربية وغزة. ومن تاريخ الخطاب وحتى السادس من يونيو 1967م لم تتوقف المراسلات والوفود السعودية والحض لواشنطون للقيام بالعملية، كل الأمراء شاركوا في المؤامرة، وقبل ضربة يونيو بأيام، أخذ الأمراء يروجون في الرياض: خلاص البكباشي حينتهي!! يقصدون عبد الناصر. من ضمنهم الأمير محمد الفيصل بن عبد العزيز – صاحب بنوك فيصل لا الإسلامية، كان محرضا لإدارة جونسون يوميا وبشكل مباشر لإتقانه اللغة الانجليزية تنفيذا لأوامر أبيه. سنكتب مقالة خاصة عن هذا الموضوع..موضوع الملك فيصل بن عبد العزيز وتحريضه لجونسون ضرب مصر – عبر وصلات نشطة بأرشيف الحكومة الأمريكية..!!
وفعلا تشير كل المؤشرات أن أوباما نفذ خطة بندر بن سلطان!! وقبل سنة أو اكثر أختفى بندر من الساحة الإعلامية تكتيكيا، فروجوا أنه مريض، وأخرى أنه حاول الانقلاب على الملك عبد الله الخ. وفي حقيقة الأمر هذا الاختفاء يشبه اختفاء الدكتور جعفر شيخ إدريس غير المنطقي من الساحة السودانية، أتضح بشكل مؤكد إنه هو الذي يدير عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم كومباني من الخلف، ويغزل لهم مع النظام السعودي ومؤسساته بما فيها مدهم بالأموال التي تتدفق عليهم، وكذلك بالتعليمات التكتيكية المرحلية!! فبندر رائحته في التآمر مفضوحة في كافة العالم العربي، فهو الذي خطط مع ال CIA لاغتيال المرجع اللبناني السيد محمد حسين فضل الله بعربة مفخخة قتلت 280 فردا، ونجا منها السيد بسبب امرأه طلبت منه فتوى أخرته من الخروج من المسجد الحسيني لعدة دقائق!! وبندر هو من أغتال رفيق الحريري، وهو من مد جون قرنق بسفينتين محملتين بالسلاح عبر كينيا الخ والقائمة طويلة، فمع اللعب الخليجي السلفي في إزاحة النظام الليبي، ثم تقوية السلفية الجهادية في شمال لبنان، والغزل مع تركيا الخ..كل الدلائل والقرائن الاستخبارية تشير إنه هو المخطط والممول لأطواف السلفية التي زج بها عبر الحدود السورية..مدعوما من البوق القطري الشيخ القرضاوي. لذا فضل بندر بن سلطان أن يختفي من الصورة الإعلامية لكي يعتم على دوره المحوري مع الإدارة الأمريكية والدور السعودي في اللعب في مصر وتونس واليمن ولابحرين وسوريا والسودان، حتى يبدو كل شيء في الساحة العربية طبيعيا، وكأن كل شيء يتحرك بعزمه الذاتي، وليس عبر خيوط تنتهي في يد أوباما.
مع هذه البانوراما الإقليمية.ينكشف بوضوح أمر الإسلاميين السودانيين ومذكرة الالف، فاللعبة التي تدور في السودان الآن لا تنفصم من شبكة العلاقات الإقليمية والدسائس والمؤامرات الخليجية!!
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (محلل سياسي)
shawgio“hotmail.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.