وأخيرا استيقظ المفكر الإسلامي رئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي وواجه حقائق السلفية المحلية والإقليمية بكفاءة، متأخرا نعم.. ربما كثيرا، ولكن أن تأتي صحوته متأخرة هي خيرا من ألا تأتي على الإطلاق. فالشعب السوداني يظل وما يزال هو الذخيرة الحية في وجه السلفية الوهابية الحشوية وفي وجه التآمر الإقليمي السلفي الغربي لتقسيم السودان مجددا. فالتقسيم والتشطير لن يقفا عند حادثة فصل جنوب السودان، بل سيستمر على يد قيادات المؤتمر الوطني، ونحن نتفرج!! وعليه، ندعو قيادات المؤتمر الوطني أن توقف خبالها وترهاتها وتترجل..قطبي “النقدي”، والكرت الفاشل، وربيعهم البائس، وغازيهم التائه، ومستر ويكي “أبو وشين”، ومُنَظِّرهم الصغير المنفوش النيفاشي، وخطيبهم الأبله..لتترك هذه القيادات الترهات والإدعاء إنها على شيء ولتوقف أكاذيبها أن السودان مستهدف من قوى أجنبية، ونقول لهم أن هذه القوى الأجنبية مغروزة في أوصالكم وأجنابكم، وقد انتفخت جيوبكم، أنظروا في حوشكم وتأملوا بعضكم البعض وأحكموا كم بقرة مقدسة لديكم، فكروا وتدبروا..ثم فكروا ثم تدبروا ستجدون الشيطان الأمريكي وربيبه الإسرائيلي في زريبتكم يتقاسم معكم الأفكار، ويطعم طعامكم، ويشرب شرابكم..والله لقد احترنا فيكم حتى خُيِّل إلينا أن واشنطون “عاملة ليكم عمل” فعميت أبصاركم وبصيرتكم، وقست قلوبكم ونزعت منها الرحمة، وانزلقت ريالتكم حتى توهمنا العبط في أنفسنا وليس فيكم حين يحكمنا أمثالكم!! فمتى ترحلون؟؟ واهم من يتخيل أن غضبة السيد الصادق المهدي سببها الوحيد والوحيد فقط دعاوى التكفير والاستتابة التي أطلقها أشقاء الشيطان من ذرية بن تيمية، نعم هي دعاوى شيطانية فاجرة تستحق الغضب، وتستحق أكثر من ذلك مثل عمل حملة قومية عريضة تقف في وجه هذه الجماعة الشيطانية، وكأن يكنسهم cleansing and purge الشعب السوداني من الساحة السياسية والدينية بالكامل؛ بل على الشعب السوداني أن يضع في صلب الدستور القادم إن شاء الله حرمة “الدين السعودي” الذي تصدره لنا دول الخليج. ولم لا، ألا يكتب الغربيون الذين أحيوا بن تيمية من قبره وسلطوه علينا في دساتيرهم الغربية حرمة معاداة السامية؟ ألا يكتبون في دساتيرهم أن الأتراك ذبحوا الأرمن ذبح الشاة..؟ نعم، غضبة الصادق المهدي هي أكبر وتتجاوز مسرحية التكفير والاستتابة التي صنعها الطابور الخامس السعودي ومن إخراج المخرج المسرحي الأمرد الوجه محمد عثمان صالح والسيناريست العريف الظبياني، ومونتاج مدير ستوديو “الكوثر” لأشرطة الكاسيت والفيديو الجداوي. لماذا هذه الغضبة المضرية؟ لقد أكتشف السيد الصادق متأخرا جدا أن خطة تنفيذ وتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير قد بدأت..!! ولو استقبل السيد الصادق المهدي ما مضى من أيامه، لما جلس تلك الجلسة في دار الأمة القومي لمناصرة “الشعب” السوري. لقد كانت غلطة كبير..والكبار قد يغلطون. نحن نغفر للسيد الصدق المهدي غلطته، لأن هذه الغلطة صغيرة، مقارنة بما تقترفه دول الخليج من بغي بابتلاعها للأنظمة “الشقيقة” الواحدة تلو الأخرى بعد تحريض الناتو وواشنطون لضربها عسكريا، ويتم سحق المدنيين الأبرياء بالآلاف (ليبيا وحدها حوالي مئة وخمسين ألف قتيل) عبر القذف الجوي ثم يسارع الخلايجة بالتعتيم على الجريمة بالضجيج على أنها كلفة إنقاذ الشعوب ضحية أنظمتها.. المصري، واليمني، والعراقي، والليبي، وأخيرا السوري!! أرأيتم نفاقا اشد من هذا النفاق وكفرا أعتى من هذا الكفر..إلا عند الأعراب!! وماذا كان جزاء تحالف أعراب الخليج الأثيم مع أعداء الله والإنسانية؟ يتبول الجنود الأمريكيون على جثث قتلى المسلمين الطالبان – الطريف أغلقت هيئة الاتصالات السودانية على فيديو اليوتيوب الفضيحة ليس حرصا على مشاعري ومشاعرك، ولكن خجلا كون أرباب نعمتهم الخليجيين حلفاء “لليانكي” أي للأمريكيين، بالوا على جثثهم ليس لأنهم طالبان أو أفغان، أو أعداء، بل بالوا عليهم لأنهم مسلمون. لذا خجل رقيب المؤتمر الوطني هو بسبب هذه النقطة: يتحالفون معهم ويتبولون عليهم. كتب الكاتب الصحفي سالم خليل بصحيفة المنار المقدسية مقالة قصيرة معبرة، بعنوان: وهل بعد ذلك من فسق وفجور؟! قال: (ما يثير السخرية، إعلان السعودية على لسان عاهلها ووزير خارجيتها إنهم يخافون الله… ويقلقهم ما يدور في سوريا، وأن خوفهم من الله هو الذي يدفعهم إلى تدويل الملف السوري، أي عرضه على مجلس الأمن لاستقدام قوات حلف الأطلسي لقصف سوريا وشعبها. والأدهى من ذلك، أن شيخي قطر يتباكيان على الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا، ويريان أن تحقيق ذلك، هو بقصف أطلسي للشعب السوري.. قلنا في كتابات سابقة، أن الأمة في أسوأ أحوالها ما دام شيوخ النفط يتحدثون باسم هذه الأمة، وقلنا أيضا أن الشهامة والرجولة مفقودة لدى قادة العرب، الذين يتساقون وراء عباءات الخلايجة، فكيف عليهم أن يقابلوا وجه الله عز وجل، وهم يصمتون على جرائم الخلايجة ضد الشعب السوري وباقي شعوب الأمة، أما شيوخ النفط فقد كفروا منذ زمن بعيد. هذا الإجرام الذي ترتكبه عصابات مسلحة إرهابية في سوريا تدعمه وتموله السعودية وقطر، وهما تجندان الإجراميين وتسلحهم وتعمل على زجهم عبر وكلاء لها على الحدود مع سوريا، وبكل كلاحة يتباكون على الوضع في سوريا، هؤلاء الكاذبون في الرياضوالدوحة ينفذون مؤامرة أمريكية إسرائيلية ضد سوريا، وصولا إلى إشعال حرب بين المسلمين عجزت واشنطن وتل أبيب عن تحقيقها، مؤامرة تستهدف ضرب الإسلام والمسلمين وتصفية قضية فلسطين. ويخرج علينا حكام قطر والسعودية للادعاء بحرصهم على سوريا وشعبها. وهل بعد ذلك من فسق وفجور وكفر!). هذه الكلمات القليلة أعلاه هي كلمات صادقة ومعبرة في ترسيم المشهد السوري على مسرح الشام والشرق الأوسط، وتعكس تصميم السعودية وقطر لإزالة النظام السوري ولو تكلف “الفيل أبو شنب” مئة مليار دولار كما قال في جلسة خاصة!! هذا التصميم السعودي القطري مرده أن النظام السوري هو العقبة لتنفيذ وتطبيق مخطط الشرق الأوسط الكبير!! الإسلاميون في السودان في هذه الأيام أصابهم حول اصطناعي، هم مشاركون بالأصالة ليس في ذبح الشعب السوري فحسب، بل أيضا مشاركين في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير مع الخليجيين كما سنشرح لاحقا، فقسمة الجنوب هي بلا شك جزء من هذا المخطط وأول الغيث. هذا ما أكتشفه السيد الصادق المهدي مؤخرا أو متأخرا جدا. إذن غضبته المضرية ليست بسبب تكفيره واستتابته من شياطين الوهابية، بل لأنه أكتشف أن المؤتمر الوطني مخترق خليجيا وأمريكيا وإسرائيليا، وأنه بتحالف المؤتمر الوطني مع شياطين بن تيمية، سيتعرض السودان للمزيد من التقسيم. وما يدلل على أن قيادة المؤتمر الوطني مشاركة في لعبة تقسيم الشرق الأوسط ملاحظة الصحف، حين نلاحظ كيف يكتب صحفيو النظام حول لجنة الدابي، لقد غمزت القيادة لرؤساء التحرير المأجورين وصحفيينهم كأن يسفهوا الدابي ولجنته، مثل رئيس تحريري صحيفة الصحافة النور أحمد النور. رئيس تحرير صحيفة الصحافة يستحق مقالا لحاله، ولكن في هذه العجالة نشير أن لجنة الدابي هي اقتراح سعودي قطري، ولم يكن في حسبان أصحاب الاقتراح أن توافق عليها سوريا – الموافقة السورية أربكتهم، كان الهدف الأساسي منها مشاغبة سوريا وكسب الوقت لصالح تفعيل الإعدادات الأرضية واللوجيستية، مثل تهريب المجندين بعد تجميعهم في معسكرات في تركيا وشمال لبنان، وتجميع السلاح وتهريبه عبر الحدود السورية اللبنانية التركية الخ. فهي، أي لجنة الدابي، لا معنى وليست لها أهمية بالنسبة لأركان التآمر على سوريا، وبل قد أضرتهم حين استفادت سوريا من تقريرها في نقطة واحدة بإشارته إلى “وجود المسلحين الأجانب”، وكان ينكر وجوده الإعلام الغربي والمأجور في العالم العربي، ومنها إعلام السودان. ولا حاجة لتفنيد مزاعم الكذبة، حين تضرب القوات السورية بيد حديد على هؤلاء المرتزقة المأجورين المسلحين المجرمين والتكفيريين، يصرخ الإعلام المأجور أن بشار الأسد يضرب شعبه!! مخطط الشرق الأوسط الكبير: إضافة إلى ذكاء السيد الصادق المهدي ورغبته في الفهم رغم كل التعتيم الذي يمارسه عليه الإسلاميون، تعتبر جولته الأخيرة في موريتانيا فتحا معرفيا كبيرا..!! وفي الحق صرت أكثر تعاطفا مع السيد الصادق بعد أن كتبت بعض المقالات نقدا فيه، ولكن ليس من منظور العداوة لذاته الشخصي، وإنما لدفعه دفعا لكي يفهم نفسه ويفهم الواقع السوداني ويفعل شيئا موضوعيا من أجل الشعب السوداني، بل أجزم إنني صرت أتعاطف معه أكثر من تعاطفي مع الشيخ الترابي حين أصبحت اشك أن الأخير هو صاحب نظرية “أنسنة” السلفيين والاستفادة من طاقة هذه الروبوتات الحشوية في أسلمة (!) الواقع السوداني (عبر شرائط الكاسيت!!) الخ ولم يفهم الشيخ الترابي أن من يلعب في بيت الأفاعي لابد أن تلدغه. تذهب السكرة وتأتي الفكرة!! هل انقسام جنوب السودان كان جزءا لا يتجزأ من مشروع الشرق الأوسط الكبير؟ وهل السودان هو أول بلد طُبِّق عليه مخطط مشروع الشرق الأوسط الكبير بدعم خفي من دول الخليج؟ يبدو ذلك صحيحا. ولكن المؤتمر الوطني يكذب حين يدعي أن الشهيد معمر القذافي هو المعول في تقسيم السودان. فحين نرى اليوم دول الخليج تنزل بثقلها مع إسرائيل والعواصم الغربية لتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير في الشام بعد أن اسقطوا النظام الليبي، نحس نحن السودانيين فورا بالبطحة!! إحدى الأخطاء التي وقع فيها المحللون السياسيين والإستراتيجيين كافة..وشخصي الضعيف، هي الاعتقاد الخاطئ أن هذا “المشروع الصهيوني” سيطبق بدون موافقة أهل الدار. أثبتت الوقائع الحالية إنه بموافقة وتأييد أهل الدار!! حين تستمع ماذا يقول الأبله أمين حسن عمر في مؤتمر إذاعي يتأكد لك صحة تحليلنا أعلاه أن “عملاء الخليج” من أبناء جلدتنا موافقون وداعمون لتقسيم السودان!! قال “بن عمر”: يجب أن تُمتدح القيادة السياسية التي أنجزت انفصال الجنوب لا أن تُذم!! ولماذا؟ “لأن المزايدين يقولون إنه خطأ ويتناسون جوهر الاستقلال الذي يمنح كل شخص حرية الاختيار”..!! هذا القول يذكرني بحادثة تاريخية، حين قيل لمعاوية أن عمار بن ياسر قُتِل – قتله جيش معاوية، وقد قال النبي (ص) تقتله الفئة الباغية!! كيف خرج معاوية من هذه الورطة؟ عارض معاوية قول النبي (ص) وقال لأصحابه: “إنما قتله الذي جاء به” – ويقصد الإمام علي!! لو أخذنا منطق معاوية يكون محمد قتل عمه الحمزة في أحد!! ولو أخذنا بهذا المنطق الأبله لأصبح السودان سبعمائة دولة بعدد قبائله السكانية!! الذي لم يرغب أن يقوله رجل نيفاشا الذي سيؤرخ التاريخ عمالته للمنطق الصهيوني هو فشل النخبة السودانية سابقا، بينما لسوء حظه إنهم أي الإسلاميين نفذوا ما رغبه أبناء صهيون ورغبته واشنطون وقسموا الجنوب بشعارات إسلامية عنصرية جوفاء كأنها المبرر الشرعي والعقلاني لقصورهم المهني والعقلي والأخلاقي!! ماذا يعني مشروع الشرق الأوسط الكبير؟ ولماذا كبير؟ إنها مجرد خدعة لفظية لكي تعطي المشروع نكهة إيجابية. وتبدأ القصة في أعوام الثلاثينيات، حين فكر الصهاينة الإسرائيليين في كيفية زرع نسيج جسم غريب في نسيج الشرق الأوسط – ويمكنك استلاف التعبير الطبي – طبقا للسؤال التالي: هل عناصر سكان العالم العربي متجانسة homogeneous أم هي غير متجانسة heterogeneous؟ فخرجوا من دراساتهم على إنها غير متجانسة. ثم السؤال الثاني: هل جغرافية العالم العربي السياسية (سايكس بيكو) الحالية تساعد على الحفاظ وحماية الكيان الصهيوني؟ هل يتطلب الأمر إعادة رسم حدود الجغرافية السياسية للمزيد من الحماية والقبول حتى لا يلفظ النسيج العربي النسيج الإسرائيلي structure function relationship ؟ وكيف يمكن التخلص من السكان الفلسطينيين الأصليين؟ على هذه الأسئلة وغيرها بنت إسرائيل بحوثها وخططها منذ الثلاثينيات لتفكيك العالم العربي وإعادة تركيبه، بحيث مثلا تصنع حائطا جغرافيا من الأقليات..الكردية (في مجموعهم ليسوا أقلية لكنهم مشتتين)، والدرزية على الخصوص. أما السؤال الكبير فهو إلى أين سيذهبون بالفلسطينيين؟ كان هنالك خياران: الخيار اللبناني والأردني. جربوا الخيار اللبناني عام 1974م حين أشعل هنري كيسينجر الحرب الأهلية اللبنانية لإلغاء دولة لبنان بدعم سعودي وخليجي، وأفشلته سوريا حين دخلت بقواتها لبنان. بقى لهم الخيار الأردني..وفي هذه الأيام يُفَعِّلون هذا الخيار – سيلغون الملكية الأردنية، وسيدفعون بكل الفلسطينيين نحو الأردن وسيقولون لهم هذا هو وطنكم!! هذا هو محور مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولكن هنالك مسائل ثانوية ولكنها حيوية تدخل في تعزيز الأمن الإسرائيلي، مثل السيطرة على منابع النيل للتحكم في مصر والسودان فقسموا الجنوب، أو معاملة إثيوبيا معاملة خاصة، وتقسيم مصر إلى نوبية وبحراوية الخ. وعلى ضوء ذلك، ما يبدو حتى الآن من التركيز على سوريا له حسابات أخرى، المعلن منها فقط إسقاط بشار الأسد، ولكن المبطن هو تقسيم سوريا إلى ثلاثة دويلات لاحقا تضم إلى لبنان وشمال العراق، سينالها الدروز والأكراد والمسيحيين – الانفجار السوري هو الذي سيصنع لهم ما يسمى بج بانج big bang ..!! المؤتمر الوطني لا شك يعرف كل ذلك..أو شم الرائحة وبالرغم من ذلك يدعم هذا الاتجاه..لقد باع نفسه والسودان لدول الخليج التي تعلمت على رؤوسنا الحلاقة..!! وهكذا ينهون القضية الفلسطينية أو يحلونها….إلى الأبد كما يتخيل لهم!! لذا هنالك رأسان مطلوبان – رأس الأسد ورأس الملك عبد الله ملك الأردن. فبينما الأردن سهل إلتهامه أو هكذا خيل لهم..تصبح عقدة المنشار الدكتور بشار الأسد!! حينما تقرأ أو تتبع الأخبار السياسية تجد أن السلفيين السروريين ومليشيات القاعدة بنوا معسكرات للتدريب، ومستشفيات متنقلة ونقاط دعم لتهريب المقاتلين والسلاح إلى سوريا على الأراضي والمناطق والمشاعات المسيحية التابعة لسمير جعجع أي “القوات اللبنانية” في شمال لبنان، بينما سمير جعجع ووليد جنبلاط في زيارات مكوكية لمدينة أربيل لإغراء الشق الكردي – البرازاني – العراقية للدخول في حلقة التآمر والمساهمة في طبخة تقسيم سوريا. هذه هي مجمل الدراما السورية، ويبدو أن السيد الصادق المهدي سمع الكثير في موريتانيا من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ولا شك أن الجميع احتفى به هنالك باحترام كبير. الرئيس الموريتاني طرد البغل القطرائيلي الشيخ حمد. الشيخ حمد هو رئيس الدولة الوحيد الذي تم طرده ربما منذ قرون..!! لذا مدحت الصحف العربية (السودانية نامت على الخبر!؟) الرئيس الموريتاني هكذا: محمد ولد عبد العزيز أشرف قادة الأمة بقلم: اسلام الرواشدة ، 2012-01-10 حاكم قطر غادر موريتانيا مدحورا مذموما..هاربا من الصفعات التي وجهها إليه رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، الذي لقنه درسا في الأدب والأخلاق والدين والوطنية..الرئيس الموريتاني رفض “نصائح” حمد، ووجه اتهامات إلى حاكم قطر لدوره في إشعال الفتنة والتخريب في الساحة السورية وألقمه حجرا عندما حاول تهديد الشعب الموريتاني وقيادته، وسخر منه عندما راح “الصغير” يُنظِّر في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقطر لا تمتلك دستورا ولا مؤسسات تشريعية. موريتانيا الدولة الوحيدة التي ردت على الدور القطري المشبوه، ورئيس موريتانيا الوحيد من زعماء الأمة الذي طرح حاكم قطر من بلاده، ولم يدعه يكمل “نصائحه” وطلب منه المغادرة ولم يقم بتوديعه فغادر نواكشوط متسللا مذعورا لا يلوي على شيء. محمد ولد عبد العزيز اشرف قادة الأمة، لم يتحمل عهر حاكم مشيخة قطر، فجاء الرد الأول والوحيد على الدور القطري من هذه الدولة الفقيرة في الركن العربي من أفريقيا، وعلى لسان رئيسها المتمسك بشرف الأمة وكرامتها.. والغيور على سمعته، لم يأبه بتهديدات الدعي الذي يتخيل نفسه خليفة لأمة تجاوز تعدادها ثلاثمائة مليون نسمة.. وبات بحق اشرف وأشجع قادة الأمة، لم يخف من “الجزيرة” وسادة حمد، ولم يخضع أمام “ترغيب” متآمر على الأمة ودينها. فهل يسير قادة الأمة على نهج رئيس موريتانيا ويكسرون قمقم الرعب والخوف والجبن الذين وضعوا أنفسهم داخله؟! ومتى تنطلق جماهير الأمة إلى الشوارع والميادين تنديدا بحكام قطر!! تحية لموريتانيا شعبا وقيادة. المنار المقدسية http://www.manar.com/atemplate.php?id=3712 طبعا كلنا رأينا البشير مفتخرا بالبغل القطري في كسلا وافتخر أن الليبيين انتصروا بالسلاح السوداني، ورغم إنني لا أصدق ما قاله البشير ولعله رغب أن يعتم على دور الناتو الكبير بطلب قطري، يبقى السؤال هل كان البشير يعلم إنه ينفذ للبغل القطري مشروع الشرق الأوسط الكبير؟ ماذا كانت ردة حماس وخالد مشعل وبعض الفصائل الإسلامية؟ في تحليلي أن حركة حماس بقيادة مشعل وبتنسيق مع بشار الأسد خضعت ظاهريا للطلب الخليجي الضاغط وابدوا كما لو وافقوا على ترحيل مكتبهم من دمشق تكتيكيا. وأعلن مشعل إنه لن يرشح نفسه لقيادة الحركة مرة أخرى، وهذا إيذانا لإعطاء القيادة لمن هم في الداخل بعد أن فهموا أن اللعب القادم أكبر من حجمهم ويشبه “يوم القيامة”. وتحرك مشعل حركات مكوكية ما بين مصر والأردن وقطر ليستمع للكل. أخطر محطة في زيارات مشعل هي مع ملك الأردن، فالملك الأردني كما قلنا سابقا رأسه مطلوب!! وفي هذه الزيارة للأردن صحب مشعل البغل القطري، فخرج مشعل من الملك الأردني بأوراق قوية ولطمة قاتلة للسعودية وقطر. أكد في مؤتمر صحفي أن “زيارته للأردن تشكل عهدا جديدا بين حماس وعمان”، مجددا “رفض الحركة لفكرة الوطن البديل”، واضعا “استقرار الأردن فوق كل شيء”. وقال أيضا: “إنها مناسبة لأقول لكم إن حماس حريصة على أمن الأردن واستقراره ومصالحه وتحترم أصول العلاقة، والعلاقات السياسية بالتراضي كما هي العلاقات الإنسانية، ونحترم حدود وسقوف أي علاقة يحددها الطرفان”. وأضاف مشعل “نود أن نقول أن حركة حماس ترفض رفضا قاطعا كل مشاريع التوطين والوطن البديل، ونصر على استعادة الحقوق الفلسطينية غير منقوصة لتكون فلسطين هي فلسطين والأردن هي الأردن والدولة الفلسطينية هي دولة الفلسطينية والدولة الأردنية كذلك بمفهومها الذي نعرفه”. كلماته واضحة!! لقد أعطى خالد مشعل “البغل القطري” أو “الفيل ابو شنب” كما يسميه المصريون دشا باردا…ما معناه لن يكون هنالك شرق أوسط كبير إلا إذا دخل “الفيل أبو شنب” من سم الخياط!! لعب مشغل صاحب الوجعة الفلسطينية الكرت الصحيح في بوكر الشرق الأوسط حين ركز على الملك الأردني الشاب صاحب الوجعة، ويبدو أن مشعل سيفتح مكتبه في الأردن لكي يُفشِّل التآمر على النظام الأردني. والأمر واضح فمن مصلحة الطرفين ألا يسقط النظام الأردني بمؤامرة سعودية قطرية!! كذلك، لا ضمان ألا يغتال الإسرائيليون مشعل في الدوحة كما اغتالوا محمود البحبوحي في دبي – بتنسيق قطري!! وهكذا أتنزع مشعل كرتا مهما لصالح بشار الأسد..الأردن!! ومع تباشير مشروع الشرق الأوسط الكبير بدأت الشروخ والفرز الإسلامي في لحمة المنظمات الإسلامية السنية انطلاقا من العراق في الظهور، فبدأت أول المنظمات العراقية السنية بالتصريح إنها ستقاتل مع بشار الأسد!! فارتجفت أنظمة الخليج!! حاولت كل من قناتي العربية والجزيرة التشويش على هذا الخبر الهام، ماذا لو حذت حذو هذه المنظمة بقية المنظمات الجهادية الإسلامية الحقيقية – وليست المصنوعة بالريال القطري السعودي؟ عند هذه النقطة نصل إلى نهاية وصفنا البانورامي “للغز” القضية السورية بلحاظ الشرق الأوسط الكبير، الذي وصل إليه السيد الصادق المهدي في هذه الأيام، ووضع في خطبة صلاة الجمعة بمسجد الأنصار شروطه، وهنا نسرد أهم ما قاله: ..هكذا انتظمت الصفوف لتدمير السودان. والمدهش أن نفس المشهد بين الإفراط والتفريط يظهر في مصر لحرقها هي الأخرى بين حشويين استوردوا ألف عصا كهربائية لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقوة، وفي المقابل تهيأ أقباط مصر لإقامة دولة الأقباط المصرية. التكفيريون يتبعون عقيدة في الولاء والبراء تقوم على فتوى محرفة من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية مفادها: أن الكفر علة القتال. وأوضح أن الفهم الصحيح للإسلام أن “العدوان هو علة القتال”، مبينا أنه وبموجب تلك الفتوى تحرك شبان وقتلوا، وأضاف: “قد سفكت في السودان وفي خارج السودان دماء كثيرة وأهدرت أموال وأعراض. قام بذلك شبان يعتقدون حسب فتوى الخوارج الجدد أنهم إنما يقومون بواجب ديني وهو الطريق إلى الجنة”، وقال إنهم يكفرون أهل السودان. من ليسوا على مذهبهم وعن طريق عقيدتهم في الولاء والبراء يعلنون الحرب على أهل القبلة. ووصف الصادق المهدي الجماعات التكفيرية بأنها مخلب قط ينفي سماحة الإسلام ويهيئ الظروف لتدمير ما بقى من السودان، وقال إن في السودان جبهة مسلحة تعلن الحرب لإقامة دولتها المغايرة بالقوة، وأضاف: “هكذا انتظمت الصفوف لتدمير السودان. وحمّل الصادق المهدي الحكومة مسئولية سحب فتوى تكفيره من قبل الحشويون، فضلا عن الاعتذار عن تلويث مناخ السودان المتسامح. متوعداً باللجوء إلى القضاء لمساءلتهم عن التعدي على اختصاصاته حال (أبا الحشويون وأصروا على الحنث العظيم). وتعليقنا على كلمته الطيبة..نقول للسيد الصادق المهدي أمضي قدما في هذا الطريق والموقف الصارم الذي اخترته مؤخرا والشعب السوداني كله معك يدا واحدة وقلبا واحد!! والشريعة الإسلامية معك..لنحارب معا جميعا وبحملة قومية أدعياء الدين الذين استمرؤوا الريال القطري والسعودي ودعونا نكنسهم من السودان!! علينا أن نفتح ملف السلفية الوهابية لقرنين خلون ولنضع في الدستور القادم “ممنوع الترويج للسلفية الوهابية”، وإذا فعلنا ذلك فهي ليست بدعة محدثة أسالوا أهل العلم في الأزهر الشريف سيقولون لكم أن كتب بن تيمية وتلاميذه ممنوعة لقرنين إلى الوراء ليس في صالات التدريس فحسب، بل في مكتبات الأزهر نفسه، – ولم ينكسر المنع إلا بطأطأة شيوخ الأزهر الأشعريين الفقراء للريال السعودي. نقول حملة قومية ممنهجة تشارك فيها كل أحزاب المعارضة..ولنجعلها فرصة أو مظاهرة ثقافية لكي يفهم المسلمون الاعتياديين قاطبة تفاصيل دينهم، وهم هم الذين يتم تكفيرهم ظلما ويسمونهم زورا العلمانيين!! على أحزاب المعارضة السياسية أن تشكل “حجرة عمليات” تدير المعركة، كأن تجذب إليها كل التشكيليين والمصممين والرسامين لعمل ملصقات وبوستر كلها تحمل شعارات محاربة السلفية!! مثل: تبرع بجنيه لمحاربة السلفية!! ماذا تقول إذا قابلك سلفي؟ كيف يمتطي الله جناح بعوضة وهو المتنزه عن كيفيات خلقه – وما هي عناصر تكوينه هل من ذرات الحديد أم الألمونيوم؟..دواليك. ولكن يجب التركيز بشكل أكبر على الأحياء السكنية، وعلى كل حي سكني أن يأخذ زمام مسجده بيده عبر لجنة شعبية من الحي، وأن يطردوا أئمة المساجد السلفيين وأنصار السنة والسروريين منها، ويختاروا بأنفسهم إماما. وإن رفضوا ترفع قضية مدنية للقضاء.. وعلى “حجرة العمليات” أن تختار وأن تعين محاميا من سكان الحي نفسه لكي يباشر الدعوى القضائية لسكان حيه. حيثيات الدعوة: الفكر السلفي الوهابي يكفر أهل المذاهب الأشعرية الأربعة..هذا موجود في كتبهم، وفي محاضراتهم، وفي الانترنيت، ويكفي قول نعثلهم محمد بن صالح بن عثيمين: إن المذاهب الأشعرية تدين بدين غير دين الأنبياء!! لكي تُرْفَع دعوة قضائية ضدهم، واترك جانبا أكاذيبهم وسفاهاتهم في السيد الصادق المهدي!!. تحت دخان محاربة الصوفية ومحاربة الشيعة والتشيع لأهل البيت، يستهدفون جميع مسلمي أهل المذاهب السنية الأشعرية الأربعة..هذه هي خدعتهم التكتيكية!! فهم لا يستطيعون خداع أو أفحام الشيعة بترهات شيخهم بن تيمية وخرافاته ولكنهم من السهولة خداع أهل السنة الأشعرية!! إذا طبقنا هذه الحملة القومية لمحاربة السلفية سيسقط المؤتمر الوطني في سويعات..وليس في يومين كما يقول ويدعي الشيخ الترابي..الذي صنع لنا حركة إسلامية “ماسورة” مخترقة من دول الخليج من أعلى ومن أسفل..سامحك الله يا شيخ حسن الترابي!! لنجعلها ثورة دينية نسبق بها دول “الربيع العربي الخليجي”..فالسلفيون في السودان ما يزالون في أول عتبات الطريق ويمكن القضاء عليهم بسهولة..وإذا لم نفعل يستفحل أمرهم..وسيتمزق السودان لا محالة!! وليقرأ الجميع ما في هذه الوصلة بدراسة متأنية..: http://www.khayma.com/alharamain/teshad.htm كيف آل سعود يخترقون المجتمعات المسلمة الموحدة تحت دخان الإغاثة والتطبيب والمساعدات الإنسانية الخ ويعتبرون جميع المسلمين ضالين غير موحدين (على نهج السلف الصالح!!)..من متصوفة، وأشعرية وأزهرية، وترابية (من الشيخ الترابي)، ومتشيعة، وزيدية، وإسماعيلية، وقادرية، وتيجانية..الخ كلهم ضالين كفرة في عقيدتهم، وليس هنالك موحدا أو مؤمنا سوى نعاثل بن تيمية الذي يعبد ربا يمتطي بعوضة!! شوقي إبراهيم عثمان (كاتب) و (محلل سياسي) [email protected]