تزداد الأحوال سوءا يوما بعد يوم في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في السودان نتيجة المعارك الطاحنة الجارية في الولايتين بين طرفي الصراع الجيش الحكومي والقوات المناوئة. فقد أعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين أنها بحاجة لتوفير مائة وخمسة وأربعين مليون دولار إضافية لمساعدة اللاجئين الفارين من القتال في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في السودان إلى كل من إثيوبيا وجنوب السودان. وأوضحت المفوضية أن هذه الأموال ستخصص لتغطية احتياجات مائة وخمسة وثمانين ألف لاجئ سوداني في الدولتين، والتي لم تشملها ميزانية برامجها في إثيوبيا وجنوب السودان لعام 2012، والتي تقدر بنحو مائتين وتسعة وستين مليون دولار. وكان القتال العنيف الذي اندلع في يونيو الماضي، بين قوات الجيش السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال، قد دفع أكثر من مائة وثلاثين ألف سوداني إلى إثيوبيا وجنوب السودان، وتتوقع المفوضية استمرار تدفق اللاجئين من الولايتين على مدى الشهرين المقبلين مع استمرار الاشتباكات وتدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق الصراع. ويقول إدريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين إنه تم تسجيل أكثر من ثلاثين ألف لاجئ بالفعل في الدولتين هذا العام حتى الآن، مشيرا إلى أن هذه الوتيرة من الوصول لم تكن متوقعة أثناء تخطيط المفوضية لعملها لعام 2012 ، وأضاف ادواردز:”الكثيرون من الوافدين الجدد يوجدون في المناطق الحدودية النائية، القريبة من القتال في جنوب السودان، وقامت المفوضية بنقل نحو عشرين ألف لاجئ حتى الآن من المواقع الحدودية غير الآمنة إلى أربع مستوطنات جديدة اعتبارا من السادس من يناير”. كما تسارعت وتيرة انتقال المهاجرين مؤخرا من المناطق الحدودية في أسوسا بإثيوبيا، نتيجة للقتال في ولاية النيل الأزرق، ونهاية موسم الحصاد بالنسبة للمزارعين الذين يعيشون بالقرب من الحدود. وتفيد مفوضية اللاجئين بأن المخيمين الموجودين في المنطقة قد بلغا كامل طاقتهما الاستيعابية، ويتم إيواء الوافدين الجدد في مركز مؤقت حتى يتم بناء مخيم ثالث. وإضافة إلى نقل اللاجئين من مناطق الحدود غير المأمونة، تتضمن مهام المفوضية العليا لشئون اللاجئين توفير الخدمات ومواد الإغاثة الأساسية، وتسجيل الأطفال وحمايتهم. وكانت المفوضية قد أقامت جسرا جويا كبيرا لنقل الإمدادات من خيام وأغطية بلاستيكية وأوعية للمياه ولوازم المطبخ وغيرها للاجئين في جنوب السودان. وتشير المفوضية العليا لشئون اللاجئين إلى أنها ستسخدم التمويل المطلوب في إقامة مستوطنات إضافية للاجئين، وتحسين الوصول على الطرق، وتوفير إمدادات الإغاثة قبل بدء موسم الامطار الذي يبدأ في بريل. الجدير بالذكر أن أوضاع المدنيين الإنسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق شكلت هما أساسيا لمنظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي في الآونة الأخيرة خاصة أولئك الذين نزحوا لمناطق داخل السودان. ومع منع حكومة الخرطوم للوصول للمساعدات الإنسانية لهم تكاثفت الضغوط عليها بضرورة السماح بالوصول، ووصلت إلى حد تهديد الولاياتالمتحدة بأنه مع تفاقم الحالة الإنسانية فإنها تفكر في إيصال المساعدات للمتضررين من المدنيين بدون موافقة الحكومة السودانية إذا اقتضى الأمر.