أصدرت منظمة آري لحقوق الانسان تقريرها عن المعاناة الانسانية في جبال النوبة . وتعني (آري) في لغة النوبة المطر (أساس الحياة) ، وهي منظمة طوعية أسسها نشطاء في 2011 للدفاع عن حقوق الإنسان والتنمية ، وقد أوفدت عددا من الباحثين إلى جبال النوبة خاطروا بحياتهم لإنجاز التقرير ، إلى درجة ان حكومة المؤتمر الوطني حاولت القبض على رئيسة مجموعة الباحثين بتهمة التجسس ، كما تلقت عدداً من التهديدات بالقتل . والتقرير بعنوان ( شعب جبال النوبة يموت وحيداً) . ويورد ( تواصلت حملة الحكومة السودانية حتى يومنا هذا مسببة مقتل العشرات , ولجوء ونزوح ما لايقل عن نصف مليون انسان من شعب جبال النوبة وتدمير 73 قرية بالكامل , و48 مدرسة و10 كنائس و17 مسجدا , اضافة الى نفوق مئات الحيوانات وتدمير احياء ومسحها بالبلدزوات من على وجه الارض . اضافة الى ذلك يحاصر الجيش السودانى 32 قرية حصارا كاملا فى الجبال الغربيةوالجنوبية الوسطى ويمنع عنها الغذء والدواء ويمنع مواطنيها من الخروج منها .1.2مليون انسان فى جبال النوبة فى حاجة ملحة للمساعدات الانسانية العاجلة , ونصف هذا العدد يواجهون خطر المجاعة ابتداءا من الشهر الجارى (مارس), اضافة الى اوضاع النازحين حيث يوجد120 الف نازح فى الخرطوم 70% منهم نساء واطفال يعيشون فى الخفاء ظروفا انسانية قاسية للغاية). ودعت المنظمة (المجتمع الدولى بجميع مؤسساته الحقوقية والعدلية والاغاثية , على مستوى الاممالمتحدة ومجلس الامن , والدول الكبرى , بالاسراع قى اتخاذ قرارات فاعلة على الاقل للتخفيف من معاناة شعب جبال النوبة , الذى لم يتوقف عن المعاناة منذ اكثر من 3عقود . وعلى المجتمع الدولى والولاياتالمتحدة وبريطانبا وفرنسا القيام بذات الدور الذى انقذ الالاف فى بنغازى و القيام بفرض حظر جوى على جبال النوبة , النيل الازرق , دارفور وكامل الحدود الجنوبية للسودان , حيث يستمر الجيش السودانى فى قصف المدنيين منذ يونيو الماضى فى جبال النوبة ومنذ سبتمبر فى النيل الازرق) . ( التقرير أدناه) : منظمة أرى لحقوق الانسان والتنمية – التقرير الشامل عن ازمة جبال النوبة (ابريل 2011 الى فبراير 2012 (شعب جبال النوبة يواجه الموت وحيداً) ( التقرير) فى 6 يونيو 2011 بدأت القوات المسلحة السودانية بمساعدة الدفاع الشعبى وقوات الاحتياطى المركزى المعروفة ” بابوطيرة” بهجوم على مدينة كادقلى بولاية جنوب كردفان والتى ثلثى سكانها من قبائل جبال النوبة ذات الاصول الافريقية . تواصلت حملة الحكومة السودانية حتى يومنا هذا مسببة مقتل العشرات , ولجوء ونزوح ما لايقل عن نصف مليون انسان من شعب جبال النوبة وتدمير 73 قرية بالكامل , و48 مدرسة و10 كنائس و17 مسجدا , اضافة الى نفوق مئات الحيوانات وتدمير احياء ومسحها بالبلدزوات من على وجه الارض . اضافة الى ذلك يحاصر الجيش السودانى 32 قرية حصارا كاملا فى الجبال الغربيةوالجنوبية الوسطى ويمنع عنها الغذء والدواء ويمنع مواطنيها من الخروج منها .1.2مليون انسان فى جبال النوبة فى حاجة ملحة للمساعدات الانسانية العاجلة , ونصف هذا العدد يواجهون خطر المجاعة ابتداءا من الشهر الجارى (مارس), اضافة الى اوضاع النازحين حيث يوجد120 الف نازح فى الخرطوم 70% منهم نساء واطفال يعيشون فى الخفاء ظروفا انسانية قاسية للغاية. ما سبق ما هو الا صورة مصغرة لحجم الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين التى مازال يرتكبها النظام السودانى وقواته المسلحة والمليشيات المساندة لها . هذا التقرير من اعداد منظمة ارى لحقوق الانسان والتنمية , والتى قامت بمساعدة 30 باحث وباحثة , بمقابلة 85من ابناء جبال النوبة منهم 37أمرأة و 48 رجل تتراوح اعمارهم بين 25 70 عاما , و65منهم من النازحين الى الخرطوم والرهد والابيض , و10 من داخل جبال النوبة , اضافة الى 7 من ابناء جبال النوبة المقيمين فى الخرطوم . تمت المقابلات فى الفترة من 23يونيو2011 وحتى 7 فبراير2012 . وقد قام الباحثون بزيارة مناطق النازحين داخل ولاية الخرطوم فى امبدة والفتيحاب ومايو وجبرونا وجبل اولياء. تقع منطقة جبال النوبة فى الجزء الاوسط من جنوب غرب السودان فى ولاية جنوب كردفان, بين خطى طول 29 و31 درجة شرقاً وخطى عرض 12 و 30 درجة شمالاً تبلغ مساحة المنطقة 30000 (ثلاثين الف ميل مربع) اى ما يعادل مساحة اسكتلندا. كانت قداجلت انتخابات ولاية جنوب كردفان ولم تقام فى ابريل 2010 كما نصت اتفاقية السلام الشامل 2005 بل قامت فى مايو 2011 نسبة للخلافات بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية حول نتائج الاحصاء السكانى الذى تمت اعادته فى 2010 , معدلة نتائج احصاء 2008 والذى اعلن ان سكان جنوب كردفان 1.4نسمة ولكن احصاء 2010 اثبت ان عدد السكان هو 2.5مليون بفارق1.1مليون نسمة . وفى انتخابات ساخنة سبقتها حملات انتخابية قوية اعلنت نتائج الانتخابات التى رفضتها الحركة الشعبية\شمال والتى فاز فيها مرشح المؤتمر الوطنى لمنصب الوالى بفارق اقل من واحد بالمائة . ومنذ اعلان النتيجة شهدت الولاية حشودا عسكرية اكبر من التى كانت موجودة لحماية الانتخابات وبدأت نذر الحرب التى بدأت فى الخامس من يونيو ولم تتوقف الى الان . نطالب فى منظمة ارى لحقوق الانسان والتنمية ، المجتمع الدولى بجميع مؤسساته الحقوقية والعدلية والاغاثية , على مستوى الاممالمتحدة ومجلس الامن , والدول الكبرى , بالاسراع قى اتخاذ قرارات فاعلة على الاقل للتخفيف من معاناة شعب جبال النوبة , الذى لم يتوقف عن المعاناة منذ اكثر من 3عقود . وعلى المجتمع الدولى والولاياتالمتحدة وبريطانبا وفرنسا القيام بذات الدور الذى انقذ الالاف فى بنغازى و القيام بفرض حظر جوى على جبال النوبة , النيل الازرق , دارفور وكامل الحدود الجنوبية للسودان , حيث يستمر الجيش السودانى فى قصف المدنيين منذ يونيو الماضى فى جبال النوبة ومنذ سبتمبر فى النيل الازرق . - ندعو المجتمع الدولى الى تحمل مسؤوليته تجاه نصف مليون انسان يواجهون خطر المجاعة فى جبال النوبة \ جنوب كردفان , وعدم تأخير المساعدات لاكثر من ذلك , وندعو الولاياتالمتحدة الى القيام بما قامت به فى الثمانينات لانقاذ شعب جنوب السودان من المجاعة عبر عملية شريان الحياة فى عملية اغاثة عبر الحدود . نشرت صحيفة الصحافة السودانية(1) فى 4 نوفمبر انه قد ” اطلق والي جنوب كردفان، أحمد هارون نفرة يكون الجهاد فيها فرض عين لتحرير كاودا والبرام وهيبان وأم دورين وتروجي وكرنقوا وبقية المناطق من قبضة التمرد “ وهذه هى ذات الدعوات التى اطلقت من قبل حكومة البشير فى 1991 حين بدأت حملة قاتلة على شعب جبال النوبة , شملت قصفا مستمرا على المدنيين اضافة الى الترحيل القسرى والاغتصاب وتدمير وحرق القرى و الحصار ومنع وصول المساعدات , هذه الحملة انتهت بمقتل الالاف ونزوح عشرات الالاف وتدمير كامل للقرى والمنشئات الحيوية على مدى السنوات من 1989 وحتى 1998, و يقدر عدد النوبة الذين نزحوا عن قراهم او اجبروا على النزوح فى تلك الفترة بحوالى نصف مليون نازح. ان هذه الصورة المرعبة من القتل الجماعى والنزوح والاقتلاع من الارض اضافة الى التجويع المتعمد بمنع المساعدات وحرق القرى ونهب وقتل المواشى وتلويث المياه وطرد المواطنين من اراضيهم والقصف اليومى للمدنيين , هذه الصورة تكرر نفسها الان منذ يونيو الماضى فى جبال النوبة \ جنوب كردفان , بعد اعلان الجهاد فى جبال النوبة للمرة الثانية خلال عقدين لم تنعم فيهما المنطقة بسلام الا فى فترة اتفاقية السلام من 2005 وحتى 2011. وهاهى مرة اخرى تتكرر الكارثة الانسانية فى جبال النوبة مستخدمة نفس الوسائل ” الجهاد” والتى كما سنرى فى هذا التقرير قد ادت فى ال8 اشهر الماضيىة الى ذات النتائج الكارثية من نزوح وقتل ومجاعة مصطنعة , كل ذلك وسط صمت المجتمع الدولى وخاصة مجلس الامن عن حماية شعب النوبة من ما يرقى للوصف بانه جرائم حرب وتطهير عرقى يستهدف النوبة فى السودان(4) حسب القانون الدولى الانسانى واتفاقية روما . 15 مارس 2012