قوات الدعم السريع تطلق سراح اثنين من أبناء شقيقة البشير اعتقلتهم من قرية صراصر    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رداً على ضياء الدين بلال
نشر في حريات يوم 15 - 04 - 2012


روائي وصحافي سوداني
[email protected]
ما أحببتُ في يومٍ من الأيام أن أتولى مهمة الدفاع عن نفسي ولا عن شرفي المهني ولا شرفي في الحياة بشكل عام، ولا كذلك الدفاع عن وطنيتي. وما من أمرٍ أكثر مشقة على النفس من أن يكشف الأكاذيب والتجنيات، وكأنه في معرض إتهام فعلي، أو هكذا، ربما، سيعرض التاريخ يوماً ما في معرض وقفاته إزاء الأحداث والشخوص أن فلاناً رمى علاناً بكذا، فصمت هذا الأخير، أو رد. ولعلَ هذا، لعلَ التاريخ – ولوجه الحقيقة – هو ما دفعني لكتابة هذا الرد على إتهامات السيد ضياء الدين بلال، رئيس تحرير صحيفة (السوداني)، التي كالها لي من خلال “الفيس بوك” فاتحاً بذلك الطريق لهجمةٍ – أو قل حملة – آخذة في الاتساع، أعتبرها بكل صدق وسام شرف وقلادة تطوّق عنقي، لأنها إنما صدرت وتصدر عن أناس يعرف السودانيون قاصيهم ودانيهم مدى اتساع الشقة بينهم وبين الشرف والأمانة والنزاهة. ويعرفون كذلك إنما هؤلاء هم حقاً (الذين يسجدون من ثقل الأوزار)، في ما غالبية الذين هم (في صفِّ الجوع الكافر) كانت الحقائق بائنة ساطعة أمامهم، دليلهم في ذلك، إلى جانب الأدلة المادية، تاريخ مهني ووطني يشهد لي لا على، والحمد لله.
سأبدأ بإتهامات السيد ضياء الدين بلال، ثم سأتوقف قليلاً عند (الملابسات) و(السياق العام) للأمر برمته، وسأعرج على ردي، وفي هذا وذاك، سأتحرى الدقة، والمهنية، إضافة إلى الموضوعية. ولن أجاري السيد ضياء الدين بلال في الإساءة والشتائم، ولو شاء هو أو من معه اعتبار وصفي له ب(الكاذب) و(الجاهل بأصول العمل التلفزيوني) أو حتى (المدفوع من جهات ما لأداء هذا الدور)، لو أعتبروا هذه إساءات، فهي بالنسبة لي (حقائق) تتكشف لي تباعاً منذ نحو شهرين، وتزيدها معلومات كثيرة وردتني وتردني تأكيداً، سيأتي الوقت المناسب لكشفها جميعاً دون زيادة أو نقصان.
أولاً: إتهامات السيد ضياء الدين بلال ومرافعته:
(1) محرج بعض الشئ في الحديث عن هذا الأمر. السبب صداقة ومعزة تجمعني بالاخ خالد عويس محرر التقارير بقناة العربية. أمس كنت ضيفاً على قناة العربية للتعليق على ملف هجليج،استمعت لتقرير من اعداد خالد، تفاجأت بورود معلومات عسكرية ذات أغراض حربية -عبر …مصادر مجهولة- تعبر للمشاهدين بصوت خالد عويس:(موت الألاف من الجيش السوداني بعدد غير مسبوق في تاريخه،الابيض وكادوقلي وتلودي على حافة السقوط في يد الجيش الشعبي) !!
بعيداً عن جدل المواطنة وواجباتها ،من حق عويس ان يتخذ موقفاً مناصراً للجيش الشعبي ولكن يجب الا يأتي ذلك خصماً على المهنية الاحترافية حتى ولو كانت الحرب بين بلغاريا والصين !!!
اسوا شئ ان تستغل قناة بأهمية العربية وصحفي بوزن عويس في تكتيكات الحرب النفسية ، بغض النظر عن طبيعة الخصوم والموقف منهم!
ولا تبحث عن بطولات اسفيرية وميدليات من ورق
كيف لصحفي تلفزيوني الاستعانة بمعلومات حربية تفصيلية عبر مصادر مجهولة مع استخاد لغة اطلاقية (خسائر غير مسبوقة في تاريخ الجيش السوداني )!!
التقرير هو الفيصل!!
سولار المعلومات الحربية أثناء المعارك تقدم عبر مصادر معروفة او مستقلة لا عبر تسريبات الحرب النفسية!! هذه بدهيات العمل الصحفي
القصد توضيح ان ماورد في التقرير عبارة عن دعاية عسكرية الغرض منها ممارسة حرب نفسية على الخصوم..اذا كانت المعلومات حقيقية لماذا احتفظ مصدر الحركة بعدم ذكر اسمه هذه انتصارات تستحق الجهر بها ولانها دعاية قابلة للتكذيب هرب المصدر من النص وترك خالد والقناة يسددان الفاتورة من مصداقيتهما!!
شذى معليش عليك البحث في قوقل عن طريقة الاستعانة بالمصادر في التقارير التلفزيونية!!
لم أطلب منك ذلك ولكن عليك احترام المشاهد بأن تقدم له خدمة صحية غير ملوثة!!
عدم المهنية اتضح من خلال عدم فرزك بين معركة هجليج ومعركة تلودي وتهديد الابيض..طيب عشان تكون الصورة واضحة التسريبات التي جاءت في التقرير من قبل مصدرك المختبئ خلف ظهرك الغرض منها رفع الضغط عن جبهة هجليج بايهام ان الابيض وكادوقلي وتلودي في خطر لتشتيت جهد القوات المسلحة..فهمت ولا لسه؟!!
انت يا خالد سياسي تسلل للاعلام لتحقيق أغراض تأتي على حساب المهنية..من قبل كنت عجولاً في تسويق كثير من الاخبار الضاربة لقناة العربية مظاهرات وهمية ، لديك موقف من النظام هذا من حقك لكن عبر عن الموقف بطريقة اخلاقية تحترم الجمهور ولاتستخف بقيم العمل المهني..انت لا تفرق بين النظام والوطن ..مع دا كلو أين التقرير يا عويس؟!!
انت أهون من أن يتم التأمر عليك لانك ببساطة تتأمر على نفسك بارتكاب الاخطاء الساذجة بخفة غير محتملة!!..رغبتك في الاضرار بالنظام تفقدك اتزانك التعبيري،فتبدو في حالة طفولية تستحق العطف والشفقة لا الغضب لانك تؤذي نفسك أكثر من خصومك!!
امتناعك عن جلب التقرير يؤكد انك تقف على منبر من ثلج تخشى من بروز شمس الحقيقة..!! طيب انا ادعيت عليك كذباً لماذا لا تشنقني بالحجة الدامغة وتأتي بالتقرير؟!!
دع الادعاءات انت ضيف دائم على موائد الحكومة في الامسيات تبحث عن بطولة متوهمة في ارض المهجر،تصبح وديعاً في الخرطوم وتطلب الطعن والنزال في الخارج..عليك ايراد التقرير لاثبات كذبي وتلفيقي !! ا
من المهم جداً تلخيص وتأكيد الاتي: لدي رصيد كبير من الاحترام والود للاخ خالد عويس هذا على المستوى الشخصي..اما على مستوى الاداء المهني لدي كثير من الملاحظات السلبية ومن حق عويس وغيره ان يكون لهم رأي في الصحيفة التي ارأس تحريرها وفي ممارستي للمهنة وارفض تماماً ان يستغل ما قلت للاضرار بخالد باي شكل من الاشكال..ونصيحتي لخالد ان يفرق بين الوطن والحكومة لأن هناك فارق طفيف بين معارضة الحكومات وخيانة الاوطان وهناك فرق بين الاعلام والدعاية ، وتوجد مراجع ودراسات مهمة توضح مناهج التعامل مع المعلومات اثناء الحروب!!
أكل العيش هو الذي يجعلك تتملق المدير العام للقناة ليسمح لك بعرض تقارير ركيكة لا تصلح للصحف الحائطية، ويجعلك تقف ضد وطنك في مناصرة دولة أجنبية، وأكل العيش..في تقرير تلفزيوني تستخدم فيه كلمة (طبعاً)
انت شخص مهذب لكنك غير موهوب وتريد الصعود للنجومية عبر سلالم العلاقات العامة والانتفاخات الثورية الكاذبة..انت مثير للشفقة!!
أنت صاعد على سلم الابتسامات واللطافة ضحل في أفكارك واطروحاتك ساذجة مرة مؤلف ومرة مفكر وفي مرات مناضل تغني للعلمانية في فناء حزب طائفي وتغازل اليسار وتنام في خضن اليمين!!
..نقطة الخلاف بيني وعويس ومن التقرير انه لا يجاوز مهنياً الاستناد على مصادر مجهولة في تمرير معلومات ذات طابع دعائي يخدم طرف محدد بغرض الحرب النفسية عويس جاء بمصدر مجهول واعطاه وسام الثقة ثم اورد على لسانه ان قوات الجبهة الثورية على بعد 10 كيلومتر من كادوقلي وان الجيش تعرض لخسارة بشرية غير مسبوقة..هذه خفة مهنية غير مقبولة..ونص التقرير يوضح ما ذهبت اليه..وسأتي بملاحظات كثيرة حول التقرير..خليكم في الانتظار
خسائر غير مسبوقة..هذه عبارة اطلاقية غير صالحة في التقارير وهي منسوبة لمصدر مجهول معروف لخالد وموثق عنده فقط
السؤال المهم لماذا وثق خالد المصدر في معلومات بالغة الحساسية؟ الغرض من ذلك اعطاء المعلومة موثوقية معتمدة من القناة وكاتب التقرير..لماذا فعل خالد ذلك؟!!!!!!!!!
خالد استعان في التقرير بطائرات ارشيفية ونسبها للجيش السوداني لتأكيد قصف الجنوب..وهذا أمر ليس غير مهني فقط ولكن غير اخلاقي!!
(24) التقارير لا تستخدم فيها مفردات انحيازية مثل (طبعاً) لتأكيد معلومات واردة في سياق العرض!!
(25) الصورة المصاحبة لناريشن تفيد بأنها طائرات سودانية..القضية انك سياسي يمارس التلاعب باصول مهنة الصحافة عبر الدس والتدليس معلومات عسكرية خطيرة تؤثر على مجريات المعركة تنسب لمصدر موثوق بالنسبة لك وانت ذاتك غير موثوق لانك في سبيل تحقيق مجد شمعي تنتحل شخصية رجل مباحث لتخلق من ذلك بطولة وعشان تصيح روائي مشهور توغل في الجنس بعبارات مبتذلة لعلك توضع في مقام محسن خالد ولتصبح مفكر تستلف خلسة من كتب الكبار لعلك تلحق بقطار اركون
(26) مع احترامي للاصدقاء كنت ولا ازال اطرح الموضوع بعتباره شأن مهني وعويس وصحبه يريدونه حوار سياسي لم أقل ان عويس خائن هو الذي بادر بالاساءات وجعلني محرر صغير اكتب بأمر وتوجيه جهاز الامن بل كل جهاز الامن يجلس لجواري للرد عليه خالد وقع في اخطاء مهنية قاتلة كتب التقرير بنفس ناشط سياسي لا صحفي محترف ملاحظاتي على التقرير لم تنته سأعود بعد الانتهاء من تمرير الصفحات مازن واقف لي فوق رأسي
(27) هل كانت طريقة اداء خالد هتافية ام تقريرية؟!!
(28) النقاط التي اثرتها لم تحمل اساءة او تجريح شخصي لخالد هي نقد مهني يحتمل الرفض والقيول وردت اتهامات بأنني مأجور للقيام بمهمة اغتيال مدفوعة الثمن. وأنا سيرتي المهنية اتحدى بها الجميع واعطس في وجه كل من يقدح فيها بكلمة، متى كنت خاضع لغير قلمي بامكاني اطلاق الاتهامات في الهواء كما يفعلون.. ماذا اذا قلت ان محمد فو ل أجير للسفارات الاجنبية هل هذه اقل من الخدمة في جهاز الامن.
(انتهى)
ثانياً: شهادة (مهنية):
زميلنا الأستاذ/ الخاتم محمد المهدي (عمل في قناة العربية، ثم bbc ثم الحرة)، صحافي سوداني يُعد من (الخبراء) في العمل التلفزيوني، وهو كان يُعد ويُنفذ (دورات للصحافيين التلفزيونيين) وهو senior producer ، وخبرته في العمل التلفزيوني الآن نحو 10 سنوات، من ضمنها (تغطية حروب)..مثل العراق في 2003. الأستاذ الخاتم المهدي تابع الحوار، ثم شاهد التقرير وقرأ نصه، وأدلى بدلوه:
رغم أن المذكرة بعاليه لم تتعرض لتقرير خالد نصاً أو محتوى، ولم تحاكم ما قاله خالد في نص تقريره، ولم تراجع صوره ولم تتمعن في مواءمة الصورة على الصوت، ولم تتحرى قيام اركان التقرير من عدمها، بل عمدت إلى الوقوف عند لغة تعليقك على خالد، ودوافعه، وتوابعه؛ ومع ذلك سأجاوبك من منطلق مهني بحت.
(1) سؤالك الأول: “هل تحدث خالد عن خسائر غير مسبوقة في تاريخ الجيش السوداني؟!!”
غير صحيح. تقرير خالد قال تحديداً: “خسائر كبيرة للجيش السوداني في هجليج وغير مسبوقة في تاريخ الحرب السودانية”. والفرق بينهما شاسع. فالنسبة في سؤالك إلى تاريخ الجيش السوداني حصراً، والنسبة في تقرير خالد إلى تاريخ الحرب السودانية. ومع أن الأول طرف في الثانية، لكن لا يصح قياس الكل على الجزء في هذه الحالة، وهذا يسمى قياس فاسد.
(2) سؤالك الثاني: “هل قال على لسان مصدر موثوق ان الجبهة الثورية على بعد 10 كيلو من كادوقلي؟!!”
صحيح، قال ذلك، وأسبقه بالتوكيد- على لسان المصدر- أن هناك ” معارك كبيرة تجري في مناطق متعددة من جنوب كردفان وجنوب دارفور بين الجبهة الثورية والقوات الحكومية.” ولا تقرأ الأولى بمعزل عن الثانية، فالسياق متصل، ونزع هذه عن تلك يغير المعنى- وأنت سيد العارفين. ثم أين الخطأ؟ التقرير ينقل عن مصدر ويوازنه بتوكيد رد الفعل أو عدمه من الجهة الأخرى في نهاية الفقرة: “لكن لم يصدر عن الخرطوم ما يؤكد أو ينفي”.
(3) سؤالك الثالث: “هل استعان بصور طائرات مجهولة الهوية ليؤكد انها طائرات الجيش السوداني؟!!”
ومن قال إنها طائرات مجهولة الهوية؟ وكيف تعرف أنها للجيش السوداني أو لا؟ هل قمت بتحليل الصورة؟ هل فيها ما يؤكد أو ينفي المعلومة الواردة في العبارة المقروءة، وما يوازيها من معلومات الصورة؟ أنت تعرف أن معظم التقارير التلفزيونية الاخبارية تحتوي ما لا يقل عن عشرة في المائة من صور الأرشيف. وبينما لا يوجد قانون ملزم لاظهار شريط تعريفي CG على الشاشة يميز الصورة الأرشيفية من تلك الحديثة، لكن القاعدة العامة أن ذكاء المشاهد يملأ الفراغات. والمحرر الذكي هو من يترك الكثير لذكاء المشاهد، ولا يتزيد عليه بالمعلومة في قفا أختها.
(4) سؤالك الرابع: “هل قام باستخدام عبارة طبعاً لتأكيد وجهة نظره..وهي عبارة لا تحتملها التقارير التلفزيونية؟!!”
غير صحيح. “طبعاً” ليست عبارة، بل كلمة. ولم يأت استخدامها في هذا التقرير تحديداً لتوكدي وجهة نظر أو نفيها، بل السياق هو استصحاب واقع سابق والحاقه بوضع جديد، كقولك: ولا ننسى، دون إغفال، وقبلها (كذا وكيت)… الخ. فالكلام في هذه الفقرة ما يزال مسنوداً إلى مصدره، وليس إلى خالد.
ثم من أين جئت بفرية أنها “عبارة لا تحتملها التقارير التلفزيونية؟!!”؟ دون تفصيل كثير، ليس في كتب الاعلام التلفزيوني ولا مدارسه الشتى، ولا راسخ تقاليده طارفها والتليد ما يؤكد على هذه الفرضية. بل إنني يمر علي في اليوم الواحد ربما عشرة تقارير على الأقل، نصفها يستخدم تنويعة على “طبعاً” بصيغ مختلفة: بطبيعة الحال، بالطبع.. الخ ولا غضاضة في ذلك.
(5) سؤالك الخامس والأخير: “هل كانت طريقة اداء خالد هتافية ام تقريرية؟!!”
غير صحيح بالمرة. فلو قصدت أداءه الصوتي، فلا هتافية ولا يحزنون، بل طريقة قراءة يرتاح إليها نَفَسَه وايقاع خروج كلامه. وإن قصدت بنية التقرير الكلامية، فقولك مردود عليك، بمنطقك. لأن الهتافية تفترض تصعيد التنويه بأمر ما، واعلاء الصوت- حقيقة أو مجازاً- في الجهر به. وهذا ببساطة غير موجود في التقرير.
(6) حاشية: إن كانت هناك هتافية، ففي تعليقك المبتدر لكل هذه “الجوطة” وفي اصرارك على الصاق صفة ذميمة على من هو منها براء، وفي تصايح المعلقين بعدك- هنا أو في سودانيز- بفكرة قلت بها أنت، وكررتها وتماديت فيها، رغم أنك تعرف، وأنا أعرف أنك تعرف، بطلانها.
(انتهى)
ثالثاً: السياق العام..والملابسات:
التعليقات على الموضوع الذي أثاره تجاوزت آلاف التعليقات في صفحة السيد ضياء الدين بلال، وفي صفحتي، وفي صفحات زملاء وأصدقاء آخرين شاركوا في هذا الجدل، كما شارك غيرهم من الذين كانوا كأنما في إنتظار (إشارة) بدء الهجوم الذي بدأ بالتخوين وتوزيع صكوك الوطنية ولم ينته بالإتهام بالعمالة للصهيونية والإرتزاق من إسرائيل إضافة طبعاً إلى المطالبة بمحاكمتي بتهمة (الخيانة العظمى) و(نزع الجنسية عني) !!
السيد مجدي عبدالعزيز، كاتب هذا الموضوع، هو، إن لم أكن مخطئاً، مسؤول بارز (سابقاً) في القصر الجمهوري، في منصب كبير في (المراسم)، ويغلب على الظن – كذلك – أنه قريب جداً من صناع القرار في المؤتمر الوطني وربما جهات أخرى، علاوةً على أنه كاتب راتب في صحيفة (السوداني) !!
هذا السيد كتب هذا:
http://www.sudaninet.net/forums/showthread.php?1025-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B3
ونقتبس منه الآتي:
(تدور الآن معركة حامية الوطيس بين الاستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني ، والعميل الخائن خالد عويس المسئول عن ملف السودان بغرفة أخبار قناة العربية ، علي صفحة (ضياء الدين بلال) بالفيس بوك ، إثر التقرير الإخباري الذي يحابي عدوان دولة الجنوب علي هجليج الذي صاغه وقدمه عويس)
(هؤلاء الخونة تندرج أعمالهم تحت طائلة قوانين الخيانة العظمي، حيث لا فرق بينهم والذي يحملون السلاح عدواناً علي الوطن … لابد من اتخاذ اجراءات قانونية وإدارية في مواجهتهم ،، وكفي تهاوناً وتسامحاً جعلهم يستمرئون الغوص في بحور الخيانة).
ونقول إننا نرجح أن الكاتب هو السيد (مجدي عبدالعزيز)، الموظف السابق بالقصر الجمهوري، والمقرب من صناع القرار، والذي يمكن أيضاً أن يكون (مفرغاً) لمهام أخرى، لهذا:
http://www.sudaninet.net/forums/showthread.php?864-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
لم ينس السيد (مجدي عبدالعزيز) أن يطرح هذه الملاحظة المهمة في رده على التعقيبات على مقاله:
(وأنا لابد ليهو (بالمفاجاءات) غير المتوقعة لو تمادي في سماجته وتطاوله علي كبرياء الوطن).
وهذه المفاجآت – التصحيح اللغوي لخطئه من عندي – هي غالباً ما نراه الآن، بل وأكثر !!
بمجرد نشر السيد ضياء الدين بلال لتعليقه على (الفيس بوك) وفي ظرف 24 ساعة كانت مواقع عدة من ضمنها (سودانيز أون لاين) تنشر عدداً من الموضوعات التي تعزف على اللحن ذاته، لحن السيد/ مجدي عبدالعزيز !!
في صحيفة (السوداني)، وكما كتاب السيد/ مجدي عبدالعزيز، كتب السيد/ مكي المغربي بتاريخ (13 مارس 2012):
http://alsudani.sd/news/index.php?option=com_content&view=article&id=4516:2012-03-13-13-18-04&catid=58:2011-10-18-18-26-09&Itemid=206
في تعليقات القراء هناك تعليق يلفت الإنتباه فعلاً:
(إذا كان الصحفي السوداني العميل المأجورالمدعو خالد عويس من – تكرم وتفضل – بقراءة هذا التقرير الذي يشوه صورة بلاده – فلم العجب إذن من أمثال عبدالرحمن الغير راشد وطارق الغير حميد بتاع خضراء الدمن المسماة الشرق الأوسط اللندنية).
إنها (اللغة) ذاتها والتجريم والتخوين !! إنها الحملة التي تنضج على (نار هادئة) و….( وأنا لابد ليهو (بالمفاجاءات) غير المتوقعة لو تمادي في سماجته وتطاوله علي كبرياء الوطن)..!
بقي أن نشير أيضاً إلى أن معلقاً يُدعى (علاء الدين يوسف) كتب:
(هل تقصد بالسوداني المستغل في دسك اخبار المعتوه الغير راشد
ذلكم المتنوضل الاممي الذي انتحل شخصية رجل مباحث؟
العامل فيها كاتب وروائي سوداني
او كيفما يقوم بالتوقيع أصالة عن نفسه الامارة بالسوء؟)
ورد عليه السيد (مجدي عبدالعزيز) ب:
(بالطبع الزول ياهو ذاااااااااااااااااتو)
وهو ذات الإتهام الذي طرحه السيد (ضياء الدين بلال) لاحقاً في (الفيس بوك) دون أن يطرف له جفن: (وانت ذاتك غير موثوق لانك في سبيل تحقيق مجد شمعي تنتحل شخصية رجل مباحث لتخلق من ذلك بطولة).
رابعاً:ردي:
سأرد على نقاط السيد ضياء الدين بلال ال 28 نقطة نقطة:
ليست هناك معلومات عسكرية ذات أغراض حربية في التقرير. هناك (تصريحات) منسوبة لأكثر من مصدر: (أ) لم يكن السيد ضياء الدين بلال دقيقاً أبداً بشأن (موت الآلاف من الجيش السوداني). التقرير لم يشر حتى إلى قتيل واحد دعك من آلاف القتلى ! التقرير تحدث عن (خسائر) ولم يضف إليها حتى (في الأرواح) لتصبح (خسائر في الأرواح)، بل قال (خسائر) حسب ما قال (المصدر الموثوق) حرفياً. الخسائر لا تعني (فقط) خسائر في الأرواح كما حددها السيد بلال، فهي تعني العتاد والأسلحة، كما تعني خسارة موقع مهم بحد ذاته مثل هجليج. أي وسيلة إعلام عالمية تُصنِّف مصادرها إلى مستويات، ولا تنسب أي معلومة لأي مصدر ما لم يكن من مستوى (رفيع) وإلا لجأت إلى (تضعيف) المعلومة. التقرير لم يترك المعلومة معلقة في الهواء كما حاول السيد بلال (التضليل)، بل أضاف فوراً: (لكن لم يصدر عن الخرطوم ما يؤكد أو ينفي). ولا أدري ما تعريف السيد بلال ل(لكن) هذه، ولا الجملة التي تبعت (لكن) ! هذا فوق أن وسائل الإعلام الدولية كلها تتعامل مع طائفة واسعة من المصادر ولا تتردد لحظة في نقل أخبار، مهما كانت درجة حساسيتها، عنهم !
(ب) ولم يكن دقيقاً – إن لم نقل كان كاذباً وملفقا – بخصوص (الأبيض وكادوقلي وتلودي على حافة السقوط في يد الجيش الشعبي) !! التقرير قال بالنص: (نائب الرئيس السوداني، الحاج آدم، أعلن غلق باب التفاوض مع جوبا. وأشار إلى أن المتمردين مدعومين من جوبا يسعون للسيطرة على مدن تلودي وكادوقلي في جنوب كردفان، والأبيض في شمال كردفان). السيد بلال ادعى أن هذه ال(معلومات عسكرية ذات أغراض حربية) نسبها التقرير إلى مصدر (مجهول..لديه)، لكن الحقيقة إن التقرير نسبها إلى نائب الرئيس، الحاج آدم من موقع (smc) على الإنترنت !! إذا كانت هذه المعلومات (عسكرية ذات أغراض حربية) بنظر السيد بلال، فالخطأ ليس خطأ خالد عويس، ولا خطأ قناة العربية، بل هو خطأ (smc) وخطأ الحاج آدم. لكن (العربية) بطبيعة الحال في زمن (العولمة) وزمن الأقمار الإصطناعية القادرة على التقاط أية حركة على الأرض لا يمكن أن تعير مثل هذه الحجج الواهية إنتباهاً. القمر الإصطناعي التابع للنجم الأميركي، جورج كلوني نقل قبل أيام (قصف الطيران السوداني) لمواقع في جنوب كردفان، كما نقل تحركات عسكرية !! أستغرب فعلاً..في أيِّ عصر يعيش هؤلاء الذين يتحدثون عن معلومات عسكرية حساسة تتمثل في تحركات عسكرية مرصودة حتى بواسطة (نجوم السينما) !!
(ج) الخطأ المهني و(العرفي) الكبير الذي وقع فيه السيد بلال هو عدم رده على التقرير فوراً على شاشة العربية، وقد كان مُستضافاً. فقناة مثل العربية يتم فيها العمل جماعياً، الرأي ليس لعويس إنما لسلسة طويلة من المراجعات والتدقيق والتصويب. إنتظر السيد بلال نحو 24 ساعة ليكتب تعليقه في (الفيس بوك) بدلاً من طرح ملاحظاته وجهاً لوجه مع العربية ممثلةً في الزميل المذيع، طاهر بركة !! تُرى لماذا؟ لماذا والسيد بلال يعرف أن هذه واحدة من البدهيات..أن ترد على الهواء مباشرة !
السيد بلال يقول: (بعيداً عن جدل المواطنة وواجباتها ،من حق عويس ان يتخذ موقفاً مناصراً للجيش الشعبي ولكن يجب الا يأتي ذلك خصماً على المهنية الاحترافية حتى ولو كانت الحرب بين بلغاريا والصين !!!). وفي هذا الكلام ثمة إشارات لا تفوت على أحد. فهي تتضمن التخوين والعمالة الواضحة. والرد (المهني) هو أنني كصحافي أعمل في قناة دولية مطالب ب(التوازن) وعرض وجهات النظر كلها، ولستُ مطالباً أبداً – باسم الوطنية أو لا صوت يعلو فوق صوت المعركة – أن أسعى لتحويل (العربية) إلى نسخة أخرى (معدلة) من تلفزيون السودان، يعقب نشراتها برنامج (في ساحات الفداء) ! أين – في التقرير – هو الإنحياز للجيش الشعبي؟ أين وقد أوردنا الآراء كلها، واستضفنا السيد بلال..من (الخرطوم) لا من (جوبا) ؟!
ويقول: (اسوا شئ ان تستغل قناة بأهمية العربية وصحفي بوزن عويس في تكتيكات الحرب النفسية ، بغض النظر عن طبيعة الخصوم والموقف منهم!). ونقول، المسؤول ليس خالد عويس ولا قناة العربية، بل هو (نائب الرئيس، الحاج آدم) !! والعربية ليست مسؤولة عن رفع معنويات الجنود ولا هزيمتها. العربية مسؤولة عن نقل الأخبار ..وحسب، دون التدخل. إذا كانت الخرطوم تسمح للصحافة بالتواجد في مناطق الحرب أو قربها كنا سننقل صورة الأحداث كما هي دون اللجوء إلى تصريحات الحاج آدم، ودون اللجوء إلى (مصادر موثوقة) لدى القناة لاستقاء المعلومات عن ما يحدث على الأرض.
يقول: (ولا تبحث عن بطولات اسفيرية وميدليات من ورق) !! تُرى مثل هذا القول يستحق الرد؟؟
يقول: (كيف لصحفي تلفزيوني الاستعانة بمعلومات حربية تفصيلية عبر مصادر مجهولة مع استخاد لغة اطلاقية (خسائر غير مسبوقة في تاريخ الجيش السوداني )!!) ونقول: لأن هذا المصدر ليس (زول ساااكت حايم في السهلة) بل هو مصدر موثوق جداً للقناة ولغالبية وكالات الأنباء والتلفزيونات الدولية. ودعني إسأل، هل كشف صحافيو (ووتر غيت) عن مصادرهم على الرغم من جسامة الحدث؟ وما هي المعلومات (الإطلاقية) هذه؟ خسائر غير مسبوقة في تاريخ الحرب هذه تحتمل الصحة وتحتمل الخطأ. هذه تقديرات (المصدر)، ونحن نسبنا المعلومة إليه، وزدنا ب(لكن لم يصدر عن الخرطوم ما يؤكد أو ينفي)..ما هو (الخطأ المهني) هنا؟
و(7) النقطتان 6 و7 سأشملهما هنا: 6.: (التقرير هو الفيصل!!) هاهو التقرير !!
و 7. (المعلومات الحربية أثناء المعارك تقدم عبر مصادر معروفة او مستقلة لا عبر تسريبات الحرب النفسية!! هذه بدهيات العمل الصحفي) !! هذا ربما في (سودان الإنقاذ) !! يبدو أن السيد ضياء الدين بلال يتابع (الشأن المحلي) فقط، لم يتابع الحرب الأميركية في العراق ولا أفغانستان، ولا تابع ولا قرأ أي تقارير ل(كريستيان أمانبور) و(روبرت فيسك) وإلا ما كان وقع في تقرير شىء لا وجود له في الصحافة إلا ربما لديه في الخرطوم !
ودعنا نقرن ذلك بالرد الذي تفضل به الأستاذ الخاتم المهدي: (سؤالك الثاني: “هل قال على لسان مصدر موثوق ان الجبهة الثورية على بعد 10 كيلو من كادوقلي؟!!”
صحيح، قال ذلك، وأسبقه بالتوكيد- على لسان المصدر- أن هناك ” معارك كبيرة تجري في مناطق متعددة من جنوب كردفان وجنوب دارفور بين الجبهة الثورية والقوات الحكومية.” ولا تقرأ الأولى بمعزل عن الثانية، فالسياق متصل، ونزع هذه عن تلك يغير المعنى- وأنت سيد العارفين. ثم أين الخطأ؟ التقرير ينقل عن مصدر ويوازنه بتوكيد رد الفعل أو عدمه من الجهة الأخرى في نهاية الفقرة: “لكن لم يصدر عن الخرطوم ما يؤكد أو ينفي”.)
تقول: (القصد توضيح ان ماورد في التقرير عبارة عن دعاية عسكرية الغرض منها ممارسة حرب نفسية على الخصوم..اذا كانت المعلومات حقيقية لماذا احتفظ مصدر الحركة بعدم ذكر اسمه هذه انتصارات تستحق الجهر بها ولانها دعاية قابلة للتكذيب هرب المصدر من النص وترك خالد والقناة يسددان الفاتورة من مصداقيتهما!!) هل قلتُ إن (المصدر الموثوق) من الحركة؟ أية حركة ؟ وهل لدى السيد بلال دليل حتى الآن على كذب المصدر؟ هل بوسع أي وسيلة إعلامية أن تذهب إلى هناك الآن؟ وهذا طبعاً بسبب منع الخرطوم الصحافيين من التوجه إلى هناك ! والسيد بلال يناقض نفسه بنفسه، فهو يكذّب المصدر الموثوق، ثم لا يأتي بأي دليل على كذب المصدر ! ثم هب أنه كذب، ما هي مشكلة القناة؟ مسؤولون بشحمهم ولحمهم وعلى الهواء مباشرة يكذبون، فما هي مشكلة القناة هنا؟
و(10) و(11) يقول: (شذى معليش عليك البحث في قوقل عن طريقة الاستعانة بالمصادر في التقارير التلفزيونية!!). وهنا فقط لديّ تعليق: هل يكوّن السيد بلال رؤيته في الصحافة و(مراجع) الإعلام من (google)؟؟؟؟ أما (10) ..(لم أطلب منك ذلك ولكن عليك احترام المشاهد بأن تقدم له خدمة صحية غير ملوثة!!)، فهذه أيضاً سنتجاوزها، لأن الإساءة هي أسهل أمر يمكن للمرء أن يبذله للناس، الصعب هو (الإفحام) بالحجة والمنطق، وإلا كان (نافع علي نافع) أنجح سياسي في العالم !! وإما (11) ..(عدم المهنية اتضح من خلال عدم فرزك بين معركة هجليج ومعركة تلودي وتهديد الابيض..طيب عشان تكون الصورة واضحة التسريبات التي جاءت في التقرير من قبل مصدرك المختبئ خلف ظهرك الغرض منها رفع الضغط عن جبهة هجليج بايهام ان الابيض وكادوقلي وتلودي في خطر لتشتيت جهد القوات المسلحة..فهمت ولا لسه؟!!) عدم المهنية الحقيقي في نظري هو أن يستمع المرء لتقرير ثم يخلط مثل هذا الخلط المريع..وهو صحفي! النص أمام الجميع، والتقرير كذلك، من الذي تحدث عن (الأبيض وتلودي)..مصدرنا المجهول أم الحاج آدم، نائب الرئيس؟؟
و(13) و(14) يقول: (انت يا خالد سياسي تسلل للاعلام لتحقيق أغراض تأتي على حساب المهنية..من قبل كنت عجولاً في تسويق كثير من الاخبار الضاربة لقناة العربية مظاهرات وهمية ، لديك موقف من النظام هذا من حقك لكن عبر عن الموقف بطريقة اخلاقية تحترم الجمهور ولاتستخف بقيم العمل المهني..انت لا تفرق بين النظام والوطن ..مع دا كلو أين التقرير يا عويس؟!!) وأتحدى السيد بلال أن يأتيني بخبر واحد فقط عن مظاهرات بثته العربية دون (فيديو) من المظاهرات !! لكن السيد ضياء الدين بلال، ولكي نفهم كلامه هذا في سياقه الصحيح، يجب أن نعود إلى مقال السيد (مجدي عبدالعزيز) – أعلاه – لنقتبس: (حدثني من هو قريب من دوائر العربية بدبي إن هذا الصحفي ما أن تطرق أذناه أي إشاعات أو أخبار من الخرطوم على شاكلة :* انبعاث دخان أسود من ( كوشة ) مشتعلة ، أو انفجار ( لستك دفار ) أمام جامعة الأحفاد ، أو صراخ ( ست شاي ) بموقف جاكسون في محاولة لإيقاف ( نشال ) حاول الاستيلاء علي الإيراد ( من تحت البنبر ) ، إلا هاجت هواجسه وسال لعابه وأخذ يجري الاتصالات بمراسليه بالخرطوم : أن انتشروا فالثورة قد اشتعلت). ونطمئن السيدين، أن هذا (القريب من دوائر العربية) الذي يحدثكما ..و(يتخابر)..في (الحفظ..والصون) !! (13) يقول: (انت أهون من أن يتم التأمر عليك لانك ببساطة تتأمر على نفسك بارتكاب الاخطاء الساذجة بخفة غير محتملة!!..رغبتك في الاضرار بالنظام تفقدك اتزانك التعبيري،فتبدو في حالة طفولية تستحق العطف والشفقة لا الغضب لانك تؤذي نفسك أكثر من خصومك!!) ولا تعليق لي على ذلك، لكني فعلا في غاية الأسف أن هذا هو حال الصحافة السودانية اليوم ! (14) ويقول: (امتناعك عن جلب التقرير يؤكد انك تقف على منبر من ثلج تخشى من بروز شمس الحقيقة..!! طيب انا ادعيت عليك كذباً لماذا لا تشنقني بالحجة الدامغة وتأتي بالتقرير؟!!) وأتى التقرير..نصاً..و(صورة وصوت) !! (15) ويقول: (دع الادعاءات انت ضيف دائم على موائد الحكومة في الامسيات تبحث عن بطولة متوهمة في ارض المهجر،تصبح وديعاً في الخرطوم وتطلب الطعن والنزال في الخارج..عليك ايراد التقرير لاثبات كذبي وتلفيقي !!). وأنا أدعو السيد ضياء الدين بلال إلى الكشف فوراً عن إنتهازيتي المتناهية هذه للقضاء علىّ قضاءً مبرماً. على مائدة من في المؤتمر الوطني كنت ضيفاً دائماً؟ (جمال الوالي) أم (علي عثمان) أم (نافع) أم (عوض الجاز)؟ ومتى كنت (وديعاً) في الخرطوم؟ سنة 1998 حين كان السيد بلال شاهداً على محاولة الإسلاميين ل..قتلي، أم حين زجوا بي في المعتقل كآخر معتقل في ظل الدولة الموحدة، وأول معتقل كذلك في ظل السودان المنقسم على نفسه؟ وطالما كنت وديعاً هكذا، فلماذا تمّ اعتقالي؟
(16) (17) (18) (19) (20) (21) (22) يقول من المهم جداً تلخيص وتأكيد الاتي: لدي رصيد كبير من الاحترام والود للاخ خالد عويس هذا على المستوى الشخصي..اما على مستوى الاداء المهني لدي كثير من الملاحظات السلبية ومن حق عويس وغيره ان يكون لهم رأي في الصحيفة التي ارأس تحريرها وفي ممارستي للمهنة وارفض تماماً ان يستغل ما قلت للاضرار بخالد باي شكل من الاشكال..ونصيحتي لخالد ان يفرق بين الوطن والحكومة لأن هناك فارق طفيف بين معارضة الحكومات وخيانة الاوطان وهناك فرق بين الاعلام والدعاية ، وتوجد مراجع ودراسات مهمة توضح مناهج التعامل مع المعلومات اثناء الحروب!!) ثم يردف هذا (الاحترام والود) ب (17): (أكل العيش هو الذي يجعلك تتملق المدير العام للقناة ليسمح لك بعرض تقارير ركيكة لا تصلح للصحف الحائطية، ويجعلك تقف ضد وطنك في مناصرة دولة أجنبية، وأكل العيش..في تقرير تلفزيوني تستخدم فيه كلمة (طبعاً)). وليس لي أيِّ رد على مثل هذه التناقضات، فهي متروكة لفطنة القراء والقارئات فحسب. لكن من حقي فقط أن أتحسر على حال الصحافة في بلادي، فهي شأنها شأن (الفن). أصبحنا في زمن (قنبلة) و(المنقة) هبوطاً من (شجن) و(المستحيل) !! من قال إن الاستبداد لا يدمر كل شىء..كل شىء..الأخلاق والضمير والعقل والروح ! (18) يقول: (انت شخص مهذب لكنك غير موهوب وتريد الصعود للنجومية عبر سلالم العلاقات العامة والانتفاخات الثورية الكاذبة..انت مثير للشفقة!!) ولا تعليق !(19) يقول: (أنت صاعد على سلم الابتسامات واللطافة ضحل في أفكارك واطروحاتك ساذجة مرة مؤلف ومرة مفكر وفي مرات مناضل تغني للعلمانية في فناء حزب طائفي وتغازل اليسار وتنام في خضن اليمين!!) ولا تعليق أيضاً !! (20) و..(نقطة الخلاف بيني وعويس ومن التقرير انه لا يجاوز مهنياً الاستناد على مصادر مجهولة في تمرير معلومات ذات طابع دعائي يخدم طرف محدد بغرض الحرب النفسية عويس جاء بمصدر مجهول واعطاه وسام الثقة ثم اورد على لسانه ان قوات الجبهة الثورية على بعد 10 كيلومتر من كادوقلي وان الجيش تعرض لخسارة بشرية غير مسبوقة..هذه خفة مهنية) وسأحيل الرد هنا إلى الرد الذي تفضل به الأستاذ الخاتم المهدي، والذي كتبته أنا أيضاً ! (21) ..(خسائر غير مسبوقة..هذه عبارة اطلاقية غير صالحة في التقارير وهي منسوبة لمصدر مجهول معروف لخالد وموثق عنده فقط)..رددنا عليها..وعلى هذه أيضاً (22) (السؤال المهم لماذا وثق خالد المصدر في معلومات بالغة الحساسية؟ الغرض من ذلك اعطاء المعلومة موثوقية معتمدة من القناة وكاتب التقرير..لماذا فعل خالد ذلك؟!!!!!!!!!) بل أتى رد مهني شاف وكاف من قبل الأستاذ الخاتم المهدي أيضاً. السؤال، من أين للسيد بلال أن (يُنظِّر) في شأن العمل التلفزيوني؟
(23) (24) (25) (26) (27) (28) (خالد استعان في التقرير بطائرات ارشيفية ونسبها للجيش السوداني لتأكيد قصف الجنوب..وهذا أمر ليس غير مهني فقط ولكن غير اخلاقي!!) غالبية التقارير في كل تلفزيونات العالم تستخدم صوراً أرشيفية، وصور الطائرات هي فعلاً لطائرات عسكرية سودانية – من الأرشيف – ولو جادل السيد ضياء الدين بلال في هذه النقطة مرةً صانية فسنأتيه بالمقطع كاملاً..بمن حضر !! ولو كان السيد بلال بالفعل يفهم في عمل التلفزيون لعرف من التقرير (من حضر) من خلال الصور التي أُستخدمت في التقرير !! (24) (التقارير لا تستخدم فيها مفردات انحيازية مثل (طبعاً) لتأكيد معلومات واردة في سياق العرض!!) من قال لك؟ في أي مرجع إعلامي قرأت ذلك؟ هذه هي (طبعاً) في هذا السياق..( هذا إضافة طبعاً إلى هجليج)..أي أن هناك معارك في هجليج..هذه (طبعاً) أم لا؟ (25) (الصورة المصاحبة لناريشن تفيد بأنها طائرات سودانية..القضية انك سياسي يمارس التلاعب باصول مهنة الصحافة عبر الدس والتدليس معلومات عسكرية خطيرة تؤثر على مجريات المعركة تنسب لمصدر موثوق بالنسبة لك وانت ذاتك غير موثوق لانك في سبيل تحقيق مجد شمعي تنتحل شخصية رجل مباحث لتخلق من ذلك بطولة وعشان تصيح روائي مشهور توغل في الجنس بعبارات مبتذلة لعلك توضع في مقام محسن خالد ولتصبح مفكر تستلف خلسة من كتب الكبار لعلك تلحق بقطار اركون) !! هذا أيضاً لن أعلق عليه إلا أنه يذكرني فعلا برواية الروائي التشيكي الكبير: (خفة الكائن التي لا تُحتمل). حتى هذه المتعلقة ب(انتحالي شخصية رجل مباحث) لن أرد عليها، ف(جهاز الأمن) لم يمضِ في القضية إلى غاياتها، وأنتظرته هناك..في الخرطوم 3 أشهر ولم يذهب بالقضية إلى المحكمة، أرجو أن يسأل السيد بلال (ضباط الجهاز) لماذا (تجاهلوا) القضية وهم يعلمون تمام العلم أنني أخرت سفري 3 أشهر في إنتظارهم أنا والصديق الأستاذ، كمال الجزولي ! (26) (مع احترامي للاصدقاء كنت ولا ازال اطرح الموضوع بعتباره شأن مهني وعويس وصحبه يريدونه حوار سياسي لم أقل ان عويس خائن هو الذي بادر بالاساءات وجعلني محرر صغير اكتب بأمر وتوجيه جهاز الامن بل كل جهاز الامن يجلس لجواري للرد عليه خالد وقع في اخطاء مهنية قاتلة كتب التقرير بنفس ناشط سياسي لا صحفي محترف)!! والسيد ضياء الدين بلال لم يثبت حتى الآن أية شبهة (سياسية) في التقرير، لكن القرائن كلها تُشير إلى (الذي يقف خلف السيد ضياء)، لدرجة أنه قد يصبح في شهرة ذلك الذي يقف خلف..عمر سليمان !! (ما كله زي بعضه) !! (27) (هل كانت طريقة اداء خالد هتافية ام تقريرية؟!!) وما هي الهتافية – في الأداء – وما هي التقريرية؟ هل لدى السيد بلال أدنى إلمام بطريقة الإلقاء؟ الأستاذ الخاتم رد عليه في هذه النقطة..وأبان ! (28) (النقاط التي اثرتها لم تحمل اساءة او تجريح شخصي لخالد هي نقد مهني يحتمل الرفض والقيول وردت اتهامات بأنني مأجور للقيام بمهمة اغتيال مدفوعة الثمن. وأنا سيرتي المهنية اتحدى بها الجميع واعطس في وجه كل من يقدح فيها بكلمة، متى كنت خاضع لغير قلمي بامكاني) الكلام سهل..نقول للسيد ضياء الدين بلال أن الكلام سهل، لكن حين نطابق الكلام بالواقع..أظنه يصعب إثباته !!
(انتهى)
وبعد، فإن هذا كله – في نظري – لا يعدو أن يكون من قِبيل الإنحطاط الشامل الذي نعيشه والذي أحال كل مجالات الحياة إلى (ركام) روحي وعقلي وأخلاقي. وهذا يجعلني أكثر إصراراً على أن أرفض الحياة في كنف هذا التلوث والإنحطاط كله الذي نعيشه، وسأقاومه بالسبل كافة، بقلمي وبعقلي وبروحي مهما كانت التضحيات، لأنني لا أريد أن أحيا في بيئة تنضح بكل هذا الفجور والكذب، ولا أريد لأبنائي أن يتربوا في ظلِّ استبداد ربما يحطم أرواحهم أيضاً كما حطم أرواحاً كثيرة.
ملحقات:
نص التقرير:
Intro: presenter:
يبدو أن أجواء الحرب باتت تسيطر على المشهد بين السودان وجنوب السودان في ظل دعوات في الخرطوم وجوبا إلى استعداد الشعبين للدفاع عن التراب، فيما دعا الإتحاد الإفريقي إلى إنسحاب فوري لقوات الجنوب من “هجليج”.إلى التفاصيل
VT/report
تصعيدٌ يحمل نذر حرب جديدة
برلمانا الخرطوم وجوبا قاما بدعوة الشعبين إلى الإستعداد في إعلان يشبه الدعوة الى التعبئة عشية الحرب.
الإتحاد الإفريقي سارع الى دعوة جوبا إلى سحب قواتها فوراً من “هجليج”، فيما اعلنت الخرطوم تقدمها بشكوى إلى الأمم المتحدة.
جوبا أكدت أنها ردت على قصف جوي سوداني استهدف ولاية الوحدة في الجنوب، تمهيداً لتقدم ألوية عسكرية سودانية لاحتلال هذه المنطقة النفطية
Graphics
الخرطوم من ناحيتها اعترفت بخسارتها وفقدان قواتها السيطرة على “هجليج”، معلنة التعبئة العامة، رداً على ما وصفته بالإعتداء مؤكدة تسيير لواء للردع..
نائب الرئيس السوداني، الحاج آدم، أعلن غلق باب التفاوض مع جوبا.
Graphics
Graphics
وأشار إلى أن المتمردين مدعومين من جوبا يسعون للسيطرة على مدن تلودي وكادوقلي في جنوب كردفان، والأبيض في شمال كردفان، هذا إضافة طبعاً إلى هجليج، ما يعني فعلياً أن رقعة الإشتباكات اتسعت للغاية
Graphics
مصادر موثوقة قالت ل”العربية” إن معارك كبيرة تجري في مناطق متعددة من جنوب كردفان وجنوب دارفور بين الجبهة الثورية والقوات الحكومية.
هذه المصادر ذاتها أكدت
Graphics
أن قوات الجبهة الثورية باتت على بعد عشرة كيلومترات من مدينة كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان
Graphics
متحدثة عن خسائر كبيرة للجيش السوداني في “هجليج” وغير مسبوقة في تاريخ الحرب السودانية. لكن لم يصدر عن الخرطوم ما يؤكد أو ينفي
ويبدو أن الأمور تتجه بالفعل إلى تطورات اشد خطورة، ما لم ينزع فتيل الحرب شمالا وجنوبا
خالد عويس
العربية
(ب) فيديو التقرير + تعليق السيد ضياء الدين بلال على الأحداث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.