ستفتح الاممالمتحدة مخيما جديدا للاجئين في شمال كينيا لايواء لاجئين محتملين من السودان وجنوب السودان فرارا من الصراع المتصاعد بين البلدين. واستقبلت كينيا أكثر من 100 الف لاجئ سوداني منذ عام 2007 رغم انتهاء الحرب الاهلية رسميا في السودان في 2005 . ويمكن لمخيم كاكوما في شمال كينيا القاحل بالقرب من حدود جنوب السودان أن يستضيف 100 الف لاجئ. ويقول مسؤولون ان عدد سكانه حاليا يبلغ 94 الفا. وقال ايمانويل نيابيرا المتحدث باسم مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين في كينيا لرويترز “نشعر بالقلق من أن المعسكر سيمتليء عن اخره خلال شهرين أو ثلاثة أشهر.” وأضاف “نستقبل 100 لاجئ من جنوب السودان كل يوم.” وقال نيابيرا ان الحكومة والمجتمع المحلي حددا موقعا يسمى كالوبيي بطاقة استيعابية تبلغ 80 الف شخص على بعد حوالي 25 كيلومترا من كاكوما. وتابع قوله “نحن الان بصدد وضع اللمسات النهائية على الاجراءات حتى نتمكن من البدء في تحضيره تحسبا لحدوث تدفق من السودان وجنوب السودان.” من جهة أخرى ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أمس الأربعاء، أن الأممالمتحدة تخشى أن يأخذ النزاع المسلح بين السودان وجنوبه منحنى آخر يزيد الأمر سوء، مطالبا الاتحاد الأفريقى بالتدخل لوقف تلك النزاعات. وقال موقع “دويتشة فيلة” الألمانى، إن مجلس الأمن عقد جلسة خاصة أول أمس، الثلاثاء، لبحث النزاع فى السودان، مؤكداً أن الاعتداء الذى شنته قوات جنوب السودان على منطقة “هجيلج” النفطية فى شمال السودان منذ أسبوعين، يجعل الصراع بين السودان وجنوب السودان يأخذ منحنى آخر، مشيرا إلى أنه تم التأكيد خلال الجلسة أن انسحاب قوات جنوب السودان حاليا من هجليج، يعد أمرا مهما بالرغم من أن الوضع لا يزال خطيرا بسبب الهجمات الجوية التى يشنها السودان باستمرار على الجنوب. وبحسب ما ذكرته بعض وكالات الأنباء، فقد أوضح “بيتر فيتج”، مندوب ألمانيا فى الأممالمتحدة، أن على مجلس الأمن أن يصدر قرارا طارئا يطالب فيه كلا الطرفين بوقف العنف، واصفا الوضع فى السودان بأنه أشبه بالمتفجر، قائلا، “يتوجب على مجلس الأمن أن يصدر إشارة قوية للسيطرة على ذلك”. ونقل الموقع الألمانى عن سوزان رايس، مندوبة الولاياتالمتحدة فى مجلس الأمن، ورئيسة الدورة الحالية للمجلس، قولها إن الهجمات الجوية التى شنتها الخرطوم على الجنوب راح ضحيتها 16 قتيلا، مطالبة بإنهاء عمليات الهجوم الجوية، مع العمل على وقف فورى لإطلاق النيران، بالإضافة إلى قبول فورى للمفاوضات. وبعد أيام من تدهور الصراع بسبب ما تفعله كلتا الحكومتين، أبدى السودان من خلال وزير خارجيته على أحمد كرتى خلال جلسة للاتحاد الأفريقى، استعداده للتفاوض مع الجنوبيين بشأن المسائل الأمنية العالقة بين البلدين. وانتهت الحرب الاهلية في السودان بموجب اتفاق سلام في عام 2005 لكن سكان الولايات الحدودية يشعرون بالقلق من تحول الاشتباكات الحدودية المتكررة في الاسابيع الثلاثة الماضية الى حرب شاملة بعد تسعة أشهر من استقلال جنوب السودان. ويخوض السودان وجنوب السودان نزاعا بشأن صادرات النفط منذ يوليو تموز. ودفع الخلاف جوبا الى وقف انتاجها من النفط البالغ 350 الف برميل يوميا بعدما بدأ السودان في مصادرة بعض النفط من الجنوب تعويضا عما قال انها رسوم صادرات لم تسدد. وتتركز المناوشات في الاونة الاخيرة في المناطق الغنية بالنفط التي تمتد على جانبي الحدود المتنازع عليها.