هذه الحرب يجب أن تنتهي لمصلحة الشعب السوداني ولصالح مؤسساته وبناء دولته    إيطالية محتجزة في المجر تعود إلى بلادها بعد فوزها بمقعد في البرلمان الأوروبي – صورة    مليشيا الدعم السريع تستدعي جنودها المشاركين ضمن قوات عاصفة الحزم لفك الحصار عن منطقة الزرق    البرهان يهنئ الشعب السوداني والأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى    الخراف السودانية تغزو أسواق القاهرة    كان في وداعها نائب الرئيس للشؤون الرياضية..البعثة الحمراء تغادر الي دار السلام برئاسة كابو    شاهد بالفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع عمر جبريل ينعي القائد علي يعقوب ويؤكد: (لم يتزوج وعندما نصحناه بالزواج قال لنا أريد أن أتزوج من الحور العين فقط وهو ما تحقق له)    شاهد بالفيديو.. الفنان عمر إحساس يغني للممرضات وهو طريح الفراش بإحدى المستشفيات بالولايات المتحدة    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابط القوات المشتركة الذي قام بقتل قائد الدعم السريع بدارفور يروي التفاصيل كاملة: (لا أملك عربية ولا كارو وهو راكب سيارة مصفحة ورغم ذلك تمكنت من قتله بهذه الطريقة)    كيف ستنقلب موازين العالم بسبب غزة وأوكرانيا؟    مدرب تشيلسي الأسبق يقترب من العودة للبريميرليج    ترامب: لست عنصرياً.. ولدي الكثير من "الأصدقاء السود"    مسجد الصخرات .. على صعيد عرفات عنده نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم"    «السوشيودراما» و«رفَعت عيني للسَّمَا»    مواصلة لبرامجها للإهتمام بالصغار والإكاديميات..بحضور وزير الشباب والرياضة سنار افتتاح اكاديميتي ود هاشم سنار والزهرة مايرنو    حلمًا يدفع منة شلبي للتصدق على روح نور الشريف.. ما القصة؟    بالأرقام والتفاصيل.. بعد ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل السوداني تعرف على سعر "خروف" الأضحية السوداني في مصر وإقبال كبير من المواطنين السودانيين بالقاهرة على شرائه    بالفيديو.. تعرف على أسعار الأضحية في مدينة بورتسودان ومتابعون: (أسعار في حدود المعقول مقارنة بالأرقام الفلكية التي نسمع عنها على السوشيال ميديا)    رئيس وأعضاء مجلس السيادة يهنئون المنتخب القومي لكرة القدم    المريخ يوالي التدريبات وابراهومة يصحح الأخطاء    بالصورة.. المريخ يواصل تدعيم صفوفه بالصفقات الأجنبية ويتعاقد مع الظهير الأيسر العاجي    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    غوغل تختبر ميزات جديدة لمكافحة سرقة الهواتف    بعرض خيالي .. الاتحاد يسعى للظفر بخدمات " محمد صلاح "    "أشعر ببعض الخوف".. ميسي يكشف آخر فريق سيلعب لصالحه قبل اعتزاله    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    القصور بعد الثكنات.. هل يستطيع انقلابيو الساحل الأفريقي الاحتفاظ بالسلطة؟    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراء ة فى الضجيج والهجيج فى حرب هجليج
نشر في حريات يوم 28 - 04 - 2012

احداث كبيرة وقعت فى السودان مؤخرا ,كان أهمها احتلال جيش جنوب السودان هجليج وانسحابه منها لتعود مرة أخري إلى حكومة الخرطوم بعد إن دخلها جيش الحكومة ليجدها خالية من اى جندي جنوبي إلا من أبار ومنشئات محترقة تندلع فيها النيران ويتصاعد منها الدخان, وفى حساب الربح والخسارة يري مراقبون سياسيون إن نتائج احتلال حكومة الجنوب لهجليج قد صبت كلها فى مصلحة سلطة المؤتمر الوطني التي كانت تحتاج إلي كورتوزون سياسيي من هذا القبيل وتجلى ذلك فى تحويل الحدث إلى نصر عسكري من قبل السلطة والتي أفسحت لإعلامها مساحات من الوقت اختفت فيه برامج المنوعات الغنائية الي درجت على تقديمها فضائيات كالنيل الأزرق وأم درمان , والخرطوم إضافة إلي التلفزيون الحكومي , وفى السياق نفسه كشفت الصحف كل الصحف عن انحيازها الأعمى لروايات الحكومة وصورت ماجري بأعتباره قضية وطنية كبري وتبارت أقلام لكتاب موالون وغير موالين للحكومة فى كيل المديح لقوات جيش المؤتمر الوطني المؤدلج والذي شحنته الآلة الإعلامية للتوجيه المعنوي بأن المعركة هي بين(عبيد كفار) و إشراف عرب مسلمون , وتجلي ذلك فى تصريحات رئيس النظام وهو فى قمة انفعاله ونشوته حيث قال صراحة إن هؤلاء يقصد الجنوبيون لا تنفع معهم إلا العصا , ولنقترب من المعنى أكثر والذي لم يفصح عنه الرئيس , فأنه كان يقصد صراحة بيت المتنبئ فى هجاء كافور الأخشيدى ( لا تشترى العبد إلا والعصا معه , إن العبيد لأنجاس مناكيد ) وهو الأمر الذي حسب على رئيس النظام عندما اخرج من كهفه الباطني ما يحسه حقيقة تجاه الجنوبيين وهو أيضا ما انساق وراءه كبار قادة النظام الذين حاكوا الرئيس فساروا علي الخط العنصري نفسه انظر تصريحات الحاج ادم نائب الرئيس ونافع علي نافع مساعده الذي وصف الجنوبيين بالأوباش والمرتزقة كما أمعن النظر فى صحيفة الانتباه وكتابها الذين شبهوا الحرب بحروب الرسول ضد المشركين , على صعيد ألتغطيه الإعلامية والصحفية فقد نجحت سلطة المؤتمر الوطني فى إعطاء جرعات كبيرة متواصلة للناس حتي لا يجدوا فرصة التفكير فى طبيعة الحرب والاساب التي ادت الى اشتعالها ودور المؤتمر الوطني فى التمهيد لها , ومن طبيعة العقل الجمعي انه وتحت وطأة الشحن الديني يجد نفسه يتحول الي رجع صدي لكل ما تقوله الحكومة , وهى حالة سيكولوجية مرتبطة اشد الارتباط بالظروف الاقتصادية التي يعيشها الناس, ففي الدور الصحفي تبنت كل الصحف وجهة نظر الحكومة ونشرت بياناتها ما قبل وبعد الحرب مما يبعدها تماما عن صفة الاستقلالية المثبتة في أعلا صفحاتها ,كما كشفت الحادثة إن عددا كبير من هذه الصحف هي إما ممولة من سلطة المؤتمر الوطني عبر جهاز الاستخبارات, أو إن بعض رؤساء تحريرها كانوا اسلامويين قدامي انجذبوا غريزيا إلى مساندة السلطة دون نشر حرف واحد لوجهة نظر الجنوبيين فى الحرب , أو ماذا كانت بيانات الانتصار التي تنشرها الحكومة صحيحة مائة فى المائة أم لا , وفي كل الأحوال فأن قضية الأمانة الصحفية كشفت مبكرا إن كل الصحف ماعدا الحزبية منها سارت وراء الحكومة مما خلق حالة تحريض شعبي واسع ضد الجنوبيين ,ومن واقع مما ذهبنا إليه نقدم نماذج من عناوين الصحف وكانت كالأتي
آخر لحظة):
استعادة (هجليج) خلال الساعات القادمة.
معارك ضارية في ولاية (جونقلي) والنوير يتهمون حكومة الجنوب بقيادة مخطط للقضاء على القبيلة.
غياب رأي الطرف الأخر
(ألوان):
البشير: لا تفاوض مع دولة الجنوب إلا بسحب قواتها من هجليج.
الجيش يطوق هجليج وينفي قصفه آبار النفط.
اجتماع حاشد للأجهزة الأمنية بالبرلمان حول الأوضاع بهجليج.
غياب رأي الطرف الأخر
(الخرطوم):
البشير: لا تفاوض مع احتلال هجليج.
فصل الطلاب الجنوبيين بكلية الشرطة والقانون.
الحكومة تحذر الجنوب من المساس بالبنيات التحتية للبترول.
غياب رأي الطرف الأخر
(الأهرام اليوم):
عمليات تمشيط واسعة.. والجيش يدمر خطوط إمداد غزاة هجليج.
تعدها لجنة برئاسة غازي صلاح الدين: إستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع دولة الجنوب.
غياب رأي الطرف الأخر
(الرائد):
الجيش الشعبي يأسر جرحى من داخل مستشفى هجليج.
البشير: الجنوب قابل الإحسان بالعدوان ولا تفاوض قبل الانسحاب غير المشروط.
(الوفاق):
الجيش يقطع الإمداد عن قوات الجيش الشعبي ويدمر الدبابات والراجمات والأسلحة الثقيلة.
قال: جوبا قابلت الإحسان بالعدوان: البشير يشترط سحب قوات الجنوب من هجليج للتفاوض. غياب رأي الطرف الأخر
(الوطن):
الجيش يعانق ! هجليج ويكثف عملياته ويدمر الآلة الحربية للجنوب.
(الانتباهة):
الجيش يستولي على راجمات أمريكية وأسلحة إسرائيلية بهجليج.
البشير: نحتفظ بحق الرد على دولة الجنوب (كيفما نشاء).
البشير: جوبا قابلت الإحسان بالعدوان.
معلومات غيرمؤكدة ويرجح الأليف
(التيار):
الجيش يطوق هجليج ويجلي قوات الجنوب عنها.
البشير: السودان يحتفظ بحق الرد كيفما شاء وبالطرق التي تعيد له أراضيه.
البرلمان: المعركة تهدف لتطهير كل البلاد من فصائل الحركة.
الحكومة: الهجوم على هجليج كان بهدف تدمير سدي مروي والروصيرص.
غياب رأي الطرف الأخر
(أخبار اليوم):
(أخبار اليوم) تتابع حتى الساعات الأولى من الصباح الأوضاع بهجليج والجيش يواصل زحفه لتحريرها.
الطلاب الجنوبيون بكلية الشرطة السودانية بالخرطوم يتظاهرون ابتهاجاً باحتلال هجليج والكلية تفصلهم.
(أخبار اليوم) تتحصل على معلومات مؤسفة حول تعامل الجيش الشعبي الجنوبي مع المرضى والمصابين بمستشفى هجليج.
غياب رأي الطرف الأخر
(الرأي العام):
لام أكول: قادة الحركة يعلمون أن هجليج شمالية.
الخرطوم تحمِّل جوبا مسئولية سلامة العاملين في حقل هجليج.
الجاز: هجوم الجنوب تم بإشارات من دولة متجبرة.
غياب رأي الطرف الأخر
(السوداني):
الوطني: إستراتيجية عاجلة للتعامل مع جوبا.
الحكومة تحمِّل جوبا مسئولية سلامة الأسرى.
لام أكول: هجليج ليست ضمن المناطق المتنازع عليها.
غياب رأي الطرف الأخر
يقدم لنا هذا المشهد وجهان للصحافة, او فلنقل يطرح سؤالان أمام القاري فيما إذا كانت الصحافة وقفت موقفها هذا باعتبار إن ما جري هو قضية وطنية كبري أم إن اتخاذ موقف موضوعي وشجاع تجاه الحدث ربما يوقعها فى خانة الطابور الخامس العصا التي يرفعها النظام فى وجه كل من كان له رأي مخالف له ,وهو الاتهام الذي وجه للحزبين الشعبي والشيوعي لأنهما لم يدخلان فى جوقة الذين أدانوا من نافذة المؤتمر الوطني , اي هل كان فى مقدور اية صحيفة ان تقول ان قوات المؤتمر الوطني هي التى بدات العدوان ,او يستطيع كاتب من كتابها الاشارة مجرد الاشارة الى اس المشكلة هي ان النظام الاستبدادى هو سبب كل المأسي التى تعيشها البلاد , ولكن قبل إن التأكد من هذه النقطة تجب الإشارة إلى إن موقف الصحف مرتبط اشد الارتباط بالاتهام القائم حتي الان وهو إن ماليكها إما هم رجال إعمال فى كارتيل المؤتمر الوطني, أو جهاز الاستخبارات الحاضر بقوة فى هذا المجال , ويمكن إن يتأكد القاري الحصيف من ذلك عندما يدقق النظر فى صحف كالسوداني ,وأخر لحظة ,والأهرام , اليوم , والرأي العام وبقية الصحف التي أوردنا تغطيتها أعلاه عندما تبنت الي حد العمي وجهة نظر الحكومة , وقد يعترض البعض بأن السلطة مع ذلك تمنح هذه الصحف مساحة كبيرة من الحرية وان العديد منها اوقف , او عطل بسبب تجاوزها الخط الاحمر عندما نشرت قضايا متعلقة بالفساد , ولكن انظر مثلا التيار التى اعتذر صاحبها عما نشرته صحيفته , وعلل ذلك بأنه كان خارج البلاد مما جعل موقفه يكشف جينة الايديولوجية القديمة , وهي ايديولوجية الجبهة القومية الاسلامية ,على ان المسألة برمتها هى ان الحرية الممنوحة للصحف هى حرية الرعي تحت القيد الذي هو بيد السلطة .
ما ينطبق على الصحافة ينطبق كذلك على القنوات الفضائية الرسمية منها مثل النيل الأزرق , والشروق , والخرطوم , وطيبة, وساهور ثم لحقت بالتنزيلات امدرمان حسين خوجلى , فهذه كلها كانت منبرا متوترا فى ترويج وجهة نظر الحكومة انهمكت فى استجلاب الفنانين ونقل حفلات الشوارع كما قلنا من كل حنجرة ولسان ليسيطروا على مشاعر المشاهدين أربعة وعشرين ساعة .
ثمة أمر أخر وهو إن الإنقاذ ذات باع طويل فى هذا النوع من الإعلام الغوغائي الذي يخاطب مشاعر البسطاء , ولكنها أي الإنقاذ سرعان ما يذوب ملحها عندما تعود الحياة إلى سيرتها الأولى ويواجه من ضللتهم إلى حين قضية (المعيشة) اى إن وصفة المورفين ال Painkiller لا يدوم مفعولها إلى الأبد فهو كما يرى الأطباء لا يقدم علاجا للمريض , وإنما يمنع عنه الالألم المبرحة فيموت فى هدوء دون ان يحس بشىء . ونري الان عملية ذوبان الملح فى التقرير القصير الذي نشرته وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا ) فى اليوم نفسه الذي استعادت فيه قوات الحكومة هجليج ونحسب ان عامل الزمن لن يترك هذه الاسعارفى صورتها الحالية حيث متغيرات الدولار تفوق متغيرات الطقس فى السودان وقد جاء الاتي فى الوكالة الرسمية
كشفت جولة ل (سونا) أمس استمرار ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بأسواق العاصمة رغم معالجات السلطات، فيما أبدى المواطنون استياءهم من موجة الغلاء، إذ وصل سعر جركانة الزيت عبوة (36) رطلاً إلى (197) جنيهاً بدلاً عن (190) جنيهاً في الأسابيع الماضية، بينما وصل سعر نفس العبوة من زيت السمسم إلى (215) جنيهاً بدلاً عن (210) جنيهات لذات الفترة.
وفي السياق، شهدت أسعار الألبان بعض الارتفاع، ووصل سعر كرتونة لبن (المدهش) إلى (340) جنيهاً و(كابو) إلى (260) جنيهاً و(فورموست) الكبيرة ل (37) جنيهاً عوضاً عن (35) جنيهاً الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، بلغ سعر جوال الأرز (155) جنيهاً بدلاً عن (150) جنيهاً الأسبوع الماضي، وسعر جوال العدس إلى (140) جنيهاً مُقارنةً ب (135) جنيهاً، وسعر كرتونة صابون الغسيل الحجم الصغير زنة (200) جم ل (17) جنيهاً عوضاً عن (15) جنيهاً، بينما بلغ سعر كرتونة صلصة البستان (90) جنيهاً بدلاً عن (88) جنيهاً.
فى غمرة الضجة الإعلامية الغوغائية الي يقوم بها نظام الإنقاذ مصورا نصرا وهميا فى هجليج اقيمت له الافراح ونصبت له السرادق التي جلب لها الفنانون من كل حنجرة فأن وكالة النظام الرسمية كشفت للبسطاء الذين خرجوا فى غيبوبة الاعلام الوجه الاخر للميدالية التى يتعمد النظام عدم النظر اليها والهروب منها , اما عن الفرصة التي اهتبلها , او بالبلدي التى (وقعت له فى جرح كانت فى هجليج حيث حاول اغراق ازمة البلاد كلها فى هوس النصر الكاذب واشغال الناس بقضية اخري اسماها الجهاد, وقد رأيت الاف البسطاء من الناس بعد شحنتهم الفضائيات البائسة يخرجون او يخرجون تحت وطأة عاطفة ساذجة الي الشوارع إ حتفالا بأسترجاع هجليج فحزنت لهم لانهم تحركوا بروح القطيع ولكنهم حتما سيضطرون الي العودة الي السوق ليكتشفوا الفرق بين الشعار والواقع ,وبين التلفزيون والسكر والرغيف والزيت واللحمة.وبين مانشرته وكالة السودان للأنباء وما تبثه شاشات الفضائيات من اعلانات عن العدس والزيوت!
من تناول الإحداث المتسارعة فى حجمها الطبيعى والواقعي لا يتفق مراقبون اخرون مع التحليلات التى تقول ان حكومة جنوب السودان ارتبكت خطأ فادحا وانها جلبت لنفسها كراهية الشماليين عندما احتلت هجليج ولكن يدعم هؤلاء منطقهم عندما يثبتون ان العملية كلها كانت تستهدف ضرب الماكينة الاقتصادية لسلطة المؤتمر الوطني والتي تعاني اصلا من ازمة خانقة سببها ضياع ايرادات بترول الجنوب الذي كان يحركها ,وقدم هذا الغزو خدمة للمعارضة التي وجدت نفسها مأزقين , مأزق الوقوف مع النظام بأعتبار ان الاحتلال قضية وطنية , اى ان دولة اجنبية انتزعت قطعة ارض من الوطن, ومأزق تأييد العملية كعنصر اضعاف لحزب المؤتمر, وهو ماجعل حزبين كالشيوعى والشعبى يدينان العملية ولكن يحملان مسئوليتها الى حزب المؤتمر الذى ادت سياساته العنصرية الخاطئة الى هذه النتيجة , وهنا تكون خسارة المعارضة مزدوجة , فهي تفقد الجنوب الحركة الشعبية التى تعتبر انها قد مت لها خدمة عندما اضعفت النظام ماليا بعملية هجليج , وكذا لن تكسب ود المؤتمر الوطني الذي يتناقض مشروعه مع مشروعها تناقضا كليا , ومع ذلك فهى لم تسلك مسلك الصادق المهدي الذي ادان العملية كأنما هو عضو فى المؤتمرالوطني , ثم اتبع الادانة المتهافتة بزيارة جرحي الحكومة فى المستشفي العسكري مسجلا دعما مجانيا للاعداءالاصدقاء.
كشف احتلال هجليج بوضوح صارخ ان سلطة المؤتمر الوطني صارت داخل قبضة واحدة هي قبضة رئيسه الذى استباح التصريحات كيفما ما شاء , وكيفما اتفق, فهو الذى يعلن الحرب ويوقفها , هوالذي يحدد سياسات الدولة الادارية والعسكرية فيردد بقية المسئولون ما يقوله ,ولا يستطيع احد معارضته والا وجد نفسه فى الشارع مغضوبا عليه فاقدا الامتيازات المغرية, ان انفراد الرئيس بسلطة اتخاذ القرار لاتتم داخل المكتب السياسي للحزب , او في مجلس الوزراء , وانما يمارسها االرجل راقصا منفعلا فى اي تجمع شعبي , وقد ظهر ذلك جليا فى اعلانه الحرب علي حكومة جنوب السودان , و ضرورة اسقاط نظامها فى جوبا ,وتحرير الجنوبيين منه , ثم اتبع ذلك بحلفه اليمين الغليظة بأن لاتمر نقطة واحدة لبترول الجنوب من اراضي الشمال حتي لو جاع الشعب السوداني وتحول الى شحاذين حسب قوله ويمضي الرئيس فيرفض اية مباحثات حاليا او فى المستقبل مع جوبا, وخلال مخاطبته قواته في المنطقة في ثكنة عسكرية قرب الحقل النفطي 24 أبريل 2012 قال إنه «لن يتفاوض مع حكومة الجنوب لأنها لا تفهم سوى لغة البنادق والذخيرة»، مشيراً إلى أن «العداء ليس مع المواطن الجنوبي، لكن مع الحركة الشعبية التي أساءت للعلاقات التاريخية بين الشعبين، سنقاتلهم حتى يتحرر المواطن الجنوبي من الحركة الشعبية». ووفقا لوظيفتة فى قيادة الدولة والحزب فأن تصريحاته تؤخذ مأخذ الجد فى الخارج وتعتبر مواقف رسمية يبني الخارج عليها سياساته تجاه السودان
ولكن فى ادبيات الانقاذ وما ان تهدأ حركة التنزيلات يجد المرء سهولة فى تغيير الاقنعة ,ففي وسط المعجنة اليومية يستطيع اى مسئول ان يلغى تصريحات الرئيس دون ان تأخذه مأخذه او ينال منه خوف ,والرئيس نفسه لايجد حرجا فى الاستداره ما وسعت له المساحة فيغير موقفه كأنما ما صرح به كان محض مزاح وليد لحظته واذ تتواصل الضجة التي خلقها موضوع هجليج سرعان ما تواجهه بتقهقر دبلوماسي يتجاوز مواقف الرئيس ويصل الي علي كرتي وزير الخارجية الذى يعلن استعداد نظامه للعودة الي مائدة التفاوض تلك المائدة التي قلبها الرئيس فى وجه الجميع واذا تأمل المراقب هذا التراجع فيجده موزعا بين غازي صلاح الدين وامين حسن عمر وابراهيم احمد عمر , وبقية عقد القيادات , ولايشك احد فى ان تكون هذه المواقف الجديدة استشير فيها الرئيس , او وافق عليها , فهى تجيء فى غمرة الفوضي التي تضرب كل جهاز الدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.