أوردت «الصحافة» في عدد الخميس التاسع من هذا الشهر خبراً عنونته ب «رسم صورة قاتمة عن الأوضاع في البلاد.. مسؤول برلماني: الارتفاع في اسعار السكر لن يتوقف.. تفاصيل الخبر كالآتي: رسم نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني الدكتور بابكر محمد توم صورة قاتمة للأوضاع الاقتصادية بالبلاد. وقال ان نذر الأزمة المالية العالمية بدأت الآن تلقي بظلالها بصورة واضحة وحقيقية على الأوضاع في السودان، وتوقع ان ترتفع أسعار السلع بوتيرة متسارعة خلال المرحلة المقبلة. وقال إن الارتفاع الذي حدث في أسعار السكر لن يتوقف في ظل التسارع الكبير الذي يشهده ارتفاع سعر الدولار بالأسواق المحلية وارتفاع أسعار السكر عالميا.. وقال إن الحلول تكمن في مزيد من المصانع والمشاريع المنتجة للسكر». ٭ اكتفي بهذا القدر من الخبر وأقول إن القتامة في الواقع الاقتصادي لم تأت جديدا.. بل ازدادت ولم تحتاج الى تبرير بالرغم من التصريحات التي كانت تقول بان السودان لن يتأثر بالأزمة المالية في العالم. ٭ ومنذ أن جاءت الإنقاذ وعلى مدى عقدين من الزمان.. أسعار السلع تقفز قفزاتها المجنونة كل يوم.. بل في اليوم أكثر من مرة.. ذلك يحدث ونحن نسمع عن انخفاض التضخم وتعجز عقولنا وفهمنا عن فك طلاسم هذه المعادلة.. معادلة ان تسحقنا المعاناة ويسخر منا منطق الاشياء. ٭ حالة المعاناة والاكتئاب غطت كل مساحة حياة الإنسان السوداني وتلاحقت الحكايات عن الأسر التي أخرجت ابناءها من المدارس لأنها عجزت تماما عن تأمين منصرفات المدرسة.. وتزايدت ظاهرة بيع الأواني المنزلية «ودلالة الجمعة» تصور المآسي، الأسر تبيع أثاث المنزل من أجل اللقمة الحافة.. انهم يبيعون الثلاجات.. المراوح السراير.. وفي كثير من الأحيان.. يبيعون الملابس.. نعم الملابس «الثياب والبنطلونات. ٭ نسمع ونشاهد حال الأطفال في الأسر التي حاربت اللبن واللحم والسكر لم يعد سيد اللبن يطرق الباب ابداً.. اما التفاح والعنب تنظر اليهما الغالبية المحرومة لتزداد مساحة الحقد على القلة التي تجد كل مقومات الحياة. ٭ لم يفق المواطن من سحق مطحنة الأسعار.. حتى تظهر له مطحنة أخرى أشد ضراوة ولؤما.. انها مطحنة المشاكسات بين الشريكين التي وصلت حدود توسيع دوائر القلق وعدم الأمان ، ودونكم ما صاحب عملية التسجيل للاستفتاء.. وكادت التصريحات المتبادلة أن تصل حد «الشتائم» وهنا تأخذ الدورة المدرسية مكانها في لعبة التصريحات.. الامين العام للحركة يقول ان سبب الغائها الخوف على سلامة الطلاب في ظل القصف الذي تقوم به القوات المسلحة والقوات المسلحة تنفي هذا القصف بشدة ووالي الخرطوم يقول ان قرار إلغاء الدورة غير اخلاقي وغير انساني.. وفي هذا الشريكان لا يضعان اهتماما للاثر السياسي ولا الاجتماعي على نفسيات الطلاب بما في ذلك طلاب المؤتمر الوطني الذين طالبوا الرئيس عمر باطلاق إيديهم لوضع حد لما تقوم به الحركة هكذا. ٭ المهم الوضع ازداد قتامة مع ثبات اركان القتامة المستديمة.. على رأسها تقرير المراجع العام.. والفساد.. والخلخلة الاجتماعية واهتراء نسيجها.. والظاهرات الغريبة التي وصلت حد تصنيع الادوية في منزل من منازل ام بدة حسب ما جاء في صحف الاسبوع الفائت.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. هذا مع تحياتي وشكري.