كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(35) ألف مشرد بالعاصمة القومية !!
نشر في حريات يوم 07 - 05 - 2012

كشف تقرير صحفي للأستاذ صديق رمضان بصحيفة (الصحافة) عن تزايد أعداد المشردين بمدن البلاد المختلفة .
وبحسب الدراسات إرتفع عدد المشردين في عشرة أعوام ( من 1991 – 2001) بحوالي (25263) مشرد .
وتقدر الدراسات أعداد المشردين في العاصمة القومية ب (35) ألف مشرد .
(نص التقرير أدناه) :
من يزور سوق مدينة بورتسودان الكبير مساءً يستوقفه مشهد يحمل بين طياته العديد من الدلالات العميقة والمفاراقات الغربية، وذلك تحديداً أمام القسم الاوسط للشرطة الذي يتخذ الاطفال المتشردون باحته المطلة على شارع رئيس مكاناً يقضون فيه يومياً ليلتهم وهم يفترشون الارض ويلتحفون السماء.
وسبب اختيارهم قضاء لياليهم امام القسم الاوسط يعود كما أخبرنا طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره ويدعي حامد، إلى انهم يشعرون بالأمان «الذي حرموا منه» بالمبيت امام قسم الشرطة، وحول الأسباب التي تدفعهم الى ذلك كشف عن أن قضاء الليل في الخيران والطرقات والاماكن المهجورة يحمل قدراً كبيراً من المخاطر، وحينما سألناه عن طبيعية المخاطر رفض الافصاح عنها ومضى في سبيل حاله دون أن يجيب علينا، ولكن مواطناً «فضل حجب هويته» ارجع الامر الى خوف الاطفال من التحرش الجنسي والاغتصاب الذي يتعرضون له من المتشردين الذين يفوقونهم عمراً، وقال إن «مبيتهم» امام قسم الشرطة يوفر لهم الامان، وذلك بداعي المعاملة الجيدة التي يحظون بها من قبل أفراد الشرطة بالقسم.
أزمة مستفحلة
الكثير من مدن البلاد التي زارتها «الصحافة» تكشفت لها حقيقة تنامي أعداد الأطفال المتشردين الذين تتشابه تفاصيل معاناتهم التي لا تحتاج لكبير عناء لاستبيانها، وبحسب الإحصاءات فإن ظاهرة التشرد استشرت في كل ولايات السودان، حيث كانت حصراً على العاصمة في ما مضى، وتشير نتائج دراسات إلى ان السودان عرف ظاهرة التشرد بصورة ظاهرة قبل خمسين عاما، وهذا ما اوضحه احصاء تم في عام 1965م واقتصر على العاصمة، حيث بلغ عددهم «1465» متشرداً.. أما في 1972م فقد أشارت التقديرات إلى أن عدد المتشردين بلغ «6000» مشترد. وفى عام 1978م أشارت التقديرات إلى أن عدد المتشردين بلغ «7850» متشرداً.. وفى عام 1982م ومن خلال دراسة ميدانية أجرتها وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية وهى تعتبر الدراسة الأولى من نوعها في ذلك الوقت وكانت تحت إشراف الدكتور عبد الباسط ميرغني كشفت عن عدد المتشردين في العاصمة القومية، حيث بلغ «12000» مشترد، وكانت نسبة المتشردين الفتيان حوالى «99.58%» والمتشردات الفتيات حوالى «0.42%». كما أن وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية قدرت عددهم في عام 1986م بحوالى «22000» متشرد، وكل هذه الأرقام كانت عبارة عن تقديرات فقط لا إحصاءات دقيقة. ولكن فى عام 1991م أجرت وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف دراسة علمية وجريئة وواقعية أحصت فيها عدد المتشردين في الولايات الشمالية الست آنذاك، واستبعدت الولايات الجنوبية نسبة لتردي الأحوال الأمنية، وأسفرت نتائج الدراسة عن أن عدد المتشردين بلغ حوالى «36931» متشرداً، بلغت نسبة الفتيان منهم حوالى «97.5%» والفتيات «2.5%». وأشارت الدراسة إلى أن عدد المتشردين في ولاية الخرطوم بلغ حوالى «14336» متشرداً. وبعد عام 1991م أشارت بعض التقديرات إلى أن عدد المتشردين في السودان بلغ أكثر من «85000» متشرد، ونجد أن ولاية الخرطوم وحدها تستضيف حوالى «25000» متشرد. وفي عام 2001م أجرت مجموعة من المنظمات وهى منظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية، منظمة إنقاذ الطفولة البريطانية، منظمة إنقاذ الطفولة السويدية، منظمة اليونيسيف، منظمة OXFAM (GB)، المجلس القومي لرعاية الطفولة، مجلس ولاية الخرطوم لرعاية الطفولة، بدعم أساسي من السفارة الهولندية، أجرت دراسة عن التشرد بعنوان «أطفال السوق العاملون دوما والمتشردون منهم» وكانت هذه الدراسة في شهر يونيو من عام 2001م، وتم تحديد عدد المتشردين الموجودين بشوارع الخرطوم بحوالى «35000» متشرد،80% منهم حوالى «28000» طفل متشرد يعملون بالشارع، بينما 28% منهم حوالى «7000» طفل متشرد يعتبر الشارع مقر عملهم وسكنهم، وتشكل الفتيات 15% من الذين يعملون بالشارع، أي حوالى «4000»، بينما عدد الفتيات اللائي يعملن ويسكن بالشارع حوالى 10%، أي حوالى «6000» طفلة متشردة.
وأخيراً أعلنت وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، ان عدد الأطفال المتشردين بالبلاد دون سن الثامنة عشرة يبلغ 22046 متشرداً، وقالت الوزارة في ورشة «ظاهرة التشرد بالسودان» إن تقارير الولايات لعام 2012م أكدت تصاعد أعداد المتشردين بالولايات باستثناء الولاية الشمالية الخالية منهم، حيث بلغ عددهم في الخرطوم «13» ألفاً مثّل الذكور «87.2%» والإناث «12.8%»، ولاية جنوب كردفان «كادوقلي فقط «514» متشرداً، و«2.974» متشرداً بولاية جنوب دارفور «نيالا فقط» و«350» متشرداً بغرب دارفور و«817» متشرداً بشمال دارفور، بينما سجلت القضارف «1.150» متشرداً، «1000» متشرد بالنيل الأزرق حسب احصائية غير رسمية، والنيل الابيض «232» متشرداً، ونهر النيل «320» متشرداً، والبحر الأحمر «159» متشرداً، وشمال كردفان «936» متشرداً وكسلا «750» متشردا، بينما تذيلت ولاية سنار القائمة ب «78» متشردا، وعلى عكس ما كان يردده البعض فإن أعداد المتشردين لم تنخفض بانفصال الجنوب، حسبما أوضحت إحصاءات وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي.
من ظاهرة إلى أزمة
ومما سبق وبحسب المتخصص في قضايا تشرد الاطفال محمد سعيد، ومن خلال ورقة بحثية اعدها لنيل درجتي البكالريوس والماجستير بعنوان «التنمية الريفية» من جامعة جوبا، فإن الظاهرة تمضي في تصاعد كبير. ويشير في دراسته إلى أن ظاهرة التشرد مستمرة بزيادة كبيرة جداً، ونلاحظ انه خلال تسعة أعوام «1982م 1991م» كانت الزيادة «2336» متشرداً، ومن خلال العشر سنوات التي تلتها من «1991م 2001م» بلغت الزيادة في أعداد المتشردين حوالى «25263» متشرداً. وهذه كانت زيادة كبيرة جداً في ذلك الوقت، ويرجع ذلك إلى تفاقم العوامل المسببة والداعمة لهذه الظاهرة من حروبات ومصاعب اقتصادية، إن أكبر نسبة من فئة العينة كانوا أبناء الولايات الجنوبية، وكانت نسبتهم «39.99%»، وكانت نسبة الفتيان «23.33%» والفتيات «16.66%»، ويأتي بعد هذه الفئة أبناء الولايات الغربية وكانت نسبتهم «33.34%»، وكانت نسبة الفتيان «26.67%» والفتيات «6.67%»، ومن ثم يأتي أبناء الولايات الوسطى وكانت نسبتهم «13.34%» من فئة العينة، حيث بلغت نسبة الفتيان «6.67%» والفتيات «6.67%» ومن ثم أبناء الولايات الشرقية حيث بلغت نسبتهم «6.56%»، ثم يأتي أبناء الولايات الشمالية وكانت نسبتهم «3.33%».
فاقد تربوي
ويكشف من خلال ورقته البحثية عن أن أكبر نسبة من المتشردين تقع في فئة التعليم الأساسي أو الابتدائي، وكانت نسبتهم «46.76%»، وتليها نسبة الذين يقعون تحت طائلة الأمية، حيث كانت نسبتهم «36.67%»، وتليهم نسبة الذين تلقوا تعليم الخلاوى وكانت نسبتهم «10%»، وتليهم نسبة الذين تلقوا تعليماً أوسط أو متوسطاً وهم الذين درسوا في ظل النظام التعليمي السابق الذي كان يقسم المراحل التعليمية إلى ابتدائي ومتوسط وثانوي عالٍ وجامعي، وكانت نسبتهم «6.66%» وهى أقل نسبة من فئة العينة.
بقاء في الشارع
ويوضح كذلك فترة بقاء الأطفال المتشردين في الشارع التي تتراوح بين «5 6» سنوات، حيث بلغت نسبتهم «33.34%»، وتلي ذلك نسبة الذين عاشوا فترة تتراوح بين «3 4» سنوات وكانت «33.33%»، وكانت نسبة الفتيان «13.33%» والفتيات «20%»، وكذلك الغالبية العظمى من ذوي التشرد الدائم، وتليهم الفئة التي عاشت في الشارع فترة تتراوح بين «1 2» سنة، حيث بلغت نسبتهم «20%» والغالبية العظمي منهم من ذوي التشرد الجزئي، وتليهم الفئة التي عاشت في الشارع فترة «أقل من سنه» وكانت نسبتهم «6.67%»، وهذه النسبة خاصة بالفتيان فقط وهم من ذوي التشرد الجزئي، ومن ثم تأتي الفئة التي عاشت في الشارع فترة تتراوح بين «9 10» سنوات وكانت نسبتهم «3.33%»، وهذه النسبة خاصة بالفتيان فقط وهم من ذوي التشرد الدائم، ومن ثم تأتي الفئة التي عاشت في الشارع فترة تتراوح ما بين «11 12» سنة، وكانت نسبتهم «3.33%» وهذه النسبة خاصة بالفتيان فقط وهم من ذوي التشرد الدائم.
مكيفات مخدرات
وتشير دراسات رسمية إلى أن المخدرات والمكيفات والخمور تنتشر وسط المتشردين، واوضحت ان نسبة الذين يتعاطون المكيفات بلغت «83.34%» وكانت نسبة الفتيان منهم «56.67%» والفتيات «26.67%» من عينة الدراسة، بينما الذين لا يتعاطون المكيفات بلغت نسبتهم «16.6%» وكانت نسبة الفتيان «10%» والفتيات «6.66%» من عينة الدراسة، وهؤلاء من ذوي التشرد الجزئي. فالذين يتعاطون مكيفاً واحداً بلغت نسبتهم «8%»، وهذه النسبة خاصة بالفتيان فقط، وبلغت نسبة الذين يتعاطون أكثر من مكيف «92%» وكانت نسبة الفتيان «60%» والفتيات «32%» من عينة الدراسة، وهم من ذوي التشرد الدائم أو الغالبية العظمى منهم، كما أن الذين يتعاطون السلسيون فقط نسبتهم «8%» وهم فتيان فقط، والذين يتعاطون السلسيون والبنقو والخمر بلغت نسبتهم «4%» وهم فتيان فقط، والذين يتعاطون السجائر والسلسيون والبنقو والخمر بلغت نسبتهم «4%» وهم فتيان فقط، أما الذين يتعاطون السجائر والبنقو والسلسيون كانت نسبتهم «8%» وهم فتيان فقط، والذين يتعاطون السجائر والسلسيون والتمباك فقد بلغت نسبتهم «125%» وهم فتيان فقط، والذين يتعاطون السجائر والسلسيون بلغت نسبتهم «8%» وكانت نسبة الفتيان «4%» والفتيات «4%»، والذين يتعاطون السجائر والسلسيون والخمر بلغت نسبتهم «40%» وكانت نسبة الفتيان «12%» والفتيات «28%»، والذين يتعاطون السجائر والسلسيون والاسبرت وهو عبارة عن محلول كيميائي يستخدم في تركيب العطور كانت نسبتهم «4%» وهم فتيان فقط.
شذوذ، دعارة، أيدز
وتوضح تقارير أن الفتيان والفتيات من المتشردين دائمي التشرد يقومون بالممارسات الجنسية، فقد يكون الأولاد أكثر عرضة للجنس خاصة إذا كانوا من الذين يدمنون شم معجون السلسيون، أو من الأطفال حديثي التشرد، وقد يمارس الفتيان اللواط نتيجة للفهم الخاطئ على أن ممارسة الجنس بين الذكور أكثر سلامة وأماناً من ممارسة الجنس مع الفتيات، وتعتبر الدعارة أو ممارسة الجنس بالنسبة للفتيات هي المصدر الرئيسي للدخل خاصة ذوات التشرد الدائم، حيث لا يجدن وسيلة دخل أخرى، فهن يمارسن الجنس لإدراكهن انه وسيلة ممتعة ومربحة وسريعة لكسب المال، وتعد ظاهرة الجنس والاعتداءات الجنسية اقل شيوعاً بين أفراد التشرد الجزئي ولكنها تحدث أحيانا، وفي الفترة الأخيرة بعد عام 2002م ظهر في أوساط المتشردين حالات مصابة بمرض الايدز لدى الفتيات والفتيان، وهذا اخطر الأمراض، والأمر الذي يحير أن هؤلاء المتشردين الآن يتجولون في شوارع الخرطوم بمطلق الحرية، وهذا قد تنتج عنه زيادة كبيرة في عدد المصابين بهذا المرض، وربما ينتشر بصورة كبيرة جداً حتى ولو في أوساط المتشردين فقط، ولذلك يجب على الجهات المختصة أن تقوم باحتواء الأمر بصورة سريعة، وأن تضع هؤلاء المصابين في مناطق أو أماكن محددة، خاصة أن هؤلاء المتشردين لا يعرفون خطورة هذا المرض، ويفتقدون للثقافة العامة عن هذا المرض. ويجب جمع هؤلاء المصابين وتثقيفهم بخطورة هذا المرض وكيفية احتوائه وعدم نشره بين المواطنين.
اعتراف
ويعتبر باحثون اجتماعيون تفاعل الدولة مع قضية المتشردين لا يرقى للمستوى المطلوب، وأنها سبب مباشر في تناميها بداعي تجاهلها وانكارها في بعض الولايات، مثل البحر الاحمر التي يصر واليها على عدم وجود متشردين بولايته، ولكن وزير الرعاية الاجتماعية بولاية جنوب دارفور زينب الربيع، تؤكد أنهم بصفتهم جهات مسؤولة عن قضية تشرد الاطفال يبذلون جهوداً مقدرة من اجل التعامل معها، وتعترف في حديث ل «الصحافة» بارتفاع اعدادهم بولاية جنوب دارفور، مرجعة الاسباب الى ظاهرة الجفاف والتصحر في العقود الماضية، علاوة على التفكك الاسري والنزوح اللذين افرزتهما الحروب، وتكشف عن وجود قرابة ثلاثة آلاف طفل متشرد بمدينة نيالا فقط، ولمحاصرة الظاهرة اشارت الى ان الوزارة بالتعاون مع حكومة الولاية وعدد من المنظمات الطوعية مثل منظمة الامومة والطفولة الافريقية واليونسيف عملت على تدريب عدد كبير من المتشردين، كما تم ارجاع «58» طفلاً إلى أسرهم، وانهم ادخلوا اطفال مدرسة نيالا التقنية لتعلم مهن مختلفة، وقالت إنه تم ارجاع ستين منهم الى المدارس. وتضيف قائلة: لدينا دار ايواء تحتوي على أكثر من مائة طفل قمنا بتأهيلهم نفسياً وعلاجهم من الإدمان، ونسعى للوصول الى أسرهم، كما أن عملنا لا يتوقف على الاطفال بل يمتد نحو أسرهم دراسة ودعماً، وناشدت الوزيرة منظمات المجتمع المدني ومختلف القطاعات دعم جهودهم، مؤكدة ان المتشردين إذا ما وجدوا بيئة سليمة يمكن أن يفيدوا المجتمع.
علاج وقائي
ويعتبر البعض أن تقاصر ادوار وزارات الرعاية الاجتماعية بالولايات ومجالس رعاية الطفولة، يعود الى ضعف الدعم المخصص لهذه الجهات المناط بها معالجة قضية المتشردين، موضحين ان اعتماد هاتين الجهتين على برامج التأهيل فقط يعود لضعف الامكانيات، وتشير مديرة رعاية الطفولة بولاية القضارف آسيا عبد الرحمن ل «الصحافة» الى انهم عمدوا خلال الفترة الماضية وبعد ارتفاع عدد الاطفال المتشردين بولاية القضارف التي اعتبرتها جاذبة لوضعها الاقتصادي الجيد وتوفر فرص العمل، عمدوا الى اجراء معالجات وقائية لتأهيل الاطفال المتشردين نفسياً، علاوة على تنفيذ برامج تدريبية في مهن مختلفة، وقالت انه تم ادراج عدد من الاطفال في المدارس، وتشير الى الانتهاء من المرحلة الاولى من تأهيل دار الايواء، ورأت أن علاج ظاهرة التشرد يكمن في دعم الاسر الفقيرة.
شكوى
ومن خلال الورشة التي اقيمت أخيراً بالمجلس الوطني، أقرت وزارة الرعاية الاجتماعية الاتحادية بضعف المعلومات والبيانات الخاصة بالتشرد، وطالبت بإجراء مسح شامل وإنشاء قاعدة بيانات للتشرد للتعرف على حجم المشكلة وابعادها المختلفة، ووضع استراتيجية وطنية لمعالجتها تحدد ادوار ومسؤوليات الجهات ذات الصلة، وأوصى المشاركون في الورشة بضرورة تفعيل قانون الطفل لسنة 2010م وانزال مواده على ارض الواقع بطرق فاعلة، وليس مجرد اصدار قانون وتوزيعه، بجانب الشروع في إعداد قانون شامل يعالج قضايا التشرد أو تعديل قانون الطفل لتغطية الفجوات المتعلقة بظاهرة التشرد، ووضع تشريعات وضوابط لعمل المنظمات التي تتعامل مع الأطفال المتشردين. ودعا المشاركون، الدولة الى الالتزام بتحمل مسؤولياتها في دعم الأسر الفقيرة ومنع ظاهرة التسرب، ووضع تشريعات صارمة لمنع تصاعد معدلات الطلاق في المجتمع، كما شددوا على تأهيل مؤسسات ودور الإيواء.
ويعتبر الباحث الاجتماعي محمد إسماعيل حسن في حديث ل «الصحافة» اعتراف وزارة الرعاية الاجتماعية بضعف المعلومات والبيانات المتعلقة بقضية التشرد دليلاً واضحاً على عدم اهتمام الدولة بالقضاء على هذه الظاهرة التي وصفها الباحث الاجتماعي بالخطيرة، مشيرا الى ان الدول تولي اهتماماً كبيراً بمثل هذه الظواهر وتعمل على اجتثاثها حتى لا تستفحل، وذلك لأنها تدرك ان تناميها يشكل مخاطر ومهددات اجتماعية وأمنية، ويضيف قائلاً: «الأرقام التي أعلنتها الوزارة حسب متابعتي اعتقد انها غير دقيقية وبنيت على تقديرات وإحصاءات ليست رسمية وغير علمية، وعدم معرفة اعداد المتشردين من اكبر أسباب تفشي الظاهرة، وفي بلد مثل السودان يعاني حروبات داخلية وموجات نزوح نحو المدن الكبرى ويواجه ضائقة اقتصادية أفقرت الكثير من الأسر، يجب أن يكون هناك جهاز قوي لمحاربة ظاهرة التشرد يتمتع بامكانات مادية ضخمة ويضم خبراء في مختلف المجالات». وقال إن معظم الاطفال المتشردين في السودان اذا ما وجدوا برامج تأهيلية جادة وعلمية يمكن إعادتهم إلى أسرهم والى المدارس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.