بسم الله الرحمن الرحيم بيان (بخصوص براءتي وفساد إدارة جامعة القضارف) اتهمتني إدارة جامعة القضارف الفاسدة بانتهاك خصوصيتها وإشانة سمعة الجامعة وفتحت فيّ بلاغا العام الفائت ، وقد حكمت المحكمة الخميس الماضي ببراءتي ، ولكن لا يزال مدير الجامعة الذي تم قبول ابنته بأساليب ملتوية مخالفة لقوانين ولوائح الجامعة ومخالفة للضمير الإنساني السليم ، ومخالفة للدين الذي علمنا أنّ من غشّنا ليس منا لا يزال يتسنّم موقعه مديرا لها . ومعلوم أنه إذا غشّ الطالب في الامتحان تُوقّع عليه إحدى عقوبتين (حسب المادة26 -3 من اللائحة الأكاديمية لجامعة القضارف ) : إما أن يعتبر الطالب راسباً في المقرر المعني ويفصل من الجامعة لمدة عام دراسي ، أو يفصل الطالب نهائياً من الجامعة ؛ فكيف إذا غشّ أمين الشؤون العلمية وكيف إذا غشّ المدير ؟! هؤلاء الذين يعتبرهم الناس قدوة ومثال . ألم يسمع هؤلاء بقول المعصوم صلى الله عليه وسلّم ( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) أمْ أصمَّ آذانهم وقر الفساد . كان أساتذة الجامعات قبل انقلاب الجبهة 1989 يختارون مدير جامعتهم بأنفسهم ولكن الحال تبدّل من بعد ، فقد فرض نظام الإنقاذ وصايته على الأساتذة ، وأصبح عمر البشير الرئيس الأوحد بقوة السلاح منذ 23 عاما هو وحده الذي يُعيّن مدراء الجامعات ويعزلهم . الغريب أنّ طلاب الجامعات ظلوا يقومون باختيار اتحاداتهم رغم أنّ إدارات الجامعات ظلّت تتآمر باستمرار ضد الطلاب ولصالح منسوبي المؤتمر الوطني ، وقد سمح نظام الإنقاذ نظريا للشعب باختيار رئيسه والولاة والسلطات التشريعية ثم قام النظام بتزوير تلك الانتخابات ؛ لكنه لم يسمح قط لأساتذة الجامعات باختيار مديرهم ، فإذا لم يكن هؤلاء مؤهلون لاختيار من يقودهم فمن المؤهل ؟ وأصبح التملق أسلوبا للحصول على المواقع القيادية بالجامعة بدلا عن الكفاءة ، وأضحى (كسير التلج) طريقا بدلا عن الخبرة . ذات إدارة الجامعة التي قامت بتحويل ابنة مدير جامعة القضارف محمد عوض صالح المفصولة أكاديميا من كلية الطب جامعة سنار إلى كلية الطب جامعة القضارف ، هي ذات الإدارة التي فصلت الطالب الناجح أنس عبد الله محمد عبد الله ، لا لشيء سوى قوله كلمة الحق ، والذي هو الآن تحت التعذيب بمكاتب جهاز الأمن ، وهي ذاتها التي سمحت للأمن والشرطة باستباحة داخلية الطلاب فأُصيب من أُصيب وعُذِّب من عُذِّب وسُرق من سُرق . أيها الشرفاء : جئتُ إلى الجلسة قبل الأخيرة من محاكمتي يوم الثلاثاء 26/6 تحت الحراسة من مُعتقل جهاز الأمن وعدتُ إلي المعتقل بعدها برفقة شقيقي رامي . ومنَع جهاز الأمن الأستاذ رمزي يحي المحامي من حضور جلسة الخميس الأخيرة فقد تم اعتقاله ولا يزال معتقلا إلى الآن . ولكن رغم كل ذلك أصدر القاضي مولانا حاتم علي إبراهيم حكما ببراءتي يوم الخميس الماضي 28/6/2012 في الجلسة التي انعقدت بمحكمة جنايات القضارف ؛ لأنّ الحق أبلج ولا يزال في قضائنا بقية من خير . إنه لعار وأي عار أن يبقى هذا المدير محمد عوض صالح على قمة جامعة القضارف ، وأن بقاءه في هذا الموقع لوصمة على جبين طلاب وأساتذة وموظفي وعمال جامعة القضارف الشرفاء وعلى جبين التعليم العالي وعلى جبين ولاية القضارف . وأن وِزر تعيينه هنا إنما يتحمله عمر البشير الذي عيّنه . معا لتطهير جامعتنا من الفساد .. ووطننا من الاستبداد .. والخزي والعار لجهاز الأمن الذي لا شغل له سوى حماية الفساد والمفسدين .. ولنواصل جميعا ثورتنا السلمية لاجتثاث هذا النظام الفاسد من على أرض هذا الوطن الجميل . جعفر خضر المواطن الذي صدر حكما ببراءته 2/7/2012