اكدت مريم المهدي احد الوجوه البارزة في المعارضة السودانية أن قوات الأمن السودانية استخدمت الرصاص الحي وتظهر المزيد من العدائية ضد المتظاهرين المنددين بارتفاع الاسعار والمحتجين على نظام الرئيس عمر البشير. واوضحت ابنة رئيس الوزراء السابق صادق المهدي في حوار مع وكالة فرنس برس أن مسجد ود نوباوي الذي يؤمه انصار حزب الامة كان مسرحا لهجوم عنيف الجمعة ما يدل على تغليظ هجمات القوات الحكومية على التجمعات السلمية. واكدت مريم المهدي عضو المكتب السياسي لحزب الامة الذي يقوده والدها انه “في كل مرة يتزايد العنف والوحشية”. وبدات السلطات في استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في 22 حزيران/يونيو عندما خرجت مظاهرات صغيرة بعد صلاة الجمعة من المسجد ومن انحاء اخرى من المدينة. واكدت المعارضة البارزة التي شاهدت الاحداث “كان الناس محاصرين داخل المسجد” عندما شن عناصر من المخابرات والامن هجوما عليهم “في وقت الصلاة”. واضافت “استخدموا الرصاص الحي” واطلقوا النار في السماء لمحاولة تفريق المتظاهرين، لكن احد افراد الامن اطلق النار على شخص واصابه في رجله. وقالت مريم المهدي ان قوات الامن حاصرت الجمعة الماضية المئات من الاعضاء في الحزب وغيرهم كانوا معتصمين في المسجد ولم يكن بالامكان تقديم الاسعافات للمصابين، بعكس المرة السابقة. وتابعت “لقد تعمدوا منع وصول اي مساعدات للمعتصمين”. واوضحت المعارضة ان “الكثير من الاشخاص اصيبوا بالرصاص المطاطي” مشيرة الى ان الشرطة استخدمت كذلك “القنابل الصوتية”. وصرحت “لدينا شعور بالتصعيد”، وشجبت الهجوم على المساجد الذي اعتبرته “شائنا”. واتسع نطاق الحركة الاحتجاجية منذ بدايتها في 16 يونيو، بتظاهرة طلابية احتجاجا على ارتفاع اسعار المواد الغذائية، بعدما اعلن الرئيس عمر البشير خطة تقشف الغى بموجبها الدعم على المحروقات. وتعد الحركة الاحتجاجية الاضخم التي يعرفها نظام البشير منذ 23 سنة لكنها تبقى بعيدة عن الحركات التي شهدتها دول الربيع العربي. وعبر كل من الاتحاد الاوروبي وكندا والولايات المتحدة عن قلقهم من القمع العنيف، وتحدث ناشطون عن اعتقال الالاف. من جهتها وصفت الحكومة المتظاهرين ب “المشاغبين” الذين يهددون استقرار السودان. واشارت مريم المهدي “لقد قالوا في وسائل الاعلام انهم لن يسمحوا باستخدام المساجد لتدبير مؤامرات خارجية وانهم سيغلقون كل مسجد يسمح بمثل هذه الممارسات”.