تذكرة: توفرت لحكومة البشير فرصة ربع قرن للإنطلاق ببلد يملك كل مقومات النهضة.. فكانت أوهام الرجل وبقية المعطوبين في حزبه تزين لهم أن مجرد وجودهم صمام أمان للسودان، وما عداهم هو الضياع.. وما زالوا يكابرون في الغش على أنفسهم بأنهم بناة السودان ونهضته.. ثم إرباً إرباً مزقوا بكارة الحياة، حتى السمبريات رحلن من أشجارنا طوال خرائف نحسهم وجبروتهم، وما عدن يبنين أعشاشهن..! هل هو الخوف على البيض من “إخوة المتعافي في الله”؟! اختلسوا كل الثروات لذواتهم.. وعلى حساب أعشاش الناس والسمبر شهقوا في الحديد والأسمنت والمباني ذوات البأس والحراس.. ثم جلسوا حيرى لا يملكون سبيلاً للبقاء بالعدل والصلاح.. إنما بالفتك والسلاح.. و.. ب(تدشين) الفجوات يتحقق ثقلهم على الشعب..!! * كلمة (تدشين) هذه من غراميات طلابهم.. كأنهم اكتشفوها في إحدى القارات المنسية، مع (نحسب أن…) وفصائل الخواء اللفظي التي اشتهروا بها كمتممات لحديث (علامات المنافق)..! وقد زادوا عليها..!! النص: * الفصائل الأمنية بدءاً من الرقابة اليومية على الصحف تدلل على أن المسافة بين الرشد وبين النظام بمدى السنوات الضوئية.. ولن تجد لوصفهم عبارة مناسبة، سوى المكررة: (عصابة إجرامية) يحكمها نمط تفكيري بين خطي البلادة واللا حياء، وهما أقل خطوط الإثم للمشير ورهطه.. تضليلاً وغشاً من أجل كنز “الثروة” وتطويل المدد في كبت الشعب وتجويعه.. فاختيارهم للرقيب ليس بمعيار معرفي أو أخلاقي.. إنه ببساطة يقوم بعمل اللازم في حماية “الفساد” كأكبر منجز لحزب البشير.. بل يعتمد الرقيب على التقارير الكاذبة التي ترفع طردياً للأعلى، مشفوعة بالقتامة المصنوعة حول الصحفيين والكتاب، وخطورتهم على النظام، حتى ينال ضباط الجهاز “علاوة وترقية”.. بمعنى أنه كلما منعوا وصادروا وأوقفوا وانتهكوا ضمنوا مرتباتهم “مع الرضا”..!! * الرقيب الصحفي من النوع الآدمي الجهول، الذي يكتب الإنقاذ هكذا “الإنغاز”..! كديدن “ملاقيط الحزب”.. أعرف أن جلّ الرقباء إما مهلوسون جاءوا بنظام الوساطة للجهاز، أو لديهم عاهات نفسية وعقد عصية على الطب، هي نتاج فهم عقيم للدنيا والدين.. فإذا كانت كل حصيلتهم من المعارف لا تزيد عن شعارات 23 عاماً من الحشو والزيف، فماذا تتوقع منهم؟! * والحال كذلك في القصة المختلقة للصحفية المصرية التي تجلّى دور العسس في المتاجرة بها، فقد كانت شيماء عادل مجرد “لعبة أمنية” استغلها نظام البشير لصالحه في طبخة فاضحة سبقنا الكثيرون في كشفها، وكل (جريمتها) أنها تمتلك كاميرا..!! وبالطبع تظل أجهزة المؤتمر الوطني المنحطة تهاب فلاش الحقيقة، فإن لم تجد ما تفعله يمكن أن تقتل كوادرها من أجل (سلامتها) وسلامة (الأرعن الدولي)..!! * شيماء هذه لم تكن معروفة بالمستوى الذي صاحب اعتقالها “المسرحي”، فهي بلا ذنب سوى حظها المرسوم، لا “العاثر”.. ليست لديها علاقة بمخابرات أو جاسوسية، شأنها شأن زملائنا الذين يسافرون إلى مصر بلا انقطاع، لزوم العمل والنزهة وتشتيت “القرف” المصاحب لواقعهم الصحفي..! * الجديد في قصة شيماء، اعتقال بعض معارفها في السودان (منهم الزميل العزيز محمد الأسباط)، إعتقلوه إمعاناً في إظهار الموقف بالخطورة التي يريدها المنافقون في جهاز الأمن..! يعتقلونه رغم أن البنت “صاحبة الجلد والراس” هي الآن “حرة طليقة” في شوارع القاهرة..!! فانظروا كيف يفكرون.. بل حتى “الضحالة” تستحي منهم..!!! * إن الكثيرين في سودان اليوم تلتهمهم الظلمات بلا جريرة، سوى أنهم أداة مناسبة للإبتزاز الذي هو من أخف جرائم “دلاهات” البشير..!! * لن يشفع تحرير شيماء لطاغية بلاد السودان.. لأن الشعب المصري الذي أكل النيم طويلاً، موقن بأن البشير وبشار ومبارك والقذافي، جميعهم من بالوعة واحدة..!!! خروج: * المرض يمنعنا من النفس الطويل.. لكن الواجب أن نكتب.. وسنعرف غداً كيف تشتغل ورشة “الدين” في القصر، بتفاصيل أدق.. وكيف يزج بالصوفية (المساكين) في المشهد الضلالي.. أعنى الصوفية العمياء، كما أوردها شاعرنا محمد عثمان كجراي: نفقد الإحساس بالمتعة إن سرنا على درب الضلالات القديم هذه الصوفية العمياء لا تعرف خطاً مستقيم أعوذ بالله [email protected]