[email protected] تعود هشام ذو الخمسة سنوات، انتظار عودة والده بفارغ صبر، سال امه كما هى عادته ،لماذا والده قد تاخر عن موعد عودته….يدخل الاب وقد انهكته كل المنهكات المعروفة ،من عمل ….فدخله الشهرى لايكاد بوفى شىء من مستلزمات (قفة) الخضار بعد ان تقزمت واصبحت كيسا ولا يسمن الكيس ولا يغنى من جوع هكذا يتناثر الراتب قبل منتصف الشهر شذر مذر….. المشوار يستهلك كثير من العافية ،يعنى باخر نفس تصل اقدامه الواهية عتبة البيت ،يقابله صغيره ببرائته المعهودة : جبت لى الطيارة يابابا، والده فى هموم… واودية من تشتت لا تترك له مساحة …للتذكر، يجيبه والده: بعدين ياهشام انا اعمل ليك طيارة ورق حلوة حاتعجبك يا هشام اتفقنا….وبكل ما يملك الصغير من صوت، يطلق عنانه للبكاء لانه شرب هذا المقلب كثيرا ،وبعد وعود اخرى جديدة من والده بشراء الطائرة المزعومة، سكت الصغير على مضض … وكما الايام تجرى بكل زخمها على ابوهشام جرت على لسانه الوعود لابنه بان يشترى له طائرة لعب …. يأتى من جانب من الحى صوت ارتطام عنيف ….تناقلت الالسن الاشاعة بين مكذب ومصدق … ياخ معقول … مامكن اصدق دا كلام شنو … طيارة طلعت من المطار .. دخلت الحى لم تتوقف الا فى بيت حاج احمد… البيت الفى الناصية …. رمت الحيطة ودخلت، وهكذا هرعت الحلة عن بكرة ابيها لتتحرى عن الخبر… ابوهشام من بينهم يجر ابنه من يده …. طائرة من بين طائراتنا ،تدخل بكل بساطة بيت حاج احمد… كادت زوجته ان تجن لولا لطف الله صاحت الحاجة… ط ي يااارة يا حاااج جو بيتنا الحق… اختنقت الكلمات فى حلقها والجمتها الدهشة وسقطت مغشيا عليها….هرجلة ورعب وذهول… دى جات من وين … مرقت من المدرج ؟؟…حاول كابتنها الارتفاع فابت الطائرة الا الاتخفاض…. جهاز التحكم خارج السيطرة ….ياساتراستر …. انفلتت كما تتفلت طائراتنا المنكوبة… هو دا سؤ استعمال …لا هو دا الاهمال… يعنى شنو اهمال.. يعنى تضيع يعنى دمار… يعنى كوارث حتمية … يعنى سؤ سمعة للخطوط الجوية ال … (يعنى…… كل ما يخطر على بالكم من انحدار وسقوط ….. و) احتضن هشام والده وهو يبكى، ينظر للطائرة الجاثمة، فى بيت الحاج احمد ثم تارة اخرى لابيه ،الذى سيطرت عليه الدهشة والجمه الخوف … نظر الى ابنه هشام يحاول اسكاته ما تخاف ياهشام ما تخاف، يجيبه ابنه … انا ما خايف…… طيب مالك بتبكى ياولدى مالك…يجيبه ابنه بكل برائة… انا دايرلى طيارة زى دى يابابا … الاب ضحك ضحكة مكبوتة قد احتواها الالم والحزن والاسف وهو يقول … لا حول ولا قوة الا بالله.