باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    العربي يكسب الاتفاق في دورة الفقيد معاوية الجميعابي بالإنقاذ    قوات الدعم السريع تطلق سراح اثنين من أبناء شقيقة البشير اعتقلتهم من قرية صراصر    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفرق بين اللحية الشيعية والسلفية الوهابية…(1)
نشر في حريات يوم 03 - 09 - 2012

ليس صدفة في مقالنا السابق أن ربطنا موقف ورأي الملك المقبور فيصل بقضية دول عدم الإنحياز ونضال الشعوب التي ضد الإستكبار العالمي، وقد صرح الفيصل وقتها لخيبة الذين يصدحون بشخصه كمعجبين والمغرر بهم هذه الأيام للغرابة إنه لا يوجد شعب في الجزيرة العربية، وأترك جانبا إنكاره وجود “شعب عربي” – بل “عبيد لآل سعود” في نظر فيصل الأمريكي. فهل يصبح نبينا العظيم “سعوديا” بأثر رجعي؟ وكما تملك آل سعود أرض الجزيرة وما عليها وما في باطنها من بترول بدعم بريطاني صهيوني، كذلك ظنوا إنهم قد أمتلكوا شعب الحرمين العربي، وتوهموا إنهم نجحوا في طمس هويته العربية. وأترك جانبا تدمير كل آثار الرسالة النبوية مثل البيت الذي ولد فيه المصطفى ومثل حرقهم بالبنزين قبر أمه آمنة عليها السلام، وتدمير كل ما يمت إلى التاريخ العربي الإسلامي ومحقه. ولكنهم للغرابة لم يدمروا بقايا حصن خيبر وبني قينقاع وكتبوا عليها (من الأثار) التي يجب الحفاظ عليها.
“سعودة” شعب الحرمين العربي العظيم فكرة بريطانية صهيونية شيطانية أخترعها لآل سعود سنت جون فيليبي.
ماذا يعني هدم بيت رسول الله الذي ولد فيه وبنوا فوقه مراحيض ومربط للبهايم ثم حولوه بعد إحتجاج المخلصين إلى مكتبه، وحرقوا قبر أم النبي آمنة بالبنزين، وهدموا دار الحمزة ودار الأرقم ابن أبي الأرقم، وطمسوا كل مقابر البقيع وتسويتها بالأرض فأصبح لا يعرف قبر هذا الصحابي من ذاك، وفي نفس الوقت أبقوا على حصن خيبر ودار اليهودي كعب بن الأشرف وأحاطوهم بأسلاك شائكة على أنها أثار ويعاقب كل من اقترب منها بسوء أو أذى. والسؤال هنا لماذا تركوا آثار اليهود وطمسوا أثار رسول الله صلى الله عليه وآله؟ والسؤال هنا لماذا أبقى رسول الله صلى الله عليه وآله وخلفائه والتابعين إلى القرن الثاني عشر قرن الشيطان نجد، هل كل هؤلاء أخطأوا ليصحح دينهم ابن عبد الوهاب؟
فاليهود الصهاينة اليوم هم من يسيطر ويدير أهم دول العالم مثل تركيا، وألمانيا، وفرنسا وبريطانيا، وهولندة، والولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد السوفيتي سابقا حتى عام 1934م (سنة التطهير purge year)، وقطعا تدير اليهودية الصهيونية هذا البلد الأمين الذي يضم الحرمين، ودول الخليج العربي كافة. لماذا يضع الإسلاميون في السودان حسن الظن في السعودية أو في دول الخليج؟ مؤسس هذه العروش الخليجية هو برسي ذكريا كوكس اليهودي الصهيوني ضابط المخابرات البريطانية، ولقد انحاز برسي كوكس إلى آل سعود (آل مردخاي) ذوي الأصول اليهودية ليحكموا الجزيرة العربية ضد رغبة لورنس العرب الذي كان منحازا للشريف الحسين بن علي.
كتب ناصر السعيد في كتابه: تاريخ آل سعود:
قال الشيخ حسين: أقرأتم التأريخ المزور الذي رسمته وكتبته الاقلام المأجورة المستثمرة وأملته الضمائر الخائنة لقاء أرقام من المال؟ إنه أرقام بأرقام من الجمل المرصوفة الكاذبة الخائنة بأرقام من المال تبدأ بالالوف وتنتهي بالملايين، ذلكم التاريخ هو تاريخ آل سعود، تاريخ اجتمع على وضعه وتزويره خونة سعوديون أين منهم مسيلمة الكذاب وسجاح ومن غربيين وشرقيين ومستشرقين؟ والانكى من ذلك والادهى هو أن هؤلاء الخونة ربطوا تاريخ هذه الجزيرة العربية الحافل بالبطولات والامجاد والتي شع منها نور المعرفة وبزغ من ربوعها فجر الحضارة وأشرق على الافكار سناها، هذه الجزيرة العربية التي يرتبط تاريخ الشعوب الإسلامية بتاريخها، ربط هؤلاء الخونة المأجورون تاريخها بتاريخ آل سعود، التاريخ المزور الذي حشد المستعمرون وعملاؤهم من كتاب ومؤرخين كل جهودهم لتزويره وفرضه تاريخا على الجزيرة العربية وبالتالي على تاريخ الشعوب الإسلامية، وبالنتيجة يفقد العرب والمسلمون كل تاريخهم الذي حفل بأنواع البطولات والعبقريات. ونحن هنا في قلب الجزيرة العربية لا يشرفنا أن يرتبط تاريخنا بتاريخ الاسرة الخائنة الفاجرة، الاسرة التي تسللت في الظلام لتسطو على مقدراتنا ومقدساتنا وتستولي على السلطة بالقوة بدون مبرر. وتتآمر على تاريخنا وذلك بأن تزور لها تاريخا على حساب تاريخنا فتدعي لنفسها زورا وافتراء بأنها صانعة التاريخ الحديث في الجزيرة العربية، ونحن أمس واليوم وفي الحاضر كأننا لا تاريخ لنا يذكر الا على هامش تاريخ آل سعود. لذلك نرى لزاما علينا أن نصحح هذا الخطأ من تاريخنا ونمحو هذه الوصمة من جبينه الناصع الوضاء، ونقدم آل سعود على حقيقتهم وكيف دخلوا البلاد حاكمين وما هو دورهم في هذه الحقب التي توالوا عليها منذ تسليمهم هذا العرش المتزعزع الذي توارثوه واحدا عن واحد، ولدينا من الحقائق الواضحة والادلة الناصعة ما تصفع كل مزور خائن..بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وعلى اسم الله نمضي في تحقيقنا هذا.
فمن هم آل سعود؟... اليك الجواب أيها القارئ:
في أمسية من أماسي عام 1937 كان ركب السير جون فيلبي الانكليزي الشهير الذي صار الحاكم الفعلي للجزيرة العربية والموجه لسياستها والمدير لأمورها...كان ركب فيلبي هذا يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك إلى الربع الخالي. وكان في الركب رفيق لفيلبي اسمه محمد التميمي (والتميمي هو مؤلف شجرة آل سعود) ...
فما أن استراح “فيلبي” من وعثاء السفر حتّى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية عن عميدها المسمى “يوسف بن مقرن الياهو” ليسلمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبد العزيز بن سعود، ثم مضى فيلبي يصحبه التميمي وسلم “فيلبي” يوسف المذكور خمسمائة ريال فضية من العملة المنقوشة عليها اسم “ماري تريز” وهي العملة المتداولة في اليمن آنذاك، وأبلغه تحيات الملك، وسأله عن حاجاته ليقضي منها ما يستطيع قضاءه وليرفع ما لا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه. فشكر يوسف اليهودي فضل الملك واطفته ثم قدم إلى فيلبي كتابا خطيا بعضه بالعربية وبعضه بالعبرية اسمه العربي (نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين) ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولا لدى كثير من الخاصة في نجد، ولكن التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقا، وكلف يوسف اليهودي رسول الملك فيلبي أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب إلى جلالة الملك السعودي تقديرا لعاطفته وصلاته المتكررة ليهود نجران بعامة وليوسف واسرته بخاصة، وقد كان في الكتاب شيئا خطيرا حمل فيلبي على أن يذاكر بشأنه زميله الانكليزي الاخر ه. ر. ب. دكسن المعتمد البريطاني في الكويت، وأن يقررا معا وجوب طي الكتاب وعدم اظهاره حرصا على المصلحة الاستعمارية.
وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي قوله: لقد أغاظني هذا اليهودي يوسف وهو يحدثنا حديثه المزري عن آل سعود ومع أنه كان يثني عليهم ويشيد بطرقهم للوصول إلى الحكم ودعم اليهود لهم الا أنه كان يذم العرب والمسلمين ويقول انهم لا يصلحون لتولي أمور الناس وكان يشير إلى ما كنا نجهل تفاصيله يومذاك، ويكشف لنا اليهودي حقائق مذهلة في الكتا ب مفاخرا بها بقوله: (لقد ظل الذين يعرفونها يتهامسون بها همسا ويوصلها جيل إلى جيل ليأت ياليوم الذي يمكن الجهر بها من غير أن يخشى الجاهر فتكا ولا بطشا وقد جاء والحمد لله هذ االيوم المنتظر الذي نقول فيه: ان السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم إلى “بني القينقاع”، ومن أبناء أعمامهم اليهودي النجراني يوسف المتقدم ذكره والفائز بصلات الملك السعودي ومبرراته والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجد السادس وقد تفرغ الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه (مكرن) الذي سمي “مقرن” أخيرا وهو واحد من أجداد آل سعود وهذه هي بعض التفاصيل في كتاب (نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين) ينقلها الشيخ حسين فيقول: قال لي التميمي انّه شاهد في كتاب “نبع نجران المكين” ان الاسم الحقيقي لعائلة آل سعود هو “عائلة مردخاي” وان هذه العائلة اليهودية كانت منبوذة وكانت تتعاطى التجارة، وانه أي التميمي تذكر أنه رأى ذلك في شجرتها التي طلب منه وضعها من قبل عبد العزيز وانه أحس أخيراً أنه زيف في هذه الشجرة لتغيب حقيقتهم اليهودية.
ويقول التميمي:
لقد وجدت في هذا الكتاب حلقات مفقودة ووجدت أسباب حيرة أجداد ال “مردخاي”، وصعوبة اندماجهم في القبائل العربية وان الامر لم يكن سهلا أن تقبل القبائل بتبديل اسم عائلة ال “مردخاي” وهضم هذا الاسم، فالقبائل تأبى الدخيل وتلفظه واستعرضت عائلة آل مردخاي أمامها أسماء العشائر المعروفة فرأوا أن ما من قبيلة تحترم نفسها يمكن أن يذوبوا في غمارها، لذلك اتجه تفكيرهم إلى عشيرة من العشائر النكرة في المنطقة لكي لا ينكشف أمرهم أمام أهل نجران وأمام العشائر المجاورة لها فوقع اختيارهم على عشيرة “المصاليخ” وهي فخذ صغير من أفخاذ قبيلة عنزة مشهور بين العشائر بتفاهته وعدم تحسسه بالحس القبلي والنعرة العشائرية بحيث لا يوجد منه سوى أقلية بجبل سنجار شمال العراق وأقلية أخرى انصهرت في عشيرة الحسنة القاطنة في ضواحي الشام والتابعة لمشيخة ابن ملحم. وكانت هذه الفكرة اليهودية محكمة كل الاحكام فاستطاعت عائلة آل مردخاي أن تعايش (المصاليخ) وأن تحتمي بها لحماية تجارتها، فطابت لهم هذه الحماية، فأسلم اليهود. وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي قوله:
(كان يوسف اليهودي لا يريد أن يبوح أمامي بحقيقة النسب الذي يربطه بآل سعود وكان يتكلم بالمعاريض وحرص على أن لا أعلم بحقيقة ما في الكتاب المهدى إلى فيلبي، وكان في الكتاب تفاصيل للاحداث النجرانية وبعضها متعلق بالنسب السعودي، ولكن يوسف عاد بعد ذلك يتحدث بلا تحفظ أو بشئ من التحفظ حينما أخبره فيلبي انني مؤلف الشجرة السعودية فكان مما عرفناه منه أن آل سعود الاولين كانوا يعطفون عليهم ولم يتنكروا للرحم حتّى جده الثالث داود، ثم عادوا يتجاهلونهم بعد ذلك ويحاولون الابتعاد عنهم بسبب الظروف التي صار فيها آل سعود، إلى أن انتهى الامر إلى عبد العزيز واستقرت به الحال واطمأن إلى المصير فعاود الاتصال بهم والعطف عليهم، وكان ما حمله إليه فيلبي بعض ما كان يصلهم به ويغدقه عليهم. على أن عبد العزيز لم يسمح لهم في حال من الاحوال بأن يتصلوا به شخصيا وأن يعلنوا ما يجب ستره من صلات القربى).
والسعوديون بهذا النسب اليهودي العريق يشبهون اليهود الاتراك الذين عرفوا باسم “الدونمة” والذين ينحدر منهم من أطلق على نفسه “محمد بن عبد الوهاب بن سليمان” وهم يهود سكنوا البلاد التركية لا سيما سلونيك، واضطرتهم ظروف الحياة إلى اعلان اسلامهم مع إبطان يهوديتهم فأطلق عليهم الاتراك اسم “الدونمة” تمييزا لهم عن المسلمين الصحيحي الإسلام. وقد استغل الدونمة هذا التظاهر بالاسلام أسوأ استغلال فأتاح لهم ما لم يكن يتاح من التغلغل في صفوف المواطنين تخريبا وكيدا وقد أصبحوا مصدر الدسائس التي أحاقت بتركيا، ولم تحل بها نكبة ولم تقم بها مؤامرة الا كان الدونمة رأسها وبذلك كانوا كالسعوديين في العرب نسبا وحسبا ومناقب!! وبعد فهل عرفتم لماذا يقف السعوديون هذا الموقف اللئيم من العرب والمسلمين؟)...
ثلاثة الاصول... ويوسف بن مقرن الياهو
ألقت الثورة اليمانية القبض على يوسف بن مقرن إلياهو في 19 ديسمبر 1962م حينما تسلل إلى اليمن واعترف يوسف بكل تحركاته بين فلسطين المحتلة والجزيرة العربية، واعترف بصلاته الوثيقة العرقية بآل سعود، واعترف بالكتاب المذكور حينما سألناه عنه، وقال: (لقد حزنت كثيرا على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناء على طلب من عبد العزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبد العزيز أنه يريد طبعه لكنه تبين أن عبد العزيز يريد أن يخفي الكتاب لكيلا ننشره نحن اليهود ولكيلا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضًا لأن لعبد العزيز أعداء من اليهود التقدميين لا يؤيدون طريقته وحينما راجعت عبد العزيز حول الكتاب وقلت له دعنا نتولى طبعه نحن، ضحك عبد العز يز وهو يسخر من هذا الكلام وقال “هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم لانني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدي تجعلني أسير حسبما يرون. وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم وحسبما يريدون لا حسب ما تقتضيه مصلحتنا المشتركة”. وقال لي عبد العزيز: “وعلى كل حال فان الكتاب موجود لدى الاخ عبد الله فيلبي فتشاور معه عن موضعه” ولما ذهبت إلى فيلبي وسألته عن الكتاب قال فيلبي: “لقد نقلت وصورت ما يهمني من الكتاب وسلمته لعبد العزيز” فقلت لفيلبي: “انني أخشى أن يحرقه عبد العزيز”، فقال فيلبي: “انّه فعلا ينوي احراقه ثم تراجع وطمأنني عبد العزيز بعد أن قرأت له الكتاب بقوله (اّنه كتاب مهم وهو ليس “نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين، فقط وإنما هو نبع العالم كله في تاريخ اليهود”. وقال جون فيلبي: “يا أخ يوسف... ان الكتاب لدى عبد العزيز وقد أقسم لي أنه لن يذهب منه الكتاب الا إذا ذهبت روحه وانه إرثه الوحيد الذي يريد توريثه لا لكل أولاده وانما لأعز أولاده، وقد اطلع عليه جمع كبير من أقاربه واخوته ومنهم شقيقه عبد الله بن عبد الرحمن واطلع عليه قسم من كبار أولاده، وقال لهم عبد العزيز: على كل حال يعيالي أنا ما أطلعتكم على هذا الكتاب إلا لتعرفوا أنكم أنتم وحدكم في هذا العالم الذين جمعتم المجد من أطرافه الثلاثة فأنتم: يهود، عرب، مسلمين، انها “ثلاثة الاصول” الحقيقية التي ذكرها ابن عبد الوهاب)!...
هذا ما قاله يوسف بن مقرن الياهو باعترافاته في اليمن وقد أذيعت من الاذاعة قبيل الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم 20 ديسمبر 1962م كما اعترف أنه مواطن سعودي وسافر بجواز سعودي إلى فلسطين عام 1947م بمهمة وأخذ يتردد بعدها بين إسرائيل والاردن وخيبر والرياض ونجران وجدة والمدينة ومكة وتبوك واليمن، وقال: “ان لآل سعود علاقات جيدة باسرائيل وانهم يسبونها علنا ويتعاونون معها سرا”، وقال: “مع ان المخفي أصبح مكشوفا في دوائرهم” وقال يوسف مقرن الياهو: “وللتغطية والتستر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتى: “ان المملكة السعودية لن تقبل بادخال اليهود الذين يحملون جنسيات أمريكية مزدوجة، ولكون الامريكان يدركون أن مثل هذا “الاعلان” ما هو الا من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيين والعرب فانهم يستقبلون مثل هذا الاعلان بالابتسامات العريضة”... وحينما قال المحقق لليهودي: (هل نعرف من كلامك هذا أن السعودية تتعاون مع اليهود؟) قال اليهودي: “ان هناك مواطنين يهود سعوديين يعيشون حياة عادية كسائر الناس. أما اليهود الامريكان فانهم يعملون كخبراء أو فنيين أو في دوائر تابعة للجيش أو دوائر الامن”... وحين ما قال له المحقق: (أنت تعمل لصالح إسرائيل والسعودية فهل أنت مطمئن لهذا العمل؟) قال اليهودي السعودي: “أنا لا أعمل لصالح السعودية، وأنا مطمئن في السعودية لكوني يهودي، ومطمئن لكون السعودية تعمل بكيانها لصالح اليهود وليس ضدهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكل يهودي لا شك أنه يعمل لصالح اليهود وأنا كواحد من اليهود أعمل لدعم كياننا اليهودي”. وحينما سألناه هل لديك نسخة ثانية من الكتاب الذي يثبت قرابتك لآل سعود؟. أجاب: “ان لدي نسخة ثانية في نجران وإذا كان يهمكم، هذا فأعاهدكم أنني سأقدمها لكم في حال الافراج عني على أن نقوم بطبعها لأستحصل على بعض النسخ منها”...
ولقد سجلنا أقوال اليهودي يوسف على شريط، كما تحدث عنه الرئيس عبد الله السلال قائد الثورة اليمانية حينما افتتح مكتب الجزيرة العربية في صنعاء يوم 26 ديسمبر 1962م وقال: (إننا سنقدم هذا اليهودي الشرير الذي يقود مجموعة من المرتزقة والجواسيس بين السعودية والاردن واسرائيل ليسمع العالم كل شئ من فمه عن أعمال السعودية ضد اليمن وضد فلسطين ويصف لنا أصول القرابة بينه وبين آل سعود وكيف دخل آل سعود في الإسلام ولماذا؟)..
ولكن وبقدرة الايدي القذرة التي تعمل في الخفاء ومنها أنور السادات الذي أوكل بشؤون اليمن، وكان ممن تسببوا بهزيمة الثورة في اليمن واغلاق مقرنا للتدريب، وبعد عشرة أيام من اذاعة بيان يوسف بن مقرن الياهو واعتقاله في اليمن نقل الرئيس السلال إلى القاهرة بحجة السفر للاستشفاء!...فحل حسن العمري مكانه، والعمري كما هو معروف من العملاء “الاصلاء” للسعودية. وما هي الا أيام ثلاثة من تولي العمري “نيابة السلال” حّتى نقلوا اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبر الحدود اليمانية السعودية إلى نجران. علما أن السعودية كانت في حالة حرب مع اليمن، وتسلمه الامير خالد السديري فنقل إلى جدة وعاد إلى نجران ثانية. ثم سافر عبر الاردن إلى فلسطين المحتلة ثم عاد، وما زال يتنقل بحرية تامة وبهمة الشباب رغم كونه قد تجاوز سن ال 80 لكن من يراه لا يعطيه من العمر أكثر من 50 سنة، انّه نحيف طويل القامة صارم الملامح، تلمح الذكاء في وجهه، وفي هذا يكمن السر الذي يجعلك تتأثر وتعطف عليه! علما أنه لا يستحق العطف..
هذا النص أيها القارئ الكريم من كتاب الشهيد ناصر السعيد – تاريخ أل سعود، عيك بقراءة الكتاب. وقد أستشهد ناصر السعيد ابن الجزيرة العربية وابن حائل عام 1979م، حين أختطفه بعض الفلسطينيين الجبناء بحفنة ريالات سعودية من لبنان لصالح رئيس المخابرات السعودية تركي بن عبد العزيز – سفيرهم في واشنطون، ويقال قذف به من الطائرة في صحراء الربع الخالي. أما قصة يوسف بن مقرن إلياهو فهو من يهود نجران وتقع على الحدود اليمنية والسعودية – لذا تمسك آل سعود بمنطقة نجران حتى لا يخرج لهم يوسف آخر!! يوسف بن مقرن إلياهو كما عرفنا سابقا كان يمتلك كتابا موثقا فيه كافة الشجرة اليهودية في الجزيرة العربية، ومن ضمنها شجرة آل مردخاي أي آل سعود، وإنه يمت بصلة قرابة دموية بآل سعود!!
يهودية آل سعود لا شك فيها، ودعنا نركز الآن على أفعالهم والدين السعودي الجديد الذي ينشرونه منذ أن أحتلوا الجزيرة العربية وشعب الحرمين، ولم نجد أفضل من كلمة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في صلاة الجمعة الفائت في توصيف هذا الدين السعودي الجديد!!
فقد حذر العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام من أن ما يحدث اليوم في منطقتنا هو مشروع أمريكي لتفتيتها ونهب ثرواتها بتنفيذ بعض من المسلمين التكفيريين الذين يعادون الله ورسوله بممارساتهم مشيرا إلى أن أمريكا استأجرتهم لتنفيذ مشروعها مستثمرة تعصبهم البغيض المنافي للشرع والفقه الإسلامي وما أمر به الله ورسوله.
وقال البوطي خلال خطبة الجمعة إن التحضير للحملة الصليبية التاسعة تم التجهيز له منذ عشرات السنين وأمريكا تصر أن تكون لها القيادة في هذه الحملة وتستأجر من ينوب عنها في التوجه إلى قتال المسلمين مؤكدا دخول مقدمات هذا المشروع في طور التنفيذ منذ عقدين من الزمن بعد أن أعدت أمريكا سهامها وعيدانها واستعرضت خدمها وأعوانها ثم لم تجد خيرا من أن تستأجر المسلمين لقتال المسلمين في هذه الحملة دون أن تراق قطرة دم لجندي أمريكي.
وذكر البوطي بالغزو الصليبي الذي انتهى بالحملة الثامنة والذي لم يكن فيه لاسم الصليب ولا لمضمونه أي دور في الدفع إلى تلك الحرب أو تلك الحملات وإنما كان الدافع هو الطمع بالخيرات التي كانت تتمتع بها الأمة العربية والإسلامية وخنق الحضارة الإسلامية التي كانت تغزو بنورها ظلمات المجتمعات الأوروبية آنذاك.
وكشف البوطي النقاب عن أن هذه الحملة الصليبية تمت تغطيتها بعدة عناوين مرة بعنوان /الشرق الأوسط الكبير/ حيث إن كلمة كبير هنا هي من الأضداد اللغوية والمراد فيها هو الشرق الأوسط المتفتت ومرة أخرى بعنوان /الربيع العربي/ وهذه الكلمة هي من خداع العناوين لأن معناها هو الإعصار العربي المدمر.
وأضاف البوطي إن الحرب الصليبية التاسعة تمت تغطيتها بكل أغلفة الإسلام وبكل عناوينه ومبادئه ليتسنى القول إنها الجهاد الإسلامي المقدس متسائلا.. كيف استطاعت أمريكا أن تتخذ من المسلمين جندا لها تستأجرهم في هذه الحرب… وكيف يمكن للجسد الواحد أن ينقسم إلى شطرين ليكون الواحد منهما حربا على الآخر…وكيف يمكن للأعضاء المتآلفة المتعاونة أن تنقسم هي الأخرى إلى شطرين فتتعادى وتتخاصم.
وفي خضم هذا الموضوع أدرج البوطي تقريرا خفيا صدر عن مجلس الأمن القومي الأمريكي عام 1991 بعد أن استعانت أمريكا به وبعد أن بحث أعضاء هذا المجلس عن حل مناسب لينتهوا إلى التقرير الذي بقي في الأدراج لعدة سنوات إلى أن شاء الله عز وجل لتلتقطه الصحافة الأمريكية ثم الأوروبية ثم تسرب إلى الصحافة العربية وتم نشره.
وأوضح البوطي أن هناك عدة بنود ظهرت في هذا التقرير ينبغي العمل عليها من أجل تقسيم المسلمين حيث شدد البند الأول على ضرورة إثارة التناقضات في الفكر والمعتقدات الإسلامية بينما حث البند الثاني على أهمية تأليب المسلمين بعضهم على بعض بناء على هذه التناقضات أما البند الثالث فأكد ضرورة الإيقاع بين المسلمين وغير المسلمين وإلى آخر بنود التقرير. وأشار البوطي إلى أن الحملة الصليبية التاسعة تمزق معتقدات الإسلام وشرائعه تمزيقا عجيبا لا عهد للتاريخ ولا للشريعة الإسلامية ومشرعها به ولكن تحت غطاء الجهاد الإسلامي مبينا أن هذه الحرب لكي تكون جهادا إسلاميا مقدسا ينبغي أن يوجد من يتم تكفيرهم من أجل أن تدور رحى هذا الجهاد المقدس على هؤلاء الناس. وقال البوطي.. إنني قرأت في التاريخ كثيرا فلم أجد فيمن ناصبوا العداء لدين الله ومن سخروا منه أوقح وأغرب من هذه السخرية التي تجري اليوم لدين الله سبحانه وتعالى بشرعيته بل بالمشرع أيضا مشددا على أن كل هذا يتم بالنيابة عن البيت الأبيض إن جاز التعبير من خلال عقد استئجار. وتساءل البوطي.. لو كانت هناك علاقة ما بين ما يقوم به التكفيريون في بلادنا اليوم بينابيع الإسلام المتمثلة بالقرآن وبسيرة رسول الله وبسيرة أصحابه ولو تمثلت بخيط واهن دقيق…فهل كفر رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس سوءا إليه…وهل سمع أحد أن في أصحاب رسول الله من كفر فرقة من الفرق الإسلامية التي ظهرت في عصر الصحابة…معاذ الله.. وإن كان هناك من سمع فليأت بشاهده وليحدثنا عمن كفر ومن كفر.
وأكد البوطي أن هذا هو إسلامنا الذي ورثناه من قرآننا ومن نبينا وحبيبنا محمد ومن أصحابه البررة الكرام وأتباعهم أما إن كان هناك أمور مناقضة مختلفة فإنما طبخت في مجلس الأمن القومي عام 1991.
أقرأ كلام البوطي مرتين ثلاثة وتأمله!! لقد أصاب الرجل كبد الحقيقة!!
الدكتور البوطي أحد أعظم علماء السنة الأشعريين المستنيرين وأصدقهم. فعندما تتأمل ماذا حدث ويحدث على صعيد العالم العربي كافة يتكشف لك أن هنالك سيناريو ضخم يعملون له منذ عشرينيات القرن الماضي وقد بدأت تظهر ملامحه – إحلال المذهب الوهابي محل المذاهب السنية الأشعرية الأربعة!!
أما ضرب الشيعة، فتبا للشيعة التي أفسدت سيناريو الإحلال!! لا شك أن الحالة الشيعية خرجت من السيطرة بقوة إلهية. فالحالة الشيعة الإيرانية كانت تحت سيطرة الشاه رضا بهلوي كأداة قمعية ضخمة وتحديثية تغريبية في آن واحد وفلتت من السيطرة الأمريكية بفضل روح الله الخميني وكتابه الصغير – ولاية الفقيه!! أما الحالة الشيعية العراقية فكان أداة السيطرة فيها حزب البعث العراقي الذي لا شك تم تصعيده أمريكيا 1968م ولاحقا تُوِّج صدام حسين إمريكيا وسعوديا – وبعد سقوط صدام 2003م فلت العراق من أيديهم، وأنتهى الصراع على الدولة العراقية إلى نشوء دولة ديمقراطية لصالح الشيعة بعد سفك شلالات من الدم الشيعي العراقي على يد السلفيين الوهابيين الذين زج الآلاف منهم نحو العراق في تحالف دموي مع الصداميين!!
ولينتبه القارئ الكريم، شتان ما بين الأرضية والمنطلقات التي يقف عليها الدكتور البوطي وما يقوله الدكتور البوطي في أمريكا وعربانها وموقف غربان المؤتمر الوطني الإسلاميين وأفاعيلهم وكذبهم ونفاقهم وما يدعونه إنهم مطاردين من أمريكا، وهو إدعاء يحتاج إلى إثبات!! أو أنظر إلى ما يقوله “فيلسوفهم إسحق نيوتن” بأسلوب تعذيري أن الماسونية تطاردهم وتمزقهم وتفسدهم – لقد أختلط على إسحق نيوتن البقر إلى الدرجة التي اصبح فيها لا يفرق ما بين الماسونية والوهابية من أجل حفنة ريالات!!
كتب المحلل الإيراني محمد صادق الحسيني جاء بان كي مون ومعه اثنان من القتلة المحترفين ومسببي الفتن والحروب المذهبية والطائفية والعرقية في المنطقة الاول وهو السفير الشيطاني جيفري فيلتمان سفير امريكا السابق في لبنان ومساعد وزير خارجية الشرق الاوسط الجديد كونداليزا رايس (النبية التي بشرتنا بالفوضى الخلاقة!) والذي عين مساعدا لبان كي مون لشؤون الشرق الاوسط بعد فشله وخيباته المتكررة في المنطقة ضد محور المقاومة. اما القاتل الثاني فهو تيري لارسن الموفد الخاص للامين العام في منطقتنا العربية والاسلامية والمخصص لمهمة نزع سلاح المقاومة والذي يعتبره اللبنانيون بانه المسؤول الاول عن مذبحة قانا وحرب الثلاثة وثلاثين يوما ومدبر فتنة اغتيال الحريري.
ويقول الحسيني: قد حاول هذان القاتلان المحترفان بشكل دؤوب كل جهدهما ليفجرا مؤتمر طهران من الداخل عبر بعض ادواتهما الرجعية لاسيما الوفد القطري الذي لم يترك وسيلة الا واستخدمها لتغيير البند الخاص بالازمة السورية في محاولة لادانة الدولة السورية المقاومة حكومة وشعبا غير ان الايرانيين بحكمتهم وحنكتهم وكياستهم المعروفة وصبرهم الاستراتيجي الشهير والذي بني على مدرسة ديبلوماسية حياكة السجاد استطاعوا ان يطيحوا بكل الحبائل والخدع والحيل وان ينتصروا لصالح الحق والحقيقة والمقاومة. وخرج البند الخاص بسوريا داعما للاصلاحات والحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي ونبذ العنف والارهاب وضرورة تحرير الجولان.
لكن القصة لم تنته عند هذه النقطة!!
ويضيف الحسيني: فاثناء القاء محاضرة للامين العام امام جمع من النخب والاساتذة والطلبة الجامعيين في كلية الدراسات الديبلوماسية التابعة للخارجية الايرانية حاول احد الحاضرين ان ياخذ نصيبه في النقاش والاسئلة التي فتحت حول موضوع السلام الذي تحدث عنه بان كي مون والذي طالبه الاساتذة لاسيما احد البروفيسورات بأن يكون مترافقا مع العدالة وإلا لا معنى لمثل هكذا سلام.
ولما لم يعط الفرصة لطرح سؤاله عبر الميكرفون وقف بتمام قده ووجّه خطابه للامين العام سائلا اياه:
“سيادة الامين العام الموقر: هل تستطيع ان توفق لنا بين طرحكم الداعي للسلام والعدالة كما قلت مشاطرا السيدة الايرانية الرأي وبين مرافقة اثنين من القتلة لزيارتكم لهذا البلد المقاوم، الاول الامريكي وهو فيلتمان والذي يتهم اليوم بانه يدير سفك الدماء السورية مع منظمة البلاك ووترز الامريكية الشهيرة ومرتزقة القاعدة والمأجورين من شذاذ الافاق، والثاني وهو تيري لارسون النروجي وهو المسؤول عن كل الحروب الاخيرة في الداخل اللبناني والحرب الصهيونية الشهيرة بحرب الثلاثة وثلاثين يوما ؟!”
فاذا بالوفد المؤلف من عشرين شخصا مرافقا للامين العام ينتفضون من مقاعدهم ويفرون هربا من السؤال ومن مواجهة النخب الايرانية التي كانت تصفق للسائل. وكم كان لافتاً ومشفقاّ ونحن نرى جيفري فيلتمان اول الهاربين حاملا اوراقه بسرعة تاركا الامين العام لوحده ململماً اوراقه وهو يتلفت يمنة ويسرة باحثا عن مساعده لمثل هذه الشؤون في مثل هذه اللحظة! فهل يعتبر بان كي مون؟!
والاهم هل يعتبر المنبهرين بالنظام العالمي الفاسد المهيمن على شعوب العالم منذ الحرب العالمية الثانية من مثل هؤلاء المدعين للسلام والعدالة وكيف انهم يفرون عند اول امتحان تاركين اقرب الناس اليهم في “حيص بيص” مصداقا للآية القرانية الشريفة: “يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه” صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الامين.
هذه التساؤل للمحلل الإيراني محمد صادق الحسيني أوجزه بكلمات من ذهب القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي الخامئني في خطبته الإفتتاحية بمؤتمر دول الإنحياز بطهران، وتعتبر كلمته خلاصة الفكر البشري في وجه الإستكبار وسقف طموح البشرية وقد شققت كلمته جدار الكنيست الصهيوني في تل أبيب مثل الشق الذي أحدثه ميلاد المسيح في معبد سليمان، وأضطربت أسواق العواصم الغربية (المجموعة الدولية) والخليجية مثل أضطراب المرابين في سوق القدس القديم، والسيد المسيح عليه السلام يقلب طاولاتهم يمينا وشمالا…فهل ينتهى الدور المحوري لجهاز الإحتياطي الفيدرالي على يد الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
في المقالة التالية تقرأون كلمة الرجل الملتحي علي الخامئني ويجللها البياض وقد تساءلت في نفسي متعجبا: كل هذا العلم والفكر السياسي والإقتصادي يخرج من هذه اللحية؟ الملالي كما يسمونهم سخرية!! وترحمت في نفسي على الإسلام من تلك اللحا السلفية التي أصبحت ماركة مسجلة للتكفير، والموت والدمار..فكان عنوان هذه المقالة!!
شوقي إبراهيم عثمان
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.