يقع مخيم شوشه للاجئيين على التراب التونسي يبعد حوالى 8 كيلو مترات من معبر راس جدير الفاصل عن الحدود الليبية، وينزل به 2400 لاجئ حسب اخر احصاء للمفوضية السامية العاملة بالمخيم . اللاجئون هم الناجون الفارون من ليبيا أثناء تدخل قوات الNATO اثناء الاحداث التي انهت حكم الكولونيل القذافي . وهم من عدة دول افريقية غير مستقرة امنيا واقتصاديا لذلك هم غير قادرين الرجوع الى دولهم بسبب الحروب او المضايقات الامنية . ومن بينهم حوالى 800 لاجئ من السودان و900 لاجئ من الصومال والباقي من الجنسيات التشادية, والإرتيرية, والأثيوبية، ودول غرب ووسط افريقيا وآسيا. هؤلاء اللاجئين منذ اواخر يناير 2011 والى يومنا هذا يعيشون معاناة شديدة بسبب سوء الاوضاع الامنية والمعيشية ؛ وتقلب الطقس ؛ فيزداد البرد القارس فى فصل الخريف وارتفاع درجة الحرارة فى فصل الصيف. وبما ان المخيم يقع على تخوم الصحراء الجرداء فغالبا ما تهب عواصف ترابية على المخيم ؛ يقول خبراء الارصاد الجوي بانها منطقة عبور رياح غير صالحة للاقامة. اليوم زادت معاناة اللاجئين بعد مرور اكثر من ثمانية عشر شهرا ولم يعرفوا مصيرهم؛ كما ان المنظمات الدولية قللت من نسب مساعدتها في المجالات الحياتية . ومع بداية دخول القوات الدولية في ليبيا ونزوح عشرات الالاف بسبب الضربات الجوية للحلف فرا هؤلاء من غرب ليبيا؛ وعند وصولهم تونس توافدت اكثر من ثلاثين منظمة دولية واقليمية لمساعدتهم ولم يتبق سوى اربعة منظمات وهى (المفوضية السامية لشئون اللاجئين بتونس UNHCR, و هيئة الاغاثة الاسلاميةISLAMIC Relief , و المنظمة الدنماركية لمساعدة اللاجئينDRC والهيئة الطبية الدوليةIMC ) وهى الاخرى مهددة بالمغادرة حتى الصليب الاحمر تخلت عن اللاجئين فى المخيم. وفيما يلي تعريف مختصر بالمنظمات العاملة بالمخيم: المفوضية السامية لشئون اللاجئين هى الجهة المعنية بشئون اللاجئين فى المخيم من حماية وتقديم الخدمات للاجئين بالتعاون مع المنظمات الأخرى ومع الجيش التونسي فى حفظ الامن. المنظمة الدنماركية لمساعدة اللاجئين تقدم الخدمات التعليمية للأطفال والبالغين وكبار السن فهي تقوم بتدريس اللغات الفرنسية والانجليزية والألمانية وكذلك الخدمات الترفيهية من اقامة حفلات غنائية وحفلات الرقص والرياضات المختلفة وتعليم الحياكة وغيرها من البرامج. اللجنة الدولية للصليب الاحمر هي من أوئل المنظمات التى ساهمت بتقديم الخدمات للاجئين بشكل ملحوظ ؛ تقوم اللجنة بعملية ربط اللاجئ مع اسرته فى الخارج عن طريق اتصالات اسبوعية تمنحها للاجئين واسرهم ؛ ارسال و استقبال الخطابات وكذلك تقوم بالبحث عن اسر اللاجئين اللذين فقدوا التواصل مع اسرهم. ولكن توقفت المنظمة منذ شهرين تقريبا منذ ذلك الوقت لم يستطع اللاجئين من الاتصال بذويهم. هيئة الاغاثة الإسلامية: تقديم خدمات الاكل, مياه الشرب ,مخيمات السكن و مواد النظافة ومع مرور الوقت تدنت خدمات المنظمة مما جعلها تواجه كثير من الانتقادات من قبل اللاجئين حيث تم توقف صرف الحليب للأطفال و تقديم وجبات غذائية تنقصها القيمة الغذائية, ولذلك يتم مقاطعتها في كثير من الاحيان ولم تكن هنالك وجبات خاصة للمرضى, بما ان الطبيب يعرف جيدا كثير من الامراض هى بسبب سوء التغذية فيقرر نوعية الطعام التي ينبغي تناولها للمريض ويعطيه روشته مكتوب عليها ذلك، ولكن لم يتم منحه. الهيئة الطبية الدولية : تقوم بتقديم الخدمات الطبية من الفحص ومنح الدواء وبالتعاون مع المستشفيات الخارجية يتم تحويلهم لتقى العلاج فى مستشفيات كل من مدينة الجرجيس, مدنين وبن قرادان وتقوم IMC ايضا بكتابة التقارير الطبية وارسالها الى الجهات المسئولة ولكن اليوم المنظمة الدولية لم تقم بكل ما يحتاج إليه اللاجئ من الخدمات حيث توجد شكاوى كثير للاجئين بسبب سوء معاملة العاملين فى المستشفى حيث رفض كثير منهم الذهاب الى المنظمة لتلقى العلاج ويفضل الكثير منهم الذهاب الى المتشفيات الخارجية, يقول احدهم “يعاملوننا كالحيوانات يصرف لنا دواء من غير الفحوصات ويقدم لنا فقط المسكنات “ وسط هؤلاء اللاجئين مرضى يعانون من أمراض مزمنة (مرض ضغط الدم, سكر, فشل كلوى, فيروس الكبد والربو) ومصابون في الاحداث. وهنالك امراض تحتاج الى عمليات جراحية وبسبب ارتفاع تكلفة العلاج يتم تأجيل العملية الى أجل غير مسمى وبعض الأحيان بإخفاء المرض من المريض أي لم يتم اخبار المريض بنوعية مرضه واغلبهم يعانى من امراض نفسية خطيرة, ويعتبر هؤلاء من ذوي الحاجات الخاصة التى ينبغى على المنظمات الاعتناء بهم . وجل أمراضهم أصيبوا بها في مخيم شوشه بسبب تردى الخدمات الصحية ونوعية الطعام التي تفتقر الى القيمة الغذائية وسوء الطقس من ارتفاع درجات الحرارة ورطوبة الارض, وكذلك العواصف الترابية وتلوث الهواء بروائح الحمامات وغيرها, هنالك من فقدوا أرواحهم بسبب الاهمال ؛ فالمستشفى لا تستقبل المرضى من المخيم دائما ؛ ولا تهتم برعاية الحالات التي تستقبلها ؛ بل لا تعمل على كتابة تقارير عن حالتهم اوتقديمها الى الجهات المعنية ليتم مساعدتهم كما يتطلب ذلك . وايضا من بين هؤلاءاللاجئين هناك ضحايا تعرضوا لاصابات من الجيش التونسي بالذخيرة الحية ؛ او رشقهم التونسيون بالحجارة وضروبهم بالعصى فى 24 مايو 2011 حين قاموا باقتحام المخيم دون اي مبرر ؛ مات اثنان من السودانيين ؛ وقد كتب مركز السودان عن ذلك الحدث في تقرير مفصل . وذلك الحادث سبب اعاقة للعديد منهم اعاقة مما جعلهم غير قادرين على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي ؛ من دراسة ونشاطات اخرى كما ان المستشفى رفض كتابة تقرير يوضح فيها بان الجيش استخدم الذخيرة الحية في ضرب اللاجئين الضحايا ؛ وكذلك المفوضية هى الاخرى لم تقم بتوثيق ملفاتهم بذلك الامر او فى اسراع تقديم ملفاتهم وترحيلهم الى دول توطين ثالثة. خلال كل هذه الاحداث قامت المفوضية بتوطين اكثر من 2700 لاجئ لدول مختلفة اغلبهم فى الولاياتالمتحدةالامريكية, أسبانيا 80 لاجئ, المانيا 201 لاجئ, وكذلك النرويج والسويد ؛ الا أن غالب الدول لم تقم بتسفير جميع لاجئيها حتى الان . اللاجئون اللذين تم توطينهم فى الدول الاربية حيث تم ترحيلهم الى تلك الدول واخرها كانت المانيا يوم الاحد 3 سبتمبر اما الذين تم قبول طلباتهم كلاجئين فى الولاياتالمتحدة لم يتم ترحيلهم سوى 400 لاجئ من الالفي شخص ووسط هؤلاء لاجئين الذين رفضت طلباتهم كلاجئين من قبل المفوضية وهم حوالى 260 فرد اغلبهم من دولة تشاد لسبب تدخل نظام دبى متمثلا في السفارة الشادية بجمهورية تونس بعدم قبول اللاجئين التشاديين فى تونس وكذلك من نيجريا و غامبيا وكوديفوار. واللاجئون اللذين تم تسجيلهم بعد 1 ديسمبر 2011 ورفضت المفوضية توطينهم او بتقديم طلباتهم الى دول المستضيفة للاجئين؛ وهو عمل من ورائه مسؤولين تونسيين وتابعين للمفوضية؛ وقاموا بتوطنيهم في تونس وعملوا للبحث لهم عن وايجاد فرص عمل زراعية ويدوية لهم والبحث عن دعم أوربي وينظر الكثير من اللاجئين لهذه العملية المحبطة ومعاملتهم كما لو كانوا رهائن فى أيدى السلطات التونسية او كبداية لعودة الإتجار بالإنسان الأفريقي في افريقيا ويبلغ عدد هؤلاي نحو 140 ؛ منهم 27 طفلا وجميعهم من اقليم دارفور غرب السودان التي تشهد حربا منذ تسع سنوات ولا يزال العدد يزداد من داخل ليبيا بسبب سوء الاوضاع وتصاعد وتيرة العنصرية ضد العمال الافارقة من قبل بعض المواطنيين الليبين ذوي النظرة الضيقة . يلتمس مركز السودان من المنظمات الدولية ؛ والناشطون السودانيون بالخارج العمل على مساعدة نزلاء هذا المخيم ؛ حتى يتجاوزوا محنتهم . مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 11 سبتمبر 2012