ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارض تشادي يروي في حوار قصتهم مع جهاز الامن السوداني
نشر في حريات يوم 09 - 10 - 2012

عيسي (الرهيب) : ميزانية المعارضة كانت تقدر بمبلغ (مليون دولار)
وكانت هنالك عمليات فساد من قبل الامن السوداني
الامن السوداني كان يفرض علينا قيادات غيرمرغوب فيها
بعض عناصر المعارضة توجهت للتنقيب عن الذهب وأخرين انضموا لجيش الرب
تشتت شمل المعارضة التشادية المسلحة التي كانت تنطلق عملياتها العسكرية من داخل الحدود السودانية ، الي عدد من الدول فبعضهم من قامت الحكومة السودانية بتسليمهم للسلطات التشادية ، وتمت ملاحقة مجموعات أخري منهم الي ان دخلوا الي افريقيا الوسطي ، بينما أخرين الي جيش الرب اليوغندي للمقاومة ، فالمعارضة التشادية كانت ضحية الصفقة التي تمت بين الرئيس السوداني والتشادي في أعقاب المصالحة التي تمت في الخرطوم في العام 2009م اعلنا فيها على وقف العدائيات وعدم انطلاق اي عمليات عسكرية متبادلة من داخل حدود الدولتين .في المقابل قامت تشاد بخطوة مماثلة برفض استقبال رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الراحل خليل ابراهيم على اراضيها التزاماً بالاتفاق الموقع مع الطرف السوداني ، وبعد انهاء التعاون بين تشاد والحركات المسلحة في دارفور ، أبلغت السلطات السودانية قيادات المعارضة التشادية بوقف الدعم ومنع نشاطها من الاراضي السوداني كما يقول عيسي محمد النور عبدالكريم الملقب ب((الرهيب الكاسح الماسح)) احد قيادات المعارضة التشادية ، أنهم راحوا ضحية صفقة بين الحكومتين السودانية والتشادية التي انتهت بتفتيتها ، بعد ان استخدمتها الحكومة السودانية كورقة ضغط لتهديد امن تشاد ، وكشف الرهيب الذي كان يشغل منصب القائد الميداني الثالث واصبح فيما بعد مستشاراً عن عمليات فساد تمت بين بعض عناصر جهاز الامن السودانى بالتواطؤ مع بعض قيادات المعارضة التشادية حيث حولوا بعضا من الاموال لمصالحهم الشخصية.
بعد المصالحة بين الخرطوم وإنجمينا هل انتهي نشاطكم وتفرقت قواتكم أم لازالت القدرة علي إسقاط نظام الرئيس التشادي إدريس ديبي ؟
طبعاً لم تنتهي ستقوم من جديد وستستعيد المعارضة نشاطها مرة اخري ، والتغير غير مرتبط بنظام الخرطوم ، فهو كان سبباً في شتات المعارضة بنشر قوات مشتركة علي الشريط الحدودي بين إفريقيا الوسطي وتشاد.لمنع نشاط المعارضة التشادية ،وبالفعل قامت تلك القوات بملاحقة وإعتقال مجموعات من قواتنا.
نحن لدينا احلام كبيرة جدا والتغير يمكن ان يتم من أفريقيا الوسطي أو من جنوب السودان أومن يوغندا ، وحتي من داخل تشاد نفسها وبمساندة الجماهير وان كانت عملية التغير في تشاد اصلا لاتتم الا بالعمل العسسكري.
هل سبق لكم أن دخلتم في مفاوضات مباشرة مع الحكومة التشادية؟
بالطبع دخلنا في مفاوضات مباشرة عدة مرات في مدينة سرت الليبية 2007م وفي طرابلس 2008م, و طالبنا بحكم ذاتي في شرق تشاد في ولايات أم التيمان ،أبشي , وفيا ، تحت أدارة واحدة ،ونحتفظ بقواتنا لفترة (6) أشهر لحين تنفيذ الاتفاق ونشارك في السلطة بمنصب نائب رئيس ونمنح وزارات الدفاع والمالية والخارجية.
لنعد بك الي الوراء قليلا حدثناعن نشأة وتطور نشاط المعارضة التشادية وماهي اسباب فشلها في التغيير وإزالة النظام وإلى أين أنتهى بكم الأمر؟
لقد بدات المعارضة التشادية المسلحة في العام 2005 م بقيادة محمد نور عبدالكريم ، وان كانت قد بدات نشاطها منذ التسعينات بقيادة يوسف توقومي من (1995م الي 1997م) وانتهي باغتياله في ليبيا بمؤامرة من الرئيسين الليبي معمر القذافي وإدريس ديبي ، وبعدها كانت هنالك معارضة من مجموعات صغيرة وجميعها فشلت وتلاشت، الي ان تأسست المعارضة الحديثة علي يد القائد محمد نور ، الذي وجد قبولا من السودان وعدد من دول الاخرى، ونحن مجموعة كبيرة من عدة جبهات توحدنا في جبهة واحدة، نشاطنا بدأ قبل عام 2005م ولكن في هذا العام توفر الدعم لذلك يعتبر هو تاريخ انطلاق نشاط المعارضة.
التجمع اطلق عليه اسم الفيك ويضم (8) جبهات ، وكنا نحن ضمن تجمع يسمى ب(الوفاق الوطني ) بقيادة قائد يدعي الجنيدي ، وكانت هنالك مجموعات أخري مثل (فيديل) بقيادة عبدالواحد عبود المكاي ، ومجموعة تتبع لإسحاق توقومي ،وأخري بقيادة ابكر تولي ، ثم خرج ضباط من الحكومة وانضمو للتجمع ،ولكن ذلك التجمع فشل بعد معركة انجمينا في 13 ابريل عام 2006 م ، وحدث انقسام وغادر محمد نور عبد الكريم وفاوض الحكومة بواساطة من القذافي، وشارك في الحكومة وانشق بفصيل يقدر بعدد (2) الف جندي بعدها في نهاية العام 2006م استلم القيادة محمد نوري الذي كان يشغل منصب سفير تشاد في المملكة العربية السعودية وتقلد مناصب من بينها وزيراً للدفاع ، وحققنا انجازات في مناطق كثيرة في ام التيمان وقوز بيضا ، أبشي سرف بركو والقناطير الكبري.
في ابريل 2008م تجمعت القوي العسكرية المشتركة في ثلاث جبهات وتسلمنا العاصمة انجمينا، مكثنا فيها خمسة ايام رغم إستلامنا للعاصمة وكل المؤسسات حتي الاذاعة بإستثناء القصرالرئاسي والمطار، لكن فشلت العملية لعدم اتفاق القادة الثلاثة, حيث اختلفوا حول من يرأس الحكومة فعقدنا جلسة في البرلمان وتنازل عبدالواحد عبود عن المنافسة في تولي الرئاسة ، ولكن تنازله لم يحسم الخلاف بين تيمان اردمي ومحمد نوري .
في تلك الاثناء ارسلت لنا فرنسا مندوب لتحديد رئيس والمبعوث الفرنسي اطلق مقولة مختصرة فيها رسالة واضحة (أن المرأة لايتزوجها رجلان) وطالبوا بسرعة الحسم ، ولكن فشلنا في التوصل في اتفاق ، وخرجت القوات من تشاد.
أذن المعارضة التشادية مرت عبر عدة مراحل ؟
نعم مرت عبر ثلاث مراحل المرحلة الاولي كما أٍسلفت بقيادة محمد نور عبد الكريم ، والثانية بقيادة محمد نوري ، ثم جئنا وعملنا تنسيق لتوحيد ثلاث جبهات بقيادة عبدالواحد المكاي باسم جبهة (الفندمنتال ) واحمد صبيان (F.S.R) ومحمد نوري (U.F.D.D)وشكلنا جبهة تحت مسمي (الاليانس A.N) في مايو 2008م وتفكك التحالف بسبب الخلافات بين القادة.كل ماذكرته لك كان يتم بتنسيق من الحكومة السودانية.
بعد ذلك تم تشكيل تحالف جديد ضم (6) جبهات، تضم قوات محمد نوري(U.F.D.D) وعبدالواحد (فندمنتال ) ، ومجموعة اخري بقيادة شيخ بن عمر ,وادم كوكو قائد مجموعة (الاريك) ومجموعتي ال (F.R.N)و(U.R. S.A.D) ، بقيادة ادمو حسب الله ، (F.S.R2) بقيادة كابتين اسماعيل وهي انشقت اصلا لمجموعتين هنالك قيادات رفضت الانضمام تحت قيادة تيمان الذي فرضته الحكومة السودانية علي المعارضة التشادية فلم يكن هنالك اجماع حوله.
كم كان حجم الميزانية المرصودة لقواتكم والدعم اللوجستي وهل كان فقط من السودان أم بمساهمة دول أخري ؟
الميزانية بلغت (3) مليارات جنيه سوداني شهرياً يعني تقريبا حوالي المليون دولار ، الدعم كان بشكل مباشر من الحكومة السودانية ودول أخري .
أما الدعم اللوجستي فكان كاملاً ويتمثل في السلاح والسيارات وغيره حيث بلغ عدد السيارات التي تم تسليمها اكثر من الف عربة لاندكروزر، وكان الدعم يصل من جهاز امن الدولة عبر قسم التعاون الاقليمي الذي كان يتولي إدارته في تلك الفترة شخص يدعي احمد الجريشابي ، ونائبه احمد ابراهيم المفضل الذي اصبح الان مدير الامن الاقتصادي، وكان من بين المتعاونين معنا في ادارة التعاون الاقليمي بالجهاز موسي الصادق ، وشخص يدعي مبارك ، واخر يدعي الحوفي ، وكثيرين لاأذكر أسمائهم كانوا مسئولين من الدعم اللوجستي.
كم كان حجم القوات واين كانت مواقع تواجدها وإنتشارها ؟
حجم القوات كان يتغير في كل مرحلة واخري ففي عهد محمد نور كان عدد القوات حوالي (7) الالف جندي ، والعربات كانت مابين (250 300) عربة ، وفي فترة محمد نوري العربات وصلت (400 450) عربة ، وفي فترة تيمان اردمني وصل عدد القوات ل(16) ألف جندي ، أما عدد العربات وصل الي (1050) ، كانت موزعة علي (4) كتائب ، كل كتيبة تمتلك (300) عربة ، والكتيبة الاخيرة كانت ضعيفة تمتلك مائة وخمسين عربة تقريباً.
لكننا فقدنا جزء كبير من هذا الدعم في معركة واحدة في منطقة (أم دم).علي الرغم من التحالف كان قوي وحسب القوة اعتقد البعض انهم من الممكن أن يستلموا تشاد، ولكن القوة قوة ايمان.
مواقع انتشار القوات نحن كنا علي شريط حدودي مع السودان يمتد بمساحة (500) كلم من أٌقصي الجنوب الي أقصي الشمال من الجنينة بغرب دارفور مروراً بأم دخن بجنوب دارفور ثم منطقة خور برنقا وهبيلة.
بعد هذا الدعم الاعداد وعدد القوات الكبير لماذا فشلتم إذن في إسقاط نظام الرئيس ديبي؟
المسألة لم تكن بسبب الدعم او الاعداد لكن توفيق من الله، فالقوة لم تكن عنصر من عناصر النجاح ، فالناس من الممكن ان يدخلوا معركة ويفشلوا،ويرجعو خاسرين لعدم وتوحدهم ورضائهم بالقيادة ،فالبعض يتم اعدادهم بالعربات والاسلحة الا انهم لايصلون الي ميادين المعارك أصلا ولايحاربون، فمعظم فشلنا كان بهذه الطريقة.علي الرغم من أننا كنا متفائلين وكان لدينا إحساس وقناعة بأن العمل كان سينجح في إزالة نظام ديبي ، لان التغيير في تشاد في الغالب كان يتم عبر العمل المسلح .
هل أحسستم في يوم من الأيام بان الحكومة السودانية لم تكن جادة في ازالة نظام ديبي أم أنها كانت تستخدمكم كورقة ضغط متي ما ارادت تهديد الامن في تشاد تدفع بكم؟
الحكومة السودانية كانت جادة وكانت لديها نية في اسقاط نظام ديبي يأوي الحركات المسلحة في دارفور والحكومة لديها عدو واحد هو حركة العدل والمساواة برئاسة خليل ابراهيم وتريد التخلص منها جميعاً، ونحن تم دعمنا لنكون مقابلين لحركة العدل والمساواة وكرت ضاغط علي الرئيس التشادي ادريس ديبي من اجل التخلي عن دعمه لحركة العدل والمساواة.
لكن المشكلة كانت في عدم اتفاق وتوافق الجبهات مع بعضها البعض ، لان الرجل الذي يتم اختياره من قبل الحكومة السودانية كقائد للمعارضة التشادية لم يكن عليه اجماع من معظم الجبهات وغير متفق عليه ، والحكومة السودانية كانت تقدم قيادات غير مقبولة وغير مؤهلة عسكرياً والقوة الميدانية تعرف ان الشخص الذي تقدمه الحكومة السودانية كقائد غير مؤهل وليس لديه سند ولكن ليس أمامها خيار، وقيادات المعارضة كانت مجبورة علي قبول القائد الذي يتم اختياره أيا كان ,فالتغيير لايحدث بسهولة.والحكومة السودانية كانت هي المسئولة علي تعيين واقالة القادة وكانت احد عناصر انهيار المعارضة التشادية وإجهاض عملية التغيير.
حدثنا بتفاصيل الاحداث في أعقاب المصالحة وماذا كان مصيركم ؟
بعد المراحل الثلاثة التي مرت بها المعارضة التشادية كما ذكرت لك من قبل جااءت المرحلة الرابعة والاخيرة، والتي تمثلت في المؤامرة الكبري وماعرف بالمصالحة بين الحكومتين السودانية والتشادية في نهاية العام 2009م ، والتي انهت نشاطنا.
هذه المرحلة تعتبر الاخيرة أومرحلة (النكسة) لنشاط المعارضة التشادية ،حيث شهدت إنهاء نشاط المعارضة وتشتيت قواتها والقبض علي عناصرها و واعتقال اعداد كبيرة وكان ذلك في عهد القائد تيمان اردمني ، وكانت في اعقاب معركة ( ام دم ) داخل الحدود التشادية ، بعد ان تم تجهيزنا بقوة كبيرة ودعم لوجستي كامل توجهنا الي منطقة (أم دم ) التي حدثت فيها معركة شرسة جداً بعدها عدنا الي مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور ، حيث تم استدعاء كل القيادات الميدانية والسياسية الي الخرطوم ، لاجتماع هام علمنا فيما بعد أن الهدف منه كان وضع حد لنشاط المعارضة.
من أي جهة تلقيتم إستدعاء ؟
إستدعتنا إدارة التعاون الإقليمي (نفس الجهة التي كانت تقدم لنا الدعم) و كنا اكثر من (60) شخص تم توزيعنا علي مدن الرياض ، العمارات ، المعمورة ، الجريف والكلاكات وغيرها من مدن العاصمة.عقدنا اجتماع في مباني جهاز الامن مع مدير ادارة التعاون الاقليمي احمد الجريشابي ونائبه احمد ابراهيم المفضل ، أبلغونا بأن هنالك عمل سياسي يجري بين الخرطوم وإنجمينا بقيادة مستشار رئيس الجمهورية الدكتور غازي صلاح الدين الموجود منذ (20) يوماً في ذلك الوقت بتشاد لاكمال صفقة تتعلق بمصالح السودان الامنية ، وان لديهم مصالح مشتركة مع حكومة الحكومة التشادية وأن قضيتكم قد ماتت وانتهت ولن يتعاملوا معنا بعد هذا اليوم، وهددونا بان اي شخص اذا خالف تلك التعليمات فانهم سيتعاملون معه بحسم .وذلك لاننا كنا الطرف الثاني في المعادلة فكنا البديل او المقابل لخليل إبراهيم.
وهل قبلتم بالقرار أم عارضتموه ؟
بالطبع معظم القيادات رفضت تلك التعليمات لأننا كنا نمتلك في ذلك الوقت قوة عسكرية كبيرة في الميدان ولدينا عتاد عسكري ضخم ، فهذا السبب الذي جعلنا نرفض تلك التعليمات رفضاً باتاً ، حتي ولوأدي ذلك بأن نغير الوضع في تشاد من أي دولة أخري ليبيا أو النيجر ، أوأفريقيا الوسطي.
فالجريشابي أبلغنا بان تلك التعليمات من جهات عليا في الدولة وأنهم يقومون بتنفيذها وأي شخص يخالفها سيعرض نفسه للخطر ، فجميعنا رفض وأنا كنت أو الرافضين والمعارضين لتلك التعليمات ، فأصبحت تحركاتنا مرصودة ومراقبة ، ومنعنا من العودة الي الميدان.
كيف تعاملتم مع القرار وهل عرضت عليكم مصالحة أم تم التعامل معكم بحسم؟
لم تتم اعتقالات مباشرة بعد الاجتماع ولكن الذين عارضوا القرار أثناء المناقشات داخل الاجتماع تم رصدهم ووضعهم تحت المراقبة ، ومنعنا من السفر والعودة لقواتنا في الميدان لتنويرهم بتلك التطورات ،فكانت مشكلتنا الحقيقية في كيفية الوصول للميدان وإبلاغ القوات بمجريات الأحداث والتشاور معهم حول القرار ، وصممنا علي رأينا بالعودة للقوات ، وأنا شخصيا كنت في طريقي الي الميدان وذهبت في اول يوم عيد الاضحي الذي صادف السابع والعشرين من نوفمبر 2009م لكن تم اعتقالي من مطار الفاشر فقد كنت تحت الرقابة ولم اكن أعلم بذلك ، وتعرضت لتعذيب قاسي جداً لازلت أثاره ظاهرة على الجسد ، وكل من كان يحاول التحرك للميدان يتم القبض عليه.فقد تم اعتقال قائد المعارضة التشادية تيمان اردمني ، وكل من القادة الميدانين ادمو حسب الله ومحمد نوري وتم تسليمهم للسلطات القطرية والي الان مقيمين في الدوحة في احدي الفنادق ولايستطيعون التحرك لاي جهة كأنما تم (تخزينهم) في سجن ( أكل وشرب ونوم)،ولايستطيعون النزول او التحرك لاي جهة.
وكيف كان مصير بقية القوات في الميدان ؟
بقية القوات قامت السلطات السودانية بتصفية مجموعات منهم أبرزهم: جبريل الزين ،عبد الرحمن عبد الهادي المعروف ب(ابو العرب) وتحفظت علي أخرين بسجن كوبر ألأتحادي ، تصل اعدادهم الي (30) فرداً ، أبرزهم: جبريل عسالي والذي كان يشغل منصب رئيس نقابة العمال بتشاد, عمر انجريمة, وموسي يونس. بجانب قيامها بتسليم مجموعات كبيرة الي السلطات التشادية تقدر أعدادهم بالالالف ابرزهم: احمد ولد الجنيد ، هارون الرشيد ، المنصور يوسف أبو كورة ، قامت بمطاردتهم في الميدان وكل من تم تسليمهم اودعوا في السجون التشادية بعضهم تمت تصفيتهم داخل السجون بعملية تسميم وتشاد معروفة بتصفية المعارضين بالتسميم,ومحمد نور عبد الكريم هو اقرب مثال على ذلك, والسودان معروف بالتصفية عبر الطيران فهؤلاء تم تسميمهم والسم يسري علي فترات (سنة أو 6 أشهر ) حسب فترة سريانه في الجسم ، كذلك منهم من أطلق سراحهم لكن حاليا هنالك أكثر من مئتي شخص في السجون ولذلك فنحن الى الان لم نستسلم ولن نستسلم ولن نتنازل عن القضية التشادية التى راح ضحيتها الالاف من الناس ,والتي لا زال الشعب التشادي يعاني من ويلات النظام الجبار القاهر, فنحن مصممين على اسقاطه وازالته باي ثمن وباي طريقة ما دام ذلك يصب في مصلحت المجتمع التشادي ويحافظ على كرامته وأمنه .
هل كانت لديكم أي إحتكاكات مع الحركات المسلحة بدارفور او دخلتم معهم في أية مواجهات؟
لاشئ يجمعنا بحركات دارفور هم مساراتهم مختلفة وبعيدة عنا ، هم كانوا أعداء النظام السوداني ونحن كنا صليحين معه ، ولكنهم كانوا يهابوننا ولايستطيعون مواجهتنا لأننا كنا قوة عسكرية كبيرة ومقاتلين شرسين وهم يعلمون ذلك جيداً فتجمعنا كبير وقوي ، فالمعارك التشادية تختلف عن شكل المعارك في السودان ، لكنهم ساندوا الرئيس ادرئيس ديبي وشاركوا في المعارك التي وقعت ، علي ماأذكر مرتين في انجمينا في عامي 2006 و2008م. وقد وقعت بييننا وبينهم اشتباكات.وانتصرنا عليهم .
لكن الاهالي إشتكوا من عمليات عسكرية قامت بها قواتكم مثل منطقة الصياح بشمال دارفور؟
هذا امر لاأساس له من الصحة ولايمكن ان نهاجم مدنين إطلاقاً ، نحن ثوار ولدينا قضية لايوجد سبب واحد لمهاجمة الاهالي ،
لكن الاهالي إشتكوا عبر مذكرات ولقاءات مع المسئولين بالدولة بمهاجمة قواتكم ؟
هذه يمكن ان تكون عناصر مندسة أو جواسيس تابعة للحكومة التشادية تقوم بتلك العمليات لاتهامنا بها ، نحن كان عملنا يتم بالتنسيق مع الحكومة السودانية وكانت كل إحتياجاتنا تتم تلبيتها ولاداعي اصلا لمهاجمة المدنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.