صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تعادل الزيتونة والنصر بود الكبير    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    لأهلي في الجزيرة    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    عقار يؤكد سعي الحكومة وحرصها على إيصال المساعدات الإنسانية    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    معظمهم نساء وأطفال 35 ألف قتيل : منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمتاع والمؤانسة مع المعارضة … حضرة “عب” الوهاب “أفندم”!
نشر في حريات يوم 03 - 11 - 2012


شوقي إبراهيم عثمان
ولأننا نعتذر لأبي حيان التوحيدي لهذه المقاربة التي لا تجوز بالأفندي، ولأن أبا حيان الألمعي قد أكتشف قانون الجدل قبل فريدريك هيجل لأنه ولد السؤال من السؤال برشاقة وعقلانية.. استلفنا عنوان كتابه فقط، بعد أن أمتعنا “لقمان” السودان المتبرطن بحركاته المسرحية والتمثيلية على قناة TRT التركية في لقاء خاص لمدة ثمان وأربعين دقيقة!! ولم أتردد في تنزيل الفيديو كليب بكامله..لدراسة لقمان الحكيم عن كثب!! وبعد الانتهاء من الفيديو فهمت لماذا أنني لا أحب هذا الأفندي..لإنه حقا ممثل مسرحي كبير!!
ثمان وأربعين دقيقة ومقدم البرنامج المصري عصام نجاح (يبدو من أصول تركية!!) ينفخ في رجل لندن على أنه المفكر السوداني الكبير..ومع ذلك لم يزد الرجل الكبير (!) إلا شحا في كلماته حتى بدأ الشك يطفو في عيون المصري… ولم يقل لقمان شيئا على مدى الساعة!! وخرجت بالانطباع أن الرجل لا يستطيع الرد على قضايا عويصة .. مثل كيف يمكن لأردوغان ملك “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB أن يطالب في مؤتمره العثمانلي بتغيير هيكل مجلس الأمن لمجرد أن روسيا والصين استخدمتا الفيتو ثلاث مرات وأفسدت شهيته لأكل الدينر كباب؟ بينما بلغ فيتو واشنطون وحدها لصالح إسرائيل أكثر من أثنين وثلاثين مرة، وإليك مجموع كل فيتووات واشنطون السبعين ضد العالم:
http://www.krysstal.com/democracy_whyusa03.html
http://www.ifamericansknew.org/us_ints/p-neff-veto.html
أردوغان أفندي ملك “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB عميل الأمريكان والصهيونية العالمية يرغب في تغيير هيكل مجلس الأمن – يا للهووووول!!
أي والله تغيير هيكل مجلس الأمن مرة واحدة كان شعار مؤتمره الذي سماه منتدى اسطنبول العالمي، هل تصدق؟ أين مؤتمر “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB العثمانلي .. حفيد المظ عبده الحامولي وأصلو الطشت آآآللي.. من مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران الذي هز العواصم الغربية؟! أين أكاذيب “طغرل بيك” السلجوكي من خطاب قائد الثورة علي الخامئني في افتتاح دورة عدم الانحياز السادسة عشرة بطهران؟ هذا الخطاب الذي يعتبر قمة في الأدب السياسي العالمي؟ الطريف صحيفة الهيافة والفتنة التي تسمى الإنتباهة أتت بخطاب قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي الخامئني هذا قطعة قطعة على طريقة البخاري!! الغرض من “قطعة قطعة” إفساد سياقه العام الكلي..اضطروا لذلك، فهم لا يمكنهم إغماض العين عن هذا الخطاب ولا غض أبصارهم عن هذه المناسبة الدولية الضخمة ولا يستطيعون سب صاحب الخطاب وإلا افتضحوا!! مَنْ يستطيع أن يسب عمار بن ياسر دون أن يفضح نفسه؟ ومن يتجاسر؟ لا أحد. لذا سموا عمار بن ياسر – عبد الله بن سبأ!! فعمار بن ياسر هو الذي حث المسلمين أن يبايعوا لعلي وليس لعثمان رغما عن أنف بن عوف!! وعمار بن ياسر هو الذي أستنهض أهل مصر للجهاد ليس في الثغور – بل في مدينة الرسول (ص)! وعمار بن ياسر هو الذي أستنهض أهل الكوفة للقتال في البصرة ضد الناكثين… ثم هو الذي عبأ المسلمين للقتال في صفين ضد معاوية!! جماعة معاوية المعاصرين يستنهضون أبناء الزنا من جميع أنحاء العالم لمعركة صفين الحديثة عند بوابة دمشق!! تحولت الرياض عاصمة مسيلمة الكذاب بحق وحقيق إلى عاصمة معاوية بينما الشام ترفع فيه راية آل محمد – ومع ذلك التاريخ هو هو، تأمل!!
جلس الأفندي السوداني التركي الأصل أمام الكاميرا منفوخ الأوداج مثل لقمان الحكيم – ويكاد بصعوبة أن يفتح عينيه، إما الكوليستورين قد زادت نسبته في دمه نسبة لإفراطه من إزدراد سندوتشات “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB أحد أبرز ماركات مؤتمر إسطنبول العالمي، وإما زاد من الحشيشة التركية – فالنرجيلة التركية كانت على قدم وساق في مؤتمر أردوغان..!! وما أن قال المخرج كلاكيت – حتى غمز الأفندي بإغلاق عينيه سريعا ورفع منخاريه ووجنتيه إلى أعلى علامة أوكي أو شكرا.. فبدأ قبحه مثل كلب البولدوق bulldog ومن لا يعرف نوع البولدوق يتذكر ذلك الوجه كما وجه “الكومر” المصدوم، أو من لم يرى الكومر من الأجيال الحديثة ليتأملوا ذلك الكلب الشرس الغبي الذي يمرمط القط توم في مسلسل توم آند جيري!!
بدأ لقمان الحكيم بالتحدث عن نفسه بصيغة الجمع “نحن”..”نحن نؤيد”..ولنا الشرف “نحن أسسنا” منتدى اسطنبول..وتخرج الكلمات بحرص شديد من فمه وهو يلوكها وكأنها من الزجاج يخشى عليها أن تسقط على الأرض!! وبما أن لقمان في دمه دماء تركية قديمة وصلف جيني رغم ذلك السواد الذي يخجل منه بأنفة، فهو لن يرضي بدور صغير ولن يرضى إلا بدور الكبار في الأزمة الإقليمية السورية، بل دورا عالميا فقد صاهر العائلة المالكة البريطانية نفسها، فوجد ضالته أخيرا في إسطبل أردوغان وأتحفنا لقمان أن الإسطبل العثماني قائم على قاعدة “العدالة”..!! وبما أن العداء البريطاني التركي قديم وعصي لأن الأتراك اغتصبوا جنسيا لورنس العرب البريطاني ..فلا ندري كيف سيحل لقمان وستمنستر هذه الأعضولة السياسية بين حلفاء اليوم!! ولا تستغرب بعدها أن يفتي العرعور وجماعته التركية لمجاهدي المجلس الوطني السوري الاسطنبولي بجواز أن يسمح المجاهد لزملائه المجاهدين أن يلوطوا به (تابع قناة فدك المصرية) – حتي يسهل للمجاهد الانتحاري منهم أن يضع متفجرة على شكل موزة في إسته!! هل رأيتم انحطاطا تركيا أكثر من هذا الانحطاط؟؟ هذه الفتوى حقيقية….
ولعل العربان يستحقون أكثر من ذلك..لم يسمعوا ولم يعملوا بكلام نبينا –وليس نبيهم- المصطفى حين قال: أتركوا الترك ما تركوكم..!! فالترك أسوأ خلق الله قاطبة، بل عدهم بضعة من المفسرين الكبار من نسل تاجوج وماجوج!! وهذا الحديث صححه شيخ الوهابية الألباني!! فكلب اسطنبول تصرف مثل المومس حين ضغط وضغط على باراك أوباما يغويه بل شحذه كأن يضع راداره الكبير في الأراضي التركية على بعد 400 كيلومترا من الحدود الإيرانية!!
(An advanced X-band AN/TPY-2 Radar Station. The US military and civilian teams began operating in January 2012 at the East Turkish Kurecik air base).
وأرسلت تركيا وزير خارجيتها القصير القميء أبو شنب لإيران في 5 يناير 2012م لكي يخدعهم، قائلا: إنه رادار دفاعي للناتو، وأن إسرائيل لن تحصل على الداتا التي يجمعها هذا الرادار!! ولكن الإيرانيين لا يأكلون “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB وهم المتعودين على الفستق والكافيار – لم تصدقهم إيران قيد أنملة!! ذهب لاريجاني لأنقرة بنفسه في 21 يناير لتعقب المسألة ومن داخل عاصمة الكفتة والكباب، قال لهم: هذا الرادار الأمريكي على الأراضي التركية ليست فكرة جيدة لأية دولة إسلامية – وقصد لا لإيران ولا لتركيا. بل لمح صراحة أن للرادار وظائف أخرى لتجميع الداتا عن العراق، ولبنان وسوريا!! نفس طراز الرادار الأمريكي يجلس منذ عام 2008م على جبل قرين بالعقبة جنوب الأرض المحتلة، والآن الجهازان مربوطان بعضهما البعض. وهذا ما يزعج إسرائيل!! ماذا لو سرب الأتراك من رادارهم معلومات لإيران؟ لقد نفخ الأتراك في الإيرانيين أن “جنرال تركي” يتحكم في داتا الرادار، وهو يقرر لمن يعطيها – وأن إسرائيل لكونها خارج الناتو فلن تحصل على شيء!! هكذا كذب أصحاب حانة “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB على الإيرانيين!! أرسلت واشنطون مندوبا رفيعا لطمأنة إسرائيل وفي إعلان صحفي مغلق كذب المندوب الأمريكي وزير خارجية “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB!! قال المندوب الأمريكي:
“That radar is exclusively operated by US personnel, exactly as it is here," said the American official. “We will control the data and fuse it with data from other radars in the region to generate the most comprehensive and effective missile defense picture," he said. He went on to vigorously deny Turkish reports that Ankara had imposed as a precondition restrictions on data-sharing with non-NATO nations, particularly Israel.
وبالعودة إلى لقمان الحكيم الذي امتلأت معدته ب “الدينر كيباب” DÖNER KEBAB، بزعمه أن منتدى الكباب العالمي قائما على رسالة العدل، وقالها باستحياء شديد .. استحياء المأجورين!! ما رأيه في هذا الرادار؟ نقول أية عدالة هذه التي يتحدث عنها لقمان لندن؟ والكلب الاسطنبولي طوال الأزمة السورية يحث الناتو بهستيرية ويحث المنافق باراك أوباما لغزو سوريا وذبح شعبها جوا؟
وتبلغ درجة الإمتاع والمؤانسة مع الأفندي قمتها وإثارتها.. حين يؤمن بخجل أن “بائع الكباب” يرغب أن يغير من كراسي الخمسة في مجلس الأمن. ويعلم الجميع إنه محض ضراط عثماني خاصة أن الجميع يعلم أن من يسيطر بشدة على تركيا هي إسرائيل، واللوبي الاقتصادي الأمريكي المتصهين والمستثمر في تركيا، وما القردغان وبلده ليسا سوى puppet في يد الصهاينة منذ عام 1918م. أما عبد الله أوغلو رئيس جمهورية الدنر كباب، ورفيق القردغان، فنفسه عميل سعودي..كان يعمل موظفا صغيرا من 83-1991 في بنك التنمية الإسلامي بجدة تحت مسمى خبير اقتصادي، مما مكنه من الإلمام بالعربية، وفي عام 1991 حصل على درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد الدولي. وفي هذه الفترة تم تجنيده سعوديا!! لاحظ أن سعد الحريري يهدي الخبيث أردوغان أسهما من شركته “تركي أوجيه” بقيمة 50 مليون دولارا، فكم قبض عبد الله غول من آل سعود؟
وصدق من قال:
ومن عجب الدنيا حكيم مصفر * وأعمش كحال وأعمى منجم
وقارئنا تركي وهندي خطيبنا * تعالوا على الإسلام نبكي ونلطم
وما عشت أراك الدهر عجبا * كلب الترك للعربان دليل وملهم
الأفندي ممثل مسرحي كبير!! لقد أمتعنا بحركات وجهه وسكناته ..وزوماته.. ثم لا يقول شيء البتة على قناة ال TRT التركية العربية!! وربما كما حسب حسبته جيدا في السابق وكما قفز من شباك السفارة السودانية لكلية وستمنستر، نجده الآن يزور ست دولا مرة واحدة لكي يقطف سنوات التمثيل والتدريب المسرحي والكتابة لدى رئيس الخلية وكبير النصابين عبد الباري عطوان!! فالأفندي يعرف عبد الباري عطوان جيدا ويعرف كيف يعيش معلمه عيشة الملوك في قصره الملكي اللندني، وتعلم منه كيف يحلب الريالات الخليجية.. من قطر والسعودية، وحتى نصب لاشباك للشيكل الإسرائيلي، وأخيرا تركيا الخ!! وما الأفندي المغرم بالكباب التركي سوى عينة أو أحد شخوص المعارضة السودانية…فهل بقية المعارضة السودانية أفضل من أفندي الكباب؟
أحد أخطائي السابقة أنني بنيت مقالات على مقالة للمدعو صلاح شعيب!! وخطأي الكبير أنني لم أدرس هذه الشخصية الأكروباتية بشكل متكامل not in an integrated manner، فالكاتب أي كاتب يؤخذ شخصه عادة بكلياته الفكرية، وليس بجزئية مثل مقالة. صلاح شعيب أحد المغامرين في أمريكا يبحث عن حظه الصحفي..!! ولقد سقط في نظري وتكشفت لي أوراقه من زاويتين: الزاوية الأولى: كتابته مقالة كلها ذم في إيران فانتبهت له، ولأول مرة أدرك أنه أمريكي!! ولأول مرة أنتبه ماذا تعني الظاهرة الأمريكية!!
أما الثانية: عمل صلاح شعيب حوارا قديما لصالح صحيفة الصحافة بعنوان – الصحافي السوداني محمد علي صالح كبير مراسلي صحيفة الشرق الأوسط بواشنطن. يقول محمد علي صالح:
(وأنا مدين للأستاذ احمد محمود، رئيس تحرير جريدة “المدينة” السعودية، الذي أرسلني، سنة 1980، إلى واشنطن مراسلا. وللأستاذ عبد الرحمن الراشد، رئيس تحرير مجلة “المجلة”، الذي أقنعني سنة 1985، بأن عمل مراسلا لها في واشنطن. وللدكتور مأمون فندي، مدير مكتب “الشرق الأوسط” في واشنطن، الذي أقنعني سنة 2004، بأن اعمل مراسلا لها في واشنطن. وهذا ما افعل الآن. وهكذا، ساعدني آخرون، بعد الله، على تحقيق الحلمين: الصحافة، وأمريكا. ربحت لأني حققت الحلمين. وخسرت لأن لكل نجاح ثمن، وكان الثمن بالنسبة لي هو الابتعاد عن أهلي وعن سوداني. لكني، إذا كتبت، خلال ثلاثين سنة، جملة واحدة عن أميركا استفاد منها سوداني أو عربي أو مسلم، احمد الله).
ونقول للصحفي المتسعود محمد علي صالح تحمد الله علي أي شيء!! وهل يعقل أن تكتب كلمة تفيد المسلم عن أمريكا؟ وهل رفع آل سعود من مقامك إلا لكي يجعلوا منك جسرا يعبرون به إلى أكاذيبهم؟ ثم يا أخي القضية واضحة: مأمون أفندي هذا المصري الذي تمدحه بلا حق أنشأ مركز “فندي المتحدين” بواشنطون مع عادل درويش، وإبراهيم كروان، ومدام كوهين.. مركزا برعاية وعناية صهيونية يمد صحيفة الشرق الأوسط وقناة الجزيرة ثم لاحقا قناة العربية بالتحليلات إياها الخائسة لتضليل عقول المسلمين عن ماما أمريكا!!
هاتان نقطتان كافيتان لكي يسقط شخص صلاح شعيب في نظري!! وأنني في اشد الأسف للتفاعل مع مقالته اليتيمة تلك!!
إذن الفضل لصلاح شعيب…ثم الفضل لمصنع اليرموك لكي يكشفان لي بعدا خفيا في المعارضة السودانية!!
فمصنع اليرموك أصبح قبلة مقالات المعارضة بشكل غريب..وكلها كشفت الحقد الدفين على إيران!! كيف نفسر هذه الظاهرة؟ أولا اتحدي كل من كتب في اليرموك أن يثبت أن لإيران مسمارا واحدا في هذا المصنع!! كان يا مكان للسودان ما يسمى سلاح الذخيرة بالشجرة، وهو عبارة عن مخازن للدانات والذخائر من كل نوع وحجم!! هذا الوضع أستمر حتى دولة الإنقاذ، ومع معارك الإنقاذ ضد سكان الجنوب الطيبين ونقص الذخيرة ساهم صدام حسين ودولة العراق في تأسيس مصنع اليرموك لصناعة الذخيرة الذي أسس جنوب الكلاكلة!! إذن المصنع عراقي، فما دخل إيران بهذا المصنع؟
يعود الفضل لإشعال الشرارة الأولى لكذبة اليرموك للصحفي الفاشل أبي ذر علي الأمين بصحيفة رأي الشعب!! الغريب أنني كنت في زيارة للخرطوم حين اشتريت ذلك العدد من رأي الشعب وكله نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط وصحيفة إيلاف الالكترونية لغلام آل سعود الصحفي الفاشل عثمان العمير!! وقلت في نفسي وقتها ناس المؤتمر الشعبي جنوا!! وما تمر أيام حتى زج بطاقم الصحيفة في السجون وأصبحوا أبطالا بقدرة قادر لدى المعارضة السياسية. شعرت وقتها أن الصحيفة ربما مخترقة منق بل المؤتمر الوطني والسلفيين، ولكن بعد بحث قليل، وجدت نقدا مرا من الشيخ الترابي لطاقم صحيفته في عام 2006م، إذ قال بالنص: الجماعة ديل قلنا يمثلونا قاموا مثلوا بينا!! ويعني ذلك أن هنالك أزمة ثابتة في هذه الصحيفة الحزبية!! ويعني مما يعني أن الصحفيين السودانيين ليسوا على مستوى، لا المهني ولا الأخلاقي!! هذه السذاجة السودانية الضاربة أيضا أخذت بعدها في سامي الحاج الذي أحالوه بطلا قوميا وحرقوا حوله أطنان من البخور، سريعا ما كشفت ويكيليكس أن وضاح غضنفر مدير قناة الجزيرة مخابرات أمريكية – قناة الجزيرة تديرها المخابرات الأمريكية والموساد!! فمتى يستيقظ السودانيون من غفوتهم؟ أعتقد إنهم لن يستيقظوا طالما تناقض المصالح الصغيرة هو سيد الموقف. فصحفيونا الكرام يلهثون للعمل لدى مؤسسات دول الخليج!!
إضافة للصحفي الفاشل أبو ذر علي الأمين – فالجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعرض منذ أن هزم حزب الله إسرائيل في يوليو/أغسطس 2006م لحملة شرسة بقصد شيطنتها من قبل الإعلام الدولي والإعلامي الخليجي، فضَبَطَ صحفيونا ساعتهم البيولوجية والصحفية على هذه الشيطنة!! فمن يرغب في العمل في مؤسسات الخليج الإعلامية يجب أن يرى إيران هي الشيطان نفسه وليست أمريكا أو إسرائيل!! قضية في غاية البساطة!!
ونجزم أن هنالك شبكة سرية وسط الصحفيين السودانيين مجندة من قبل مخابرات دول الخليج ترمي لبقية الصحفيين بالأماني بالعمل ولو بوظيفة مراسل. ولننظر الآن حين زار محمود أحمدي نجادي السودان في العام الماضي ماذا كتب أعضاء هذه الشبكة؟ إحدى أعضاء هذه الشبكة الصحفية شمائل النور!! كتبت وغيرها الكثير ضد الزيارة، بل شطحت شمائل أن نجادي أتى السودان خصيصا ليضع الأسلحة الليبية الضائعة في جيبه!! يستغرب المراقب سذاجة هذه الاتهامات وضحالتها، ولكن في العمق تعني أن هنالك جهازا صحفيا سودانيا تابعا لدول الخليج يطلق هذه الإشاعات. تمر الأيام ويتضح أن كل الأسلحة الليبية المنهوبة تم تحويلها لتركيا وللبنان للزج بها في سوريا قبل أن تشتعل الأزمة السورية!! لا دخان بلا نار!! بل اليوم في ليبيا توجد معسكرات للسلفيين الإرهابيين بدعم كامل من قطر والسعودية لتدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سوريا ومالي!! وربما تستغرب لم الاهتمام بمالي هذه الفقيرة؟ يجب أن تفهم أن مالي وعاصمتها القديمة تمبكتو تحوي على أكبر أرشيف من المخطوطات الإسلامية القديمة في العالم – السلطة السعودية ومؤسستهم الدينية عينهم على هذه المخطوطات.
وعلى نفس منوال السلاح الليبي الذي أتى محمود أحمدي نجادي مخصوصا للسودان لنهبه لصالح إيران، فمصنع اليرموك مصنع إيراني، ولقد بالغ عبد الرحمن الأمين حين سرح بخياله الأدبي وبطموحه المهني لإرضاء دول الخليج أن هذا المصنع يصنع صواريخ شهاب الباليستية، وهو لا يفهم ماذا تعني كلمة باليستية!! بل ذهب الخيال به ابعد من ذلك، حين رسم سيناريو يوم أسود حين تصبح إيران خالية الوفاض من السلاح في معركة قادمة وقد تجد لها معينا احتياطيا مدخرا في السودان!! وآخر يسمى ناصر سليمان ألف قصة وألصقها بالمبحوح عضو تنظيم القسام الذي اغتيل بدبي من قبل الموساد وكيف زعم ناصر سليمان إنه وجدت لدى المبحوح رسومات وخرائط مصنع اليرموك – ودعانا ناصر سليمان بكرم حاتمي لمصالحة إسرائيل!!
وبنفس القدر غنى الإعلام الخليجي لسنوات ولسنوات عن السلاح الإيراني “المجرم” الذي يثير الفتنة في العالم العربي – ضد عملية “سلامهم” مع إسرائيل منذ 2002م، وروجوا أن سلاح حزب الله سلاح إيراني، خاصة بعد هزيمة إسرائيل في 2006م بجنوب لبنان، وكذلك سلاح حماس سلاح إيراني حين عجزت إسرائيل من تركيع حماس وشعب غزة في 22 يوما بدءا من 27 ديسمبر 2008م.
مسح سيد المقاومة السيد حسن نصر الله قبل شهر أو شهرين هذه الأكاذيب بعبارة واحدة – أن سلاح حزب الله وحماس والمقاومين الفلسطينيين سلاح سوري التصنيع 100%!! وأتضح من كان يهرب السلاح السوري والمعرفة التقنية لحزب الله ولحماس وللجهاد الإسلامي – آصف شوكت وماهر الأسد!! باعت حماس نفسها وسقطت – لا حماس المقاومة بعد اليوم، وإنما هي الجهاد الإسلامي التي بقيت للجهاد!! بل قاتل بعض جيوب حماس النظام السوري – بل شاركوا إسرائيل في اغتيال جواد مغنية، وصمتت حماس!! بينما “الحليوي” خالد مشعل سلم قيادة تحرير فلسطين لملك الدينر كيباب” DÖNER KEBAB KÖNIG في إسطنبول وتفرغ وإسماعيل هنية للبزنز!! أتضح لاحقا أن إسرائيل تخلصت من صقور حماس وتركت “رجال البزنز” أحياء يرزقون – في غزة يوجد 800 مليونير من حماس يتاجرون في كل شيء!!
فبعد قولة سيد المقاومة، ولا قول بعده، أين يكون من الإعراب مصنع اليرموك؟ وماذا يعني ضرب إسرائيل بعض عربات البرادو والتيوتا بوكس تحت عناوين تهريب السلاح الإيراني؟ هجص في هجص!! هؤلاء الضحايا مهربين عاديين خمور، وموبايلات الخ ولكنه ابتزاز نفسي وضغط سياسي لحكومة الخرطوم من قبل الموساد. تهريب السلاح لفلسطين بعربات برادو وتيوتا بوكس..نكتة سمجة لا يصدقها إلا من في رأسه قنابير!!
لكن أجمل من عبر عن ذلك كله غضبا من مقال عبد الرحمن الأمين وصواريخ اليرموك الشهابية هو المعلق “أبو العينين” قال على مرتين:
أبو العينين 27/10/2012 18:36:14
بالله يا كاتب المقال الله خاتي عليك كان عمل وجهك زي جعبتك؟ أنا ما قريت إسهالك الكثير دا بس قريت العنوان وعايز أسألك.. إذا كانت إيران تخصب اليورانيوم عينك يا تاجر وتصنع القنبلة النووية وواقفة ألف أحمر مع الغرب ومجلس الأمن، ورغم العقويات مصرة تواصل فيه هل يعقل أن تخفي مصنع عادي مسموح به دوليا يصنع أسلحة تقليدية تخفيه في السودان؟ هي نخصب اليورانيوم على عينك يا تاجر وتخفي صواريخ شهاب التقليدية في بلد ثالث..وبما أننا توصلنا إلى أن وجه الكاتب أشبه بجعبتو فهو أيضا يفكر ويحلل بجعبتو، لذلك أفكارو عفنة.. وزنخة.. ومكانها الطبيعي الحمامات الله يكرمكم!!!
والمرة الثانية:
إن وجهك أقسم بالله أشبه ب ……وأفكارك نفسها طالعة من ال……. لأنها من نافوخك لو عندك نافوخ سؤالي واضح: ايران موقفة مجلس الأمن وأوروبا وأمريكا على كراع واحدة ومصرة تخصب اليورانيوم وتمتلك القنبلة الذرية رضوا أم أبوا.. ثم تأتي إيران نفسها عشان تخبي ليها مصنع ذخائر عادية جدا جدا في السودان.. بالله عليك دا يفهموه كيف؟ هو الذخيرة العادية ممنوعة ولا الممنوع النووي؟ بصراحة انت بتفكر بي ……ومتصور إن هرارك دا فكر وتحليل .. أما أن أكون أمنجي وبتاع إصلاحيات طيب أنا أقول لك حقيقتك ……… ما تخلينا نتكلم ساكت!! نصيحة: ……. دي قبل ما تفتحها للناس غسلها!!!!
ونحن نأسف للأخ عبد الرحمن الأمين للغة أبو العينين الخشنة..!! ولكننا مضطرين، لأن سؤال أبو العينين وجيه. ما لا يعرفه أبو العينين، أن الأخ عبد الرحمن منذ إكمالنا الثانوي درس بجامعة الكويت!! والده كان رتبة شرطية كبيرة أنتدبت في الكويت، وبعد أكماله الجامعة الكويتية 1976م عين بعد سنتين بمكتب صحيفة الشرق الأوسط بواشنطون – لذا علاقته ومصلحته مع شيوخ وأمراء دول الخليج واضحة!! وربما عبد الرحمن الأمين يعرف بندر بن سلطان شخصيا وبالتأكيد عادل الجبيري. ونقول للأخ عبد الرحمن رد على سؤال أبي العينين، وليس على مقالتي هذه.
ماذا عن كل المعارضة في هذه المقالة؟
أكثر الأكاذيب عن إيران وارتباط نظام الخرطوم بإيران يأتي عبر الخط السلفي في السودان لتجبين حكومة الخرطوم intimidation وفي تقديرهم لمزيد من التنازل لصالح أوراقهم السلفية. ولقد بلغت الجرأة بالعصابات السلفية المجرمة في السودان كأن تدعي أنها “تنظيم حزب الله” في دارفور. أقول قولي وأوجه قولي إلى أبو بسملة الجعلي، أن السلفيين سيطروا على كل مفاصل الدولة السودانية بدعم خفي وعلني من علي عثمان محمد طه وحاشيته مثل علي عبد الله يعقوب، وأحمد عبد الرحمن الخ بالتأثير على البشير تارة، وتارة بشكل خفي من خلف ظهر البشير.
علي عثمان البائس كل قضيته أن ينتصر على د. نافع!! ولكن بشكل عام سذاجة حسن الترابي الفكرية مع بداية الإنقاذ هي المسئولة عن اختراق السلفية للسودان!!
وليعمل القارئ بعقله، أين إيران اليوم من دول سبق الهجين والبعير وأم فتفت العربية؟ إيران دولة نووية، وفضائية الخ دولة كبرى!! من حيث كبر المساحة فهي رقم 18 في العالم، وتاسع دولة وضعت قمر صناعي صنعته بنفسها، وسادس دولة رفعت حيوان للتجارب في الفضاء، ورقم 25 في النانوتكنولوجي .. وتجد بقية المقارنات حتى تعرف موقعك أيها السوداني الطويل اللسان هنا:
http://en.wikipedia.org/wiki/International_rankings_of_Iran،
لو تحالف النظام السوداني الحالي مع إيران منذ 1990م تحالفا إستراتيجيا حقيقيا مثل سوريا مع إيران لما كان حال السودان هو الذي نعرفه اليوم، وربما لم ينفصل الجنوب قط!! فكر آل البيت فكر إنساني!! فانفصال الجنوب وتفكيك الجميع لما يسمى بالشرق الأوسط الكبير هي أشواق الطابور الخامس السلفي بلا جدال، ليس خدمة للدين بل للصهيونية كما يفعلون مع سوريا اليوم!! ويعزى فشل السودان الكبير على كل مستوى إلى اختراق دول الخليج للسودان، فاستثماراتهم لم تكن لتنمية المواطن السوداني بل للإفساد والسيطرة، وقطعا تقع المسئولية كاملة على ربان الإنقاذ الساذج حسن الترابي الذي راهن على دول الخليج من جهة ولم يفهم الظاهرة السلفية في العمق من جهة أخرى!!
وعن إيران بشكل عام ستجد وصلتين عبر الويكي الدولية وليست العربية المفبركة، هنا:
http://en.wikipedia.org/wiki/Iran
http://en.wikipedia.org/wiki/Science_and_technology_in_Iran
ما الدليل على سيطرة السلفيين على السودان يا أبو بسملة الجعلي (السلفي)؟
السلفيون يسيطرون على كل شيء تقريبا في السودان. وإن لم تصدقونا فأدخلوا هذا الخيط بعد قراءة هذه المقالة، وادرسوا الخيط جيدا:
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1262019888
هذا الخيط أعلاه هو أخطر خيط على الإطلاق وسيوضح لكم كيف أن علي عثمان محمد طه يدعم السلفيين، ويدعم لصوص المؤتمر الوطني، وأن لا وجود لإيران في السودان على الإطلاق.
استحوا أيها السودانيين جامعاتنا تنتج فاقد تربوي!! أي والله..!! بل تنتج سلفيين عقولهم خربة مليئة بمخاط وبراز بن تيمية الحراني!!
وقبل أن أنتقل لنقطة هامة تتعلق بالمعارضة جمعاء، أمر بعمود الصحفي ضياء الدين بلال مرورا عابرا يقول فيه ما قال عن وداع البارجة الإيرانية؛ وضياء من أكثر الصحفيين نفاقا، فهو تربية على إسماعيل العتباني المؤسس لمدرسة مسح الجوخ، وضياء من المتمترسين في خط علي عثمان وصلاح قوش عبر الجينات!! ولقد أضاف ضياء لعور عينه وحولها عيبا عقليا آخر، لم يفهم أن السودان دولة لها سيادتها، ولا علاقة لزيارة البارجة لبورتسودان بمصنع اليرموك، ولا حتى مصنع اليرموك له علاقة بإيران – فالبحرية الإيرانية في نمو مطرد وستغطي مياه الأطلنطي وأترك البحر الأحمر جانبا الذي هربت منه السعودية وكانت لها حدود مشتركة مع إسرائيل وحتى عام 1965م!!
وتبدى شفقة كاذبة على السودان خوف غضب آل سعود – حقا أنك صحفي “معرص”، أنظروا ماذا يكتب: (وصول السفن الإيرانية لميناء بورتسودان بغض النظر عن الدواعي والمبررات، حدث في حد ذاته يغني عن التفاصيل والتفسيرات!). يا سلام!! وبدلا من هذه الشفقة ولغة العبيد وتهويل زيارة البارجة الحربية، أكتب يا رجل لم ملك الدعارة والغلمان فيصل يبادل الأردن عام 1965م بتلك الحدود التي تجعل بلاد الحرمين دولة مواجهة!! وملك الغلمان أقسم بتحرير القدس كما يزعمون، ألا يتركها حتى يمر عبرها ملاويط بن لادن؟ ستملأ البوارج الإيرانية البحر الأحمر رغما عن أنفك وأنف إسرائيل، ولن يهزم إسرائيل ويزيلها من الوجود إلا شيعة آل البيت، فمتى تفهم؟
http://www.law.fsu.edu/library/collection/LimitsinSeas/IBS060.pdf
أو هل تستطيع أن تكتب عن تلك الأثني عشرة طائرة أف 16 الإسرائيلية التي حرست كمرافق جوي air escorting طائرة بغل قطر وموزته تكريما له أثناء زيارته إسرائيل الأخيرة وحتى نزولها في مطار بن جوريون بتل أبيب؟ هل تستطيع؟ لن تستطيع، لأنك ب “تعرص” كي تلحق برفيقك إسماعيل آدم وتعمل بقناة الجزيرة. كل قضيتك هي العمل بإعلام الخليج وأن تقبض 12 ألف دولارا شهريا!! فاكر عندنا قنابير؟
ماذا عن كل المعارضة في هذه المقالة؟
أبشركم لا حكومة نافعة، ولا معارضة نافعة..!! فكل من الحكومة والمعارضة يجلسون في الدوحة، ويتمولون من الدوحة، ويتآمرون ضد بعضهم البعض من الدوحة، فلا يفوت على مثلي أن كل المعارضة المسلحة وغير المسلحة تمولها قطر!! وهذا ما أكتشفه عمر البشير أن بغل قطر يطعنه من خلف ظهره وكاد أن يقطع علاقة السودان بقطر.. ولكنه بلع كل شيء!!
عليكم الله لو كان السودان حليف إستراتيجي لإيران كان حاله هذا الحال؟
لكن الواقع معقد أكثر من ذلك، ففي دول الخليج يوجد حوالي اثنان مليون سوداني مقيم يعملون أو يقيمون بلا عمل، وكل أقامتهم تعتمد على موقفهم السياسي والديني من إيران!! في أحسن الأحوال هؤلاء لا يرغبون أن يسمعوا كلمة إيران!! لقد دجنوا أنفسهم واستلبوا أنفسهم لقضية وجودية خاسرة، وأصبحوا عبيدا للإعلام الخليجي وربطوا أنفسهم بدول الخليج وضيعوا بلادهم وأحلامهم.
أما تلك المعارضة في أوروبا وأمريكا الخ يعلمون تماما أن اقترابهم من إيران أو مدحهم لحزب الله ينسف لهم أية إقامة في الغربة، فهم تحت نظر “قانون الأمن الوطني” Homeland Security Law الأمريكي الجديد والمراقبة اللصيقة. والاقتراب من إيران فكريا وسياسيا لا يعني سوى دمار إسرائيل وإزالتها من الوجود. وتحت هذا الرعب أستدرج اليهود الصهاينة كافة أبناء إقليم دارفور الجغرافي، وتم تحييدهم وأصبحوا يؤمنون بأن لإسرائيل حق الوجود – مثلهم مثل بقية البشر.
هذا التفكير “الخردة” أنطلى على أبناء دارفور “فأنبرشوا” ذي البرش، وينسف هذا التفكير “الخردة” آرثر كستلر وكتابه “القبيلة الثالثة عشرة” – The thirteen Tribe, by Arthur Koestler وتجده في الأنترنيت، وكثير من الكنائس المسيحية الأمريكية يبشرون لأتباعهم في أمريكا أن يهود اليوم هم ترك مغول، شعب الخزر Khazar Volk، وليسوا لهم علاقة لا بالنبي يعقوب ولا بأبنائه، ولا يحملون نقطة دم سامية، ولم يرى أجدادهم الشرق الأوسط قط – هكذا كتب اليهودي التشيكي البريطاني الشهير آرثر كستلر!! ولكي يعتموا على أصولهم الخزرية حولوا أسم بحر الخزر إلى بحر قزوين – والأتراك يعرفون حقيقة اليهود هذه … ألا ترى كيف يحضنوهم؟
ثم ينسف التفكير “الخردة” جماعة ناتوراي كارتا naturaei karta اليهودية الأرذودوكسية إنهم من أكبر أعداء إسرائيل والصهيونية الدولية، وهم أشهر من علم، ويحظون بالاحترام في جميع أنحاء العالم حتى داخل إسرائيل!!
ثم ينسف التفكير “الخردة” نعوم تشومسكي..!! من أين لأهل دارفور قراءة نعوم تشومسكي؟
ثم ينسف التفكير “الخردة” كون يهود أمريكا الصهاينة يمتلكون حقيقة لا مجازا جهاز الاحتياطي الفيدرالي – أي يملكون الدولار، وهذه لوحدها تكفي لكي يحارب كل ذي أخلاق وضمير اليهود وإسرائيل والصهاينة وأترك جانبا إيران وفلسطين!!
لقد أمتعتنا حقا قوى المعارضة في الخارج بخرافاتها وآنستنا بدءا بالأفندي، وثم ضياء الدين ثم بقضية مصنع اليرموك، وهي الكذبة التي أطلقوها على إيران وسقطوا في حبالها فكشفت عن عقليتها السبهللية وارتمائها في حضن دول الخليج وإسرائيل وأمريكا، فأي مستقبل للمعارضة السودانية تبقى؟
لا مستقبل للمعارضة السودانية إلا عبر أن تغتسل غسل الجنابة وأن تنظف نفسها وتطهرها من رجس إسرائيل، ولا مفر لها من الانحياز للعالم الحر إيران نجادي، وفنزويلا شافيز (هل كان هوجو شافيز شيعي؟) الخ والنأي بمسافة كافية عن دول الخليج العميلة للصهيونية … لصالح الاستقلالية والوطنية السودانية، ثم تنظيف وكنس السودان من السلفية الوهابية، ثم العمل على إعادة وحدة السودان بالتركيز على الاستقلالية والوطنية الصرفة – وليست الكاذبة!!
كلا من الحكومة والمعارضة يجلسان في الدوحة!! نكتة سياسية!!
وقطعا نحن لا نقصد بالمعارضة حركات دارفور المسلحة فهذه قضية أخرى شائكة، ولكننا نقصد أولئك الذين جلسوا هنالك تحت مسمى مفكرين وسياسيين كمعارضين في ظلال الدوحة يتفكرون ويحللون أزمة السودان، وقد جرهم إلى شباكه مركز الجزيرة أو مركز عزمي بشارة سيان، ونسألهم حقا لماذا في الدوحة؟ لماذا في جحر الضب الأمريكي الإسرائيلي العفن؟ ولا نتوقع من العواجيز الذين يجيدون فن الحلب أن يجيبوا لماذا، ولكن توقعنا أن تجيب الشابة ميادة سوار الذهب وحزبها وسألناها سابقا هذا السؤال. فلماذا الطناش؟ لماذا صمت حزبك؟ هل لأن فلان وفلان وعلان جلسوا هنالك؟
حكومة ومعارضة أدمنوا الجلوس في الدوحة – يقبضون الشيكات الضخمة والنثريات وفندقة ست نجوم الخ ومع ذلك، كلا من الحكومة والمعارضة يوهمان أنفسهما أن الشعب السوداني لا يرى إست أمير قطر المفتوح لمصراعيه للإسرائيليين وللأمريكيين الخ ويغمضان أعينهما عن كون أمير قطر “ماسورة” صهيونية كبيرة، وهذا التجاهل وتلك الاستغماية التي من قبل خداع الذات والنفس، هي ما نقصده بالاستقلالية الكاذبة!! الجلوس في الدوحة يعني إما أن الشخص سياسي محتال ونصاب، وإما أنه يؤمن بما يؤمن به بغل قطر – الصلح الذليل مع الصهيونية!! وقد أتت حادثة اليرموك بالخير لكي تكشف المعارضة من مواهبها الدفينة، ومع فرية أن مصنع اليرموك إيراني، كشفت المعارضة عمق جذورها في مستنقع التصهين والأمركة..!! وقديما أيام القاهرة كانت حليمة تقبض من الكونجرس عشرة ملايين دولارا في السنة – اليوم أصبح القبض ليس عبر الكونجرس مباشرة بل عبر مكتبهم الفرعي … فرع الدوحة!!
رمية قبل الأخيرة لصلاح (ب) عوووضة: لقد أجاد جهاز الأمن السوداني أن تركك تزن كما تشاء وهذا أفضل عقاب لشخص فارغ العقل مثلك لا يجيد سوى الزن والعواء!!
طلب سعد زغلول من زوجته صفية أن تغطيه، وتمدد الرجل على السرير قائلا: ما فيش فائدة يا صفية!! وأصبحت قولته مثلا سياسيا!! هذا وضع السودان حكومة ومعارضة!!
شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.