دبابيس ودالشريف    راشد عبد الرحيم: امريكا والحرب    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    عاجل.. وفاة نجم السوشيال ميديا السوداني الشهير جوان الخطيب على نحو مفاجئ    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    ((نعم للدوري الممتاز)    رئيس مجلس السيادة يتلقى اتصالاً هاتفياً من أمير دولة قطر    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من كتاب من الإنقلابى البشير أم الترابى
نشر في حريات يوم 02 - 12 - 2012


عثمان الطاهر المجمر طه - باريس
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
السيرة الذاتية للدكتور حسن عبد الله الترابى !
الترابى : نقد لم يجندنى للشيوعية آخرون حاولوا تجنيدى للحزب الشيوعى !
أنا لم أكن أخونيا بل كنت فى حزب التحرير الإسلامى !
نحن الذين تبنينا القضية الفلسطينية وياسر عرفات كان صديقى وكان إسلاميا ولكنه عندما صار رئيسا تبدل !
بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
[ ربى زدنى علما ]
{ ربى أشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لسانى يفقه قولى }
أقدم لك أخى القارئ سيرة الدكتور حسن الترابى رئيس المجلس الوطنى { البرلمان } سابقا بلسانه يتحدث فيها عن نشأته ودراسته فى السودان ثم إحتكاكه بالغرب ونشأة الحركة الإسلامية فى السودان وسقوط أول دكتاتورية عسكرية فى السودان مابعد الإستقلال ولقد حرصت بناءا على أدب المهنة والتمسك بأخلاقياتها أن تكون السيرة بلسانه برغم إختلافى الشديد معه وبرغم قناعتى بأنه إنقلابى من أخمص قدميه وحتى آخر شعرة فى رأسه ولكن الأمانة العلمية تقتضى أن تكون السيرة الذاتية بلسانه
وليس بلسان خصومه فنقرأ سويا ومعا ماذا قال فيها مصرحا لإحدى الإصدارات الندنية تجدونها فى صفحة المراجع إن شاء الله والتى سوف أقوم بنشرها لاحقا :
فى الرد على أين ولدت ومتى ؟ قال :كان أبى قاضيا يتنقل فى السودان ولدت فى الرابع والعشرين من رمضان عام 1350 هجرية { الأول من فبراير / شباط 1932م } فى مدينة كسلا فى الشرق وهى ليست بلد أصل الأسرة التى تنتمى إلى قرية ود الترابى على بعد 84 كيلومترا إلى جنوب الخرطوم وتنسب إلى الجد السابع أو الثامن للأجيال الحاضرة .
لغزى من نشأتى أننى كنت أتحرك مع تنقلات والدى إذ بدأت وعيى بمدينة النهود فى الغرب وبدأت التعليم الأولى فى أم روابة فى كردفان {غرب } وأتممته فى الروصيرص وهى فى أقصى الشرق وبعد ذلك إنتقل والدى إلى شمال السودان إلى أبو حمد فى صحراء العتمور وتابعته هناك ولكننى كنت أعود إلى الدراسة وإستطرد مواصلا الحديث عن السيرة وعن ما جناه والده القاضى الشرعى من عدة تعليمية وثقافية مهمة فقال :
كان والدى أول الدفعة من خريجى المعهد العلمى العالى فى أمدرمان فى العام 1925م وهو معهد دينى عالى تسمى شهادته
الشهادة العالمية وكان يتجرد من المجتمع ويتباعد من الناس لأنه كان قاضيا لا يريد أن يصل نفسه بالعلاقات ليجرد وظيفته من الشبهات وكان من علماء تلك الأيام وألقى علىٌ بكل منهجه العلمى وما يسميه الناس عطلة مدرسية كان هو الشغل بالنسبة إلى ٌوكانت أيام المدرسة أخف علىٌ وكانت راحتى فى موسم الدراسة لا موسم العيش معه لأنك فى أوقات الدراسة قد تراجع عندما يقترب الإمتحان أما معه فالعمل متواصل .
وأضاف قائلا :
أما ماذا علمنى ؟ علمنى أولا اللغة العربية كلها وإلى أقصى درجات النحو فيها حفظت كل المنظومات المعروفة مثل الألفية والمنظومات الصرفية التى لا تدرس الآن والصرف مهم فى تكوينى وكذلك البلاغة ومنظوماتها وكتب العروض والقوافى والشعر والأوزان وحفظ المعلقات ليس كلها غالبها وبعد ذلك كتب الفقه .
وعندما بأت هذا البرنامج كان عمرى 12 عاما كنت أحسن من أساتذتى فى اللغة العربية فى المدرسة شعرا وصرفا ونحوا وأدبا ولغة ومن الجانب الآخر كانت الدروس الدينية كلها تفسيرا وفقها وعقيدة والأمران فتحا أمامى حب اللغة العربية الذى ما زال متمكنا فىّ وحبب إلىّ إلتقاط الغات الأخرى ومتواى فى اللغة الإنكليزية
لم يكن من والدى بل من إخوتى الكبار مما جعلنى فى مستوى أفضل من مستوى المرحلة التى كنت فيها وكنت أقفز سنوات فى مراحل التعليم .
أما المدارس التى بدأت تعليمى فيها فقد قبلت فى مدرسة النهود لكننى دخلت المدرسة فى أم روابة وأكملتها فى الروصيرص وهذه مسافة تصل إلى آلاف الكيلومترات أما المرحلة الثانوية فقد كانت فى مدرسة حنتوب شرق مدينة ودمدنى وقبلها درست المرحلة الوسطى بين مدينة رفاعة وودمدنى ولم تكن فى البلاد
إلا مدرستان ثانويتان واحدة هى وادى سيدنا والأخرى فى حنتوب
وعندما دخلت حنتوب كان عمرى بين 14 و15 عاما وكانت غلبية أساتذة المدرسة من البريطانيين عدا قلة قليلة أما أشهر من برزوا فى السياسة ممن زاملتهم كان هناك { الرئيس السابق جعفر نميرى} الذى عرفته فى السكن الداخلى فى داخلية تسمى أبو عنجة وقادة الشيوعيين هناك ومنهم { محمد إبراهيم نقد } الأمين العام للحزب الشيوعى السودانى .
الأحزاب التقليدية لم يكن فيها تعليم كان كثيرون من أبناء أسر من الأحزاب لكنهم يتجردون منها مباشرة وكانت الشيوعية متمكنة تسألنى ألم تستهويك السيوعية ؟ فى الحقيقة تعرضت للشيوعية قبل أن أتعرض لصحوة الإسلام كان الإسلام تراثا جامدا فى نفسى تعرضت للشيوعية من بعض زملائى وأصدقائى .
وفى الرد على السؤال هل حاول نقد تجنيدى ؟ أقول لا أشخاص أخرون قدموا لى كتبا مثل كتاب خالد محمد خالد وجادلونى لكن مستواىّ الفكرى جعل من العسير عليهم إقناعى بالعكس كنت أجادل مباشرة هذا العرض جردنى منها وحصّننى وزودنى حججا ونقدا للمعروضات أما إجابتى على السؤال كيف كان نميرى الرئيس السودانى السابق ؟ كان لاعبا نشطا فى جميع مجالات الرياضة سباحة وجريا وكرة لكنه كان فى الدروس صفرا ولم تكن له اسئلة فكرية أبدا أما زميلى محمد إبراهيم نقد الأمين العام للحزب الشيوعى هو الرجل نفسه الآن أقرب إلى التفكير منه إلى العمل السياسى وخرج من حنتوب إلى أوربا .
سؤالك عن دور الحرك الإسلامية فى حنتوب ؟
لم تكن هى دخلت بعد لأن الشيوعية سبقتها إلى المدرسة هذا هو ردى على السؤال حسنا فى هذه المرحلة من العمر يكون الفرد معجبا برموز وقادة وأبطال بمن كنت معجبا ؟
أقول : من كثرة التراث فى البيت والمدرسة لم أرتهن لأحد أصوب عليه إهتمامى .
تسأل هل كنت أحب أمير الشعراء المتنبى ؟
كنت أؤلف شعرا وأعلم موازنته وكنت أطالع الرسالة مثلا وأحفظ الشعر الجاهلى والحديث وكذا شعر المتنبى وأحمد شوقى مراكزى كانت من الجاهليين إلى المتنبى وشوقى .
وشوقى هل له تقديرا خاصا عندى لغويا ؟ نعم ولعل رحلاته وتحركه الكثير ساعدت نفسى على التحرك فى حياتى وحركة الوالد من بلد إلى بلد جعلتنى لا أرتهن لقبيلة أو محل وشوقى كان كذلك لم أتعلق بزعيم معين لكننى كنت ألتقط منهم جميعا ومكتبة المدرسة كانت غنية جدا وكنت أقرأ فيها الموسوعات وكانت لى صحيفة ثقافية مشتركة مع زميل .
تسألنى أخى أى نوع من الشعر كتبت فى هذه المرحلة الغزل مثلا؟
على رغم أن الشعراء الذين كنت أتعلم منهم يبدأون بالغزل إلا أننى لم أفعل ذلك كنت أفكر فى نهضة بالمجتمع وبنفسى ثم تسأل هل كنت تلعب الكرة مع نميرى ؟ نعم أما محمد إبراهيم نقد لم يكن يلعب الكرة أما عن العلاقة بين نقد ونميرى ؟
سكنهما الداخلى كان مختلفا .
والإجابة على سؤالك كم كان عدد الطلاب ؟
نحو500 طالبا فى مدرسة حكومية وكنا كلنا فى السكن الداخلى .
وتسأل أخى إذا ما كانت هنالك أشياء مهمة فى هذه المرحلة ؟
هناك الإضرابات بدأناها فى المرحلة الوسطىضد أساتذة بأسين فى أدائهم العلمى وكنا نتفنن فيها مثل وضع قسم نقول : أن لا كفارة بعده لنسد طريق التراجع أمام بعض الزملاء ومثل أن تكون التوقيعات على شكل دائرى حتى لا تخص إدارة المدرسة أحدا بالعقاب من دون غيره وفى المرحلة المتوسطة بدأ محمود محمد طه { زعيم الحزب الجمهورى الإشتراكى } والذى أعدم فى عهد النميرى بدأ يتنبأ وكانت تراوده فكرة النبوة وترقى فى آخر حياته
نحو الآلوهية وقصته مشهورة بدأ هذا الأمر فى رفاعة ؛يث كنت أدرس ودخلنا فى حملة ضده وغزونا الحصا حيصا عبر النيل وكسرنا مركز المفتش البريطانى والإدارة والشرطة .
فى أى عام كان ذلك ؟
فى منتصف الأربعينات .
ثم تسألنى وأسئلة الصحفيين كثر ثم ماذا بعد حنتوب ؟
قفزت عاما فى حنتوب وتقدمت سنة وكنت معقدا من الأمر لأن الآخرين درسوا سنة لم أعشها مثلهم وكان الوالدى حينذاك عاد إلى
بلده فى ود الترابى وبدأت أعمل فى الزراعة لسنوات طويلة وكنت أبنى البيوت هذا الأمر بدأ منذ المرحلة الوسطى أعطانى هذا تجربة عمل مباشرة ودراسة ولم يكن عندى وقت للتحضير لسنة قفزتها لكن على الرغم من ذلك وبحمد الله حصلت الشهدة الأولى .
وتسأل كيف دخلت الجامعة ؟
تحيرت بهذه الشهادة الممتازة هل أدخل الطب أم اللغة ؟ ودخلت كلية القانون كمنطقة محايدة وبجرد دخولنا الجامعة كان النشاط الشيوعى قويا وكانت هناك حركة إسلامية تمثل نوعا من رد الفعل على هذا النشاط تسمى { حركة التحرير الإسلامى } هذا كان قبل الإستقلال وكانت الشيوعية تسمى {حركة التحرر الوطنى } لأن الروس لا يعترفون بحزب شيوعى فى بلد لم يستقل بعد وهذه سميت
{ حركة التحرير الإسلامى ضدها } .
وسبقنى إلى هذه الحركة أناس دعونى إلى الدخول فيها تهربت فى البداية لكننى دخلت فى النهاية .
هذا كان فى أوائل الخمسينات وللإجابة على سؤالك هل هذه الحركة هى جماعة { الأخوان المسلمين } ؟ أجيبك بلا كانت تأخذ من كتب الأخوان ومن كتب شمال أفريقيا مثل مالك بن نبى وكتب مترجمة
عن أبو الأعلى المودودى وكانت تدخل فى الأصول مباشرة لكن الفرق بينها وبين ثقافتى القديمة هى قدرتها على إحياء هذه الثقافة التى كانت كالمحفوظات الجامدة فإستيقظت كلها .
أما بداية المعارك مع الشيوعيين فى الجامعة ! كانت معارك حادة جدا وحركتنا كانت صغيرة جدا فى حين كان الشيوعيون يسيطرون على المناخ وكان عسيرا أن تقف ضدهم إلا إذا كنت جريئا .
حقيقة المنافسة مع الشيوعيين كانت صعبة تسأل عنها وعن التظاهرات ؟
كانت تظاهرات وطنية أيام الإستقلال وكنا ننافس الشيوعيين وزلزلنا عليهم قاعدتهم الطلابية تماما كانت السيطرة لهم لكن جاء حين فى وقت الإستقلال تجنبوا فيه الحديث عن الإستقلال فقلبنا عليهم الطلاب
ولم يكن هناك عنف .
أما من كان رمز الشيوعيين البارزين ؟
أعداد غالبهم ترك الشيوعية الآن كانت هناك صراعات حادة
وكان هناك مستقلون وموالون للبريطانيين هم إنكليز فى زيهم وسلوكهم .
ثلاث قوى عمليا؟ نعم وإستمرت لفترة طويلة .
أخى تسألنى متى تخرجت من الجامعة ؟ فى العام 1955م .
يعنى قبل الإستقلال بعام ماذا فعلت خلال هذا العام ؟
على رغم إننى كنت ضد الريطانين فى ثقافتى وكانوا هم ضدى
إلا أن بريطانيا آخر لا يعمل بذلك كان فى إدارة الجامعة عيننى مباشرة بعد شهادتى لأن شهادتى كانت الأولى عيننى أستاذا
فى الجامعة حصل ذلك رغم أن آخرين قالوا لى لن تجد مكانا
فى هذه الجامعة وعندما جاءوا وجدونى إجلس مساعدا للتدريس
أستعد للذهاب إلى بريطانيا للدراسة سافرت إلى بريطانيا وحضرت
الإستقلال فيها الدراسة فى كلية القانون كانت خفيفة جدا علىّ فأتاحت
لى فرصة دخول المكتبات ومتابعة مناهج طلاب الشريعة .
الدراسة الرسمية لم تكلفنى عناءا كثيرا ولا يزال الحديث للدكتور الترابى :
أما الإجابة على سؤالك إلى أى جامعة بريطانية ذهبت ؟ وكم أمضيت؟ ذهبت إلى جامعة لندن وقضيت فيها عامين لإعداد الماجستير ومضى فى حديثه قائلا :
إجابة عن سؤالك عن الجمعيات فى بريطانيا ؟ نعم تجمعنا وأقمنا حلقات إسلامية وجمعيات منها الجبهة الإسلامية لنصرة الجزائر
مع آسويين درست دراسات عميقة ولم أكن أقرأ المقررات فقط
بل كل شئ من صحف وكتب فى المكتبات وأصبحت سكرتيرا
لإتحاد الطلاب السودانيين فى بريطانيا .
بالإنتخاب ؟ نعم وعلى رغم أن الغالبية كانت من الشيوعيين
وأن الرئيس كان يساريا وكان الصادق المهدى عضوا فى اللجنة
حين كان يدرس فى إكسفورد سافرنا هو وأنا ومعنا اثنان آخران
إلى براغ إلى منظمة كانت شيوعية هى الإتحاد العالمى للطلاب
فى العام 1956 أو1957 .
وهناك إلتقيت صديقا لى منذ ذلك الحين وحتى الآن هو ياسر عرفات هو جاء من إتحاد الطلاب الفلسطينيين فى مصر وكان وفدهم لا يتكلم الإنكليزية ولا يحسن العمل الطلابى وتبنينا نحن القضية الفلسطينية
فى المؤتمر وصداقتنا بدأت هناك أقمنا علاقات مع طلاب من كل إنحاء العالم هذا العمل العالمى جمعنا مع آخرين وإلتقيت هناك
مصطفى السباعى وكان المراقب العام للأخوان المسلمين فى سوريا
وهوعالم كان يقود الحركة الإسلامية فى سوريا كنت أتحرك معه
وأقوم بمهمات الترجمة .
هل قابلت الصادق المهدى هناك ؟
لا كان طالبا معنا فى جامعة الخرطوم لبعض الوقت وأضطر
إلى ترك الجامعة بعد حوادث آذار { مارس } قبل الإستقلال
إذ تجمع الأنصار لدى زيارة الرئيس المصرى الأسبق
اللواء محمد نجيب الذى أضطر للخروج من بوابة أخرى للمطار
وحاولوا الهجوم على القصر الجمهورى وأطلق الرصاص ومات عددكبير منهم الصادق خرج بعد ذلك من الجامعة هو طبعا تربى تربية أخرى أما الرد على سؤالك هل لا تزال علاقتى مع ياسر عرفات جيدة ؟ إلى الآن على رغم إتفاق أوسلو ؟
أينما إلتقيته فى أى مكان نجتمع وكلما جاء إلى السودان
يزورنى فى بيتى .
هل إختلفتما ؟
نعم حصل أن إختلفنا فى مواقف هو كان فى الماضى إسلاميا فى أيام حركة فتح الأولى التى كانت إسلامية لكنه عندما دخل إلى نادى الحكام تغيّر وبدأ موقفه يتبدل عن مواقفه الأولى لكن علاقتنا إستمرت
ونحن نلتقى بإستمرار .
طبعا هو بالنسبة إلى العالم كان رمزا جديدا لإنتفاضة فلسطينية وأصبح بعد ذلك هو الذى يمثل فلسطين تماما ومعه آخرون حتى الذين قتلوا فى تونس مثل أبو جهاد .
وللرد على سؤالك هل أقوم بوساطات حاليا بين {حماس }
والسلطة الفلسطينية ؟
قمنا بوساطة فى الخرطوم وفى مرة تالية تعسر عليه أن يأتى
إلى الخرطوم لأنه سوف يغضب بلدانا عربية وغربية كثيرة لذا أحاول التوسط بالمراسلات عندما عرفته لم تكن حماس موجودة .
وتسألنى ألم يستهويك الغرب بيموقراطيته وعيشه ؟
درست تجاربه السياسية والإقتصادية أما تجاربه الإجتماعية فلم تستهونى أصلا إحتقرت منهجه الإجتماعى المنقبض الذى لا يعرف
ضيفا ولا زائرا .
وإستهجنت منهج المرأة التى ينصرف غالب جهدها إلى إبراز جسدها وليس شخصها فباتت أداة للدعاية .
أنت لا تمل السؤال وتستفسرنى هل نستطيع القول أنك تكره الغرب ؟
لا أكرهه أنا قد لا أكره ولا أحب لا أترك لعاطفتى أن تجنح بى فأحب
وأعمى عن عيوب أو أكره فأعمى عن حسنات .
لست عاطفيا ؟ لا .
ثم تسأل هل أنا قاسى القلب ؟ لا أظن ذلك .
والحديث لا يزال للدكتور الترابى الذى يسترسل فى كشف الأسرار
عن سيرته الذاتية :
والإجابة عن سؤالك هل نشات علاقة قوية بينك وبين الصادق المهدى فى الغرب ؟ نعم .
وهل كان هناك تنافس بيننا فى تلك المرحلة ؟
لا بالعكس كان هناك تفاوض معه ومع عمه أحمد المهدى وكان يزورنى ونتناقش فى جميع القضايا كانت عنده أفكار يسارية تروتسكية وإكسفورد كانت بلد الأزياء الفكرية تجربة بريطانيا أنضجت فى داخلى الإلتزام الإسلامى وترجمته إلى رؤى
مفصلة للحياة .
تسالنى هل درست بمنحة ؟ نعم كنت مبعوثا من الجامعة وعدت
فى العام 1957م لأعين أستاذا فيها .
وللإجابة على السؤال هل بدأت هنا العلاقة مع { الأخوان المسلمين }؟
أقول : فى بريطانيا أقمت علاقات عالمية إسلامية
وحركة { التحرير الإسلامى } سميت { الأخوان المسلمين } قبل
أن أسافر إلى بريطانيا وجلسنا فى مؤتمرها التأسيسى الأول
والشيوعيون هم الذين سلطوا علينا إسم { الأخوان المسلمين } حتى يسلطوا علينا الإعلام المصرى الذى كان طاغيا فى السودان
وكان ضد الأخوان .
يعنى إنك إنتميت إلى { الأخوان } فى العام 1955م ؟ لا هى حركة واحدة لا صلة لها بتلك هى حركة التحرير الإسلامى .
لم تكونوا جزءا من حركة { الأخوان المسلمين } ؟
الشيوعيون هم الذين سمونا { الأخوان المسلمين } بهدف إثارة الإعلام المصرى ضدنا وقلنا نقبل التحدى إسمنا الأول كان سريا .
يعنى حركتكم لم تأت من الأخوان المسلمين فى مصر ؟
كان هناك طلاب درسوا فى مصر نحن جئنا من المدارس الثانوية وكذلك كان أخرون لم تكن لدينا عضوية خارج المدارس .
ثم تسأل عدت وحصل إنقلاب عبود ؟
عندما عدت كانت البلاد تنعم بالحرية وفى الجامعة بدات معركة التعريب وكانت معركة حادة مع الخط البريطانى مدير الجامعة كان سودانيا لكنه كان لا يستطيع مقاومة البريطانيين أنا قاومتهم وعرّبت بعض ما أدّرسه على رغم أن لغتى الإنكليزية كانت متقدمة جدا أردت الأمر تعبيرا أن أصالة وأردت أن أغيّر المنهج فكانت معارك مع البريطانيين فى الجامعة .
أخى تسألنى ماذا كان موقفى من الشيوعيين ؟
المعارك معهم كانت فى الساحة الخارجية فى ذلك الوقت كانوا أمامنا وكنا نحاول أن نلحق بهم وبدأنا نذهب حيثما ذهبوا إهتموا بالعمال ففعلنا الشئ ذاته ، وكذلك مع الحركة النسوية ، وفى النقابات كنا نلاحق التحدى ، وفى الحركة العمالية مثلا كنا نتحالف مع الأحزاب
ضد الشيوعيين لم تكن لها قوة كبيرة فى هذه االأوساط لكننا كنا نحاول .
أما الإجابة على سؤالك هل أعجبت بالرئيس جمال عبد الناصر ؟
أنا أعجبت بالذى قاد الثورة الرئيس اللواء محمد نجيب ليس لأنه كان يحمل دما سودانيا ، ولكن لأنه كان رجلا قويا ، وراشدا ، والثورية لا تدعو إلى الطيش عبد الناصر كان يدعو إلى قومية عربية ، وكنا نتجرد من القومية العربية ، والإفريقية ألم تعجب به فى أى مرحلة ؟
أعرف صدامه مع البريطانيين ، ودوره فى العالم العربى لكننى لم أعجب به ، وكنت أقدّر أن هذه دفعة بغير مضمون يمكن أن تحمل الناس ، وينتفخوا لكن إذا نفّستهم لن تجد شيئا بعد ذلك هذا كان ظنى .
وتسألنى هل تأثر موقفى من عبد الناصر بموقفه من الأخوان
فى مصر؟
ليس بهذه الدرجة ولا بموقفه من الغرب ودخوله مع الأمريكيين ضد البريطانيين ثم إستقلاله عن الغرب وعلى رغم أن موقفه فى الساحة العربية كان مختلفا كان رأى أن ما يفعله تفتييت للعالم العربى
من أجل كلمة القومية العربية كلمة ليس لها مضمون ماهو منهجها السياسى أو الإقتصادى أو الفكرى ؟
هى فقط عرب يجتمعون معا مثل القبيلة هى قبيلة واسعة .
أما الرد على سؤالك هل دخلت الحركة الإسلامية الإنتخابات ؟ لم تكن لدينا قوة ندخل بها الإنتخابات كانت هنالك حركة دستور إسلامى وحملتنا حملة الدستور الإسلامى وقلنا إننا لن نترشح وندعو المرشحين إلى تأييد الدعوة إلى الدستور الإسلامى .
مع من تحالفتم فى هذه المرحلة ؟
مع رجال علماء ووطنيين كانوا يتحمسون لمشروعنا لكن معظم السودانيين فى الساحة لم يكونوا يعرفون شيئا إسمه عمل إسلامى
والطوائف التى كانت تقود الأحزاب كان بعضها يكرهنا أكثر مما يكره الشيوعيين ، ويقول لنفسه إذا أتى هؤلاء بالإسلام فسيسحبون البساط من تحت أقدامنا لم نجد حماسا من قيادات الأحزاب
للدستور الإسلامى تسألنى سقطت التجربة الديموقراطية ، وأتى
حكم الفريق إبراهيم عبود أين كنت حينذاك ؟
كنت فى الجامعة ولم أتعرض لشئ ، وكان الناس قد زهدوا فى أحزابهم ، وإستقبلوا عبود بإرتياح لفرط ما رأوامن فساد ، وإضطراب ، و حكومات تأتلف ، وتختلف ، وحزب ينشق
حزب إنحادى مع مصر ترك الإتحادية وصار مع الإستقلال
ثم إنشق بين الرجال الذين حملوا السياسة ، وبين رجال الدين
والطائفة ، وتحثوا عن صراع القداسة ، والسياسة حصلت نزعة علمانية ، وصراع بين السياسة ، والدين لكنها لم تكن علمانية واعية
الرئيس إسماعيل الأزهرى الذى قاد السياسة كان متدينا جدا هو قاد
حركة الإستقلال ثم حركة الإستقلال بالحزب عن الطائفة .
ويجئ الحديث عن المنحة الفرنسية ، وقد ذهبت إلى السوربون بدأت أتعلم الفرنسية منذ أيامى فى بريطانية لأنى أحب اللغات ،وعندما رغبت فى دراسة الدكتوراة فى فرنسا قاومنى البريطانيون فى الجامعة مقاومة شديدة لم يكن هنالك مخرج هم يحتكرون كل اللجان الأكاديمية ، وبعد معارك حادة أستطعت أن أفلت منهم إلى فرنسا
وعندماذهبت إلى فرنسا لم أجد سودانيين سوى سفارة ليس فيها من السودان شئ كنت أقرأ لكننى لم أكن أتكلم الفرنسية كانت مشتقات عسيرة كان علىّ أن أذهب إلى الفصل مباشرة ، وفى الأيام الأولى
كنت أفهم بعض كلام الأساتذة ، ولا أفهم الباقى كنت أقرأ لكننى
لم أكن أنطق اللغة حاولت أن أجمع كل الفرنسية فى وقت وجيز
الأمر الثانى بدأت أبحث علنى أجد بعض الطلاب الإسلاميين لكن
هذ الأمر كان أعسر علىّ من بريطانيا طلاب شمال إفريقيا كانوا
يسمونهم المسلمين لكن كان غالبيتهم كانت من الشيوعيين فى بريطانيا كانوا قوميين عربا أما فى فرنسا فهم من شمال إفريقيا يساريون
ولا يتحدثون العربية .
وأجيبك على سؤالك ذهبت إلى باريس فى الخمسينات كم مكثت فيها؟
فى تلك السنوات العسيرة أقمنا أول جمعية إسلامية فى باريس بأذن من مجلس الوزراء طبعا فرنسا ليست كبريطانيا ففى الأخيرة الأنسان حر ولا يستأذن أحدا لإنشاء جمعية ، والمهم أن الجمعية ضمت ععدا من الطلاب بعضهم من الشرق ، وغالبيتهم من لبنان ، وسوريا ، ومن إفريقيا ، وكانت أول جمعية إسلامية للطلاب .
وكذلك فى بريطانيا ؟ فى بريطانيا تكاثرت بعد ذلك ، وأيضا فى فرنسا كنا نتعامل مع سعيد رمضان من { الأخوان المسلمين } فقد أقام مركزا ، وكنانذهب إليه ، ومعه سودانيون يعملون فى المكتب كان نشاطى فى المجال الإسلامى فى فرنسا فكريا الجزائر كانت مضروبة لكن لا أحد كان يجرؤ على إقامة جمعية مع الجزائر ، وكان لابد
أن أستكمل الدراسة ليس فقط لأنال الدكتوراة لكننى كنت أريد أن أجمع الثقافة الفرنسية القانونية ، والتأريخية ، و الدينية خصوصا الصراع بين الدين ، والحكم فى فرنسا ، والثورة الفرنسية .
الطلاب حولى ، ومنهم المصريون كانوا يستغربون أننى لا أقرأ
فى المقرر ، ويقولون : ما هى الرسالة التى تعدها فأقول لهم :
أنا جئت إلى فرنسا من أجل الثقافة لا من أجل الشهادة .
هل أعددت دكتوراة فى القانون الدولى ؟
دكتوراة دولة فى أحكام الأزمات الدستورية والقضائية أى إذا حصلت حرب أو أزمات إقتصادية ، وأمنية ماذا تفعل الحكومات فى العالم
قارنتها كلها يعنى تعودت على صياغة الدساتير وفقا للأزمات ؟
منذ عهدى ببريطانيا بدأت أدرس الدساتير الإتحادية المقارنة .
ورجعت إلى السودان ؟
رجعت قبل الرسالة ودّرست فى الجامعة عاما ، وكانت هنالك معارك حادة فى أيام عبود ، وأقمنا نهضة كبيرة فى الحركة الإسلامية شبه سرية ثم عدت إلى فرنسا ، وأكملت الشهادة .
متى عدت إلى السودان ؟ عدت نهائيا فى العام 1964م .
قبل ثورة إكتوبر ؟ نعم ظننت إننى سأكون إستاذا ، وحضّرت كل خططى للتدريس ، وكنت الأستاذ السودانى الوحيد أمام الناس كنت رئيس شعبة أخرجنا الإنكليز من الجامعة ، وأصبحت عميدا للكلية
وجاءت الثورة دعيت إلى ندوة نظمتها جمعية إجتماعية للحديث
عن قضية الجنوب التى إستعصت على عبود ، وجماعته حولتها
من قضية إجتماعية إلى قضية سياسية لم يكن أحد يجرؤ على ذلك .
أما عن قضية الجنوب ! قضية السودان ليست فى الجنوب وحده
فى موضوع الجنوب طرحت قضية الحكم الإقليمى وفى شأن السودان كله طرحت قضية الحريات ، والدستور ، وبدأت الثورة بالطلاب الطلاب هم الذين بدأوا الثورة ، وكنا من قوى الطلاب ، والطلاب كانوا إسلاميين ، ونحن كأساتذة كنا نقود الطلاب ، وكنت أقود الأساتذة من مكتبى كان الأمر صعبا عليهم لكننا بدأنا توجيه المذكرات إلى الدولة , والثورة كانت فى الجامعة فى ذلك الوقت
كانت الأوضاع إنقلبت فالغالبية داخل الجامعة ، والشيوعيون لم يسمعوا بالثورة كانوا متعاطفين مع حكومة عبود بعد زيارة
ليونيد برجنيف ، وحصل ود بينهم ، وبين الحكومة .
من الذى حرك الثورة ؟
أقول كل الحقيقة نحن فى الحركة الإسلامية قررنا تحريك عمل ثورى
ووزعنا عددا من المنشوراتلم تكن تحمل إسمنا فى أوساط العمال
والمزارعين ن و الموظفين كانت بإسم الحركة الإسلامية نحن حركنا هذه القطاعات .
وأين كانت الأحزاب التقليدية ؟ كنا نبحث عنهم فى الليل لنخرجهم
إلى التظاهرات .
ألم يشاركوا ؟ فى النهاية عندما إقترب عبود من الإستسلام
وإستشهد أحد الطلاب حملته أنا إلى المستشفى كنا نقود التظاهرات الطلابية التى حصل فيها الضرب ، والندوات .
إستلفت سيارة من أحد الأساتذة وكنت أنقل بها الطلاب المصابين
إلى المستشفى الأساتذة أبعدوا أنفسهم قليلا نحن قدنا التظاهرة الرئيسية التى فجرت الثورة فى اليوم التالى لإستشهاد الطالب ، وبمجرد إشتعال النيران فى السيارات بدأت الثورة عندما كان الإستعداد لإرسال الجثمان إلى أهله فى النيل الأبيض ، وبعد ذلك بدات المذكرات ، والثورة القضائية .
من قادة التظاهرات الرئيسية ؟ نحن الأساتذة ، والطلاب ذهبت
إلى الصادق المهدى ليلا ، وأخبرته إننا سننظم تظاهرة فى الغد
وذهبت إلى الأزهرى لكننى لم أقل له عن التظاهرة تحديدا
وشارك الصادق المهدى ، وقدمته للصلاةعلى الجنازة ، وبدانا بعد ذلك بالحديث فى الميكروفونات ، وبمجرد إشتعال النيران بدأت الثورة ، ونزلت كل الأحزاب إلى الساحة .
أنتم فجرتم الثورة ، وهم إنضموا إليها ؟ لم يكن عندنا وزن خاص بنا وزننا فى الساحة العامة أن ننظم تظاهرات ، وأن نهاجم الحكومة
وأن نهيج الجامعات تحدثنا مع العمال ، والمزارعين .
والشيوعيون ماذا كان دورهم ؟ كانوا مستغربين ،وبعد حدوثها إستدركوا الأمر ، وبدأوا فى إقامة الهيئات ، وسرقوها هم أذكى منا فى الثورات لأن عندهم أدب ثورات لكننا لم نعرف أدب الثورات .
وأفقتم على المشاركة فى الحكم بعد الثورة ؟ نعم كان حكما إنتقاليا كان يمثلنا الدكتور محمد صالح عمر ، وبعد شهر جاء بدلا منه الرشيد الطاهر وكان هناك ممثل للحزب الشيوعى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.