منتصر نابلسى [email protected] كما ينبت الشوك بين المروج الخضراء ، ينبت الطغاة بين الشعوب الحرة… وكما تنزع الورود من الارض الطيبة ، تنزع البركة بسبب الطغاة وفسادهم حتى تضيق البلاد باهلها … وهل ننتظر من الارض البوار ان تنتج ثمرة خير ونماء، والحقائق الواعدة لا تبنى بالامانى… وتتقدم الامم ويظل شعارنا المرفوع ….فراغ لايبارح طور الاحلام … من اين نبدأ ونحن نزرع اشجار البؤس فى دارنا من حولها طفيليات متغولة تابى الا ان تخرج نكدا ….فماذا ينتظر زارغ الحنظل غير زفرات ياليت ….وياليت ما تعمر بيت…. هكذا تتكاثر الافاعى القاتلة، وتسكن جحور الخراب ، مطمئنة الى اوكارها ، وماذا ستفرخ الثعابين من جيناتها غير شاكلتها …. من بنى جنسها …ولو تغيرت الاسماء … فالسم الزغاف يسرى فى انيابها … لتظل تاذى من حولها فتلدغ بدون رحمة او شفقة فالغدر مبدأها ..وهى تتغذى على صرخات المساكين واوجاع الغلابة ….وهل تتوقف ذئاب الليالى الشؤم من العواء وهى ترى فريستها تتخبط فى سكرة الاحتضار، وقد تحفزت بمخالبها لتنهش الانسان المتهالك وتشبع من الاجساد الهزيلة حتى الرمق الاخير ….وماذا قد تبقى من بنى ادميتهم والالم من اثر المخالب لا يخف… والنزيف لا يجف ….ونحن ننتظر الشمس المغيبة فى دواخلنا ان تشرق… فكيف نستمد من الاوهام انوار الانعتاق…. ليس بعيدا منا … كان هناك …. نعم هناك تحت السماء التى تظللنا ،وفى نفس الكرة الارضية ، كان هناك يحكم بتعاليه وجبروته وعنجهيته واستكباره ، نعم ليس بعيدا من هذا الوطن الغالى… عاصمة دولته طرابلس . الكل يعرفه ويشهد كفاح اهل مصراتة وبنغازى والزاوية. نعم هو الذى اصبح ملكا فى يوم من الايام تحت مسمى رئيس وتحته العبيد الذين رفعوه على اكتافهم فوق عرش السلطة فذاقو الويلات منه ومن جلاديه … كان كل ما رفعوا شانه ….حط من قدرهم مستلذا بحماقته ….ومستعليا بصفاقته….. ظل يضحك متمرغا فى الديباج والكنوزالمغتصبة من عرق الشعب ، وقصوره وكؤوسه وقيانه…. فيمتطى ما يشاء من المتع … على سرر الابتهاج وخيام الاستنئناس وارائكه المحفوفة بالسلطة… وشعبه المنكوب يبكى ويئن….والفرعون الليبى يمشى بين الناس ملكا …. وكانه يطيرعلى اجنحة الخلود ، فقد كان فرعون زمانه، واسطورة الاستبداد فى عصره والانفلات بالاستعلائية والغطرسة ،حكم عشرات السنين …ولم يشبع من الحكم والاستكبار… بل ولم يتعلم كيف ينفع شعبه اويطوره… ويدفعه الى الامام فتلذذ بتعذيبه وتهميشه … وهكذا حال كل فرعون معاصر او قديم … ولما كان فرعون ليبيا كفرعون مصرطاغية ذو جبروت…. اصبح بين عشية وضحاها نسيا منسيا ..وننجىك ببدنك لتكون عبرة وعظة واية ….فهل من معتبر؟؟؟ …. نظرة بعين الغد الاتى.. ستمضى سنن الله فى كونه ،وتمر الايام شئنا ام ابينا…. وكما اندثر طغاة عفا عليهم الدهر…. قطعا ستحين ساعة غيرهم ، ولكل اجل كتاب، ولكن فلنحرص ان لا تفتح الابواب لطاغية جديد مشؤوم ، وان لا نترك ملاذا لطفيليات جديدة تمتص مقدراتنا وخيراتنا …او ماتبقى منها….وتنفث سموم الدمار فى كينونة وحدتنا وقوتنا!!!