[email protected] لما كنا طلاب بجامعة النيلين في العام 2005 م أغتيل الطالب خالد محمد نور أكد بواسطة الأجهزة الأمنية، خرجنا إلى الشارع نردد مقتل طالب مقتل أمة، تدافعنا طلاب النيلين والسودان إلى السوق العربي لما كان السوق العربي (سوق عربي)، قبل ما يبقى مول الواحة حالياً وما جاورها، هذا التدافع شجع الكثير من المواطنين إلى الإنضمام إلى هذه التظاهرة تعبيراً عن عضب الشارع لإغتيال أحد “رسل العلم” في بلادي، واجهتنا الشرطة والأمن بإفراط كبير في القوة، وضرب علينا الغاز المسيل للدموع، كعهد الشرطة في زمن الإنقاذ التي أنصرفت إلى الدفاع عن مكونات النظام الرأسمالية ومصالحها، حتى أضحت الشرطة في خدمة النظام وليس الشعب الذي هو أشمل وأعمق من النظام نفسه، تضامن معانا الشماسة بصورة كبيرة جداً، كان يدافعون عن حقه في العيش والكسب الحلال عبر الورنيش والدرداقات وغسيل العربات،ونحن أيضاً ندافع عن شعارات أمنا بها وهي حقنا في التعليم المجاني والبيئة الجامعة والأستاذ المؤهل، والقاعات المريحة ومياه الشرب، والترحيل والسكن المريح. كنا نهتف: مقتل طالب مقتل أمة .. الشماسة يهتفون: تقتل طالب نقتل أمك .. هذه العبارة كان لها وقع خاص لدى المتظاهرين في شوارع الخرطوم وهي لم تخلوا من الفكاهة والضحك ونحن في أوج الأزمة وفي مواجهة عربات النجدة والعمليات، فقد عبر وعي هذه الفئة التي أذلتها شرطة النظام العام والمحلية تارة بالمصادرة وأخرى بالقبض عليهم حفاظاً على نظافة الخرطوم كما يدعون عبر وعي كبير بأن هذه المؤسسات الأمنية تعمل فقط على إذلال المواطنين، المواجهة بيننا نحن الطلاب والشماسة من جهة والنجدة والعمليات من جهة أخرى، كانت عنيفة جداً وقد أستخدمنا تكتيك لحظي وهي تقفيل الشوارع على عربات النجدة والعمليات هذه المهمة أوكلت بالكامل للشماسة إستناداً على القاعدة الذهبية ” أعطي الخبز لخبازيه” و ” أهل مكة أدرى بشعابها” فهم يعرفون مداخل ومخارج السوق، حيث كانت في ذاك الزمن طبالي خاصة بالباعة المتجولين وكانت تملاء السوق العربي ناحية موقف أمدرمان “سابقاً” مول الواحة حالياً، حيث قام الشماسة بقفل الشارع على الشرطة بهذه الطبالي حتى يتثنى للتظاهرة أن تأخذ مداها بالإلتحام بالجماهيري وتفصل الشرطة عن المتظاهرين والحشود تزحف نحو شارع القصر حتى أضطرت الشرطة والأجهزة الأمنية إلى تغيير خط سيرها ولكن في كل مرحلة كان الشماسة لهم بالمرصاد، وقد نفذت هذه المهمة بالكامل ومن غير اي خطاء وببراعة كاملة من ” أطفال الشوارع” هؤلاء، وهم يهتفون ” تقتل طالب نقتل أمة”، ويقصفون عربات الشرطة بالحجارة ونحن نشاهد على الفعل الثوري من هؤلاء الأطفال، زاد إيماناً أكثر بالمواصلة وتحمل التبعات، هتفنا معهم وتوحدت الشعارات في شعارٍ واحد وهو ” تقتل طالب نقتل أمك” . شفتوا التلاحم العفوي ده لما نعبر عن حقنا في العيش الحر الكريم والتعليم والصحة والإنتماء لهذا البلد بصورة جماعية كل الناس بتلتف حولنا حتى البسطاء . هذه العبارة مازالت راسخة في هذه الذاكرة الخربة، وأصبحوا في كل تظاهرة أخرى أنصاراً لنا في حراكنا الجماهيري مع النظام وأجهزته الأمنية وكانوا نعم النصير في معركة المصير الواحد… نحن في هذه المعركة وفي خواتيم عهد الإنقاذ نحتاج إلى هذه الفئة ليس إستغلالاً ولكن لأن هدفنا واحد وهو إسقاط النظام عبر العمل الجماهيري .. يا طلابنا فتشوا عن الشماسة فهم ونحن وقود الثورة القادمة ..