ابوبكر عثمان لأنه الثامن عشر من اكتوبر ذلك اليوم الذي ولد فيه توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي كان لابد للملعب الأوليمبي بمدينة روما أن يكون مضاءاً بقدر نجومية الملك فرانشيسكو توتي وبقدر مكانة أبناء الجنوب بقيادة هامسيك..لكن الضيوف علي غير العادة زاروا روما في ليلة الجمعة طامعين في النقاط الثلاث وصدارة الكالتشيو الذي يعيش هذه الأيام على وقع عواء الذئاب الذين حققوا النصر في سبع لقاءات متتالية كأفضل إنطلاقة لهم على الإطلاق.. حينما أشارت عقارب الساعة إلي العاشرة إلا ربعاً ولد الحلم العاصمي الشتوي مثلما ولد انطونيو ميوتشي الذي يدين له العالم بإختراع الهاتف وكما سرق جراهام بيل ذلك الإختراع الإيطالي سرق ماردونا الأضواء حينما دخل ملعب الأوليمبيكو لمساندة ناديه القديم..ضربة البداية كانت بأقدام توتي لكنه خرج مبكرا بعد مرور33 دقيقة علي اللقاء تاركاً الملعب لزميله بوريلو الذي زج به المدرب القدير رودي جارسيا بجوار المهاجم الإيفواري السريع جيرفينيو ليحافظ علي الضغط الذي كان واضحاً خلال الثلث الأول من المباراة على دفاع نابولي الذي إفتقد مهاجمه هيجوايين بعد أن إختارمدربه بينتيز الإحتفاظ به علي مقاعد البدلاء..لكن برغم ذلك شكل باندييف وكاليخون وانسيني خطرا دائماً على دفاع روما فأهدر باندييف إنفراد تاما بحارس الذئاب بعد بينية رائعة من كاليخون ومن قبلها أصاب انسيني القائم من تسديدة قريبة لكن مدافعي نابولي بدورهم لم يتحملوا ضغط الذئاب المتزايد فأستنجد رافا بينيتيز مرغما بالمدافع باولو كانافارو الذي لا يشبه شقيقه فابيو إلا بالإسم فقط فبعد دقائق من دخوله الملعب إرتكب خطأً ساذجاً أمام منطقة ال 18 ياردة نال علي إثره إنذار أولاً ، ولأن البوسني صاحب ال 23 عاماً ميراليم بيانيتش جاور الساحر البرازيلي جونينيوفي ليون الفرنسي لم ينذر بيبي رينا حارس عرين الضيوف وحول الركلة الحرة المباشرة إلى فرحة صاخبة علي المدرجات الحمراء أطلق على إثرها حكم اللقاء صافرة نهاية الحصة الأولى بتقدم أصحاب الدار بهدف لصفر. ولأن رافا يعلم جيدا أن رفاق هامسيك ليسوا كرفاق جيرارد وأن روما ليس ميلان 2005.. لم يمنح لاعبيه الكثير من الأمل بين الشوطين برغم حضور بيبي رينا ملك موقعة إسطنبول الشهيرة. فدخل لاعبوه الحصة الثانية وعينهم علي نقطة تبقي حال الترتيب علي ما هو عليه حتي ديربي آخر لكن الفرنسي رودي أبي إلا أن يذكر أبناءه أن الحلم يبدأ بإلتهام أحصنة الجنوب فدخلوا النصف الآخر من ملعب الإوليمبيكو وعينهم علي شباك رينا فأستمرت المناوشات بين السماوي والذئاب حتي عاد كانافارو الصغير ليكرر الخطأ والإنذار لكن هذه المرة داخل المنطقة المحرمة فمنح البوسني ميراليم مواجهة أخري مع بيبي رينا الذي دار بخلده أن يكرر ما فعله مع بالوتيلي حينما صد له ركلة جزاء هي الإولى التي يضيعها سوبر ماريو خلال مسيرته الإحترافية لكن البوسني حلم بدوره بخلافة الملك توتي على عرش روما فوضع بيبي في ناحية الشرق والكرة في اقصى الغرب ووضع روما عند الدقيقة ال 71 علي قمة الجنوب الإيطاليا وعلى أول الطريق نحو قمة الإسكوديتو وفي ظل النقص العددي لم يجد رافا اياً من الطرق التي تؤدي إلى روما حتي بعد الدفع بهجوايين فكانت النهاية حمراء بفضل البوسني الذي قاد بلاده قبل أيام لمونديال البرازيل لأول مرة في تاريخها ولأن روما عاصمة التاريخ الأوربي والتاريخ لا يموت وكما أحرقها نيرون… عاشت بعد نيرون لتحرق أعصاب ماردونا على تاريخه الغابر مع السماوي .. وعاشت لتروي تاريخ آخر يكتب بأقدام توتي وبيانتش ودي روسي ومايكون بقية الذئاب التي عوت ليلة الجمعة للمرة الثامنة على التوالي هذا الموسم ليواصل رودي ثورته الفرنسية في إنتظار القادمين من الشمال أبناء السيدة العجوز وشياطين ميلانو الحمر!.