من هنا وهناك هيثم صديق اتكاءة علي جدار نجيمتي لست كأبن البان وان جلست تحت اغصان (بانه) استظل ببديع كلماته وتميس علي المعاني تثني خصورها وترمي شعورها في شبال (الودار) لست كالقبطان حاج حسن عثمان الا اني امد اصبعي نحو التراب كلما قرات له لاتعلم خط حرفي الاول متاهبا لضربة في (الصنقور) لست كالزبير عوض الكريم لولا اني اجاهد لاضع قدم راجفة علي اثر قدمه اخيب مرات وانجح مرة ثم يتوه الدرب واعود لابدأ من جديد ولست كالدكتور عمر محمود فان الشعر يلوح لي كما تلوح للرائي السماء وتستعصم بالبعد كما غني سيد خليفة لابن حلفايا الملوك المك ادريس جماع ولست مثل عشرات من ارباب الحرف والاحتراف معترفا بذلك لولا اني لا زلت احاول ان اصعد هذه الصخرة الملساء مغموسة يدي في الزيت لا انيئ ولا اتردد لولا ان العاشق يحب المناجاة فتراه يغني لا ينظر الي نشاذ الصوت ولا تخبط الايقاع يكفيه يبرد حرقة حشا ويراقص قلبا دخل الدارة مهتاشا من نقرة النقارة وعن المريخ نحكي وبالمريخ نحيا لذلك كلما ادلهمت عليه اخذنا من ضوئه لنري…وكلما احسسنا بان هناك من اغضبه من ابنائه جرينا نحوه نكفكف دمعه ونبكي معه او كما قال الكتيابي راثيا عبد الله الشيخ البشير لم يدر سر بكائي لكنه بكا لما بكيت ولا ننفك من وصف الصوفي لليلاه اذا رمت نظرة منها ولم تستطع اذ علا وصفها اعارتك نظرها لتبصرها به فكان الناظر لها طرفها ولا نزال حفاة في حضرة المريخ هذا حاسرو الرؤوس علي اهبة الاستعداد ننظر الي ايماءة منه ونصيغ السمع لطلب يختلف الناس حوله ولا يختلفون عليه فاذا ما ناداهم يوما اجابوا ولوفي في النفوس مافيها وبغده لانزال نحلم ونعمل لانمل فلقد جاءني المريخ هذا فوق الشغف والوله والميل نصيبا من ورثة لا ازال ارعاها لاتركها لمن بعدي وبالمريخ نسمو وعلي جراحنا نتسامي راجين يوما ونراه قريبا ان لا نري بين ابنائه غريبا ولا حادثا مريبا لما يغسلنا برده ويجلو حديدنا مبرده هل نسيت مؤمن الغالي ..كلا وليس لمثله ان ينسي غير اني اردت ان اكتب حرفا مختلفا فوجدته قد سطا علي كل حروف الابجدية ونرعي في ما ترك من جدب فجدبه خصيب وهل سيف الكناني قد نضبت كنانته ..كلا من يراهن علي ان النيل (ينشف) ولو كان رهانا بالكلام…… ولا تزال نوق المريخ تضرب البيد والاباد تطوي المسافات طي كما تعني وتغني وتمني ابو قطاطي الذي شاد من حبه للمريخ بنيانا مسلح ونكتب بالشوق وللشوق لا لغرض سوي انا قد تفقدنا هدهد الطيب من الكلام فوجدناه قد غاب ..وان اراه سيجلب من اليخبر اليقين ما يجعل الاوراق كاللجة فنكشف عن السيقان وتحمحم الخيل الجياد فنطفق مسحا بالسوق والاعناق لما ياتي اهل الادب بجميل اكلم ينثرونه في هذه الوسيمة (المبرد) كما كان يحج الشعراء الي مربد العراق بعد مئات السنين من قصد عكاظ الحجاز ساستكتب الكناني والغالي والدكتور عمر وسيدي الزبير بدعوة مستهام وبلهفة ملهوف فان اتتهم حروفي فلا املك غير قولي لهم (عليكم المريخ) ارسلوا لنا افطاركم فقد طال بنا الصوم … قبل ان يأتيكم اللوم