خارطة الطريق ناصر بابكر أفراح حمراء وزبد سيذهب جفاء * يستحق تتويج المريخ بلقب سيكافا للمرة الثالثة في تأريخه والثانية من طراز (المحمولة جواً).. يستحق ما يجده حاليا من احتفاء من اهل القبيلة الحمراء لأنه انجاز ظلت الاندية السودانية على مر تاريخها الطويل عاجزة عن تحقيقه على الرغم من العدد الكبير من المشاركات في هذه المسابقة والتى تتساوي فيها عدد مرات مشاركات المريخ صائد الالقاب الثلاثة بمشاركات خالى الوفاض الهلال. * واحدة من اكبر علل الكرة السودانية المزمنة تضخيم الذات المبالغ فيه والاعتقاد غير المبرر بأفضليتنا على الاخرين والذي يجعلنا على الدوام في حالة احلام بعيدة المنال على غرار حلم الأبطال دون ان نراعي اهمية التدرج وصعود السلم درجة درجة مع أن ترتيب الأهداف وقبل ذلك تحديدها بشكل منطقي هو الذي يقودنا لتحقيق ما نصبو اليه في وقت يقودنا فيه نهج (القفز بالزانة) الى العيش في دوامة من الاخفاقات المتتالية والاحباطات التى لا تنتهي. * على المستوي الشخصي وعلى صعيد المريخ، لا أخفي انني ظللت امني النفس طوال السنوات الماضية بجعل الممتاز كهدف رئيسي والمقصود بطبيعة الحال ليس الفوز بواحدة من نسخ الدوري ولكن السيطرة عليه لعدة اعوام متتالية اقلها ثلاثا على ان تأتي الالقاب الاقليمية (سيكافا) في الخطوة التالية وينطبق عليها ذات ما ينطبق على الدوري وذلك بالفوز بلقبها عدة مرات متتالية لينتقل التفكير بعد ذلك للمنافسة على لقب قاري يعيد ذكريات مانديلا من جديد. * اذ أن السيطرة على الساحة المحلية يعزز من ثقة الفريق بنفسه ويزيد من درجة الايمان بقدرته على التفوق في النطاق الاقليمي والتفوق اقليميا يعزز الثقة أكثر ويرفع درجة الطموح والايمان بالقدرة على الانتقال الى أعلى والمنافسة على الالقاب القارية وهو ما يمثل التدرج السليم والمطلوب لتحقيق النجاحات. * منذ نشأتنا ونحن نتابع رحلة بحث الأندية السودانية عن القاب قارية والكل على مستوي مختلف القطاعات يتحدث عن ان هدفنا هو (البطولة الافريقية) التي ظلت هدفا يطارده الجميع دون ان يتمكن احد من الوصول اليه سوي المريخ (جينات البطولة لا تتوافر لناد سوداني غيره) في مرة وحيدة متمثلة في نسخة كأس الكؤوس الافريقية قبل خمس وعشرون عاماً ومنذ ذلك الوقت والاندية تنتقل من اخفاق الى اخفاق على الصعيد القاري محققة نتائج (طبيعية) طالما انها ظلت عاجزة عن التفوق على نطاق الاقليم (سيكافا) ومن يفشل في الجهاد الاصغر يكون فشله في الجهاد الاكبر منطقي ومتوقع. * تلك الوضعية تفسر الفرحة الطاغية بعودة المريخ لسكة الالقاب الخارجية من جديد بعد ان توج نفسه ملكاً لعموم اندية شرق ووسط القارة على الرغم من ان واقع الاندية السودانية على مستوي كافة القطاعات كان يشير الى انه من العسير جدا ان لم يكن من المستحيل على اي ناد سوداني التتويج بلقب قاري او حتي اقليمي خلال هذه الفترة الا ان المريخ نجح في كسر حاجز المستحيل واهدي انصاره فرحاً لم يكن منتظراً قبل السفر الى كيجالى. * من المهم جدا بالنسبة للمريخ تحديد خارطة طريق واضحة لمرحلة ما بعد (سيكافا) لأن انتقال التفكير مباشرة الى لقب (ابطال افريقيا 2015) مثلما نتابع عند البعض حاليا لن يكون في مصلحة النادي الكبير ويمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية وليس على مستوي المشاركة القارية العام القادم فحسب وانما فيما تبقي من منافسات تنتظر الفريق على صعيد الدوري والكأس في الموسم الحالى. * فالمريخ مطالب وبشدة بالمحافظة على ما انجزه الموسم الماضي وتكرار الظفر بالثنائية للعام الثاني على التوالى في اطار خطة تهدف للسيطرة على الساحة المحلية عدة سنوات وهو ما ينبغي ان يكون هدفاً رئيسياً لمختلف القطاعات على الا يسمح لأي مؤثر خارجي بأن يقلل درجة التركيز او يشغل المنتمين للأحمر عن تحقيق هذا الهدف مع الاشارة الى ان ذهب كاغامي 2014 سيضاعف من مسئولية المريخ الأقليمية ويجعل من السيطرة على لقب سيكافا في الأعوام القادمة هدفاً مشروعاً لتأكيد التفوق الحالى وبعدها يمكن اضافة اللقب القاري الى لائحة اهداف القلعة الحمراء ولكن بعد انجاز هدف السيطرة المحلية والاقليمية لعدة سنوات. * على كل انصار المريخ وعشاق ومحبي الأحمر والأصفر ان يشعروا بالفخر لما حققه معشوقهم الذي كان اسمه منذ مساء امس الاول وما زال يتلألأ في كل المواقع الافريقية بدءاً من موقع الاتحاد الافريقي (الكاف) الى جانب كبري المواقع المهتمة بكرة القدم في القارة السمراء (ام تي ان..سوبر سبورت..اوول افريكا) الى جانب مواقع كل دول شرق ووسط القارة ومواقع عالمية على غرار موقع (قوول العالمي) الى جانب المواقع العربية المختلفة والصحف السعودية والاماراتية والمصرية والقطرية وغيرها التى سطلت الضوء على عودة زعيم الاندية السودانية للانجازات القارية. * ولا ننسي التهاني التى انهالت على النادي الكبير من كل حدب وصوب داخليا بدءاً من رئيس الجمهورية مرورا بالاتحادات والمؤسسات والاندية على رأسها الهلال الذي بادر رئيسه الكاردينال بتهنئة المريخ الذي كان مثار حديث القنوات السودانية المختلفة ولا ننسي القناة الجنوب افريقية العملاقة (سوبر سبورت) التى كانت حاصلة على الحقوق الحصرية لنقل سيكافا وعلى بعض جهلاء الاهلة الذي يسخرون من المريخ بان مبارياتهم تنقل في (بي ان سبورت) وقبل ان يوزعوا جهلهم على الملأ ان يكلفوا انفسهم قليلاً ويجمعوا بعض المعلومات عن قناة (سوبر سبورت) ليعرفوا انها تفوق (بي ان سبورت) بمراحل بعيدة. * ولا ننسي الاشادة ببعض الاصدارات التى تستحق رفع قبعات الاحترام للطريقة التى تناولت بها الانجاز التأريخي للمريخ على غرار (ق سبورت) و(المشاهد) التى احتفت به بطريقة اكثر من رائعة ومنحته ما يستحقه من قدر بصورة اكسبتهم الاحترام والتقدير وان كان ثمة رسالة لانصار المريخ فهي الا يسمحوا لأي شيء كان ان يعكر صفو الافراح والليالى التى يعيشونها لأن (زبد قوون والاسياد) سيذهب جفاء وسيبقي ما ينفع الناس. * انجاز مريخ السودان في كل مكان ولا عزاء ل(الزعلان). * لقب سيكافا..خطوة في مشوار الالف ميل
