اصل الحكاية حسن فاروق قوة شداد وضعف الاتحاد ونحن نتابع تداعيات المهزلة المسماة بطولة سيكافا للاندية ، سأظل أضرب وبقوة علي وتر الانهيار الكامل للقواعد التي وضعها الدكتور كمال شداد ، وقفزت قفزة نوعية بمفاهيمنا الكروية ، بعد صراعات ومعارك عنيفة مع الاندية ومع السلطة السياسية وتدخلاتها التي لاتنتهي ، دعما المعارك هذه الاندية التي تسيطر عليها الكوادر السياسية في إطار السيطرة الممنهجة علي مفاصل الرياضة عندنا ، وإستطاع شداد أن يعيد للإتحاد العام هيبته ويفرض علي السلطة السياسية والاندية خاصة المسماة كبيرة (الهلال والمريخ) الخضوع الكامل لسلطته ، وهذا الامر كما ذكرت لم يتم بين يوم وليلة ، وإحتاج لوقت طويل كان لابد منه لتصحيح هذه المفاهيم ، وتابعنا كيف أوقف شداد كل الفوضي في المشاركات التي لاتحمل قيمة فنية للمنتخبات او الاندية وفي توقيت يتعارض من إنتظام بطولة الدوري المحلي ، فتوقفت المشاركات في البطولات العربية وشرق ووسط افريقيا (سيكافا) ، في حال جاء توقيتها متعارضا مع المنافسة الاهم ، وقد ساعد هذا الامر في تفرغ أنديتنا ومنتخبنا للصراع علي بطاقات البطولات الاهم ( امم افريقيا للمنتخبات والاندية الابطال والكنفدرالية) ، فصار لنا بفضل هذا التركيز أربع أندية تشارك منذ سنوات بصورة راتبة في هذه البطولات ، وهي البطولات المستهدفة بشكل مباشر من الاندية ، ومن أجلها تعقد صفقات للاعبين الذين يصنعون الفارق ، وتدفع في سبيل ذلك اموالا طائلة ، وتستجلب أجهزة فنية علي مستويات تراها عالية ، وتدفع من أجل ذلك أموالا كثيرة أيضا ، والمؤكد أن الاندية عندما تبذل هذه المجهودات لاتستهدف بطولات لا مكان لها من الاعراب مثل البطولات التي تنظم فجأة مثال لذلك (سيكافا) . لو كان شداد موجودا في رئاسة الاتحاد لما فكر جمال الوالي مجرد تفكير دعك من أن يقرر المشاركة في هذه البطولة أثناء إنطلاق مباريات الدوري الممتاز ، أكرر لن يفكر لأنه لايملك الشجاعة في مواجهة شداد بهذا الطلب ، ولابد هنا من مقارنة بين فترة شداد ومعتصم جعفر ، وهي مقارنة بين الاداري القوي والاداري الضعيف ، بين الاداري الذي أوصل السلطة السياسية لقناعة أنه صاحب الكلمة الاولي والاخيرة في منشط كرة القدم وبين الاداري الذي سلم النشاط الرياضي بالكامل للسلطة السياسية ، ولابد أن أذكر هنا الفرق الكبير والبعيد بين الرجلين في قيادة كرة القدم ، حدث ذلك اليوم يوم إفتتاح المقر الجديد للاتحاد السوداني لكرة القدم ، وكان الضيف المسؤول عن الرياضة في السعودية ، ومعروف أن المبني تم تشييده بدعم من الامير فيصل بن فهد ، وإفتتح المبني رئيس الجمهورية ، أراد شداد ومن خلال هذه المناسبة ارسال رسالة للرئيس عن المعاناة التي يجدونها في الاتحاد العام من الروتين والبيروقراطية في وزارة المالية ، وغياب دعم الدولة وطالب الرئيس بدعم الرياضة ، وكان حديثا شجاعا قويا وصادقا جعل رئيس الجمهورية يؤكد من خلال كلمته ( نحن وراك ياشداد) ثقة في قدرة شخصية بهذه المواصفات علي قيادة الرياضة بالشكل الصحيح ، وهو بكل تأكيد مالم ولن يستطيع معتصم جعفر فعله ، وكثير من القضايا علي رأسها البث والرعاية التي تؤكد فشل هذا الاتحاد فشلا زريعا في حلها بعد أن خرج القرار الرياضي من يده واصبح قرارا سياسيا ، ولم يعد هو الجهة التي تحمي حقوق الاندية ، بل اصبح مثله مثل الاندية ينتظر منحة الحكومة في هذه الحقوق ، في فترة شداد لم تجرؤ اي جهة علي التفكير مجرد التفكير في التدخل لتحديد البث والرعاية دعك من اصدار القرار ، ولما سمعنا صوت خالد الاعيسر نهائيا وهويؤكد أن قرار البث من الحكومة ولاعلاقة لهم به لن يجرؤ لأن الامر ببساطة لن يتم . لعب المنتخب مباراة زامبيا امس فهل هو ضحية المشاركة في سيكافا كما ذكرت في هذه المساحة قبل ايام ؟ ننتظر لنري.