خارطة الطريق ناصر بابكر النصر للاعبين والهزيمة للجميع * يدشن منتخبنا الوطني مساء اليوم بالقلعة الحمراء مشواره في التصفيات المؤهلة الى نهائيات امم افريقيا بمواجهة المنتخب الجنوب افريقي في لقاء صعب يعتبر من وجهة نظري الشخصية الأكثر أهمية في مشوار صقور الجديان بالتصفيات. * وتلك الأهمية تنبع من خلال تسليط الضوء على منتخبات المجموعة التى تضم الى جانب منتخبنا كل من (نيجيريا..جنوب افريقيا..الكنغو برازافيل). * على الورق يبدو المنتخب النيجيري (بطل النسخة الاخيرة من الكان) المرشح الابرز لصدارة المجموعة يليه البافانا بافانا الذين يملكون (نظريا) حظوظ اكبر من صقور الجديان ثم يأتي اخيرا منتخب الكونغو برازافيل (المتأهل اداريا) لهذه المرحلة بعد ان كسب الشكوي الضجة التى تقدم بها ضد منتخب رواندا. * واستنادا الى ما سبق.. يبقي منتخبنا مطالبا بتقديم افضل ما عنده في مباراة اليوم والاجتهاد بشدة لكسب نقاط موقعة جنوب افريقيا كاملة ليضع ثلاث نقاط في رصيده من ناحية ويحرم البافانا بافانا منها من ناحية أخري. * كما ان الانتصار اليوم سيمنح المنتخب دفعة معنوية هائلة في بداية مشوار التصفيات وسيزيد من ثقته لاعبيه وجهازهم الفني وبقية القطاعات في قدرته على المضي قدما نحو انتزاع احدي بطاقتي التأهل، وبالمقابل سيكون الوضع معكوسا بالنسبة لمنتخب (الاولاد) الذي يمكن ان يعاني نفسيا وذهنيا ومعنويا حال خسارته اليوم وهو ما يخدم مصالح صقور الجديان. * هنالك نقطة ثانية في غاية الاهمية يمكن ان تعزز من حظوظ السودان في التأهل حال تمكن من استهلال مشواره بالفوز اليوم وهي ان المنتخب الجنوب افريقي يلعب مباراته الثانية يوم الاربعاء القادم على ارضه امام نيجيريا وتعثره خلالها يبقي امرا واردا ولو حدث وانتصر النسور الخضراء في جوهانسبيرج فإن البافانا بافانا سيمر بأيام صعبة وسيكون في مواجهة ازمة ثقة في بقية الجولات. * تلك الحسابات تفرض على كتيبة السودان القتال بكل ما تملكه من قوة في موقعة اليوم لأجل حصد النقاط الثلاث وهو امر يتطلب روح قتالية عالية وقدر كبير من التركيز واللعب بأقل قدر ممكن من الاخطاء على مستوي التنظيم الدفاعي مع استغلال المهاجمين وعناصر الوسط للفرص التى تسنح لهم خلال اللقاء. * المواجهة بطبيعة الحال لن تكون سهلة، فالجنوب افريقي يتميز بالايقاع السريع وجودة الانتشار في الملعب الى جانب امتلاك عناصره لموهبة كبيرة مع الاشارة الى انه يضم عددا كبيرا من العناصر الشابة بشكل يؤكد قوته من الناحية البدنية دون ان ننسي ان المقارنة معدومة بين المنتخبين في جزئية الاعداد. * والنقطة الأخيرة تحديدا (الاعداد والاهتمام بالمنتخب) تجعلنا نشعر بالرثاء على حال منتخبنا وبالخجل من أنفسنا. * اذ يعتبر صقور الجديان المنتخب (الاسوأ اعدادا) و(الاقل حصولا على الاهتمام) من بين كل منتخبات العالم وهو السبب الذي دعاني لاختيار عنوان زاوية اليوم (النصر للاعبين والهزيمة للجميع). *الشائع في عالم كرة القدم ان للانتصار (الف اب) والهزيمة يتحملها (المدرب اولا وثانيا واللاعبين ثالثا) لكن هذه القاعدة لا تنطبق على منتخبنا الوطني (اليتيم) والذي يقاتل فقط بعزيمة لاعبيه ورغبتهم في تحقيق شيء لأنفسهم ولشعبهم واجتهاد الطاقم الفني (الذي يعمل بلا اي معينات نجاح) في تهيأتهم نفسيا. * فالدولة تضع المنتخب في مؤخرة اولوياتها واهتماماتها وهذا ان كانت له مكانة من الاصل ضمن الاهتمامات على الرغم من ان المنتخبات الوطنية مسئولية الدولة في المقام الاول لكن الحزب الحاكم في السودان لا يعير المنتخب ادني اهتمام ولا يفكر سوي في تقديم الدعومات والتبرعات لاندية القمة في وقت لا يحصل في منتخب البلد سوي على الفتات. * الوضع لا يختلف بالنسبة لإتحاد الكرة الذي يشارك ايضا في جريمة اغتيال المنتخبات بقلة الاهتمام وسوء التخطيط والعشوائية التى يدار بها هذا الملف وفي البال نقاط مساوي قيت التى ضاعت بسبب الاخطاء الادارية الكارثية وفي البال ودية المنتخب امام كينيا قبل عدة اشهر التى الغيت لسوء الترتيب ثم ودية سيشل التى الغيت ل(عدم وجود المال) ومع ذلك يظهر معتصم جعفر ليشيد بالدولة ويقول انها تدعم المنتخبات. * وعندما اشرت في فقرة سابقة لشعورنا بالخجل من انفسنا فلأننا في قبيلة الاعلام لا نعفي انفسنا من المسئولية ونعتبر شركاء في ما يعانيه منتخبنا وأحد الاسباب التى تجعل منتخبنا (الاضعف اعدادا والاقل اهتماما) لأن المساحات التى نفردها لمناقشة وتناول امور المنتخبات في صحفنا ومساحات اعمدة الرأي والبرامج الرياضية بالإذاعات والقنوات الفضائية لا تساوي ولو واحد بالمائة مما نفرده لمناقشة قضايا طرفي القمة. * حتي الجمهور، لا يبدي كثير اهتمام بمواضيع المنتخبات وفي كثير من المرات يجد الاتحاد نفسه مضطرا لفتح الابواب بالمجان في مباريات صقور الجديان لحث الجمهور على الحضور الذي يتدافع منذ ساعات مبكرة في مباريات القمة الافريقية ولا يتأخر عن الحضور مهما كانت قيمة التذاكر. * ولتلك الاسباب، نقول وقبل ساعات من المباراة ان المنتخب وحال حقق الفوز فان الثناء والشكر والتحية يستحقها اولا وثانيا وثالثا واخيرا اللاعبين وجهازهم الفني وحال لا قدر الله جاءت النتيجة سلبية فاننا جميعا سنكون شركاء فيها بدءا من الدولة اولا مرورا باتحاد الكرة والاعلام ووصولا الى الجمهور. * نعلم ان كتيبة صقور الجديان لم تحصل على اعداد يتناسب مع أهمية التصفيات وقيمة المنتخبات التى نواجهها ونعلم ان حظوظنا على الورق ليست كبيرة لكننا مع ذلك نراهن ونعشم ونأمل في الروح السودانية القتالية التي يلعب بها ابناء المنتخب مثل هذه المباريات والعزيمة والاصرار والرغبة في اثبات الذات التى تدفهم في كثير من الأحيان لقلب الطاولة على المنافسين وتحقيق الانتصارات ونتمني ان يكون كل من يختاره مازدا في الموعد لأن الفوز في لقاء اليوم من شأنه تغيير الكثير من الحسابات في مستقبل التصفيات. * اللهم انصر صقور الجديان ويسر لهم طريقهم نحو نهائيات الكان.