عماد الدين عمر الحسن كلمة تجريد الحسام للفوز علي فريق عزام لا حديث في هذه الايام وحتي موعد مباراه الرد في الوسط المريخي غير اثار نتيجه مباراه الذهاب مع فريق عزام التنزاني وكيفيه الاستعداد لمباراه الاياب ،كل يدلي بدلوه وكل يتبرع بنصائحه وارائه ، بعض المتخاذلين والمخذلين يصعبون كثيرا من المهمه ويصفونها بالمستحيله واخرون متفائلون يذكرون الناس بلقاء فاطيما وكانون ياوندي ثم الاهلي المصري في التاريخ القريب ، ولعل العامل المشترك في المباريات التي ذكرناها هذه كان الروح القتاليه والعزيمه القويه التي أدي بها اللاعبون حينها تلك المباريات ، وللتنويه فقط نقول ان المباريات تلك كانت لثلاثه اجيال مختلفه تعاقبت علي المريخ ولكن علي مر الاجيال الثلاث كانت الروح هي ذات الروح والعزيمه هي نفس العزيمه والاصرار لم يتبدل ،كان اللاعبون كالمقاتلين وليس كمن يلعب ، وباستطاعتي ان اضيف مباراه رابعه لجيل اخر من اللاعبين وهي مباراه نهائي كاس الانديه الافريقيه ابطال الكؤوس بنيجيريا امام فريق باندل يونايتد وهي المباراه التي انتهت بالتعادل السلبي ليستفيد المريخ من تقدمه بالخرطوم بهدف كمال عبدالغني ويفوز بالبطوله الوحيده التي تسجل باسم السودان في سجلات البطولات الافريقيه حتي يومنا هذا . وأذكر أن تلك المباراه شهدت تسجيل هدفا للمريخ ولكن الحكم رفض احتسابه لسبب لا يعلمه احد حتي الان وقد انفعل أعضاء وفد المريخ الاداري كثيرا لذلك القرار ونزل بعضهم الي الميدان محتجين علي قرار الحكم ، فهل تعلمون ما الذي حدث ؟ تحدث اللاعبون الي اعضاء الجهاز الفني والاداري الذين دخلوا الي ارض الملعب ووعدوهم بنتيجه المباراه وكأني اسمع حتي الان صوت الفارس جمال ابو عنجه وهو يقول ( اقعدو في المقصوره واسألونا من النتيجه ) .وقد كان ما وعد به جمال . نقول ، هذه هي النوعيه من اللاعبين القادره علي تحمل المسئوليه ، هذه النوعيه التي يحتاجها المريخ اليوم لحسم معركه عزام ، المريخ يومها يحتاج الي رجال وليس لاعبين ومتلاعبين ، يحتاج الي من يقدر حجم وعظمه هذا التاريخ المشرف الذي سطروه رجال قبلهم ، يحتاج الي من يقدر تضحيه الجماهير العريضه وحضورهم مبكرين راكبين وراجلين ليس لاي هدف الا مؤازره الفريق ودعم اللاعبين ، يحتاج الي من لا يفكر في عائد مباراه ولا في حافز فوز بقدر ما يفكر في اسعاد كل هذه الجماهير المتعطشه للنصر ، يحتاج الي من يقدم كل جهده وعرقه ولايبخل علي ناديه وجماهيره من أجل ان يري فريقه منتصرا ومتواجدا بين الكبار . إن مباراه الرد امام عزام لن تحتاج من المدرب تخطيطا اكثر من الذي قدمه يوم مباراه الذهاب ، ونثق انه سيجيد التعامل معها كما ينبغي وهو الذي احرج عزام علي ارضه وبين جمهوره . كذلك فإن جماهير المريخ الوفيه لن تحتاج منا الي توصيه ولا تعبئه فهي تعرف تماما دورها ونثق انها ستقوم به علي اكمل وجه . اللاعبون كذلك لن نطالبهم بالمستحيل ، لن نقول لهم اخرقوا الارض ولا نطلب أن يبلغوا الجبال طولا ، فقط سنقول لهم العبوا بمسئوليه ، قاتلوا بشرف ولا تستسلموا لاخر ثانيه في المباراه وحاولو تجنب الاخطاء قدر المستطاع ، فالذي لن نقبله منكم فقط هو التخاذل والاداء الغير جاد والاستهتار . الهلال عندما فاز علي نساراوه النيجيري من قبل بثلاثه اهداف دون مقابل وتاهل علي حسابه للمرحله التاليه من البطوله الافريقيه بعد ان كان خاسرا بذات النتيجه ذهابا – إنما نجح في ذلك بروح لاعبيه العاليه والقتال الشرس الذي أدوا به المباراه بعد ان استفزتهم تصريحات متعاليه أدلي بها النجم النيجيري الكبير اموكاشي وكان حينها مدربا للفريق النيجيري . تلك التصريحات يتبجح الان مدرب فريق عزام بمثلها فليس أقل من ان تردوا عليه بمثل ما رد لاعبو الهلال علي اموكاشي ولستم بأقل منهم في شئ . نقول ،مباراه عزام هي مباراه لرد الكرامه والاعتبار ، ونتيجتها ستكون في حكم المضمون متي ما أحس اللاعبون بهذا الاستفزاز وعزموا علي الرد عليه ،فلو كان لهم احساس سيفوز المريخ دون شك ، وان لم يكن لهم فليذهبوا مباشره بعد المباراه اذا خسر المريخ لاسمح الله .فالمريخ لايحتاج الي اشباح بدون روح لاتحس ولا تقدر . لم اكن من انصار مدرب المريخ السابق الالماني مايكل كروجر ،وكنت دائما اعتقد أنه مدرب شديد التحفظ ويميل الي الخطط الدفاعيه كثيرا ويلعب للتعادل في المباريات التي تتطلب الفوز ،غير أني لم اجد بدا من احترامه في مباراه واحده للمريخ في نهائي كاس السودان في موسم 2010 وهي المباراه الشهيره التي انتهت بهدفي محمد عثمان هنو وراجي عبدالعاطي ، والمباراه كانت قد سبقتها مباراه بين الفريقين في ختام الدوري الممتاز شهدت محاولات من جانب بعض جماهير الهلال استفزاز لاعبي المريخ وخصوصا راجي علي خلفيه قضيه معينه خارج الملعب ، كما شهدت احداثا اخري ، حينها تعامل كروجر بذكاء شديد واختار مجموعه معينه من اللاعبين واستبعد كل المحترفين وصرح أنه قصد بذلك الاستفاده من العامل النفسي والحماس الناتج عن رده فعل اللاعبين علي ما سبق تلك المباراه من مناوشات ، وقد كان له ما اراد وفاز بالمباراه التي اداها اللاعبون بروح قتاليه عاليه وحماس كبير ، ومثل قرار كروجر ذاك هو نفسه الذي يحتاجه المريخ في لقاء عزام المقبل ،لابد من اختيار لاعبين يتميزون بالروح القتاليه والاداء القوي قبل المهاره . وعلي ذلك ربما كان مناسبا جدا الدفع بعلاءالدين يوسف مع امير كمال في وسط الدفاع ،احمد ضفر علي الطرف اليمين ومصعب عمر علي اليسار وخلفهم جمال سالم ، جابسون في المحور واوكرا في صناعه اللعب مع راجي ورمضان عجب في الوسط ،بكري وعنكبه في الهجوم . ختاما نقول الذين يعولون علي الجمهور( فقط ) لحسم المعركه عليهم ان يتذكروا مباراه الترجي التونسي بالقلعه الحمراء في البطوله الافريقيه حين فعل جمهور المريخ كل شئ ابتداءا من مقابله بعثه الترجي بالمطار الي المسانده الضخمه التي وفرها خلال المباراه ورغم لك انتهت المباراه بالتعادل هدف لكل فريق وخرج المريخ بموجب تلك النتيجه لانه كان قد خسر مباراه الذهاب بثلاثه اهداف نظيفه . نعم للجمهور دور شديد الاهميه ، ولكن هذا الدور ينتفي تماما ولا يؤثر اذا لم يستشعر اللاعبون المسئوليه ولم يحسوا بحجم المهمه .