عماد الدين عمر الحسن كلمة المجلس الوطني..وكبش سيدي الميرغني يتمتع الساده المراغنه منذ زمن بعيد بمكانه كبيره عند غالبيه أهلنا في شمال السودان حيث يكثر أتباع الطريقه الختميه ، وهم يحظون بالاحترام الشديد والإتبًاع والولاء المطلق في تلك المناطق ، وقد إمتد هذا الولاء ليشمل أحيانا كل ما يتعلق بهم وبخلفائهم من أملاك أو حتي حيوانات . ومما يروي من القصص الطريفه هناك – أنَ كبشا ، أقرنا ، أرعنا ، إعتدي ذات يوم علي زرعٍ يخص أحد أرباب العقيده الختميه من الذين لايساومون فيها وبدأ ياكل من بعض الأحواض المزروعه بالخضروات مهلكا الحرث ، وعندما راه صاحب الزرع يفسد له في أرضه ويعبث في زرعه أسرع ينتهره ويهشه بعصاه مستفيدا بذلك من بعض ماربها التي يقتنيها من أجلها ، ولكن أحد جيرانه في الحقل أمره الاَ يفعل ذلك لأن هذا الكبش ملكا ل ( ناس سيدي ) . وقف صاحب الحقل من فوره وهو يراقب الكبش بغيظ وجد نفسه مجبورا علي كظمه وعدم إنفاذه حتي فرغ الأخير من مهمته وامتلأت بطنه من مجهود صاحب الحقل وزرعه ، ثم خرج يتبختر أمامه كأنه قد ملك الاماره دون إحساس بذنب قد جناه علي هذا المسكين ، فصاح فيه صاحب الارض : ( ما بدري يا خليفه ) . أكد المجلس الوطني – مشكورا – أن دوره البرلمان الجديده سيكون في أعلي سلم أولوياتها تخفيف أعباء المعيشه عن المواطن وتوفير حق معقول له من الرفاهييه في معيشته بجانب المساهمه في تحقيق التنميه المستدامه . الفقره أعلاه هي نص خبر ورد في بعض الصحف اليوميه خلال الايام القليله الماضيه ولم أضف عليه غير كلمه الشكر بين الخطين وذلك لاعتقادي أن المجلس حقيقه يستحقها لأنه عرف أخيرا أن هناك ما يسمي مواطن ، وأن المعيشه قد أرهقته وأن العمل علي رفع جزء من أعباءها عنه هو واجب عليه ويستحق هذا الواجب أن يكون في أعلي سلم الأولويات . ليس ذلك فحسب ، بل المجلس سيعمل علي توفير حد من الرفاهييه كذلك لهذا المواطن . ونقطه اخري انتبه المجلس والساده نوابه أنها جديره باهتمامهم وتستحق المناقشه بالبرلمان ، وهي قضيه الاهتمام بالزراعه ووضع ذلك ايضا في الأولويات جنبا الي جنب مع قضيه تخفيف الأعباء هذه ، وذلك حرصا منهم علي زياده الانتاج بما يؤدي الي وقف استيراد القمح والغلال للمحافظه علي ميزان المدفوعات . النقطه الثالثه التي وردت بالخبر كانت تتحدث عن وضع سياسات اقتصاديه شامله للمحافظه علي أسعار الدولار والحد من الارتفاع الكبير الغير مبرر في كثير من الأحيان . الحقيقه أن النقاط الثلاثه تبدو معقوله وجديره بالاهتمام وكلها لا تنفصل عن بعضها البعض ، فالاهتمام بالزراعه وزياده الانتاج سيؤدي إلي إيقاف الاستيراد للغلال وهذا بدوره سيساعد كثيرا في استقرار سعر الدولار وكل ذلك سيقود بالضروره الي تخفيف الأعباء عن المواطن الذي سينعم حينها بالرفاهيه والراحه التامه . غير أننا لن نضغط علي المجلس الهمام والساده المحترمين نوابه للتعجيل بمناقشه هذه النقاط ، فلسنا علي عجله من أمرنا ، و نستطيع الانتظار مده زمنيه اخري كما انتظرنا من قبل حتي تم الفراغ من مناقشه وإجازه قانون رفاهيه الحيوان ، وكما انتظرنا حتي تم الفراغ من مناقشه قانون منع التبغ ، ونستطيع أن ننتظر أيضا تمرير الكثير من الأجندات الاخري ومناقشه العديد من القوانين واللوائح الاخري التي قد تفوق كثيرا معاناه المواطن في الأهميه . نثق في المجلس وفي ترتيبه لسلم الأولويات ، فالمجلس الذي اكتشف – فجأه – أن المواطن يعاني من المعيشه ومن ضغطها علي كاهله لهو مجلس عبقري قادرعلي وضع حد لهذه المعاناه وابتكار الطرق والخطط المناسبه لرفعها عنه . المجلس الذي عرف مؤخرا أن الزراعه وحدها ووفره الانتاج هي التي ستؤدي الي تمزيق فواتير استيراد الغلال بما يساعد علي استقرار ميزان المدفوعات واستقرار سعر الدولار ، فهو قادر دون شك علي توفير مدخلات الانتاج الزراعي واستيراد بذور محسنه سليمه وخاليه من الأمراض . المجلس الذي عرف مؤخرا أن متوسط دخل المواطن الذي يعاني لا يقارب في الحقيقه الي تلك الارقام الخرافيه التي ذكرها بعض منسوبيه من قبل ولا تمت لها بصله ، الا اذا كانت تلك الارقام قد تم مضاعفتها بذات الطريقه التي كان يريد بها القائل مضاعفه أمواله لولا أنه تعرض للاحتيال ، لهو قادر علي رفع مستوي الدخل للفرد وايصاله الي أعلي درجات الرفاهييه . سيدي المجلس الوطني ، رفع المعاناه التي يطلبها المواطن المغلوب علي أمره في الوقت الحالي تتلخص فقط في امكانيه حصوله علي الضروريات التي تمكنه من البقاء علي قيد الحياه ، وهو يحتاج فقط إلي الأساسيات مما تنبت الارض من عدسها وفومها وبصلها ، وأن يكون ذلك باسعار مناسبه وفي متناول يده ولا يتطلع إلي أكثر من ذلك ، أما وقد انتبهت الان فقط لكل ذلك سيدي المجلس ، نقول لك …مااا بدري يا خليفه… عماد الدين عمر الحسن [email protected]