بلا حدود هنادي الصديق العيار اللي ما يصيبش يدوش !! * هو بالضبط ما حدث في أكبر امبراطورية رياضية أهلية في ظاهرها، (رأسمالية) في باطنها، عقب الزلزال القوي الذي هز عرش الفيفا بكل قوتها وجبروتها. * فعشية إنعقاد الكونغرس الدولي للإتحاد الأكبر في العالم ، والذي تجري فيه الإنتخابات الشرسة لإنتخاب الرئيس الجديد الذي سيحكم إمبراطورية الفيفا لأربعة أعوام قادمة، فاجأت السلطات السويسرية إبن جلدتها(جوزيف سيب بلاتر) ثعلب الفيفا العجوز بكشف العديد من المخالفات المالية، أو لنقل ملفات الفساد العديدة التي لم يكن أحد يجرؤ علي الحديث عنها، ناهيك عن كشفها، بعد ان تجاوزت ميزانيتها مليار ونصف المليار يورو وهو ما يوازي ميزانيات دول كاملة. * وهو ما أقدمت عليه السلطات الأمريكية وهي تعلن كشف ملفات الفساد وتطالب باعتقال العديد من موظفي الفيفا وترحيلهم لمحاكمتهم بأمريكا، الشئ . *أمريكا عينها علي سحب ملف تنظيم كأس العالم من قطر (الدولة المزعجة) بالنسبة لها، بجانب ضغوط عديدة من دول أخري لديها رأي سالب في سياسة بلاتر في إدارة شئون الفيفا من زيورخ والتي بكل المقاييس تعتبر دائرة مقفولة عليه لأكثر من أربعين سنة بعد أن خبر كل صغيرة وكبيرة فيها وسبر أغوارها بعمق، للدرجة التي جعلته يطيح بأقرب الأقربين إليه متي ما فكر من الدخول لأحد (أزقة الفيفا) ناهيك عن التفكير في زحزحة العجوز من مقعده، ولعل مأساة صديقه وساعده الايمن القطري محمد بن همام لازال التاريخ يذكرها وسيذكرها بأسي بعد أن نالت منه مافيا الأخطبوط بأمر بلاتر وقذفت به خارج أسوار المنظومة العالمة فصار من مخلفات الماضي الكروية. * الاردني الأمير علي بن الحسين كان أكثر العرب شجاعة وهو يتقدم بترشيحه لمنافسة العجوز بلاتر، ولحسن الحظ أو ربما بتخطيط، أو لعلها محاسن الصدف هي التي وقفت لنده السويسري بالمرصاد وهي تكشف بقوة عورة إتحاد ظل يحكم قبضته الفولاذية لأربعة عقود منذ ان كان سكرترا عاما للفيفا الي أن وصل لرئاستها وأبي ن يتزحزح قيد أنملة، وهو ما دعي العديد من الإتحادات لإعادة التفكير في منح صوتها لأس الفساد الكروي، بعد أن تلقت الوعود والدعومات الخاص منها والعام، ولعل الإتحاد المصري كان الأشجع والأقوي وهو يعلن رفضه التصويت لبلاتر ومنح صوته للأمير بن الحسين. * الإتحاد التونسي أيضا سار في نفس الطريق لكثرة خلافاته والمرارات التي تعرض لها مع الاتحاد الافريقي ورئيسه الكاميروني عيسي حياتو (الداعم الأكبر لبلاتر)، بينما إتحادنا السوداني سار في نفس الطريق الذي يشبهه وهو إصدار بيان يعلن فيه إنحيازه لبلاتر رغم الفضائح التي طالت المنظومة التي يرأسها، وهو ما يؤكد أن المصالح هي التي تسير قادة إتحادنا السوداني دون النظر لقيم وأخلاقيات اللعبة التي تدعو للشفافية واللعب النظيف داخل وخارج الملعب، ولكنهم آثروا الإصطفاف علي بوابة الثري العجوز مع بقية الاتحادات الهشة، وهذا ليس ببعيد عنهم بعد أن حفظ لهم التاريخ تخليهم عن أكبر داعم وصديق لهم وهو القطري بن همام بعد أن وقفوا متفرجين وهو يطرد من عالم المستديرة دون أن يكون لهم موقف، والخوف من ضياع مصالحهم جعلهم يغضون الطرف ويصفقون لصاحب الأرضية الصلبة، ولم يهزهم موقف الفرنسي رئيس الاتحاد الاوربي اللاعب السابق ميشيل بلاتيني وهو يطلب من بلاتر (التنحي)، ويذهب أبعد من ذلك باعلانه دعم الاتحادات الاوربية للأمير علي بن الحسين، في موقف مشرف، وهذا هو الفرق بين العرب والأوربيين. * أياً كانت نتيجة الانتخابات سيحفظ التاريخ للأمير الاردني شجاعته في إدخال إمبراطور الفيفا في أصعب إمتحان خاصة بعد الهزة القوية التي أصابته في مقتل. * حتي وإن فاز بلاتر فإن فضيحة الفساد ستلاحقه وربما كشفت التحقيقات مع المتورطين ما يجعل الأرض تهتز تحت قدميه وربما أبعدته نهائياً عن معشوقته فيفا.