كلمة عماد الدين عمر الحسن من أمن العقاب أساء التحكيم.. لا أميل كثيرا الي الحديث عن التحكيم وأخطاء التحكيم في مباريات الدوري الممتاز ، وأعتقد أن أكثر القراء قد ملوا من تكرار الكلام عن تلك الحالات ، ولكن ربما كثرة الاخطاء والحالات نفسها هي التي تؤدي الي كثرة الحديث عنها ، ومن يكثرون الكلام حول ذلك لا يتحدثون من فراغ دون شك ، وأدلة كثيرة ومنظورة تدعم حديثهم ويشاهدها الجميع بعد ذلك من خلال إعادة اللقطات والعرض البطئ ، ولكن للاسف الشديد كل تلك الادلة لا تشفع ولا تفيد من وقع عليه الظلم التحكيمي في شئ ، فعلي الرغم من أن تلك القرارات الخاطئة من الحكام ثؤثر بشكل مباشر علي نتائج بعض المباريات وبالتالي تؤثر علي ترتيب الفرق بالدوري ، إلا ان تلك القرارات تبقي واقعا ولا يغير الحديث عنها شئ ، فلا يعيد نقاطا ولا يغير بالتالي ترتيب الفرق بالدوري ، ولكن ، كان من المهم جدا أن يؤدي اثبات تلك الحالات ومراجعتها من قبل الجهات المسؤلة عن التحكيم باتحاد اللعبة الي مسائلة تتم للحكام الذين يقعون في مثل هذه الاخطاء بل ومحاسبتهم بكل شدة اذا ثبتت تلك الاخطاء ، وهو الامر الذي كان سيؤدي بالضرورة الي حرص الحكام في مقبل اللقاءات وتوخيهم للحذر الشديد بحيث لا يقعوا في مثل هذه الاخطاء التي تجلب لهم العقاب – هذا علي افتراض انها اخطاء غير مقصودة ، ولكن بما أن الجهات المسؤلة نفسها تبرر لحكامها وتغض الطرف تحت زعم أن كرة القدم نفسها لعبة أخطاء وأن أخطاء التحكيم هي جزء من اللعبة فسيظل الحال علي ما هو عليه بدون شك ولن يجتهد أي حكم في تحسين مستواه فهو بعيد عن أي محاسبة أو عقاب . هناك قول معروف وحكمة تقول : أن من أمن العقاب أساء الادب ، ولكن دعونا نكتفي هنا بقول أن من أمن العقاب أساء التصرف وأخطا في التحكيم . وكل الذي نطالب به أن تتم مسائلة الحكم الذي يخطئ ومحاسبته إن لم يجد تبريرا مقبولا لأخطائه ، ولو أن ذلك تم تطبيقه نعتقد أن الحكم الذي أدار لقاء المريخ وهلال كادوقلي الاخير في الدوري الممتاز سيكون أول المتضررين من ذلك التطبيق وسيعاني أشد معاناة لايجاد تبرير الغائه للهدف الذي احرزه مهاجم المريخ عبدو جابر في شباك الحارس حافظ . كما قدمنا ، الحديث عن أخطاء التحكيم لن يفيد الفرق التي تعرضت للظلم ، بل حتي محاسبة الحكام لن تغير نتيجة المباريات التي شهدت أخطائهم ، ولكن ذلك قد يخدم المنافسة من ثلاثة وجوه : الأول بأن ذلك سيضمن شرف المنافسة وقوتها وسيفوز دائما الذي يستحق الفوز وليس المستحق لعطف الحكام وتقديراتهم الخاطئة ، وسيخسر صاحب الاداء الضعيف والمستوي الاقل وليس الذي ينال سخط الحكم وعدم رضائه ، وكل ذلك من شأنه أن يرفع من مستوي المنافسة ويفيد اللعبة فيقدم الأحق للمراكز الأولي بالدوري وبالتالي تمثيل البلاد في المنافسات القارية ، وسيهبط من دوري الكبار الذي لا يستحق فعلا البقاء فيه وليس من تضرر بسبب القرارات الخاطئة . والثاني : أن ذلك سيرفع من مستوي التحكيم والحكام السودانيين ، فالحكم الذي سيحاول تفادي المسائلة والعقوبة سيعمل بكل جد لرفع مستواه وتفادي الوقوع في الاخطاء مما قد يؤدي الي وضع الثقة في التحكيم السوداني واسناد ادارة بعض المباريات المهمة اليه سواء كانت قارية أو دولية ، حيث لا تشهد تلك الساحات ظهورا ملحوظا لحكام مميزين من الجنسية السودانية . أما الثالث فذلك سيضمن استقرار المنافسة ويحفظ الأمن في الملاعب ويقلل من التفلتات التي تحدث من وقت لاخر في الميادين ونشير هنا الي حادثة الاعتداء التي تمت علي الحكم معتز شطة الاسبوع الماضي ، وهو سلوك لا نقره بحال ولا يوجد عاقل يدعوا له ولكن في نفس الوقت نحذر منه ، ونقول أن ردود افعال الناس تختلف عند التعرض للظلم ، وان للظلم طعم شديد المرارة قد يدفع بعض المتهورين الي ارتكاب أفعال غير مسؤلة ولا مضمونة النتائج . كما نشير كذلك الي بعض البيانات التحذيرية التي يتداولها البعض علي المواقع الاسفيرية هذه الايام والتي تتحدث عن اتجاه الجماهير لحماية فرقها بنفسها من التعرض للظلم ، والانتقال من مرحلة الاستنكار بالتعبير اللفظي والهتاف في وجه الحكام بأن تحكيمهم فاشل ، الي مرحلة التعبير العملي وأخذ الحق باليد ، ولا يخفي علي أحد ما يمكن أن يتسبب فيه ذلك من فوضي وانفراط للأمن داخل الميادين ، وشواهد كثيرة وأحداث أدت الي الموت في كثير من الاحيان داخل ميادين الكرة باسباب مشابهة .