زفة ألوان يس علي يس المنتخب.. أكتب يا قلم الجن..!! . وحينما كنا نقول إن المنتخب يتيماً وان الوطنية لا تعني الهلال والمريخ ومساندتهما أفريقياً، وأن الانتماء الحق في المنتخب، كانت مجالس المدينة تتلقى بشيء من سخرية وشيء من همز وغمز ولمز حديثنا هذا، وتتقاذفه من هنا وهناك باعتبار أن تلك أشياء لا تتجزأ، وأن أي فريق يمثل السودان ينبغي أن نقف خلفه متناسين حتى ملح "المكاواة" بين قطبي الكرة السودانية، وأوضحنا استحالة هذا بالرغم من الاجتهادات والاصوات المنادية التي تعلو من هنا وهناك، وخطرفات "منظمة وطن واعي" التي عقدت شيئاً أشبه بالمؤتمر أرهق ميزانيتها ولم يقدم شيئاً، وتنبأنا حينذاك بفشل التوصيات، وهاجوا وماجوا، وها نحن ننتظر مندوبهم من جديد ليزورنا كما زارنا من قبل..!! . أربعة لاعبين فقط في مران المنتخب مقابل ستة مدربين، كان هذا الخبر يرقد في واجهة الصحف أمس الأول ويمد لسانه طويلاً لدعاة الوطنية، ولم يفتح الله على احد ليقول "بغم" في وجه هذه الشرذمة وهذا التسيب، أربعة لاعبين فقط في أول تجمع للمنتخب، لأسباب تكاد تكون معروفة للجميع، ومع ذلك نلقي اللوم على اللاعبين الغائبين ونطالبهم بأن يكونوا وطنيين وأن يلعبوا مجاناً للمنتخب، فمن بربكم يخدم هذا الوطن مجاناً ؟؟، ومن قال إن الوطنية هي أن تشتغل "بلاش"..؟؟ . للاعبي المنتخب حقوق ومستحقات على إدارة الاتحاد وحوافز ومتأخرات، صمتوا عنها طويلاً، بل لا يحق لهم الحديث عنها للصحف لأن قوانين الوطنية الناجزة ستكون حاضرة وسيتعرض اللاعبون للإيقافات والمساءلة والحرمان من ممارسة الكرة لمجرد انهم طالبوا بحقوقهم، ولأننا شعب عاطفي فسندعم موقف الاتحاد ضد اللاعبين، وسنظل نردد ببغائية مقيتة ان هذا اللاعب رفض أن يلعب "للوطن عشان القروش" في حين أن هذا حق من حقوقه الأصيلة مثله مثل أي مهندس بترول، وأي شرطي، وأي طبيب يعمل في ربوع السودان وبمقابل مجزي "كمان"..!! . لاعبو المنتخب يقضون معسكراتهم في الأكاديمية، وفي أسوأ الأجواء التي يمكن أن يعسكر فيها لاعب كرة قدم، تنتظره استحقاقات مهمة في إحدى البطولات الدولية، ولعلنا لا ننسى حادثة انقطاع التيار الكهربائي عن المعسكر وبقاء اللاعبين في "سخانة تلحم" هذا بخلاف الظروف الأخرى التي يواجهها المنتخب، في وقت تقع فيه مسئولية المنتخب على الاتحاد ميسور الحال، والذي يمكن له أن يوفر الإقامة في أفخم الفنادق، ويجهز معدات على أعلى مستوى، ثم يفي بمستحقات اللاعبين على "داير المليم" ليكون المنتخب واللعب له جاذباً وطارداً إلى الحد البعيد بدلاً من هذا الإنفضاض والهروب من المعسكرات..!! . منتخبات أكبر منا بكثير تمرد لاعبوها على اللعب للمنتخب، ورفضوا أداء أي مباراة مالم يتسلموا مستحقاتهم المالية لأن الفيفا نفسها لا تقر مبدأ "اللعب ببلاش" لأشخاص مهنتهم كرة القدم وأكل عيشهم في اللعب، دون ان يشكك ذلك في وطنيتهم او يتعرضوا لأي نوع من العقوبات لأن الفيفا لن تسمح بهضم حقوق لاعب بهذه الطريقة الغريبة..!! . لدينا تواصل جميل مع لاعبي المنتخب، ولعلنا نسمع منهم ما يشيب له الرأس، وما يجعلنا ننحاز إليهم في غيابهم، طالما أن الاتحاد هذا ليس معدماً للدرجة التي يفكر فيها في إقامة احتفالية كبيرة لمجرد وصول القمة إلى نصف النهائي، وكأنه يربي فينا تواضع الطموح، ويغذي القناعة بالأدنى من الإنجاز، ثم يصرف صرف من لا يخشى الفقر على هذه الاحتفالية البائسة، ولعل المنتخب أحق بهذه الأموال، ولاعبي المنتخب واستحقاقاتهم أحق بالسداد من تلك الفوضى المزمع قيامها باسم الانجاز، وهو ما لزم التنويه إليه..!! . ويبقى السؤال: لماذا لا تسأل الوزارة الاتحاد عن استحقاقات اللاعبين، وهل يدخل ذلك في دائرة القرار الفني المفترى عليه..!! . تمرين المنتخب: أسفي عليك…!! . أقم صلاتك تستقم حياتك..!! . صلّ قبل أن يصلى عليك..!! . ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!