في الصمت كلام محمد عثمان بلل لماذا تذكرتُ القذافي في هذه اللحظة ..؟؟ جميعنا يتذكر معمر القذافي. الزعيم الليبي الراحل الذي حكم لفترة طويلة. هو من الحكام القلائل الذين حكموا لفترات طويلة. شهدت فترتة احداثاً مثيراً. شغل الدنيا منذ مجيئه حتي اللحظة. لا يعدي يوم إلا ويتذكر الناس تلك الشخصية الغريبة. سيرته علي كل لسان حياً وميتاً. اشتهر القذافي بتصريحاته المستفزة ضد خصومه. خاصة حكام العرب. وجد منهم ما لم يجدوه من اعدائهم. قال فيهم مال قال ووصفهم بعبارات لا تليق برئيس دولة كبري. في بداية حكمه كانت علاقته اكثر من جيدة من الدول العربية. وطبيعي جدا اي حاكم او رئيس دولة عندما يظهر في الساحة يحتاج للدعم والمساندة. القذافي بعد ان تمكن جيدا من الحكم في ليبيا. إنقلب علي الجميع. كان الرؤساء العرب الذين ساندوه في بداية مشواره الرئاسي هم اول من انقلب عليهم. حالف دول وصادق اخري واظهر العداء لاخري. إحتار الجميع في مزاج هذا الرجل. إلا ان اكثر ما يميزه تصريحات الاستفزازية للجميع. حتي ابناء وطنه لم يسلموا من لسانه. شخصية القذافي الغريبة اعجب بها البعض. حتي من غير الليبيين. وكثيرا ما نجدا ان احدا اطلق علي مولوده الجديد (معمر) او (القذافي) اعجابا بشخصية القذافي. تلك التصريحات الاستفزازية التي كان يطلقها القذافي علي خصومه دلت علي قوة شخصيته. وان من يطلق مثل تلك التصريحات لابد ان يكون شجاعاً كفاية مثل تصريحاته. ولا اخفي عليكم انا كنت معجب جداً بشخصية القائد الليبي. وكنت متابع لجميع خطواته وتحركاته. ومعجب جدا بفكرة الرئيس الذي يقيم في خيمه داخل احدي قصوره الفخيمه. حتي ان تلك الخيمة لا تفارقه الي زار دولة اخري. وشاهده الجميع عندما زار السودان قبل سنوات لحضور مؤتمر القمة الافريقية. الدولة كانت وقتها استضافة الرؤساء في فلل فخمة تم تشييدها من اجل هذا الحدث الكبير. إلا ان القذافي فاجأ الجميع بالإقامة في خيمة. إزداد اعجابنا بهذا الرئيس المتواضع. في الوقت الذي يقيم يقيم فيه اغلب الرؤساء في قصور معروفة بالقصور الرئاسية. كل شخص كان لابد ان يعجب بهذه الشخصية. كما حرسه الشخصي الذي يتكون من عدد من النساء كان امراً لافتاً. رئيس دولة كبري في حراسة مجموعة من النساء ..يا للعجب ؟؟ فعلا القذافي كان شخصية غريبة. نعلم ان المراة دخلت المجال العسكري وتتلقي التدريبات العنيفة وتشارك في الحروب. لكن ان تعمل في حراسة اهم شخصية موجودة في دولة هذا لم نسمع به إلا في ليبيا. وعلاقته كانت جيدة مع الدول الافريقية. ويجد القذافي احترام غير عادي في افريقيا. خاصة دول غرب افريقيا. عندما يزورها يجد استقبال خرافي ويجد اهتمام من الجميع. اتذكر ايضا انه وجد تأييدا كبيرا منهم وهو ايضا ظل يهتم بهم اهتمام كبير. وقد تابعت القذافي يخطب في احد المساجد في دولة افريقيا وان الحاضرون وصل لرقم قياسي. المسجد فاض عن آخره وخارج المسجد إمتلأ ايضا والشوارع الموجودة حول المسجد. وأقام لهم العديد من المشاريع التنموية التي ساهمت في تطور بعض القري في افريقيا. في الحقيقة ان القذافي كان يحب البساطة وايضا يحب الانسان الافريقي البسيط. لذلك كانوا يجدون في قلبه مودة خاصة. أما علاقته مع الدولة العربية وشعوبها. فهي علي النقيض تماماً. كانت علاقة متوترة للغاية. معظم الدول العربية كانت لا ترغب في اقامة علاقات مع القذافي. بسبب رأي القذافي الشخصي في تلك الدول. ودائما عندما يحضر الي اجتماعات القمة العربية. كانت يتحدث عنهم بكل استخفاف لعدم جدوي اجتماعاتهم وهناك بعض الدولة العربية التي تعيش في مشاكل وشعبها يعاني من الجوع. واحيانا كثيرة كان يخرج من قاعة الاجتماعات وسط دهشة الجميع دون اكمال الاجتماعات. القمة العربية كان يحضرها الملوك والامراء وزعماء الدول. القذافي يترك كل هؤلاء دون ان يبالي ويخرج عائدا الي بلاده. ليترك الجميع في حيرة من امرهم. وحيرة اخري من هذه الشخصية. وطبعا وسائل الاعلام لا تقصر اطلاقا وهي تقوم ببث ذلك علي الهواء مباشرة. ويكون تصريحات القذافي المثيرة وخروجه اثناء القمة العربية مادة دسمة في جميع وسائل الاعلام لفترة طويلة. هذه الشخصية التي حيرت العالم لم تكن الجميع يتوقع ان يغادر القذافي مقعد الحكم بتلك الطريقة التي غادر بها. انقلب عليه ابناء شعبه خلال ثورة الربيع العربي. الثورة التي اندلعت في المنطقة العربية في تلك الفترة. ليبيا كانت من تلك الدول التي شهدت قيام ثورة عربية. إلا ان الثورة العربية في ليبيا كانت الاعنف والاشرس. شهدت قتال مسلح بين الشعب الليبي وقوات القذافي. في البداية وحسب تصريحات القذافي توقعنا اخماد تلك الثورة في ساعات. اطلق القذافي تصريحات مستفزة جدا ضد من قاموا بالثورة. احسب ان تلك التصريحات كان سبباً في ذهابه. نتذكر جدا قولته الشهيرة (من انتم .. من انتم .. لن نترككم .. سنقاتلكم في بيت بيت .. دار دار .. زنقة زنقة ..). وغيره من الحديث الذي كان وصف به ابناء شعبه. القذافي تعرض للخداع من الذين حوله. الذين صوروا له انه الرئيس الذي لا يقهر وان قواته جاهزه للدفاع عنه. وعندما جانت وقت الحقيقة هرب الجميع وتركوا القذافي وحيدا. وعند لحظة القبض عليه كيف شاهدنا الاندهاش كان مرسوما علي وجه القذافي. بعد ان خدعه من كانوا حوله انه الرئيس الاقوي والافضل. (صمت اخير) .. هذا الواقع يتكرر الآن. هل يا تري سيتدخل العقلاء لمنع حدوث ذلك. نتمني ذلك. لماذا تذكرتُ القذافي في هذه اللحظة ؟؟.