كلمة عماد الدين عمر الحسن صراع المال والقانون ..من ينتصر..؟ لم تخلو اللهجة التي تحدث بها اشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال للجماهير خلال مباراة فريقه بالامس مع فريق الامل عطبرة من العنترية ان لم نقل الهمجية ، وكان حديثه – كالعاده – يشبه كثيرا احاديث العامه مما يمكن ان تسمعه من أي مشجع عادي تلتقيه في احد الاسواق أو الحواري ، ولكنه لم يرتقي علي الاطلاق الي حديث قيادي يمثل ثاني اكبر الأندية في البلاد ويقف علي قمة هرمه الاداري ، وهو خطاب افتقر الي المسؤلية تماما وجاء فارغا من كل المضامين غير التحديات التي كان يطلقها بمناسبة وبدون مناسبة ، وهي طريقة قد اعتاد عليها منذ بداية عهده في رئاسة الهلال ، حيث يبدو الرئيس مفتونا بلغة المراهنات والتحديات ، ولعلكم تذكرون حتي الان تحديه الشهير للمريخ أيام تسجيل اللاعب بكري المدينة عندما صرح بأن اللاعب لن يستطيع مزاولة نشاطه مع المريخ لان العقوبات التي ستطاله قد تشمل حرمانه من النشاط الرياضي مدي الحياة وهو يستخدم كلمة ( اتحدي ) في كل مرة . كما لا زلنا نذكر تحديه لجماهير الهلال الراغبة في عودة قائد الفريق السابق هيثم مصطفي الي كشوفات الفريق ، وتحديه للجماهير الغير راغبة في ذلك في نفس الوقت في تناقض غريب وعدم وضوح للمواقف ،وكان ذلك عندما شبه الكاردينال هيثم ب ( المرا الطلقوها وعايزين يرجعوها ) ، ولحسن الحظ أن كل ذلك موثقا بالصوت والصورة من خلال استضافة الرجل بقناة النيل الأزرق بعد فوزه برئاسة نادي الهلال . بغض النظر عن كسب الكاردينال للرهان أو خسارته له في كل مرة ، لكن الطريقة نفسها غير مقبولة ، وهي لاتشبه الطرق التي تدار بها الكيانات المؤسسية سواء كانت أندية أو هيئات أو أي أنشطة اخري ، وبالأمس استمر الكاردينال علي نفس النهج وهو يتحدي الاتحاد العام لكرة القدم أن يطبق القانون علي الهلال بعد انسحابه من منافسة الدوري الممتاز وكل المنافسات التي يديرها ، وهو تحد خالفه التوفيق اذ ليس انتصارا أن تخرق القانون وتنصب نفسك في مرتبة أعلي منه ، فالمجتمعات الراقية فقط هي التي تقدس القوانين وتحترمها بينما كل جاهل أو أحمق يستطيع أن يكسر القانون ويخالف النظام ، بل حتي الحيوان – أكرمكم الله – يستطيع أن يفعل ذلك ، ولكن العقلاء فقط وأصحاب الحكمة هم الذين يستطيعون الالتزام بالنظام واللوائح وهم الذين يحترمون القانون . نقول للسيد اشرف الكاردينال لو كنت تستند في تحدياتك وعنترياتك هذه علي القوة التي تستمدها من الثروة التي تتمتع بها ، أو كانت هذه هي طريقة ادارتك لمنشاتك الخاصة ومؤسساتك الاقتصاديه فذاك انها ملك لك وحدك ولك الحرية كاملة في التعامل بالشكل الاداري الذي تراه والنهج الذي تعتمده ، ولكن أن تسحب هذا الاسلوب للتعامل في ادارة ناد يملكه الملايين من عشاقه ورواده ومحبوه فهو أمر غير مقبول دون شك . وليس صحيحا أن كل القاعدة الهلالية مؤيدة لقرار الانسحاب ،بل حتي الموافقون عليه من جماهير الهلال ممن كانوا حضورا للاحتفال المزعوم بالعدالة وشهدوا مباراة الامل هم من المغيبون تحت تأثير إعلام سالب لم يستطع تقديم النصح للمجلس ولا التوعية للجماهير . الكاردينال بموقفه الاخير هذا واساءاته المتكررة لقادة الاتحاد العام وتشبيهاته السخيفة لهم بما لا يليق قد حول الصراع برمته الي صراع بين أمواله التي يراهن عليها وبين الاتحاد العام والقوانين التي يتوجب عليه احترامها وتطبيقها علي الجميع ، إذ لا كبير علي القانون – أو هكذا يجب أن يكون وسننتظر لنري ما ستؤل اليه الاحوال وما ستتوصل اليه اللجنة المكلفة بتوفيق الاوضاع ، وان كان تكوين اللجنة نفسه يشير الي مقدمات لتجاوز القوانين ولكننا لن نتعجل الامور . اكتملت خيارات وزارة الشباب والرياضة فيما يتعلق باللجنة المكلفة بتسيير العمل بنادي المريخ الي حين قيام الجمعية العمومية وانتخاب مجلس جديد يخلف المجلس السابق ، وجاء المهندس اسامة ونسي وزير الشباب السابق بولاية الخرطوم علي رأس القائمة رئيسا للجنة واللواء شرطة سيف الدين عمر مدير الجمارك نائبا له . علي ذكر الجمارك فان علاقة غريبة تربط بينها وبين نادي المريخ حيث سبق وترأس اللواء ماهل ابو جنة نادي المريخ وكان حينها ايضا مديرا للجمارك ، كما أن السيد طه صالح شريف عضو مجلس شوري المريخ ايضا سبق وتقلد منصب مدير عام الجمارك . ضمت اللجنة كذلك اللواء ياسر حسن عثمان مدير عام شركة الهدف كأمينا للمال ، وهو ينتمي الي اسرة مريخية بالكامل حيث كان والده العقيد حسن عثمان كروم عليه رحمة الله واحدا من أبرز مشجعي المريخ بحي الصحافة جنوبالخرطوم ، كما أنه صهر السيد عادل محمد عثمان وزير مالية ولاية الخرطوم وعضو مجلس ادارة المريخ السابق . كما ضمت اللجنة العميد عامر عبدالرحمن مدير شرطة النظام العام كأمينا عاما للنادي خلال فترة التكليف وهو رياضي مطبوع مشبع بحب المريخ ، بالاضافة الي عشرة اعضاء اخرين . نتمني لهم كامل التوفيق وقد تقلدوا الامور في وقت صعب تتخلله الكثير من الازمات كما تنتظرهم العديد من الملفات لانجازها ،ولعل أصعب التحديات التي ستواجه لجنة التسيير ملف التسجيلات بالاضافة الي تجديد عقد المدرب وقبل ذلك الاعداد للجمعية العمومية للنادي . كلمة أخيرة : لم يكن مناسبا علي الاطلاق أن تقوم الاذاعة الرياضية بنقل مباراة الهلال والامل في اعتراف ضمني منها وتحيز واضح لموقف الفريقين من الدوري الممتاز خصوصا وأن الاذاعة ترفع شعار القومية وكان من المفترض أن تختار الحياد بدلا من نقل مناسبة غير رسمية ، وهي بموقفها هذا كأنها تصب الزيت علي النار وتدعو للفتنة من اوسع الأبواب . اخر كلمة : النائب الاول لرئيس الجمهورية سيكون حضورا في مدينة دنقلا ليشهد نهائي كأس السودان..هل سيأتي الكاردينال ، أم سيتخلف ؟