زووم ابو عاقلة اماسا أزمة الموسم الرياضي لم تنته بعد…! أصدرت الجمعية العمومية لإتحاد كرة القدم في دورة الإنعقاد الأخيرة جملة من القرارات التي وضعت الحد بين (جد) القوانين و(لعب) المتلاعبين بها، وبوصف الجمعية أعلى جهة تشريعية للعبة كرة القدم في البلاد كانت قراراتها نافذة مهما كان رأي أطراف الصراع في شكلها وتكوينها، ولا يملك أي منهم حق مخالفتها وإلا وجد نفسه خارج المنظومة تماماً، ولكي نعرف أن الأزمة نفسها كانت فصلاً من فصول الفوضى الضاربة بأطنابها في الوسط الرياضي، وأن الأندية الجماهيرية ليست في أيدي أمينة يجب علينا أن نجرد الحساب لنعرف هل حققت الأطراف الأربعة أهدافها من خلال هذه المعارك؟ المريخ حصل على بطولتين والعقلاء داخل النادي يدركون أن هنالك تفريطاً حدث في فريق كرة القدم أدى إلى خسائر فادحة أثناء التنافس كان السبب في أن يخسر عدداً من المباريات ويحول دون حسم هذه البطولات على الملعب، ومهما كانت التفاصيل فإن نكهة البطولات تظل هي نفسها، أما الهلال فقد افتعل رئيسه عدداً من الأزمات وقاوم المعقول وفعل اللامعقول ليوصل رسالة لا يعرف هو نفسه فحواها، ولا المستقبل الموجهة إليه، استخدم فيها السلاح الأخطر في كرة القدم، وهو سلاح الجماهير والإعلام، حيث تابعنا أن الإعلاميين قد ناصروه والأغلبية منهم غير مقتنع بأنه على حق ولكنهم إنحازوا للهلال كإنتماء، وغيرهم ذهب إلى أبعد من ذلك وكتب عن خطورة ما ذهب إليه الكاردينال وما سيتمخض عن معاركه من مضار على النادي مستقبلاً لأن الهلال نادي قيادي ولا يمكن أن يعلم الآخرين كيفية التمرد على قانون قائم ومعمول به، أولها حشد الأعداء من كل حدب وصوب.. وقد هاجم قيادات الند التقليدي للمريخ، وأساساً معركته مع الإتحاد، والأهم في الأمر كله أنه رفع شعار الدفاع عن القانون بإرتكابه أبرز مخالفة في كل هذه الأزمة ألا وهي (الإنسحاب).. فهل سمعتم بفريق كبير يستحوذ على غالبية البطولات المحلية ينسحب من البطولة الوطنية الأولى… في كل العالم؟… لا أظن أن هنالك فريقاً يستطيع أن يفعل ذلك.. أو رئيساً يفكر بهذه الطريقة في العالم كله إلا الكاردينال.. لذلك أرى أنه رئيس تحفة.. يضحك ويبكي في آن واحد. الحديث عن المكاسب التي خرج بها الهلال من هذه المعركة يختلف من شخص لآخر بحسب الموقف والمنطلق والمنطق كذلك، ولكن في إعتقادي أن رئيس النادي قد خاض معركة في غير معترك ضد الإتحاد السوداني لكرة القدم، وخرج منها بخسارة بطولتين، وكثير من المواقف التي أطلق عبرها سهاماً مسمومة من العبارات والكلمات التي ستظل شاهدة على واحدة من أبرز المعارك الخاسرة في تأريخ الصراعات الرياضية.. ومن أبرز الخسائر الأدبية التي سيخلفها الكاردينال في الهلال أن التعبير عن عدم الرضاء عن الإتحاد بالتلويح بالإنسحاب سيكون سنة سيئة وسابقة خطيرة لا تشبه مكانة نادٍ بحجم ناديه، وهاهو يجتهد في إفهام غيره بأنه قد كسب معركته ضد الإتحاد، مع أنه كان قد نادى بذهابه ولم يذهب، وعدد من المطالبات لم تتحقق له وليست ثمة مكسب محدد يمكن الإشارة إليه كشيء خرج به الهلال. الرياضة بشكل عام قيمة سلوكية عالية تقوم على الحوار والمحاورة، وقد فشل الكاردينال في ذلك، كما فشل قادة المريخ نفسه من قبل عندما رفضوا قرارات الإتحاد بشأن لاعبه بكري المدينة وقرروا الإنسحاب في حال أصروا على إعادة المباراة الأولى.. وبهذه المعطيات نرى أن أزمة الموسم لم تنته بعد.. وأن الحل الذي فرضته الجمعية العمومية في الأصل لم يملك أطراف الصراع بداً غير قبوله، ولكنهم لم نغلق الطريق أمام تكرارها مرة أخرى… بمعنى أنها ستعيد إنتاج نفسها في الموسم الجديد طالما أن التلويح بالإنسحاب من البطولة الكبرى هو الأسلوب السائد..!