بوضوح شديد عبدالله كمال المهندس ونسي.. ما بين أول يوم.. واليوم * أول تصريح للمهندس أسامة ونسي في أعقاب إجتماع لجنة التسيير بالوزير الولائي اليسع صديق أبوكساوي أكد من خلاله الرئيس الجديد أن المريخ سوف يمضي بنفس السياسة المالية التي كانت متبعة في عهد مجلس جمال الوالي الأخير، وأكد إنهم قادرون على تسيير أمور النادي بأفضل صورة ممكنة ولن يلجأوا لأي سياسات مالية جديدة، وحديث ونسي كان بمثابة الرسالة لجماهير المريخ بأن النادي سوف يواصل على ذات المنوال ولن يعيش أوضاعاً مالية صعبة. * لاحقاً، وفي إجتماع له مع مجلس الشورى، جدد المهندس أسامة ونسي تأكيداته بعدم وجود مشاكل مالية بالنادي، وبرر تأخيرهم في دخول الإنتقالات الشتوية الأخيرة بأنها رغبة في منح كل لاعب ينوي النادي التعاقد معه ما يستحقه من المال دون أي مغالاة، وزاد: (نحن الدولة دي بنعرف مداخلها ومخارجها كويس وقادرين على جلب الدعم للنادي وتسيير الأمور بأفضل صورة ممكنة). * إنقضت فترة الإنتقالات الشتوية، وعاش جميع أهل المريخ تفاصيل الأيام الصعبة التي عاشها الكيان، وحالياً أغلب اللاعبين الجدد الذين تم التعاقد معهم لم ينالوا حقوقهم المالية كاملة، لا بل ولم ينالوا حتى نصفها، وفشل النادي بسبب المال في بداية تحضيراته للموسم الجديد في الموعد المحدد، وإضطر اللاعبون أن يغادروا إلى إثيوبيا منقوصي العدد لإشكالات مالية تخص مجموعة منهم، بالإضافة إلى إشكالات تنفيذية ومالية بالنسبة لآخرين. * ثم تابع الجميع في أديس أبابا تفاصيل (الجهجهة) التي عاشها المريخ هناك، والسبب في ذلك أن التنسيق للأمور والترتيب لها لم يكن جيداً، وحتى السفر جاء على عجل، فأبوجريشة كان على رأسه أكثر من ملف وذلك أمر صعب أن لم يكن مستحيلاً أن يتم تسيير كل تلك الملفات بواسطته وحده، لذا كان من الطبيعي أن يغيب أكثر من ثلث لاعبي الفريق عن التحضيرات للموسم الجديد. * حالياً، عدد كبير من لاعبي المريخ المحليين والأجانب يطالبون ببقية مستحقاتهم المالية سواء كان مقدمات عقود أو متبقي أموال إعادة القيد والتسجيل، ومن المؤكد أن كل هذه الإشكالات ستطفو إلى السطح بوضوح كبير عقب عودة بعثة الفريق من المعسكر الحالي بإثيوبيا، هذا فضلاً عن أن مجلس ونسي مطالب بتوفير كل الترتيبات التي تخص معسكر الفريق المرتقب في الدوحة القطرية. * إتضح للجميع أن كل خطط الرئيس ونسي لم تكن دقيقة، لأن وعوداته التي أطلقها في البدايات لم تجد حظها من التنفيذ، والدليل أن لجنة التسيير لم تتمكن من الإستفادة سوى من أموال سبق وأن تم تصديقها بواسطة المجلس السابق كما أكد ذلك أمين الخزينة السابق عثمان أدروب ونائبه حاتم عبد الغفار، بالإضافة إلى دعومات قدمها الرئيس السابق جمال الوالي ومن بعد رجل الأعمال آدم سوداكال وأخيراً علي الفادني. * تمر أوقات أشعر فيها أن ونسي يشفق على الدولة ولا يريد أن يكلفها مشقة الدخول في إلتزامات تجاه نادي المريخ كما فعلت منذ سنوات مع نادي الهلال الذي حصل رئيسي لجنتي التسيير اللتين مرتا عليه شيخ العرب عبدالله محمد عبدالله ومن بعده الحاج عطا المنان على أكثر من ستة ملايين دولار ساهمت في تنظيف ديون نادي الهلال الموروثة عن مجالس سابقة وأبعدت النادي عن الكثير من الإشكالات المالية. * لو طرح ونسي في بداياته مع المريخ سياسة مالية معينة مخالفة لما قاله في مكتب الوزير اليسع صديق أبوكساوي، ولو كانت لدى الرجل خطة محددة تجاه نادي المريخ، لما إنتقده أحد، ولسانده كثيرون ووقفوا من خلفه، تماماً كما حدث في عهد مجلس عصام الحاج الذي كان واضحاً وأعلن عن سياسة ترشيد مالي، ولكن مجلس ونسي تعاقد مع لاعبين بمبالغ مالية أكبر حتى من تلك التي كان يتم التعاقد بها في عهد جمال الوالي، ولم تدفع كاملة حتى الآن. * مشكلة مجلس ونسي، تحديداً تجاه فريق كرة القدم، إنه بلا خطة محددة وكل الأمور متروكة للظروف، وذلك وضع من المؤكد أنه سيقود إلى هزيمة فريق الكرة بنادي المريخ (نفسياً) حتى قبل أن يبدأ الموسم الكروي الجديد، وتلك مصيبة كبيرة للغاية، وقد يصعب معالجة آثارها لسنوات قادمة خاصة وأن الهلال يجلس على رئاسته رجل يكره المريخ أكثر من حبه للهلال، ويتحرك في كل الإتجاهات رغبة في النيل من المريخ. * ختاماً، إختلف مع كل من يحاول إلقاء اللوم على مجلس الشورى ومحاولة تحميله مسئولية ما يحدث الآن، فمجلس الشورى حسب متابعتي حريص على الجلوس إلى ونسي والحديث معه بصراحة وتحذيره من خطورة ما يحدث، ولكن في النهاية دائماً ما يصطدموا بتطمينات رئيس لجنة التيسيير وآخرها حديثه عن أن نهاية السنة المالية تسببت في أن لا تحصل لجنته على دعم كافٍ من الدولة، وشدد في الوقت نفسه على أنه وبمجرد أن تفتح السنة المالية الجديد سيكون في إمكانه الحصول على دعم كبير ينقذ به المريخ من ورطته الحالية، سنعتبر أن ذلك وعداً جديداً من رئيس لجنة التسيير وسننتظر حتى الخامس عشر من يناير الجاري لنرى الجديد.