عمر بشاشة سيف تيري … ظالم أم مظلوم ؟ مرّ خبر توقيع الفيفا لعقوبات قوية ومغلظة ضد لاعب المريخالسابق سيف تيري ونادي فاركو المصري بسبب إنتهاك الطرفين للوائح التعاقدات الدولية ، مرور الكرام ولم يجد حظه من الذيوع والإنتشار حيث لم يحفل به سوى قله من أنصار سوداكال بالطبع وبعض مهتمين بالشأن الرياضي بقدر مافيه من أهمية كبيرة وعظيمة للنادي ومايتبعه من ردود أفعال ايجابية ، وكذلك لم يجد الاهتمام الكافي في وسائل الاعلام المريخية ووسائط التواصل الإجتماعي على كثرتها إلا لماماً . وهنا أتساءل هل للسيد سوداكال علاقة بهذا البرود والفتور الذي قوبل به قرار الفيفا الصاعق في نظري عطفاً على العلاقة السيئةللرجل المثير للجدل مع معظم مكونات المجتمع المريخيوبالخصوص الإعلام الأحمر عندما كان الرئيس الشرعي للنادي الكبير وحتى اللحظة ، فأعداء سوداكال وهم كثر لم يحتفلوا بقرار الفيفا الصريح برد حقوق النادي بالقدر الكافي نكاية فيه رغم مريخيتهم والسبب معلوم. ففي يوم الخميس الماضي الموالفق 24 فبراير نشرت منصة رسمية للنادي على فيس بوك (المنصة محسوبة للسيد آدم سوداكال)الخبر التالي (( المريخ يكسب قضيته بفيفا ضد سيف تيري ونادي فاركو و عقوبات مالية وبالإيقاف من التعاقد تطال اللاعب والنادي المصرى المركز الإعلامي : أصدر الإتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الخميس 24 فبراير قراراً قضى بمعاقبة اللاعب سيف الدين مالك بخيت (تيري) ونادي فاركو المصري بدفع 500 الف دولار بالتضامن إضافة إلى معاقبة نادي فاركو بالحرمان من التعاقدات لفترتين متتاليتين وإيقاف اللاعب سيف تيري ل (4) أشهر من مزاولة اي نشاط رياضي، وذلك في القضية المقدمة من رئيس مجلس إدارة نادي المريخ السيد آدم سوداكال إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد اللاعب سيف الدين مالك بخيت (تيري) ونادي فاركو المصري عقب هروب اللاعب لمصر وإخلاله بالعقد الملزم الموقع مع النادي، وحكمت الفيفا بتعويض قدره 500 الف دولار على اللاعب سيف تيري وان يدفعها نادي فاركو معه بالتضامن كما سلط الإتحاد الدولي لكرة القدم عقوبات تأديبية على نادي فاركو بحرمانه من التعاقدات عطفاً على ما قام به النادي المصري من تجاوزات فيما يتعلق بتعاقده غير القانوني مع اللاعب سيف الدين مالك تيري)) أنتهى الخبر، ووردت أخبار لاحقة تفيد بأن الفيفا أمهل النادي المصري واللاعب شهراً فقط من إصدار القرار للتنفيذ، فيما تنتظر اللاعب قضايا أخري داخل السودان مرفوعة من أحمد التازيالرئيس الفخري للمريخ بعد إستلام اللاعب لأموال قدرت ب350 الف دولار وبمستندات ملزمة للاعب نظير اللعب للنادي ولكن تيري لم يلتزم بذلك وتم تحريك إجراءات وبلاغ من النيابة والمحكمة بحظر اللاعب والقبض عليه في أول ظهور له بالسودان عبر المعابروالموانئوالمطارات السودانية . أعتقد أن قرار الفيفا يمثل إنتصار كبير للمريخ الكيان وقيمه الراسخة منذ نشأته الأولى وكذلك درس للاعب تيري والذي أعتقد أنه خدع من بعض وكلاء اللاعبين المصريين والذين لاتهمهم مصلحة اللاعب في شئ ، بل همهم الأول والأخير قبض عمولتهم الرسمية من الصفقة التي تمت وهي بالاف الدولارات وفي النهاية ضاع اللاعب المسكين ولا أقول الجاهل أو الغبي ولكن هي عقلية اللاعب السوداني الغير إحترافية . بغض النظر عن من حرّك ورفع الدعوى للإتحاد الدولي لكرة القدم ،القرار هو تعضيض لقيم العدالة الرياضية وحفظ حقوق نادي المريخ والذي شكك البعض فيها، وهو كذلك نصر كبير يحسبللسيد سوداكال ومستشاره القانوني مدثر خيري شئنا أم أبَيناويشكر عليه بطبيعة الحال وهو يستحق الإشادة والثناء بعد قرار الفيفا فالرجل قوبل بعد توقيع تيري للنادي المصري بعاصفة من الانتقاد وحملات التخوين وأُتهم من الأغلبية ببيع اللاعب وقبض الثمن وأجتهد سوداكال كثيراً ليبرهن أنه برئ من كل التهم التي وجهت له حيث أعلن في بيان رسمي له في التاسع عشر من أكتوبر من العام الماضى عن تلقيه ردا من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، يتعلق بفتح ملف قضية شكواه ضد كل من تيري ونادي فاركو المصري وأعلن النادي عن فتح بلاغات رسمية لدى القضاء بالسودان ضد شخصيات اتهمت رئيس النادي حينها آدم سوداكال باستفادته شخصيا من بيع اللاعب للنادي المصري ، ولكن كل ذلك لم يتم تصديقه وقتها من الغالبية العظمى من الجماهير والمراقبين نسبة للصراع العنيف مع الجانب الآخر والذي يحكم النادي الآن حازم مصطفى ومجلسه وكل أنصاره والمحسوبين عليه. سوداكال أسهم في تحريك الساحة الرياضية بكسبه لهذه القضية الخطيرة (حتى الآن) في إنتظار أحداث أو مفاجأت قادمة ، قضية تيري وإنتقاله الضجة لنادي فاركو شكلت سابقة غير معهودة في الأندية الرياضية السودانية بهروب أحد اللاعبين رغم تجديد تعاقده بالاف الدولارات وتوقيعه لنادي آخر خارج البلاد وهو نادي حديث عهد بالدوري المصري وهو في كل الأحوال يظل نادياً صغيراً جداً وبلا تاريخ حتى وإن عظمت وتضخمت أمواله . قصة المهاجم القناص تيري ونجاحه الباهر في كرة القدم وإنتهاءً بإصابته المؤثرة بالرباط الصليبي على مستوي الركبة وخضوعه لعملية جراجية كللت بالنجاح نتمني له عاجل الشفاء والعودة للمستطيل الأخضر ولعشاقه ومحبيه وأنا أحدهم وخصوصاً بعد أدواره الثورية المعروفة التى قادت للإطاحة بنظام المخلوع وقيادته للثوار بمنطقة الحاج يوسف بشرق النيل بالعاصمة الخرطوموإتهامه من قبل عناصر النظام المباد بحرق قسم التكامل وزجه بالسجون لفترات طويلة . قصته فيها الكثير من العبر والدروس مافيها خصوص بداية اللاعب الكروية حيث لعبت فيها الصدفة ومثابرة اللاعب وإصراره على فتح الأبواب التي أغلقت في وجهه من أندية القمة، دورًا كبيرًا، حيث بزغ نجم اللاعب دوليا مع المنتخب الوطنيللمحليين في بطولة افريقيا 2018 بالمغرب، حيث قاد منتخب صقور الجديان لبرونزية البطولة والمركز الثالث بالرغم من انها المشاركة الدولية الأولى له. بعد عودة الحقوق لأهلها يمكن التفكير بهدوء ودراسة أمر عودة اللاعب من عدمها للديار الحمراء في ظل المعاناة الكبيرة في خط هجوم الفريق وخصوصا في البطولة الأفريقية حيث لم يسجل الهجوم المريخي أي هدف حتي الآن بإعتبار أن هداف الفريق السماني الصاوي لاعب وسط ، وقله خبرة اليافع الجزولي نوح وغياب اللاعب الخبرة بكري المدينة لمعاناته من الإصابة والتي إستطالت لفترات طويلة دون وجود حلول لها وكذلك تراجع مستويات رمضان عجب. وهناك تساؤل يلوح في الأفق بعد حكم الفيفا الملزم لتيري وناديه المصري مَنّ مِنْ مجلسى الفريق سيستلم الأموال الدولارية التي أقرها الفيفا وماهي الآلية التي سيعتمدها الفيفا في ذلك لتسليم الحقوق لإدارة النادي ، يبدو أن هنالك صراعاً آخر منتظر بين مجلسي حازم وسواكال قادم في الطريق ، مثلما هنالك صراع في الكاف بينهما حول من يستلم حوافز عبور الفرقة الحمراء لدور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا لحين فصل محكمة التحكيم الرياضية (كاس) لهذا الصراع القانوني. آخر الاشياء: هل اللاعب سيف تيري ظالم أم مظلوم أم هو ضحية لمافيا وكلاء لاعبين جشعيين تهمهم مصالحهم المادية فقط لاغير.
