عبد الله ابووائل لك الرحمة (المحجوب عبد الرحمن) معرفتي بالزمبل محجوب عبد الرحمن كانت منذ فترة طويلة لكنها توطدت إبان عملنا معا بالقسم الرياضي لصحيفة المجهر السياسي فكان (محجوب) حمامة السلام بين المتخاصمين ودليلنا الي منازل الزملاء في أفراحهم واتراحهم . ظل (المحجوب) المنسق العام لكافة برامج الزملاء الاجتماعية وقد كان دوما في مقدمة الركب ليس بجهده فقط وإنما بماله الذي لا يبخل به علي أحد. كان هاشا باشا يندر أن يغضب إذ كانت الابتسامة مرسومة علي شفتيه مدخلا السعادة علي كل من يعرفه. نتخاصم احيانا لكنه دائما يبادر بالاعتذار دون تردد حتي وأن لم يكن مخطئا. كان هلاليا متعصبا يدافع عن عشقه الأزرق بكل ما أوتي من قوة ورغم ذلك فإن أغلب أصحابه وأصدقائه يشجعون الزعيم. يكتب بأسلوب السهل الممتنع متخيرا المفردات البسيطة التي تدخل قلوب قراء زاويته (اهلا) ولا يبخل بمساحة عموده علي الزملاء والمعارف ضاربا اروع الامثال في التواضع ونكران الذات. ابيض القلب فهو لا يحمل ضغينة علي أحد ولا يدخل في مشادة مع أحد فمنذ عرفناه كان الهدوء هو طابعه. الكتابة عن المحجوب يمكن أن تكون سهلة في حضوره لكنه في القمة الصعوبة في غيابه وليت غيابه كان مؤقتا. رغم توقف صحيفة المجهر وذهاب العاملين بها كل في طريقه الا ان (المحجوب) ظل يتواصل معنا متفقدا لاحوالنا باحثا عن فرص عمل لنا وكأنه مسؤول عن كل فرد منا. رحل صاحب الابتسامة واحتجب (اخو الإخوان) لكن سيرته العطرة ستبقي بيننا وعمله الطيب سيجعله باقيا بيننا. رحل (المحجوب) دون أن يترك في قلبه شائبة بينه وزملائه وأشهد الله أنه كان نعم الاخ والصديق والرفيق. رحل المحجوب تاركا بيننا حزن نسال الله ان يقدرنا علي تجاوزه. رحل الحبيب (محجوب) في هذه الفترة العصبية التي تمر بها بلادنا وكأنه قد قرأ مستقبلها وآثر الابتعاد. الرحمة والمغفرة للراحل محجوب ونسأل الله ان ينقيه من ذنوبه كما ينفي الثوب الأبيض من الدنس. اللهم ان عبدك محجوب كان واصلا لرحمة ورحيما بالفقراء وودودا مع أهل بيته. اللهم اربط علي قلوب اهله وزوجته بالصبر . اللهم اجعل الجنة مثواه. لا نقول ما يرضي الله ولكن نقول (انا لله وانا اليه راجعون)