د . مزمل أبو القاسم هلال الساحل.. ما ساهل! * من حق هلال الساحل أن نرفع له القبعات، ونمنحه تحيةً حارة، تتناسب مع الإنجاز الكبير الذي حققه بصمت واستحقاق تام، عندما أفلح في عبور الدور التمهيدي لبطولة كأس الاتحاد الإفريقي (الكونفدرالية) على حساب نادي جيتا التنزاني بالفوز عليه ذهاباً بهدف نظيف، والخسارة أمامه بهدف لاثنين في تنزانيا. * الحقيقة أن تميز هلال الساحل لم يبدأ بالكونفدرالية، بل ثبت في بطولة الدوري الممتاز أولاً، عندما أفلح في احتلال المركز الثالث، وأهّل نفسه لتمثيل بلاده عقب عودته إلى الدوري الممتاز بعام واحد. * لم يكتف هلال الساحل بتجنب مبدأ (الصاعد هابط)، بل نجح في تقديم نفسه في أبهى صورة، وشكل بعبعاً مخيفاً لطرفي القمة، وحصد 48 نقطة كفلت له التربع على المركز الثالث للدوري بجدارة، مثلما أفلح مهاجمه الغاني مايكل أبوجي في انتزاع لقب هداف المسابقة من الغربال محمد عبد الرحمن، عندما حقق (ميغا هاتريك) في مباراة فريقه الدورية الأخيرة أمام الخرطوم الوطني. * هلال الساحل ناد عريق تأسس باسم الترسانة في العام 1937، وشاد مجده إداريون عظماء منحوه أجمل سنوات العمر، وعلى رأسهم صديقي الراحل المقيم سليمان كير رحمة الله عليه.. ذلك الرجل الأمة، الذي يعرف أقدار الرجال. * ليسمح لنا محبو هلال الساحل أن نهدي هذا التأهل الرائع لروح الراحل سليمان، ولمن أتوا بعده وحافظوا على إرثه، ونتمنى للنادي المزيد من التفوق والترقي في البطولة الثانية للكاف. * قبل مواجهته لجيتا التنزاني حرص هلال الساحل على إقامة معسكر إعداد طويل في الخرطوم، خاض فيه مباراتين وديتين أمام طرفي القمة علاوةً على خمس مباريات إعدادية أخرى، أشارت نتائجها إلى ارتفاع مستواه وجاهزيته التامة للمعترك الإفريقي القوي، سيما وأنه حظي باهتمام إداري كبير، بإشراف مباشر من راعي النادي وداعمه الأول، رجل الأعمال البارز محمد علي كير، الرئيس الأسبق للاتحاد السوداني لكرة القدم. * لا غرابة فارتباط الساحلي بأسرة كير تحديداً معلوم منذ قديم الزمان. * مهمة الساحلي في الدور المقبل ستكون محفوفةً بالصعاب، ومحاطةً بتحدٍ كبير، لأنه تأهل لمواجهة أحد أقوى فرق البطولة، ونعني به بيراميدز المصري، الذي حصل على المركز الثاني في الدوري المصري، متفوقاً على الأهلي العريق بجدارة، مثلما بلغ نهائي بطولة الكونفدرالية في النسخة الماضية، وخسر أمام نهضة بركان المغربي. * معلوم أن بيراميدز الذي أبصر النور على يد رجل الأعمال السعودي تركي آل الشيخ قبل سنوات قليلة من الآن أحدث ثورةً تقاس بالسنوات الضوئية في عالم الكرة المصرية، عندما أصبح نداً لطرفي القمة في المحروسة، بلاعبين متميزين، وأجهزة فنية على أعلى المستويات، وإمكانات مادية ضخمة، ومع ذلك لا نخشى على هلال الساحل منه، ونتوقع أن يقف نداً قوياً له في المرحلة المقبلة بحول الله وتوفيقه. * الجميل في الأمر أن هلال الساحل افتقد خدمات مهاجمه الغاني الخطير مايكل أبوجي (هداف النسخة الأخيرة من الدوري الممتاز) في لقاء الذهاب أمام جيتا التنزاني، ولم يتأثر بذلك وحقق الفوز في غيابه.. حيث أناب انه زميله عمر الشمالي في التسجيل، مثلما أفلح الحارس المتميز كديابا في المحافظة على نظافة شباكه، ومنح فريقه شارة التميز بإنقاذه فرصاً محققة، كانت واحدة منها في خواتيم المباراة، بانفراد كامل لمهاجم جيتا التنزاني به. * اللافت للانتباه أن الفريق الساحلي يقوده المدرب الشاب والطموح نادر إبراهيم دوكة، الذي صنف نفسه ضمن أفضل المدربين الوطنيين بنتائجه المتميزة على الصعيدين المحلي والقاري، مع أنه لم يستند إلى شهرة كبيرة ولا تجربة طويلة في تدريب أندية الممتاز، الشيء الذي يحسب له إيجاباً. * نهنيء كل محبي هلال الساحل بالترقي المستحق، ونشيد بإدارة النادي بقيادة الرئيس صابر سعد، والأمين العام للنادي حازم حمزة، وأعضاء المجلس وفي مقدمتهم معتصم التاج، وأمين المال فخر الدين، ورئيس القطاع الرياضي الكابتن أمير حسون ونتمنى الأفضل للنادي في مقبل المواجهات. آخر الحقائق * صحيح أن المريخ أفلح في الترقي للدور الأول لدوري الأبطال لكنه لم يقدم المستوى الذي يطمئن محبيه. * توقعنا أن يهتم التونسي غازي الغرايري بمراجعة الأخطاء التي شابت أداء فريقه في المباراتين لكنه فضل أن يسافر إلى فرنسا بمجرد انتهاء المباراة. * لا يوجد وقت لمثل هذا العبث، فالمريخ في منتصف بطولة كبيرة يواجه فيها تحديات عسيرة. * خصمه في المرحلة المقبلة فريق قوي ومتمرس بلغ نصف نهائي الكونفدرالية في الموسم السابق وأدخل إضافات مؤثرة في الموسم الحالي. * شاهدنا كيف سحق أهلي طرابلس كي إم كي الزنزباري بلا رحمة عندما قهره ذهاباً وإياباً بنصف دستة من الأهداف. * وضح من مباراتي أرتا سولار أن معظم أجانب المريخ الجدد بعيدون تماماً عن الجاهزية البدنية اللازمة لخوض مثل هذه البطولات القوية. * صحيح أن المريخ سيفقد 15 من أفضل لاعبيه الوطنيين الذين انضموا لمعسكر المنتخب، لكن ذلك لا يبرر ابتعاد المدرب عن فريقه في هذا التوقيت الحرج. * على مجلس المريخ أن يشرع في الترتيب المتعلقة بإقامة مباراة الزعيم مع الأهلي الليبي في الأبيض مبكراً. * لا يوجد مريخابي واحد يمكن يقبل أداء المباراة المقبلة خارج السودان. * ينبغي على المجلس أن يشرع من فوره في إعادة قيد المفكوكين بمعزل عن الحديث الممجوج عن السقف المالي المزعوم. * لم يأت أهل المريخ بملياردير لرئاسة النادي كي يسمعوا حديثاً مستفزاً عن مد الكراع قدر اللحاف في التسجيلات. * الأندية الكبيرة تنفق بسخاء، والمريخ ظل عبر التاريخ أكثر أندية السنوات أنفاقاً على فريقه، وأقدرها على حصد النجوم. * يوجد ثمانية لاعبين مطلقي السراح في نوفمبر المقبل، وبقاؤهم بلا تمديد سيشتت تركيزهم في البطولة الكبيرة. * لن تسامح جماهير المريخ مجلسها إذا سمح بتسرب المزيد من نجوم الفريق إلى الهلال. * نسمع جعجعةً ولا نرى طحناً. * ويؤلمنا جداً أن لا يتمكن النادي الأول في البلاد من إعادة قيد أي لاعب يرغب فيه الهلال. * أخذت جماهير المريخ على سوداكال تفريطه في أفضل لاعبي الفريق، وسيصنف حازم نفسه مع سوداكال في مرتبة واحدة إذا واصل نهجه الحالي وسمح بانتقال لاعبي المريخ المميزين للند اللدود. * علماً أن نظيره في الهلال أعاد قيد لاعبيه الوطنيين مبكراً، لا مدد لبعضهم قبل انتهاء عقودهم بعام كامل. * فهمنا أن طيفور والتش غاليا في مطالبهما، مع أن الأخير أكد لي أنه مستعد لتقديم تنازلات تضمن له الاستمرار مع الزعيم.. فهل عالم بقية المفكوكين في مطالبهم أيضاً؟ * لاعبون بقيمة رمضان وبيبو والتكت وبخيت خميس ما الذي يعطل التمديد لهم؟ * ملف الانتقالات يحتاج إلى سرعة وتركيز. * وإلى مفاوضين بارعين يجيدون إنجاز المهام بصمت تام. * معلوم أن السماح للاعبين بدخول فترة السماح بلا تمديد يكلف النادي أكثر. * كلما تلكأت في التمديد كلما ازدادت كلفة التعاقد مع المفكوكين. * آخر خبر: هلال الساحل ما ساهل!
