إيهاب صالح تداعيات مونديالية ( 2 ) .. أسود الترنغا تعاني بدون ماني ! * وبعد الإفتتاح المبهر وإنطلاقة المونديال وخسارة قطر للمباراة الإفتتاحية لأول مرة في تاريخ المونديال بعد أن كان المستضيف للبطولة يتمنع عن الهزيمة إما منتصراً وإما متعادلاً لم تقو قطر على إستمرارية هذه الفرضية مثلما لم تقو على مقارعة لاعبي الاكوادور ومباراتهم في الإجادة والتألق فخسروا بهدفين نظيفين ، عادت السنغال في اليوم الثاني للبطولة لتحذو حذوهم وتخسر بهدفين نظيفين من الطواحين الهولندية التي تعطلت تماماً الى حد ما أمام مهارات أسود الترنغا الذين سيطروا على مباراة البارحة وفرضوا أنفسهم على الملعب فقط بدون فعالية تهديفة توازي هذه السيطرة ، نعم سنحت لهم عدة فرص وعدة تسديدات لكنها كانت لا ترتقي لمصاف الاهداف ولم تؤثر على المرمى الهولندي الذي برع فيه الحارس اندريس نوبرت وهو حارس مرمى لنادي هيرنفين الهولندي وهو من الاندية المغمورة التي تعتبر بلا اسم في الكرة العالمية ، لكن وضع لويس فان غال مدرب هولندا كل الثقة في الحارس الشاب الذي تألق أمام نجوم السنغال وحرمهم من هز شباكه في عدة تهديفات قوية ومباغتة من هجوم ولاعبي وسط السنغال وكان ثابتاً في مرماه ومكسباً كبيراً لهولندا خاصة بعد استبعاد الحارس سيليسن . * على العكس من نوبرت كان حارس السنغال ميندي في أسوأ حالاته ، مثلما هو في ناديه تشيلسي الانجليزي يمر بفترة سيئة فاحتل مكانه الاسباني كيبا في مباريات الدوري ، جاء ميندي بذات السوء مع منتخب بلاده وتسبب في الهدفين الذين احرزهما المنتخب الهولندي بخروج خاطئ ابتداءاً وصد كرة عادية بصورة خاطئة وضعيفة وقدمها هدية للمهاجم الهولندي في المرة الثانية وفي دقائق صعبة لم يكن بعدها وقت للتعويض اذ انها كانت في خواتيم المباراة ، تألق لاعبي السنغال طيلة زمن المباراة ما عدا دقائقها الاخيرة التي منحت هولندا الفوز الصعب ، حيث لم يسدد لاعبي هولندا على مرمى السنغال طيلة ثمانون دقيقة من عمر المباراة وبالرغم من ذلك اضاع دي يونغ لاعب برشلونة فرصة محققة في الشوط الاول تباطأ فيها وراوغ بدون فائدة لكنه عاد وعوضها بالاسيست الرائع الدقيقة 84 و الذي لعبه للمهاجم جاكبو الذي انقض على الكرة لحظة خروج ميندي من مرماه لتلج الشباك هدفاً هولندياً قبل ان يسدد البديل ديباي كرة ارضية يبعدها ميندي لتجدي مادي كلاسين يودعها في شباك السنغال هدف ثاني في الوقت بدل الضائع . * هدفان نظيفان خسرت بهما قطروالسنغال أمام الاكوادوروهولندا ، وسيلعب المنتخبان الجريحان المباراة القادمة بعنوان الفرصة الأخيرة لكليهما للعودة للمنافسة أو الخروج من الباب الكبير المبكر ، بعد مستوى متواضع في المباراة الاولى وخسارة مستحقة . * في انطلاقة مبارياته بالمونديال حقق المنتخب الانجليزي فوزاً كبيراً على منتخب ايران وأثقل شباكه بنصف دستة من الأهداف مقابل هدفين ، حيث صمد المنتخب الايراني فقط لنصف ساعة قبل ان ينهار ويفتح مرماه للهجوم الانجليزي الكاسح ، نزع هاري كين قائد المنتخب الانجليزي شارة قيادته للمنتخب والتي تدعم الشواذ مجبراً لا بطلا بعد ان حذرت الفيفا وقررت عدم ارتدائها للمنتخبات التي كانت تصر على ذلك ، ويبدو ان هاري كين نزع شارته ونزع حظه اذ لم يتمكن من هز الشباك الايرانية بيد ان زملائه جميعاً تبادلوا احراز الاهداف جود بلينجهام وبوكايو ساكا هدفين ورحيم ستيرلنغ وماركوس راشفورد وجاك غراليش واحرز هدفي ايران مهدي طارمي . * أما المباراة التي تجاهلها الجميع وفاجأت الكل انها الاجمل اداءاً فنياً ومتعة كانت مباراة منتخب ويلز ومنتخب الولاياتالمتحدةالامريكية والتي انتهت تعادلية بهدف لكل منتخب بعد ان قدم فيها المنتخبان مباراة جميلة وقوية واداء هجومي متبادل ومجهود جبار سيطرة امريكا في شوطها الاول وعادت ويلز بقوة في الشوط الثاني وتمكن حارسا المرمى من صد وابعاد اهداف محققة بتألق كبير ، النجم الليبيري جورج وياه النجم العالمي السابق الذي لم يشارك في المونديال بالطبع صعد ابنه بالجنسية الامريكية ليحقق حلم والده ويتألق ويحرز الهدف الاول للمنتخب الامريكي من هجمة منظمة ختمها تيموتي وياه في الشباك الولزية هدف انتهى عليه الشوط الاول قبل ان يعود منتخب ويلز ويشن هجمات قوية على المرمى الامريكي حتى قبل نهاية المباراة بدقائق يرتكب الدفاع الامريكي المحظور ويعيق النجم المتألق جاريث بيل الذي منحه الحكم ركلة جزاء مستحقة سددها هو بنفسه واحرز منها هدف التعادل الذي انتهت عليه المباراة . * الصراع القادم سيواجه فيه منتخب ويلز منتخب ايران الذي سيحدد مصيره بعد الخسارة المذلة امام انجلترا بينما سيكون الانجليز امام الحليف الامريكي ، أما اللقاء الذي يليه فسيحمل عنواناً سياسياً كبيراً رغم ان المباراة داخل الملعب من المفترض انها بعيدة كل البعد عن هذا العنوان الا انه يفرض نفسه وبقوة ، الولاياتالمتحدةالامريكية ستكون في مواجهة ايران ، بدون طائرات حربية وبدون بيانات عسكرية وبدون صافرات الانذار ، بتكتيك فني وطرق لعب حديثة ورغبة ايرانية في العودة واثبات الذات ورغبة امريكية في مواصلة الاداء الجيد والمنافسة بعد معرفة ما سيسفر عنه لقاءها امام المنتخب الانجليزي ، بينما سيقابل منتخب ويلز منتخب انجلترا الجارة اللدودة واصدقاء الامس بالنسبة لجاريث بيل وهاري كين . آخر التداعيات * المنتخب السعودي سيكون في مواجهة صعبة جداً أمام التانغو الارجنتيني ، ميسي ودي ماريا ولاوتارا يستعدون لاكتساح شامل للدفاعات السعودية فهل ينجح المدرب هيرفي رينارد في تجاوز هذا المطب العصيب ويصمد امامه أم ينهار وينتظر ما بعده ؟
