إيهاب صالح إيجابيات ريكاردو وسلبياته ( نظرة منطقية ) ! * بعد مباراة جميلة جداً من جانب المريخ ، الزمالك المصري ينجو بالتعادل أمام أفضلية المريخ وهجماته في ملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي الليبية ليخرج المريخ خاسراً بالتعادل وينجح الزمالك في مسعاه بعدم الخسارة ، مباراة كان المريخ يحتاج فيها لهدف وحيد وقبله لهداف مُجيد يعرف طريق الشباك ويعرف كيف يفتح هذا الطريق لزملائه ، حيث لعب المريخ منقوصاً من ذلك المهاجم لأكثر من مائة وستون دقيقة في اجمالي مباراتين امام الترجي والزمالك حيث لم يتحرك ريكاردو لاستبدال مهاجمه الضعيف باولو سيرجيو الا في نهايات المباراتين ودفع المريخ ثمن اصرار ريكاردو على ترك هذا الباولو يحوم داخل المباراة بلا مستوى يذكر ولا لمحة تهديفية ولا حتى التخزين المطلوب ولا الضغط اللازم ولا أي شيئ مجرد رقم لا يقو على الجري ارهق كل من معه واراح كل من ضده ! * إذا نظرنا إلى المريخ بدايةً من خلال المستويات التي كان يقدمها قبيل مقدم ريكاردو فالثابت انها لم تكن جيدة وكان الفريق بدون تكتيك واضح وبدون خطط ولا طرق لعب موزونة ، تأهل بطريقة درامية بقيادة الغرايري وكان قاب قوسين أو ادنى من الخروج لولا لطف الله وتألق محمد المصطفى ، كان يعاني في الدورة الأولى للدوري الممتاز حيث كانت اشراقاته تأتي من اسم وحيد هو برايان الكولمبي ، الذي تحمل عبء التمرير والتسديد والمجهود واكتشف المريخ نجوميته متأخراً وقبل ابعاده بايام حيث كان من المرشحين للمغادرة مع مجموعة محترفي ابو جريشة وحازم اياها ، جاء ريكاردو وبدأ في تغيير هذه الصورة بتثبيت الافضل فيها ومنع مغادرة برايان ومحاولة الاستفادة من البقية والسير بالفريق الى حين التسجيلات ونجح في ذلك في الدوري وكان المريخ من انتصار لانتصار حتى في اصعب المباريات مع قلة الامكانيات البشرية المتاحة وابتعاد عدد كبير من اللاعبين الوطنيين وضعف مردود المحترفين ، اتت التسجيلات التي كان ريكاردو يجهز لها مجموعة من لاعبيه البرازيليين وقد نجح المجلس المريخي ولأول مرة تقريباً من زمن بعيد في استقدامهم وقيدهم وطلب بطاقات النقل الدولية ووصولها جميعها في وقت قياسي خصوصاً والمريخ كان مواجه بعقوبات وغرامات مالية سابقة ولاحقة ، تمكن المجلس من تحقيق انجاز فني كبير باغلاق هذا الملف بنجاح تام وتسليم ريكاردو جميع لاعبيه الذين طلبهم اضافة الى لاعب طرف ايسر يافع جاء من آلية المريخ الفنية الجديدة لاستقدام النجوم الافارقة . * ( إيجابيات ريكاردو ) : نجح ريكاردو في الدوري الممتاز وارتقى بمستوى ونقاط ومركز المريخ حتى بات قريباً من الصدارة ولولا تخوفه من مباراة القمة والمبالغة في احترام الهلال لكان الآن متصدراً . * نجح ريكاردو في الحفاظ على النجم المتوهج الكولمبي برايان واخراج افضل ما عنده واعادة قيده وبات اليوم معشوق الجماهير الاول وصانع اللعب الاول في الفرقة الحمراء ويقدم مستويات كبيرة ومتميزة خصوصاً بعد استقدام البرازيليين والذين دعموه وساعدوه في التركيز في وظيفته الاساسية بعد ان كان مرهقاً قبلهم ووحيداً تقريباً . * نجح ريكاردو في استقدام لاعب الطرف الايمن اليكس وبدا أنه الحل الناجع لمعضلة هذه الوظيفة التي عانى منها المريخ كثيراً جداً ، اليكس لاعب يعرف متطلبات وظيفته في الملعب ويحفظ الادوار الواجبة عليه ويعرف الاضافات التي يمكن ان يضيفها للفريق هجومياً او دفاعياً وقد حاول بالامس ان يتقدم بعد ان احسن غلق منطقته وفعلاً تقدم في احدى الكرات وسدد كرة ارضية ابعدها محمد عواد بصعوبة للركنية ، مباراتي الترجي والزمالك لم يخرج اليكس من نجوم المباراة البارزين بالنسبة للمريخ . * نجح ريكاردو في استقدام لاعب المحور رفائيل الذي اطلقته عليه بعض جماهير المريخ من اول وهلة لقب ( العفاص ) واطلقت عليه الجماهير المصرية ( الدبابة البرازيلية ) ، حيث افتقد المريخ اللاعب في مباراة الترجي التونسي السابقة بسبب الاصابة وعاد امام الزمالك لينثر كثيراً من ابداع لاعب المحور وتميز التمرير والاستلام والتعاون مع الزملاء وفرض السيطرة وقوة الالتحام ، طبعاً كانت هناك بعض الاخطاء العادية ولكن باعتبارها اول مباراة له فانها تدل على ان المريخ كسب لاعب محور وارتكاز من الوزن الثقيل والذي سيحل كثيراً من مشاكل هذه الوظيفة في الفريق ويبعد كل الذين قل عطاءهم وانخفض مستواهم فيها ، بقي ان يوظف ريكاردو لاعباً متميزاً معه ليشكل الثنائية المتناغمة المطلوبة ، اجتهد بالامس التاج لكنه للامانة لم يكن في مستواه وبدا مرهقاً ومتثاقلاً جداً مما جعله يتعرض لسخط الجمهور مع ان التاج عاد بقوة في نهايات الدوري ونال استحسان الكل ونجومية عدة مباريات . * نجح ريكاردو في استقدام صانع الالعاب ولاعب الوسط المتقدم المهاري اليساري ماتزينهو وهو اللاعب المتمكن في التسديد والتحكم بالكرة والتقدم بتمريرات متميزة لزملائه وعكسيات متقنة ، لو استثمر المهاجم باولو افضلها لكان المريخ منتصراً بالامس ، ولو كان الحكم عادلاً لتسبب ماتزينهو في طرد مدافع الترجي اللقاء السابق ولو كان الحظ موجوداً لاخترقت تسديدة ماتزينهو شباك الترجي ، لاعب وسط متميز مع مزيد من الانسجام مع برايان سيكون دعماً هجومياً قوياً للمقدمة الحمراء . * نجح ريكاردو في وضع التكتيك المناسب لمباراة الترجي التونسي بتونس ، اتحدث من ناحية تنظيم ، امام الترجي لعب بثلاثة مدافعين وسدادسي خط وسط ومهاجم وحيد مع تعاون لاعبي الوسط معه في حال الهجمة المرتدة وكانت تشكيلة دفاعية رغم قلة عطاء بعض الاسماء فيها وضعفهم الا انها نجحت في الخروج بما اراده ريكاردو وبالتعادل الثمين من ارض الترجي لولا الهفوة الوحيدة التي اضاعت النقاط من الحارس والدفاع في الزمن القاتل . * نجح ريكاردو في وضع التكتيك المناسب لمباراة الزمالك المصري وتحول من 3-6-1 الى 4-4-2 ولم يشعر الجمهور بغياب المدافع صلاح نمر وحافظ الفريق على شباكه نظيفة وبدون حتى خطورة تذكر من الفريق المصري مع تميز المدافعين وثباتهم واداءهم لوظائفهم باقتدار ومسؤولية ومساندة خط الوسط ولولا الرعونة الهجومية وضعف المهاجم باولو وابتعاد الجزولي عن التسديد القوي والمركز لظفر المريخ بنقاط المباراة . * ( سلبيات ريكاردو ) ، كل سلبيات ريكاردو تجمعت كالذباب وانحصرت في احضار المهاجم العجوز باولو سيرجيو والاصرار على بقائه في الملعب وقتاً طويلاً بلا سبب مقنع ليفتقد المريخ المهاجم الهداف ويلعب منقوصاً من لاعب مهم . آخر التداعيات * على جماهير المريخ الا تحزن كثيراً ، نعم كان بالإمكان أفضل مما كان لكن دائماً ( علوق الشدة ) ما بنفع ، نتمنى ان يخرج المريخ من مجموعات هذا العام بتأهل سيكون مبهراً إن حدث وإن لم يحدث نتمنى الخروج بتشكيلة قوية ومكاسب فنية مستمرة وألا نعود لمربع الاخفاقات من جديد والمشاكل ، لابد من دعم الشباب في الفريق وتاهيلهم جيداً ولابد من التركيز على اجادة الخانات والابتعاد عن التوليف الضار ولابد من وضع استراتيجية مستقبلية تعتمداً اولاً على اعادة القلعة الحمراء للخدمة بأي طريقة وبسرعة ومن ثم الحفاظ على عظم الفرق وهيكله القوي وتدعيمه وعدم التفريط فيه بدايةً بتجديد عقد كرشوم حتى قبل ان يعود من ليبيا .
