*وفحوى السؤال : كيف هو؟…ولماذا هو ساكت على غير عادته ؛ من بعد الثورة؟.. *ولا أدري لماذا أنا – دوناً عن الآخرين – الذي أُسأل.. *فهو جاري في الصفحة نعم…وبيننا مشاغبات نعم…ولكن ليس أكثر من ذلك.. *ولكن المهم إنه نطق أخيراً….البارحة.. *أو تحرياً للدقة هو ثاني نطق له…من بعد أولٍّ عبارة عن إعادة نشر لقديم.. *ولا تسألوني مرة أخرى عماذا كتب.. *فوالله لم أفهم من مقاله هذا إلا كمثل الذي فهم نميري من خطبةٍ لأبي القاسم.. *وكانت عقب حدثٍ جلل…اهتز له عرش (مايو).. *والطرفة الواقعية هذه حكاها لي قريبنا السفير عبد الرحمن سلمان…عليه الرحمة.. *فقد طفق أبو القاسم يتكلم كلاماً كثيراً…كأول المتحدثين.. *وفور أن انتهى – أخيراً – التفت نميري إلى من حوله متسائلاً (حد فهم حاجة؟).. *فلما أومأوا بالنفي جميعاً صاح (خلاص…انتهى الاجتماع).. *ومشكلة إسحاق إنه ما كان يعلم أين مشكلته…طوال سنوات التمكين ذي الغشاوة.. *فهو – مثل كثيرين غيره من الموالين – كان مغتراً جداً.. *فقد ظن – وظنوا – أن تمكينهم هذا باقٍ إلى يوم الدين ؛ يتوارثه أبناؤهم وأحفادهم.. *وما ذاك إلا لأنهم أُوتوا الحكمة وفصل الخطاب.. *وتبدى هذا الظن غروراً مستفزاً في كلامهم…وكتاباتهم…وحتى طريقة سلامهم.. *وطريقة السلام هذه كتب عنها صديقي وراق مقالاً كاملاً.. *قال – من بين ما قال – هو سلامٌ ضد (سنة الإسلام السلام) ؛ ذو لينٍ…و برودة.. *وإسحاق – بالذات – بلغ غروره حد رمي الآخرين بالكفر.. *وهم الذين على غير ما يفهمه هو- وإخوانه – عن الدين ؛ وإن صلوا…وإن صاموا.. *ويجوز فيهم – من ثم – القتل ؛ إن هم ثاروا…وتذمروا.. *والآن الثائرون هؤلاء يصلون…ويصومون…ويتلون القرءان ؛ بساحة الاعتصام.. *ولكنهم – في نظر إسحاق وجماعته – لم يستوفوا كمال الإسلام.. *فكمال الدين عندهم يتثمل في كل ما كان يقترفه رموز الإنقاذ…لثلاثين عاماً.. *في اكتناز المال…والتطاول في البنيان…وقتل النفس بدم بارد.. *أُنظروا إلى ما وُجد الآن في بيت (المسلم الأكبر) من ملايين العملات الحرة.. *وأُنظروا إلى ما يمتلكه من قصور…ومزارع…وشقق فاخرة.. *ثم أُنظروا إلى ما كان ينوي فعله في (ثلث) المتظاهرين…باسم (دين إسحاق).. *ونطق جاري – وصديقي اللدود – أخيراً.. *ولكني أشك إن كان هو – ذات نفسه – قد فهم شيئاً…من هذا الذي نطق به.. *والكحة ولا صمَّة (القلم) !!. الانتباهة