محاولات مستميتة يمارسها أشخاص مختلفون لتهريب الذهب السوداني الخالص والعملات الأجنبية، عبر مطار الخرطوم الدولي إلى دول عربية وصولاً إلى دول آسيوية، وربما أوروبية. المحاولات هذه يمارسها الأشخاص بطرق مختلفة للتمويه على رجال جمارك المطار وأمن الطيران المشرفين على مراقبة أجهزة (الإكسري)، في صالات المغادرة. مثلاً أن يخبئ شخص ما ذهباً في أجزاء حساسة من جسده، أو أن يدسه في صناديق ألعاب الأطفال أو علب الحلوى، لكن يبقى أخطر ما اكتشفته أجهزة أمن المطار خلال العشر سنوات الماضية هو ضبط نساء يهربن سبائك ذهب داخل مناطق حساسة بطرقة غريبة. أحبطت أجهزة جمارك وأمن طيران مطار الخرطوم الدولي، عمليات تهريب كميات كبيرة من الذهب بغلت (19) كيلو و(705) جرامات، كشفتها سلطات المطار أمس الخميس. إلى جانب الذهب ضبطت الأجهزة الأمنية (137) ألف دولار، وكمية كبيرة من المخدرات وحبوب الهلوسة، حاول مهربوها التمويه على أجهزة المطار بطرق مختلفة غير معهودة بإخفائها داخل أزياء وحقائب واسطوانات أو مستحضرات تجميل، ومصاحف القرآن الكريم. حسب إحصائية تحصلت عليها (السوداني) فإن جملة الكمية المضبوطة من الذهب عبر المطار العام الماضي، بلغت (18) كيلو و(106) جرامات، إلى جانب (967) ألفا و (250) دولارا و(4) ملايين (و484) ألفا (255) ريالا سعوديا، جميعها ضبطت مهربة بطرق مختلفة أبرزها داخل مناطق حساسة وأحذية وصناديق. «جبريل» في الجمارك وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم، الذي جرى تعيينه في التشكيل الجديد لحكومة حمدوك، وقف على ضبطية الذهب أمس بهيئة الجمارك، الوزير استقبله مدير هيئة الجمارك الفريق شرطة بشير الطاهر في أول زيارة ميدانية بشأن عمليات ضبط التهريب والمهربين لثروات البلاد. «جبريل» أشاد بدور الجمارك ووصف الضبطية بالعمل الكبير الذي يهدف إلى حماية البلاد والاقتصاد الوطني من خلال تحقيق أكبر معدلات الإيرادات بطريقة صحيحة دون اختلال بإنسياب التجارة، ووسائل التقنية الحديثة المستخدمة فى إدارة كل شأن الجمارك.الوزير أكد تشجيع وزارة المالية ودعمها للجهود التي تبذلها الجمارك لتطوير العمل بالتدريب وإدخال الأجهزة الحديثة حتى تتمكن من ضبط الحدود ومحاربة التهريب بكل السبل والحصول على الإيرادات الكافية لإستيفاء التزامات الدولة تجاه المواطنين. جبربل خلال اطلاعه على ضبطية الذهب قال: "أصدرنا قراراً بإيقاف كل الإعفاءات الجمركية الضريبية بقصد المراجعة لوجود تلاعب كبير في الإعفاءات وإعطائها لمستحقيها. أول ضبطية في العام ضابط أمن شركة بدر المشرف على إحدى رحل الشركة مطلع العام الجديد «محمد مجذوب ميرغني» لاحظ سلوك راكب وهو يتلقى سبائك ذهب مُهرَّبة قبل صعوده على الطائرة من أحد النظاميين العاملين بالمطار خارج ورديّته، وبالتعاون مع الأجهزة النظامية الأخرى نجح في ضبط الراكب وهو يحاول تهريب (7) كيلو ونصف من الذهب في تلك الرحلة، وكانت إدارة أمن الطيران استدعت الراكب واتخذت ضده إجراءات قانونية. وقتها منح رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك شهادات تقديرية وحافزا ماليا للمجموعة التي أسهمت في ضبطية الذهب بمطار الخرطوم البالغ قدرها سبعة كيلوجرامت ونصف. (10%) رئيس الوزراء د. حمدوك الرئيس المناوب للجنة العُليا للطوارئ الاقتصادية، أصدر في مايو من العام الماضي جملة من القرارات أهمها في هذا الشأن قرار منح نسبة (10%) من ضبطيات السلع المُهربة لتحفيز العاملين في حراسة المداخل والموانئ والحدود، ولمنع التهريب، مع اتخاذ ترتيبات لتطبيق مبدأ النزاهة في أنظمة الدولة وتعزيز البعد الأخلاقي؛ وصولاً إلى الإلغاء التام لنظام الحوافز. طرق غريبة سلطات أمن الطيران بمطار الخرطوم الدولي، أحبطت في العام الماضي واحدة من أحدث عمليات التهريب، وقتها حاول راكب في طريقه إلى دولة عربية تهريب ذهب، بعد تمريره على أجهزة (الإكسري) دون أن يكتشفه رجال الجمارك أو أمن الطيران، إذ صمم المسافر شرائح ذهبية على وضعية هاتفه النقال، وأدخلها فيه، بغرض التمويه لكن السلطات اكتشفته وضبطته. إلى جانب تلك العملية فإن السلطات أحبطت محاولة رجل لتهريب (5) آلاف دولار بعد إخاطتها داخل حمالة حقيبة يدوية. وقتها وصف إعلام المطار أن الأنظمة الحديثة التي تعمل بمطار الخرطوم والقوة البشرية العاملة على تشغيلها، تحول دون تهريب الممنوعات وثروات البلاد، من الذهب والعملات الأجنبية. واحدة من أخطر عمليات تهريب الذهب بمطار الخرطوم الدولي، كانت في العامين الماضيين، عندما اكتشفت الجمارك وفق معلومات دقيقة لتهريب سبائك ذهب بطريقة تبدو غير متوقعة لأجهزة الرقابة، بحيث تعمل بعض النساء في تهريب الذهب إلى الهند، لكن الغرابة تكمن في طريقة تهريب الذهب نفسها، إذ تعمل النساء على إدخال الذهب في مناطق حساسة بواسطة عمليات تجريها (قابلة) ومن ثم يحضرن إلى المطار للمغادرة، مقابل (200) دولار للرحلة الواحدة خارج تكاليف السفر، لكن السلطات أحبطت العملية ودونت ضدهن بلاغات من قانون الجمارك. عقوبات رادعة يرى خبراء ومختصون اقتصاديون أن محاولات تهريب الذهب عبر المطار والمنافذ الأخرى، لن تقف ما لم توجد الدولة قانونا رادعا يعاقب المهربين الذين يتلاعبون بثروات البلاد وينهبونها ومن ثم يهربونها إلى الخارج بأهم منفذ وهو مطار الخرطوم. الخبراء شددوا على تشديد العقوبات التي تواجه المهربين حتى يتعظ الآخرون من تكرار الفعل.
