] المرارة التى يتحدث بها حميدتي والحرقة التى تبدو عليه في كل احاديثه وتصريحاته، يمكن ان تشكّل الكثير من الخطر، وهي امر يمكن ان يدخل (السودان) الى دائرة الهلاك والفتنة والموت الزؤام. ] رجل يتحدث بهذه (الحرقة والمرارة) وهو يملك اكبر قوة مسلحة في السودان بعد القوات المسلحة يمكن ان يهدد استقرار السودان وأمنه. ] مطلوب من الذين يشرفون على قوة عسكرية بهذا القدر ان يكونوا اكثر حكمة ومرونة وهدوءاً وان لا يستجيبوا الى الاستفزازات التى يمكن ان يتعرضوا لها فتخرجهم من وقارهم. خاصة ان القوة العسكرية التى يشرف عليها خارج منظومة القوات المسلحة التى تخضع للمؤسسية وتعمل بلوائح الضبط والربط. كما ان هناك قوة كبيرة من النظام البائد تعمل من اجل اشعال الفتنة والفوضى في البلاد. ] نحن لسنا ضد قوات الدعم السريع في حد ذاتها – ولكن ضد أي منظومة او قوة مسلحة خارج القوات المسلحة. ] الرصاصة اذا خرجت فلن تعود مرة اخرى. ] في الاطار السلمي اذا كنت شخصاً قابلاً للاستفزاز والاستجابة السريعة للانفعال فان الكل ينصحك ان لا تغتني (سلاحاً) وان كان عبر الطرق القانونية والرسمية – حتى لو كان ذلك السلاح الذي تغتنيه هو (بندقية صيد). (2) ] في اخر احاديث حميدتي لدى مخاطبته تأبين القيادي في حركة جيش تحرير السودان مبارك نميري "الجمعة" الماضي بمنزل حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان اتهم النائب الأول لرئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو حميدتي ،جهات لم يسمها بشيطنته والتقليل من شأنه ومن سودانيته ورتبته العسكرية. وتابع (هؤلاء يرون المناصب القيادية حصرياً على جهات معينة وأشخاص بعينهم). ] لا نريد ان ندخل في حسبة على هذا النحو (العنصري) ونثبت لحميدتي ان كل القيادات او معظمها الآن في مجلس السيادة وفي مجلس الوزراء والولايات تثبت عكس هذا الذي يروج له حميدتي. ] مثل هذا الحديث الذي ظل يكرره حميدتي في كل خطاباته حديث خطير ويمكن ان يستغل من اجل اشعال (الفتنة) وإيقاع السودان في منزلق خطير لا يخرج منه بعد ذلك. ] حديث حميدتي واستعطافه للحلو ومني اركو مناوي تشعر فيه بالبعد (العنصري)، وكأن الشعب السوداني يرفضهم فقط لدواع (عنصرية) وهذا امر غير صحيح. ] لقد اسقط الشعب السوداني (البشير) وادخل نافع علي نافع وعلي عثمان محمد طه وهم من شمال البلاد للسجن – لو كانت هناك نظرة (عنصرية) لما حدث ذلك. ] هل يمكن ان توجد قوة عسكرية من الشمال في السودان في الخرطوم – وهل يمكن من الاساس السماح لأية قوة من الشمال او الشرق او ولاية الجزيرة ان تحمل السلاح؟ ان فعلوا ذلك سوف يعدموا بين ليلة وضحاها. ] الشعب السوداني رفض صلاح قوش (ابن الشمال) رغم ادعاء الاخير فتح المسار للشعب للاعتصام في محيط القيادة – وتبدو هناك (كراهية) عظمية لصلاح قوش الذي جرد من (كتائبه) وهو يطارد الآن ويلاحق بواسطة السلطات. ] لا احد يقول ان هناك تخطيط لشيطنة قوش. ] ليس هناك هدف (عنصري) او نظرة (دونية) كما ظل يكرر حميدتي وهو الذي قال في خطابه الاخير ان هناك جهات لم يسمها تعمل لشيطنته والتقليل من شأنه ومن سودانيته ورتبته العسكرية. ] حميدتي هو الآن النائب الاول لرئيس مجلس السيادة وهو الذي يشرف ويسيطر على كل الملفات الامنية والاقتصادية في البلاد – فماذا يريد بعد ذلك؟ ] اين كان حميدتي قبل ثورة ديسمبر المجيدة واين هو الآن؟ واين كان مناوي وعقار و جبريل ومعظم قادة الحركات المسلحة قبل سقوط نظام البشير واين هم الآن؟ – لقد ادخلت حتى (جيوش) الحركات الى العاصمة الخرطوم ، وتسيدت قوات الدعم السريع واستثمرت في الاسواق والإعلام والذهب والأموال، وهذا امر لا تقره كل نظم السلامة والأمن – اذ لا يعقل ان تدخل قوة مسلحة خارج منظومة القوات المسلحة للخرطوم للتحرك بين المدنيين والعيش بينهم. ] لا تجعلوا نهجكم بهذه الطريقة التى تحفّز (العنصرية) وتدعو لها وتشعر بعض افراد الحركات المسلحة انهم مرفوضون وغير مرغوب فيهم. ] لم تعط ثورة ديسمبر المجيدة منطقة بقدر ما اعطت ولايات الغرب، ولم تنصّب قيادات من غرب السودان كما فعلت هذه الثورة ، فعن أية شيطنة يتحدث حميدتي؟ هل يريد حميدتي بعد المناصب والامتيازات التى يحصل عليها ان يحول جمهورية السودان الى جمهورية حميدتي؟ ] حميدتي هو الوحيد الذي يشغل اخوانه مناصب رفيعة في الدولة. (3) ] يقول حميدتي في الخطاب موضع الحديث هذا : (اختصروا دوري في أن أكون مقاتلاً في الخلا أقابل ناس الحلو ومناوي وجبريل،لكن نحن تاني ما بتنغشى). ] وماذا يريد حميدتي اكثر من هذا؟ – هذا دور كل (مقاتل) و(عسكري) – من اجل ذلك يشرف حميدتي على قوة عسكرية ولهذا منح تلك الرتبة الرفيعة واعطي هذا المنصب فهو (الفريق اول). ] اذا كنت لا تريد ان تكون (مقاتلاً) اخلع البزة العسكرية وادمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة – لن نسألك بعدها عن القتال. ] هل تريد ان تحتفظ بقوة عسكرية يصرف عليها من خزينة السودان ومن قوت الشعب من اجل موازنات سياسية وقبلية فقط؟ ] لم تأت ثورة ديسمبر المجيدة بحميدتي من غرف العمليات الجراحية ولم يأت ليشغل هذا المنصب باعتباره (خبيراً) اقتصادياً او (عالم) احياء وهو يحمل رتبة عسكرية وليس درجة علمية. ] ما نطلبه من حميدتي نطلبه من البرهان، الامر ليس له ابعاد (عنصرية) – ما يتعرض له حميدتي يتعرض البرهان لإضعافه رغم ان البرهان يمثل مؤسسة عسكرية (قومية) تعمل باللوائح والقوانين...هذا الشعب في كل مرة يؤكد طلبه ورغبته في الحكومة (المدنية). ] هذا الدور الذي يرفضه حميدتي الآن في ان يكون (مقاتلاً في الخلا) يقوم به في اليمن فلماذا يرفض ان يقوم به في السودان؟ ] تسعى الثورة والسلطة الحاكمة بكل ما اعطت من قوة ان تحقق السلام مع مناوي وجبريل والحلو – هم لو كانوا يريدون منك ان تقاتلهم في الخلا ما كان لهم ان يوقعوا او يسعوا الى اتفاقية سلام معهم – هذا كلام غير منطقي وبعيد عن الواقع ، فلا تخاطب قواتك المسلحة وقبائل غرب السودان بهذا العاطفة التى تحرّض للفتنة والعنصرية والقتال. ] رفعت هذه الثورة شعار (حرية ..سلام ..وعدالة) وهي تسعى من اجل ان تحقق ذلك فلا تخدموا النظام البائد بهذه المشاعر والأحاسيس واللغة التى تدعو للفتنة. (4) ] بغم / ] يشهد الله اني عندما تعرضت للاعتقال في يناير 2019 في احد المواكب التى خرجت ضد نظام البشير سألني احد الذين اعتقلوني وأنا في مكاتب الامن بموقف شندي : (انت من وين؟). ] قلت له : أنا من شندي!! ] فقال لي وقد كان من يحقق معي من ابناء غرب السودان : (انت عاوز شنو اكتر من كدا؟ – الحكومة دي حكومتكم.. كلها من شندي، طالع ضدها مالك؟) – وهو يقصد حكومة الإنقاذ ] وقتها كان يشارك مناوي وجبريل والحلو كذلك بالبيانات ويقاتلون من الخارج من عواصم اوروبية وفنادق فاخرة...وكان حميدتي نفسه في اللجنة الامنية لنظام البشير...وهو الذي اعتقلتنا قواته لأننا خرجنا ضد البشير.