مُتفلتون يُطلقون النار على قوة "مُشتركة" بالخرطوم وخبراء يُطالبون بفرض هيبة الدولة قالت الشُرطة إن مُتفلتين أطلقوا النار على قوة "مُشتركة" بمنطقة سوبا ضواحي العاصمة. وتعمل 4 قوات على مُحاربة الجريمة والتفلتات وبسط الأمن أعقاب ارتفاع مُعدلات الجريمة في العاصمة الخرطوم. وأشارت الشُرطة، في بيان الأربعاء، إلى أن المُتفلتين أطلقوا النار على القوة بمجمع رهف السكني بسوبا، وأوضحت أنه خلال الحملات المنعية للقوات المشتركة انتشرت القوات صباح "أمس" والمكونة من الشرطة والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن في دائرة اختصاص قسم شرطة سوبا لمحاربة المتفلتين، وإزالة الظواهر السالبة والعشوائيات ودك أوكار الجريمة. وتابعت "عند التنفيذ تعرضت القوة لإطلاق الرصاص من بعض المتفلتين وتمت السيطرة عليهم وتوقيفهم".
فلاش باك تستضيف الخرطوم أكثر من 5 جيوش، هي «الجيش النظامي، وقوات الدعم السريع، وقوات حركة تحرير السودان جناح مناوي، وقوات العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم (وزير المالية الحالي)، وقوات أخرى تابعة لحركات منشقة من الحركات الأم)، كلها تحوم في طرقات الخرطوم بكامل عتادها وسياراتها ذات الدفع الرباعي وفي شوارعها .
بند الترتيبات الأمنية وقال رئيس الجبهة الثالثة تمازج إسماعيل زيرو ل(الحراك) إن القوات التي تم توقيفها من القوة المشتركة تتبع إلى قوات عدد من الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، وأكد أن الحركات اتخذت من المجمع موقعاً لها بعلم من السلطات. وقال زيرو إن تأخير تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ودمج الجيوش هو واحد من الأسباب التي أدت إلى اندلاع مثل هذه الأحداث. وأضاف ونصت اتفاقية السلام الموقعة مع هذه الحركات، على عمليات دمج وإعادة تأهيل وتسريح قوات هذه الحركات في الجيش السوداني، في غضون 60 يوماً من توقيع الاتفاقية، لكن السلطات المركزية لم تلتزم بالمدة المحددة، وتعذرت الحكومة بأن الالتزام بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية بحجة ضعف ميزانية الدولة وعدم التزام وسطاء السلام بدعم هذه الخطوة، فسارعت هذه القوات للقدوم للعاصمة الخرطوم بكامل عتادها وآلياتها، بانتظار إكمال الترتيبات الأمنية، الأمر الذي أثار مخاوف بين المواطنين من احتمال نشوب قتال داخل المدن وبين المدنيين.
بسط هيبة الدولة ويقول المحلل العسكري الفريق حنفي عبدالرسول إن ماحدث هو عبارة عن قوات شكلت من مجلس الأمن والدفاع لتقوم بدورها من إزالة للتشوهات والتفلتات وإزالة الظواهر السالبة الخارجة عن القانون، واجهت حركات متفلتة تابعة لحركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا للسلام. ودعا إلى ضرورة تنفيذ القانون لتدارك وقوع مثل هذه التلفلتات، وقال إن مثل هذه الحركات تستغل السيولة الأمنية الموجودة بهذه الفترة. وأضاف أن مثل هذه الحركات لابد من ضبطها وردعها بالقوة وبسط هيبة الدولة بلا تهاون،ودعا الدولة إلى ضرورة تمسكها بزمام الأمور حتى لاتتكرر مثل هذه الأحداث. وقال إن تكرار هذه الأحداث ينعكس بصورة سيئة على المواطن، وأكد أن تأخير تنفيذ بند الترتيبات الأمنية لايعتبر سبباً لحدوث مثل هذه الظواهر وتفلت مثل هذه الحركات. وأضاف أن الترتيبات الأمنية تحتاج إلى مبالغ كبيرة أكبر من قدرة خزينة الدولة على تنفيذها.
وقال إن هذه العملية تحتاج إلى ميزانية ضخمة تعجز الدولة عن توفيرها في الوقت الراهن، وأضاف أن وجود السلاح في معسكرات تلك القوات لابد من ضبطه وتقنينه،وطالب الفريق الجهات المختصة بجمع السلاح وإلى ضرورة تكثيف عمليات جمع السلاح القسري بكل أشكاله، وأكد أن هنالك أبعاداً نفسية على المواطن من وجود أعداد كبيرة للجيوش داخل الخرطوم تتجول بكل عتادها دون رادع. وقال إن هذا المنظر سيؤثر على أمان المواطنين ويضر بالاستثمار في المرحلة الحالية، وقال لا كبير على القانون ولابد من ضبط هذه القوات ومساءلة قياداتها حتى لاتتكرر مثل هذه الظواهر المقلقة على حد وصفه. تقرير: إيمان الحسين