أعلن مجلس نظارات البجا بشرق السودان رفضه التراجع عن مطالبه التي تشمل تشكيل حكومة كفاءات، في حين اتهم وزير سوداني جهات في السلطة بالسعي لاستغلال أزمة الشرق، ويأتي ذلك وسط خلاف محتدم بين المكونين المدني والعسكري بشأن نقل قيادة المرحلة الانتقالية إلى المدنيين. ففي تصريحات له السبت، وصف عبد الله أوبشار، مقرر مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان وفق الجزيرة نت، قضية أهل الشرق بأنها مقدسة، ولا يمكن التراجع عنها. وقال أوبشار إن مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا قد أصبح من الماضي، مؤكدا عدم قبول المجلس بعقد أي مؤتمر بعد مؤتمر "سِنْكات"، الذي قال إنهم يسعون لتنفيذ مقرراته عبر إتاحة منبر تفاوضي خاص بقضية شرق السودان. وأضاف أن تصحيح مسار الثورة السودانية في هذه المرحلة أساسه في شرق السودان، ورأى أن مطالب أهل البجا تشكل تصحيحا للثورة السودانية، وعودة حقيقية للوثيقة الدستورية وحكومة الكفاءات بدلا عن الحكومة الحزبية، التي قال إنها أثرت سلبًا في مسار الثورة السودانية. ووجّه القيادي القبلي رسالة إلى المجتمع الدولي ودول الترويكا أكد فيها إصرار المجلس على مطالبه واستعدادَه للحوار من أجل التوصل إلى حلول، مشيرا إلى أن أهل شرق السودان ظلوا ينادون طوال الحقب الماضية بما سماه الحقوق التاريخية والقسمة العادلة والمشاركة الفعلية. وكان رئيس مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك أكد للجزيرة في وقت سابق استعداده لفتح المناطق المغلقة شرط إلغاء رسوم الجمارك، في الوقت الذي دعت فيه دول غربية زعماء المنطقة إلى إنهاء حصار ميناء بورتسودان والانخراط في حوار سياسي مع الحكومة. ومنذ 3 أسابيع يغلق محتجون مؤيدون لمجلس البجا الموانئ البحرية والطرقات والسكة الحديد، ويشمل الإغلاق ميناء بورتسودان وخط أنابيب النفط الذي يغذي العاصمة الخرطوم، وهو ما دفع مسؤولين سودانيين إلى التحذير من أزمة خطيرة. تداعيات الإغلاق في السياق، أفاد مصدر بوزارة الصحة بولاية البحر الأحمر (شمال شرقي السودان) للجزيرة بأن أكثر من 75 حاوية أدوية ومستلزمات طبية ما تزال في ميناء بورتسودان في انتظار اكتمال إجراءات شحنها. وكان مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان قد سمح بشحن أكثر من 60 حاوية تحمل أدوية عبر الطريق القومي إلى الخرطوم وولايات أخرى، في حين أعلن وزير المالية اللجوء إلى الشحن الجوي. من جانبه، قال رئيس غرف نقل المواد البترولية بولاية البحر الأحمر، تاج السر كرَّار، إن أكثر من 200 شاحنة محملة بالوقود لم تستطع مغادرة ميناء بورتسودان بسبب الإغلاق. وأوضح كرار -في تصريح للجزيرة- أن الوقود المحمل في الشاحنات مخصص لتشغيل محطات الكهرباء بالخرطوم وشركات السكر والأسمنت. وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة السودانية أنها ستلجأ إلى نقل بعض المستلزمات الأساسية جوا من شرق السودان؛ نظرا إلى استمرار إغلاق الموانئ والطرق الرئيسة بالشرق، وسط بوادر لظهور أزمة خبز حادة في العاصمة الخرطوم. استغلال الأزمة في الأثناء، قال وزير شوون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر يوسف إن هناك جهات ذات ميول انقلابية داخل السلطة تسعى لاستغلال أزمة شرق السودان. وفي تدوينة نشرها اليوم السبت على حسابه بفيسبوك، أكد يوسف التزام الحكومة بالحل السياسي لأزمة شرق السودان، مشيرا إلى أن الإغلاق أدّى إلى خنق البلاد. ورأى الوزير السوداني أنه يمكن التعبير عن المطالب في شرق السودان بوسيلة أفضل من الإغلاق. وفي ما يخص الخلاف القائم بين المكونين المدني والعسكري، قال يوسف إن تصريح النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي بشأن تبعية جهاز الأمن والشرطة للعسكريين يمثل خرقا واضحا للوثيقة الدستورية. ورأى أن تصريح حميدتي يشكل تهديدا مباشرا للوفاء بالتزامات ومهام الوثيقة الدستورية، وهو ما سيتم التصدي له بصورة جادّة وصارمة، حسب قوله. وكان حميدتي قال إنه لم تتم مناقشة تسليم رئاسة المجلس السيادي إلى المدنيين باعتبار أن الأمر سابق لوقته، مؤكدا أنه لن يتم تسليم الشرطة وجهاز المخابرات العامة إلا لحكومة منتخبة.