ربما تشهد الساعات القليلة القادمة انفجارًا للوضع ما بين الاتحاد السوداني لكرة القدم والشركة كابيتال بلو سبورتس الراعية للأنشطة إلى جانب الأندية المشاركة في المنافسات ولجنة المسابقات بالاتحاد،وكشفت الأنباء المتواترة إلى أن عقد الشراكة بين الثلاثة يمضي نحو طريق واحد هو فض الشراكة رغم ماتبقى من فترة من العقد وبالأخص حول الالتزامات الخاصة بالشركة تجاه الرعاية وعدم التزامها بدفع عوائد مالية للاتحاد الذي يقوم من بعد بتسليم الأندية أنصبتها عن طريق الأقساط. الشركة تهدِّد وبالقانون وجهت شركة "كابيتال بلو سبورت" المصريه، الراعي الحصري لنشاطات الاتحاد السوداني لكرة القدم، بضرورة تأجيل موعد نهائي كأس السودان القومي بين الهلال والأهلي الخرطوم إلى وقت لاحق ليتم التنسيق له مع الشركة هذا وهدَّدت "كابيتال" الاتحاد السوداني لكرة القدم باتخاذ التدابير القانونية اللازمة حال أصر على إقامة المباراة النهائية في موعدها الذي قطعه مؤخراً دون الرجوع إليها في المشاركة في هذه التفاصيل.
بداية الخلاف من الولايات ومع مرور الوقت اشتعل الخلاف الذي بذر جزوته التلفزيون القومي أثناء مباراتي الهلال أمام الأمل والفلاح العطبراويين، حيث دعي التلفزيون القومي المالك الحصري لبث الدوري الممتاز عبر قناة النيلين الرياضية إلى إيقاف نقل مباريات الدوري الممتاز خاصة التي تلعب في الولايات التي تملك أندية في البطولة، وذلك بشأن عدم التزام الشركة الراعية بدفع المستحقات التي وعدت بها في تقديم الدعم وتوفير بعض المعينات الخاصة بالنقل ولكن القناة تراجعت عن الخطوة واستمرت في نقل مباريات الدوري الممتاز، نسبة لضغوط وجدتها من قبل الاتحاد السوداني لكرة القدم آنذاك.
غضب في الاتحاد السوداني بعض مسؤولي الاتحاد السوداني للكرة وضح اتجاههم نحو الشركة الراعية بشئ من الامتعاض والغضب وذلك بسبب تدخلاتها أحياناً في الشأن الفني دون مراعاة للأوضاع والظروف التي تنعكس على لجنة المسابقات باتحاد الكرة والتي تسعى لإنهاء كافة التزاماتها التنافسية حسب خارطة الموسم الرياضي وسعيها لتجاوز الضغوط التي ظل يعاني منها الموسم الكروي، وأعلن أعضاء في الاتحاد عن غضبهم تجاه هذا التدخل الغير مقبول لديهم من قبل الشركة في الشأن الفني وطالبوا بأن تعاد صياغة التكاليف في محتواها بعيدًا عن المسابقات التي تحكمها منافسات واستحقاقات خارجية بالنسبة للمنتخبات الوطنية والأندية المشاركة أفريقيا.
إيقاف وقرار متوقع وكانت الشركة الراعية كابيتال بلو سبورتس، قد طلبت من اتحاد الكرة تأجيل مباراة نهائي منافسة كأس السودان القومي وذلك لمزيد من الترتيبات التنظيمية، بيد أن لجنة المسابقات بالاتحاد أبدت تمسكها بقيام النهائي في الموعد المقرر له الاثنين بإستاد الهلال (الجوهرة الزرقاء) ودون الاكتراث لمطالب التأجيل،في خطوة حملت في أبعادها والكثير من الرسائل والمضاميين التي قد تنعكس على شكلية العلاقة بين اتحاد الكرة وشركة كابيتال بلو سبورتس والتي ربما تقترب من اتخاذ خطوة تقضي بإيقاف عقد الرعاية هذا وإسدال الستار عليه بشكل نهائي. أندية الممتاز هدَّدت بالانسحاب وكان عدد من أندية الدوري الممتاز قد هدد من قبل بالانسحاب من البطولة الأولى كما تبع ذلك انسحاب عدد منها من بطولة كأس السودان القومي مما جعل الاتحاد يقدم على خطوة أن يكون الحضور فيها بشكل غير إجباري ودون عقوبات علي الأندية التي تنفست الصعداء من بعد ذلك، وجاء تهديد الأندية بالانسحاب من البطولة بسبب طريقة تعامل الشركة الراعية لأنشطة الاتحاد السوداني لكرة القدم وعدم التزامها ببعض الجوانب المالية وجاء تحفظ الأندية بشكل واسع من قبل أندية الممتاز التي ظلت تطالب باستمرار بمستحقاتها المالية تجاه الشركة الراعية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه الأندية من خلال المنصرفات عالية.
الأزمة متجدِّدة ولم تكن هذه الأزمة الأولى التي تهدد الدوري ورعايته وبثه بالتوقف حيث كشفت من قبل وفي أعوام سابقة خاصة في العام2012م، حيث نالت شركة سوداني للاتصالات عقد الذي كان في ذلك الوقت حصرياً عليها ومن بعد اندلعت الأزمة بين الأندية والاتحاد السوداني لكرة القدم بعد أن شعرت الأندية أنه يماطلها في سداد الأقساط التي قسمت عليها، وقد ذهبت الأندية إلى شركة سوداني التي كشفت لها أنها قد سلمت الأقساط للاتحاد ومن بعد هددت الأندية بالانسحاب من البطولة كما اندلعت أزمة أخرى بين الشركة والقنوات التي أوكل لها بث المباريات وهدَّدت بفسخ العقد لأنها لا تجد من خلال بث المباريات على قلته شيياً من عائد إعلاني لها كما طال الأمر -أيضاً- الصحف والمواقع الإلكترونية التي لم تول عقد الرعاية اهتماماً، كما هدَّدت -أيضاً- بالمقاطعة لفعاليات الدوري الممتاز باعتبارها تقوم بخدمة خبرية ومتابعة ليس إلا وكانت هذه الخطوة الأقوى التي جعلت الاتحاد يتقدم باعتذار رسمي للإعلام وأنه يحترم ما يقوم به من نشر حول المباريات والمتابعات ذات الصلة بالدوري الممتاز.
