أكد أحمد إمبابي، باحث متخصص في الشأن الأفريقي، أن موقف مصر من الأزمة السودانية ثابت من البداية ومحدد وشامل لاحتواء هذه الأزمة، حيث إنه قائم على مجموعة من العناصر الأساسية، العنصر الأول يدعو للوقف الشامل لإطلاق النار واللجوء للحل السياسي، خاصة أنه وفقا للنزاعات والأزمات المسلحة التي شهدها السودان منذ عام 1956 وحتى الآن، نجد أن الخيار العسكري أو الأمني ليس هو الأمثل في الأزمات السودانية. وأضاف "إمبابي"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "اكسترا نيوز"، اليوم الجمعة أن البعد الآخر الذي أكدت عليه مصر بشأن الأزمة السودانية، أن ما يحدث في السودان هو شأن سوداني ويخص الأشقاء في السودان، وبالتالي يجب أن يكون الحل محليا ولا يجب أن يكون هناك تدخلات خارجية من الأزمة، لأن التدخلات الخارجية قد يعقد الأزمة في السودان، وهذا واحد من التحديات أيضا الذي تشهده الأزمة في الفترة الراهنة. وتابع الباحث في الشأن الأفريقي، أن مصر منذ اليوم الثاني أو الثالث من اندلاع الصراع في السودان أكدت على ضرورة عدم وجود تدخل خارجي في الأزمة، والتدخل الخارجي هنا ليس مقصود به فقط التدخل العسكري والأمني، وإنما التدخل السياسي أيضا لدعم مجموعة من الأطراف على حساب الآخرين. واستكمل، أن مصر أكدت على ضرورة أن يكون هناك توافق بين كافة الأطراف السودانية، وأن يكون هناك حلا يشارك فيه الجميع، خاصة أن هذه واحد من التحديات الذي بسببها اندلع الصراع في منتصف أبريل الماضي في السودان، حينما تم توقيع في ديسمبر الماضي اتفاقا دون مشاركة جميع الأطراف، وهو ما زاد من حالة الانقسام، وما أدى إلى تعقيد الموقف الداخلي في الفترة الحالية.
