يدّعى الإخوان الإرهابيون دوماً أن مشكلتهم مع النظام السياسى وليست أبداً مع الوطن والمصريين.. تكذِّبهم أفعالهم قبل أن يُكملوا الجملة وتكشف سوءات نواياهم بأحط الصور والأشكال! يخشى المصريون، بطبيعة الحال، من تبعات التصعيد فى البحر الأحمر، والذى بدأ يؤثر على قناة السويس، فالإيراد الدولارى للقناة يمثل رافداً من روافد النقد الأجنبى المُستخدم بشكل مباشر فى توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء ومواد بترولية لأكثر من 100 مليون مصرى. هنا، لا مجال للسياسة أو المكايدات، فالمرفق يتأثر بتصعيد خارج تماماً عن إرادتنا، كما أن التبعات، لا قدّر الله، ستطال الجميع، لا فرق بين ليبرالى ويسارى وإسلامى، مؤيد أو معارض، الكل متضرر والتهديد يمس الأمن القومى. لكن الإخوان، المطاريد عموماً، بإعلامهم ومنصاتهم ولجانهم الدنيئة، يمارسون أقذر صور الشماتة بمجرد الإعلان عن انخفاض إيراد القناة بنسبة 40% فى أول 11 يوماً من الشهر الجارى!هنا تتوقف مندهشاً، ما علاقة قناة السويس بكراهيتهم الشديدة للرئيس الذى نسف جماعتهم؟ هل كانت القناة مشروعاً حديثاً أو تم حفرها خلال السنوات العشر الماضية؟ هل يُستخدم الإيراد الدولارى السنوى -نحو 9 مليارات دولار- فى الإنفاق على مؤسسة الرئاسة مثلاً؟نحن أمام حالة شماتة فى المصريين بشكل مباشر، حالة تفضح كراهية هذا التنظيم وأذنابه للمصريين أنفسهم، وهى تؤكد أنهم يدركون تمام الإدراك أن ما حدث فى 30 يونيو لم يكن قراراً من القوات المسلحة أو وزير الدفاع منفرداً آنذاك، وإنما كان استجابة لإرادة شعبية ساحقة.. لم ينسَها الإخوان منذ ذلك الحين وإلى الآن.هذه الشماتة، ومعها الترويج الحقير لأكاذيب المحامى الإسرائيلى حول مسئولية مصر عن منع دخول المساعدات إلى غزة، والسعى الحثيث للتخديم على مخطط التهجير الإسرائيلى، كل ذلك وغيره شواهد تؤكد أن هذا التنظيم ليس إلا خنجراً مأجوراً يستهدف مصر والمصريين.. لم يكن يوماً من نسيج الشعب ولن يكون. الأحداث كل يوم تؤكد أن أصدق ما قاله الإخوان كان جملة أطلقها مهدى عاكف لخّصت كل شىء: الوطن حفنة من تراب.. هذه هى الحقيقة العارية تماماً، فلا هم منّا ولا نحن منهم!
