هناك كثير من قائدي السيارات يقودون بسرعة في سبيل الوصول إلى موعد الإفطار دون مراعاة آداب الطريق ومشاعر الآخرين وأرواحهم فتقع الحوادث المرورية وتوقع صاحبها في التهلكة مع الآخرين. فما رأي علماء الشرع في القيادة المتهورة قبل الإفطار؟ وهل تعد مخالفة شرعية كما هي مخالفة قانونية؟ أكد د.سيد محمد الطبطبائي أن على المسلم أن يكون في جميع أحواله متحليا بالسكينة والوقار خصوصا في فترة صومه لأن في ذلك الوقت يكون منشغلا بالعبادة ومتصلا بالله عزّ وجلّ، وما لمسناه من العجلة لدى قائدي السيارات وخصوصا قبيل الإفطار سلوك في غير محله، لأن العجلة قد يترتب عليها كثير من الحوادث المرورية المفزعة وذلك قبل الإفطار بدقيقة أو دقيقتين، والإسلام لم يطلب منا الوقوع في التهلكة من اجل الافطار.ولفت د.الطبطبائي إلى أن السرعة المفرطة وتجاوز الإشارات الحمراء وغيرها وخصوصا في فترة الازدحام قبيل الافطار من شأنها ان تؤدي الى كثير من الحوادث المرورية، وأشار الى ان على المسلم ان يخرج مبكرا للوصول الى المكان الذي يقصده او التأخر قليلا لما بعد الإفطار، فذلك لن يؤثر على دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة التبكير في تناول الفطور، مضيفا ويمكن تدارك ذلك بأخذ تمرات معه في السيارة يفطر عليها وكلها حلول حتى يبرأ الإنسان بنفسه عن العجلة قبل اذان المغرب. وشدد د.الطبطبائي على ان وسائل الإعلام عليها دور كبير في ذلك فعليها ابراز الحوادث المؤلمة لتكون عبرة للسائقين والسعيد من يتعظ بغيره فكم من عائلة فقدت معيلها في شهر رمضان بسبب السرعة المفرطة والقيادة المتهورة، وكم من انسان اصبح مصابا بعاهة مستديمة بعد ان كان يتمتع بالقوة والنشاط فتحولت حياته من سعادة إلى شقاء.. وليتذكر قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).عاصٍ وآثم من جانبه، شدد د.بسام الشطي على أن التزاحم والمشاحنات والهمز واللمز ليس من اخلاق المسلم طوال العام، فما بالنا في شهر الرحمة والتسامح والحب والتعاون بين المسلمين، وليس شهر الغضب والعصبية وسوء الخلق وإيذاء الآخرين، وبذلك يفقدهم متعة مناجاة الله في تلك الأوقات الجليلة مما يؤدي إلى السباب والشتائم او الاتصال بالشرطة. وأضاف د.الشطي: قال الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة – البقرة: 195) فلماذا لا يتذكر قائدو السيارات نداء الله تعالى ويسرع قائد السيارة ويكون الموت أحياناً اسرع خاصة قبل الفطور، مؤكدا أن القيادة بسرعة ليست من اخلاق المسلم ونحن في شهر الرحمة والتسامح وليس شهر التزاحم والتدافع وسوء الخلق، أما ما نراه من ازدحام مروري قبل الإفطار فهذا لا يجوز شرعا لما ينتج عنه من حوادث لا تحمد عقباها، وخاصة قبل الإفطار وهو آثم وعاص لله تعالى.
