إختتم الإتحاد النقابي لعمال شرق أفريقيا إجتماعه التداولي مساء الأربعاء 11 يناير الجاري فى دورة انعقاد وجدت اهتماماً من مؤسسات الدولة السياسية ولم تجد مايوازي أهميتها من وسائلنا الإعلامية . الإتحادات النقابية كمنظمات مدنية صارت محط إهتمام الحكومات وأصحاب العمل فى القطاعين العام والخاص لتأثيرها الكبير على مجريات الإنتاج وعلاقات العمل ومن هنا اكتسبت قوتها فى البلدان الصناعية الكبرى إذ هي ذراع فاعل فى الحياة السياسية وركيزة لايمكن تجاهلها وتخطب ودها الأحزاب السياسية لدورها الحاسم فى العمليات الانتخابية . والإتحادات النقابية للعمال فى أفريقيا مرجو منها أن تتصدى وتواجه الكثير من القضايا والتحديات تتصدرها قضية العمال الأفارقة فى الدول الصناعية الكبرى فى أوروبا إذ شهدت السنوات الأخيرة هجرات متتالية للعمال الأفارقة الى أوروبا وجاءت معظم هذه الهجرات بأساليب وطرق غير شرعية قاومتها السلطات الأوروبية دولاً واتحاداً ونجم عن هذا التصدي لهجرة العمال الأفارقة إنتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان خلف آلاف القتلى والمفقودين فى أعالي البحار والمحيطات إذ تقوم شرطة السواحل بمطاردة هؤلاء العمال فى مياهها الإقليمية وتجليهم عنها مما يؤدي فى معظم الأحيان الي غرق المراكب التي تحملهم وهي مراكب غير مجهزة أصلاً للإبحار ويديرها سماسرة وقراصنة من مختلف الجنسيات. وأما العمالة التي تنجح فى الوصول الى السواحل يتم جمعها كما الدواب فى معسكرات تفتقد لأبسط مقومات الإقامة والإيواء الإنساني وتتعرض من بعد ذلك الى الإبتزاز للقبول بالتوظيف فى الأعمال الشاقة والوضيعة التي يأنفها المواطن الأوروبي وتقبل عليها العمالة الأفريقية مكرهة التى تواجه أصنافاً من العنصرية وضآلة الأجور وعدم الرعاية الصحية والاجتماعية رغم أن أوروبا الرسمية والحكومية تحاول منذ اجتماع مالطا فى العام 1997 معالجة الأوضاع غير الإنسانية الناجمة عن ازدياد الهجرة إليها من أفريقيا وأوروبا الشرقية وحتى بعض الدول الآسيوية إلا أن التعامل المجتمعي بدأ يتردى خلال السنوات الخمس الأخيرة لنشاط منظمات أوروبية عنصرية تدعو الى إجلاء المهاجرين الأفارقة من قارتها وقدمت بعض الحكومات الأوروبية حوافز وإغراءات للعمال الأفارقة بأن يعودوا الى بلدانهم مع التعهد بدفع ذات المكافآت التى تقدمها بعض دول الإتحاد الأوروبي فى هذا الشأن فى بلدانهم بعد عودتهم إليها بعد التعهد بعدم السفر ثانية الى أوروبا . وعلى ذكر اتحاد النقابات الأفريقية فالتحية للنقابي الأفريقي البرفيسور إبراهيم غندور الذي أضاف بعداً وقيمة للعمل النقابي فى السودان وأفريقيا لدأبه وسعة أفقه وتدرجه في المناصب النقابية إذ كان لي شرف العمل معه فى أوائل التسعينيات الماضية فى النقابة العامة للتعليم العالي التى كان يترأسها وكنت أعاونه أميناً للشئون العلمية والثقافية ضمن أخوة أنقياء فما وجدت منه هذه النقابة وقواعدها إلا مايرفعها ويعلو من شأن عضويتها.